29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    كل أسير مريض يموت في اليوم ألف مرة جراء الإهمال

    آخر تحديث: الثلاثاء، 19 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    ارتسمت معالم الفرحة والسعادة على وجه الحاجة أم حسام بعدما أعلن عن موافقة السلطات الصهيونية على السماح لأهالي غزة بزيارة أبنائهم القابعين في السجون الصهيونية التي قضى فيها نجلها الأسير المقعد محمد مصطفى محمد عبد العزيز 11 عاما من محكوميته البالغة 12 عاما. وتقول: "رغم قرب انتهاء محكوميته ففرحتنا كبيرة لأننا أخيرا سنتمكن من رؤيته وزيارته والاطمئنان على وضعه فمنذ 7 سنوات حرمنا من زيارته ومؤخرا تدهورت حالته الصحية بشكل خطير اثر إضرابه عن الطعام احتجاجا على رفض الإفراج عنه بسبب إلغاء قانون المنهلي الذي يقضي بالإفراج عن الأسير بعد قضاء ثلثي المدة"، وتضيف "طوال السنوات الماضية عشنا لحظات قاسية لأن ابني الذي اعتقل وهو يسير أصبح مقعدا ويعاني من قائمة طويلة من الأمراض".

    السجون بوابة المرض
    في منزلها في جباليا، تحصي أم حسام الدقائق والأيام بانتظار لحظة الزيارة وهي تصلي وتتضرع لله أن يحقق أمنيتها برؤيته، بينما يواصل نجلها محمد الصمود والصبر في عيادة سجن الرملة التي يقيم فيها منذ سنوات، ويقول: "سبب معاناتي سياسة الاحتلال التي تمارس بحق المعتقلين والتي لا تراعي المرضى وتستهدف حياتهم فظروف الاعتقال تسبب المرض لكل أسير ومن يعاني المرض تتزايد معاناته لأن كل شيء في السجون يسبب مضاعفات ونتائج أكثر مأساوية ". ويضيف "السجون بوابة المرض فعندما اعتقلت في تاريخ 2/7/2000 عن معبر بيت حانون كنت في طريقي للعلاج في مدينة رام الله بسبب مشاكل في قدمي، ورغم حيازتي تحويلة وتصريح صادرة عن السلطات الصهيونية نقلوني للتحقيق".

    المأساة الكبرى
    حوكم محمد بالسجن الفعلي لمدة 12 عاما، ورغم معاناته البالغة في بداية رحلة اعتقاله بسبب رفض علاجه تعرض لاعتداء أدى لشلله، وأضاف "في العام الثالث من اعتقالي وخلال احتجازي في سجن المجدل اقتحمت الإدارة الأقسام ودون سبب تعرضت للضرب على ظهري الذي نجم عنه انفصال في الفقرة الأخيرة من العامود الفقري".
    تدهورت حالة محمد الذي عاقبته الإدارة بالعزل دون مراعاة لصرخات ألمه ووجعه الذي أصبح دائما، ويقول لرئيسة مؤسسة "مانديلا" المحامية بثينة دقماق "بسبب إهمال علاجي أصبت بمضاعفات خطيرة وبعد فوات الأوان نقلوني للرملة لكنني لم أجد سوى سجن آخر والحديث عن المستشفى مجرد أكذوبة ففي أقسى لحظات الألم كان علاجي الوحيد المسكنات بينما بدأت افقد القدرة على السير تدريجيا". لم تجد نفعا احتجاجات محمد، فسارعت عائلته لمناشدة مؤسسات حقوق الإنسان للتحرك والضغط لعلاجه ولكن دون جدوى، وتقول الوالدة أم حسام: "عجز الجميع عن إنقاذ ابني ورفضت السلطات الصهيونية السماح لنا بإدخال طبيب على حسابنا لعلاجه وكانت صدمتي الكبيرة عندما زرته بعد نقله للرملة عندما شاهدته يدخل غرفة الزيارة مستندا على العكازات"، وتضيف "شعرت بانهيار ولم اصدق أن ابني القوي الصابر البطل أصبح مشلولا وبكيت بمرارة عندما أبلغني أن جسده أصيب بانهيار جراء مضاعفات الألم في الفقرة الأخيرة في العمود الفقري التي تضررت بسبب ذلك الاعتداء".
    لم يتغير المشهد عقب النكسة الصحية التي ألمت بمحمد، وإدارة السجون ماطلت في علاجه وعندما وافقت على إجراء عملية جراحية له، يقول الأسير: " كان الوقت المناسب قد مضى وعانيت بشكل بالغ لفشل العمليات التي أجريت لي والنتيجة كانت انضمامي للأسرى المقعدين".

    الوضع الحالي
    انقضت السنوات دون تغيير في وضع وحياة الأسير محمد الذي يعيش حاليا على كرسي متحرك، ويتم سحب البول منه بواقع 4 مرات يوميا، ويجرى له يوميا فحوصات للضغط و للسكر خوفا من إصابته في التهابات في الأغشية الدماغية لأنه يعاني من مشكلة في النخاع الشوكي نتيجة الضرب والتعذيب الذي تعرض له أثناء اعتقاله، وكان تركيز الضرب على ظهره مع العلم أنه أبلغهم بوجود عمليات قديمة في ظهره وعلى آثرها أصيب بالشلل، ويقول: "كل هذه المآسي نجمت عن قرار مبرمج بموتي بشكل بطيء لأنهم يريدون دفننا أحياء وللأسف قضيتنا لم تحظ باهتمام ومتابعة كما هو الواجب والمطلوب".

    رفض الإفراج
    فشلت الجهود التي بذلت للحصول على إفراج مبكر عن الأسير بسبب وضعه الصحي، فتحمل الألم بانتظار التحرر في المنهلي، ويقول: "كان من المفترض أن يتم الإفراج عني قبل ستة أشهر وفقا لفترة "المنهلي" لكن الإدارة رفضت إطلاق سراحي حتى قضاء الفترة بأكملها زاعمة أن حالته الصحية تمكنه من تحمل الفترة"، وأضاف "وزعمت الإدارة أيضا أن رفضها الإفراج عني سببه تخوفها من أن يكون سابقة بالنسبة للأسرى بعد قرار وقف التعامل "بالمنهلي".

    صرخة للعالم
    رغم وضعه الصحي الخطير، واستثناء المرضى من معركة الأمعاء الخاوية، أصر الأسير محمد على المشاركة في الإضراب الذي أعلنته الحركة الأسيرة في 17 - 4، ومع انتصار الأسرى يتأمل محمد أن تلتزم إدارة السجون بتغيير ظروف المرضى في الرملة، مؤكدا أنه خاطر بحياته و خاض الإضراب ليسمع العالم في الخارج بأن هناك مرضى ومقعدين على كراسي متحركة في سجن الرملة، ويقول: "كل أسير يموت يوميا ألف مرة وما يؤلمنا ليس السجن أو الأحكام والمعاملة القاسية وإنما عدم الاهتمام بنا وعدم السؤال علينا". وأضاف "هل يعلم العالم أن دولة الاحتلال تعتقل 9 مرضى مقعدين يعيشون على كراسي متحركة؟ ولماذا لا تكون قضيتهم أولوية وجميعهم يقضون أحكاما عالية وبحاجة لعمليات جراحية وعلاج طويل ومستمر ".

    فراش الموت
    الأسير محمد عبر عن استيائه من عدم اهتمام قيادات الفصائل والقوى بالأسرى المرضى وخاصة بعد إبرام وتنفيذ صفقة شاليط قائلا: "لا أحد يسأل عنا ولا يعلم بوجودنا قبل الصفقة ولا بعدها صحيح أننا عاجزون لكن نحن المرضى نعض على جراحنا ورغم أننا نعيش على فراش الموت لدينا إرادة قوية وصلبة وعزيمة لا تلين ونتمسك برسالتنا ولم نندم على التضحية بحياتنا في سبيل كرامة وحرية شعبنا كي يصل صوتنا من خلال جوعنا بالإضافة لأمراضنا لكل العالم"، وأضاف "نريد إيصال رسالتنا لقادتنا فالأمانة والمسؤولية تلزمهم أن لا يسمحوا بموتنا، فكل أسير هنا شهيد مع وقف التنفيذ".

    إضراب الأسرى
    وحذر الأسير محمد من خطورة الوضع الصحي للأسرى المضربين محمود السرسك وأكرم الريخاوي وسامر البرق، وقال: "نفس المعاناة والظلم تجرعه الأسير أكرم الريخاوي المحكوم بالسجن 9 سنوات ورغم مرضه وخطورة وضعه رفضوا الإفراج عنه في محكمة الشليش"، وأضاف "أن إضرابه خطر على حياته لأنه يعاني من السكري وهشاشة في العظام ومشاكل في المعدة وضعف عام في النظر وأزمة تنفس ويتناول 13 نوعا من الأدوية فإلى متى سيستمر اعتقاله ولماذا لا تتكاثف الجهود لإنقاذ حياته وباقي المضربين؟".
    ويعاني الأسير محمد من حرمان عائلته من زيارته كباقي أسرى القطاع الذين عاقبتهم دولة الاحتلال عقب أسر الجندي شاليط، وذهب إلى محاكم ثلث المدة مرتين ورفضت المحكمة الإفراج عنه بتوصية من المخابرات.

    هل يأتي يوم الفرح؟
    أما والدته التي تجرعت مرارة فقدان نجلها طارق الذي استشهد في تاريخ 2/ 2/ 2007، فقالت "نريد أن يعود إلينا أبناؤنا أحياء فمنذ استشهاد ابني طارق أتألم بسبب استمرار اعتقال محمد ومرضه وعجزنا عن علاجه وتحريره وبعد استشهاد الأسير زهير لبادة لم تعد تفارقني الكوابيس".
    وأضافت "حزني لن يتوقف حتى أعانقه وأراه في حضني منذ اعتقاله حرمت الفرح على نفسي فهل يأتي يوم الفرح الذي انتظرته على مدار 11 عاما ونفرح بنجاة ابني من سجون الموت". 

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 16/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية