السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير يحيى سلامة.. خمس سنوات من السجن والإهمال الطبي

    آخر تحديث: الخميس، 14 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    صابرة رغم المشقة والمرض والتعب... حزنها ملامح ثابتة... تعتصر بداخلها لوعة الفراق والخوف على ابنها الأسير الذي يعاني من مرض داخل السجون الصهيونية... الأب يجلس كل يوم بعد شروق الشمس في حالة ترقب... يداعب أنفاسه المستسلمة في صدره وعيناه تذرف دمعا, بينما يديه ممدودتان للسماء تبتهل بصوت عال "يا رب اشف ابني يحيى"... الزوجة يعتصر قلبها آلما ولهفة لرؤية زوجها... الابنة تردد أغنيتها "عد يا أبي إلينا قريبا.. لماذا حرموك من العيش معنا في بلدتنا بروقين".
    ما بين الصالة والدعاء تقضي أسرة الأسير يحيى كمال سلامة من بلدة بروقين قضاء سلفيت, يومها بانتظار الاطمئنان على صحة ابنها التي تتدهور كل يوم, لعدم موافقة إدارة السجون على تقديم العلاج اللازم له. وبصوت مخنوق أخذت والدة يحيى تحدثنا قائلة: "لم يهدأ لنا بال منذ اعتقال يحيى وكل يوم يزداد خوفنا عليه وعلى صحته, فهو يعاني من دهنيات في كتفه الأيمن منذ أربع سنوات وكل يوم تزداد صحته سوءا, وفي المقابل إدارة السجن ترفض معالجته, وأنا رأيتها في آخر زيارة لي, مع أن يحيى كان يرفض رؤية يده, ولكن من كثر إلحاحي رأيتها, فصدمت من منظر يده, وكانت تعاني من ورم كبير ويزداد الورم كل يوم, إضافة إلى ذلك يعاني يحيى من مرض الباسور والضغط". تتوقف والدة يحيى عن متابعة حديثها لتكون الدمعة لغتها, لملمت ذاتها ومسحت دمعتها لتعود لمواصلة حديثها قائلة: "إن شاء الله بسمع أخبار لأطمئن على صحته", وتكمل: "كان يحيى موظفا في الأمن الوطني وهو من مواليد 9/ 6/ 1985، متزوج وكان يسكن هو وأسرته في بيت مستقل, ومنذ اعتقاله بتاريخ 27 /نيسان / 2007 وعائلته المكونة من ثلاثة أطفال ووالدتهما, يسكنون معنا في نفس البيت, فكيف نتركهم يعيشون بعيدين عنا؟", صمتت وأخذت باحتضان أحد أبنائه, وبدأت بالبكاء مرددة بين شفتيها: "هذول من ريحة الحبايب, إن شاء الله بحضن أبوكم عن قريب".
    وما بين حزنها واشتياقها ولهفتها للاطمئنان على صحة يحيى، تواصل والدته حديثها عن كيفية اعتقاله قائلة: "يوم اعتقاله كان يحيى في زيارة أهل زوجته في بلدة كفر الديك, وأثناء توجهه للدوام في رام الله صباحا, وعند وصوله حاجز عطارة, قام الجيش بإيقاف السيارة التي كان فيها, دون إيقاف أي سيارة أخرى, وقام أحد الجنود بفتح الباب قائلا للركاب: يحيى سلامة موجود ينزل" ليجيبه يحيى أنا هو, فقال له الجندي أعطيني بطاقتك وخذ حقيبتك وانزل من السيارة", وتم اعتقاله وأخذه إلى معسكر حواره, وقمنا بوضع محام للدفاع عنه, ولكن دون جدوى، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات بعد ما كانت محكوميته 16 عاما".
    وواصلت والدة يحيى حديثها عن تنقلاته داخل السجون الصهيونية، قائلة": تم نقل يحيى من معسكر حوارة إلى سجن الجلمة ومكث فيه 58 يوما, وهي فترة التحقيق إلى أن صدر الحكم بحقه, وبعدها إلى سجن مجدو وما زال فيه, وأثناء التحقيق تم استخدام أساليب التعذيب بحقه.. ما أصعب فراق الابن عن حضن والدته".
    ويبكي والد يحيى بمرارة كلما ذكر اسم ابنه أمامه أو عند رؤية صورته, لشوقه الكبير لعناقه ورؤيته بصحة جيدة حرا طليقا, ويقول: "لم أعد قادرا على التحمل ويحيى يعاني من المرض, وإدارة السجون ترفض علاجه, لم أترك بابا إلا وطرقته, ناشدت وزارة شؤون الأسرى ووزيرها عيسى قراقع, والصليب الأحمر, من أجل الضغط على إدارة السجون لتقديم العلاج ليحيى, ولا من مجيب", ويتابع: "كل يوم يزداد خوفي على ابني وما يزيد من حسرتي عدم السماح بزيارته بحجة أنني مرفوض امنيا من قبل سلطات الاحتلال, فمنذ اعتقاله ولغاية الآن وأنا مرفوض امنياً, وزيارتي له مرة في السنة حتى أخوانه الذكور وزوجته ممنوعون من زيارته, ومن يزوره فقط هو والدته وأخواته البنات".
    ويتابع حديثه قائلا: "تتدهور حالة يحيى الصحية دون أن نسمع صوتا ينتصر له، ونطالب بعلاجه بأسرع وقت, لذلك نناشد كل المؤسسات التي تعنى بقضايا الأسرى وحقوق الإنسان الضغط على حكومة الاحتلال من أجل تقديم العلاج ليحيى ومتابعة وضعه الصحي".
    "من اجل رؤيته كل شيء يهون"، بهذه الكلمات واصلت والدة يحيى حديثها عن معاناتها في زيارتها لابنها, وتكمل: "معاناتي تبدأ من الصباح الباكر إلى ساعات متأخرة من الليل, وأنا أعاني من أزمة صدرية, لتتضاعف معاناتي عند وضع ما يقارب ال 24 شخصا من أهالي الأسرى في غرفة واحدة مساحتها 6 أمتار تقريبا, وليس لها متنفس, ولا يوجد فيها مياه للشرب, وبالتالي نتضايق, ويكون وضعنا صعبا للغاية, وخصوصا كبار السن والذين يعانون من أمراض, علاوة على ذلك التفتيش وطريقته المستفزة, وفيه إهانة للإنسان لدرجة أنه في إحدى الزيارات قامت إحدى المجندات باصطحابي إلى غرفه خاصة وقامت بتعريتي تماما بحجة أن معي سلاح".
    صمتت وكأنها تستذكر تلك الحادثة, دقائق وعادت لمواصله حديثها دون توجيه أي سؤال لها قائلة: "وما يزيد من الطين بلة آلة التفتيش التي يتم وضع جميع أهالي الأسرى صغارا وكبارا فيها لفحصهم". يقاطعها زوجها ليحدثنا عن تلك الآلة قائلا: "هي عبارة عن ماكنة تعمل عن طريق أشعة الليزر, يتم إدخال كل شخص فيها الكبير والصغير, ويكون مكان الأرجل ظاهرا, ويتم رفع الأيدي لفوق, يعني يكون الشخص "كالمشبوح" وتقوم الماكنة بالدوران بالشخص لمدة دقيقتين ليتم فحص الجسم لدرجة أن الهيكل العظمي للإنسان ظاهر, وكل شيء في الجسم يتم رؤيته, وهذه الإشعاعات التي تصدر من خلال الماكنة خطرة على صحة الإنسان, وقد تسبب السرطان", وينهي حديثه قائلا: "هذا هو الاحتلال.. قهر وإذلال للفلسطينيين وعدم احترام لحقوق الإنسان". بتعبيرات وجهها الشاحب وبصوتها الحزين، أخذت زوجة يحيى تحدثنا قائلة: "أقوم بدور الأم والأب مع أبنائي, فأشعر بحسرة تقتلني عند رؤيتهم وهم يأخذون ويقلبون صورة والدهم, بل ويحدثونه من خلال الصورة فلا أستطيع رؤية هذا الموقف, وخصوصا ابنتنا يسرى والتي دائما تسألني متى سيعود أبي لنا, ونعيش معا, وتبقى تنشد أنشودتها المفضلة "عد لي يا أبي حرموني منك أنا بحاجة لك" أما كمال ودعاء فيتفقدونه في كل مناسبة وخصوصا في الأعياد، ويبقى السؤال متى سيعود أبي لنا؟ ويكون معنا كأطفال جيراننا؟ ولماذا حرمنا الاحتلال منه؟ لتكون إجابتي سيعود لنا قريبا".
    وتتابع حديثها قائلة: "أنا مرفوضة أمنياً، وزيارتي له في السنة مرة واحدة, وخوفي يزداد كل يوم على صحته, وهي آخذة بالسوء بسبب إصابة يده بمرض لم نعرف ماهيته, والسلطات الصهيونية ترفض علاجه". وتنهي حديثها متسائلة: "ألا يكفي الاحتلال ما يفعله بنا من حرماننا كنساء من أزواجنا وحرمان الأطفال من آبائهم, ولماذا لم يقوموا بعلاجه, أين الإنسانية مما هم فيه؟".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 10/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زكريا الشوربجي من الجهاد الإسلامي بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، يذكر أن الشهيد أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال

20 إبريل 1993

الهيئة التنفيذية للحركة الصهيونية تنتخب الإرهابي ديفيد بن غوريون رئيساً لها ومديراً للدفاع، وتعتبر نفسها وريثة لحكومة الانتداب الصهيوني

20 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية