19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وداعاً أشرف أبو ذريع وعذراً أيها الرجل

    آخر تحديث: السبت، 26 يناير 2013 ، 00:00 ص

    بقلم فؤاد الخفش
    لم يقبل أن يكون الشهيد أشرف أبو ذريع الذي ابتلاه الله منذ أن قدم إلى هذه الدنيا بمرض وراثي وضمور بالعضلات أن يكون من أصحاب الأعذار فيجلس في بيته على كرسيه المتحرك، فقرر أن يسير على درب صاحب الكرسي المتحرك الشيخ أحمد ياسين الذي اعتبره شيخه وقدوته وصاحب نهجه الذي تبناه.
    فتعلم عمل العبوات الناسفة وصناعة المتفجرات وبرع فيها وبدأ بعبوة ناسفة ووضعها على أحد الشوارع الالتفافية انفجرت واعتقل الرجل ولم ترحمه إعاقته فعذب في السجون كما عذب شيخه الذي سار على دربه صاحب الكرسي المتحرك ياسين الأحمد.
    في مستشفى سجن الرملة وبعد رحلة لا يمكن لي أن أنساها استقر بي المقام في مستشفى السجن فقدم إليّ الشهيد أشرف بابتسامة أنستني كل ألمي وتعب الطريق وجلست بين قدميه وهو على كرسيه المتحرك أمسح على قدمه أسأله عن حاله كان يقول الحمد لله أنا بخير أنا بخير ..
    كان يقاطع حديثي وشوقي إليه بالسؤال عني كنت لا أجيب وأقول أريد أن أطمئن عليك وعلى وضعك الصحي فقاطع الكلام وجلسة الود والحب هذه سيد ذلك المكان الأسير المحرر أكرم سلامة ليقول: أشرف بألف رجل لا تقلق عليه.
    كل شيء كان حزيناً في ذلك المكان إلا أشرف كان يبتسم ويريد أن يعلم كل شيء عن الخارج والسجون ، حب كبير وعاطفة جياشة تلك التي أغدقها الشهيد علي وتلك التي تفجرت من عيونه وجسده النحيل ..
    قال لي بقي لي أقل من عام وسيفرج عني وسأخرج من هذا المكان الكئيب إلى الحياة الرحبة … إلى بلدتي التي أحب إلى مدينة الخليل … قاطعته ممازحاً إلى الزواج يا أشرف خجل الشاب الوقور وقال إن شاء الله يا أخي ويجب أن تحضر العرس فوعدته بذلك.
    لم يتزوج أشرف ولم تفرح أمه التي التوى قلبها عليه سنوات كثيرة ولم يلبس البدلة السوداء التي تمنتها أمه عليه وانتقل إلى جوار ربه يشكو ظلم الظالمين وقسوة السجن وليله الكئيب.
    رحل أشرف عند زهير لبادة الذي سبقه لجنات الخلد بعد أن كان الاثنان في ذات المكان يشكوان إلى الله الإهمال الطبي وإهمالهم من قبل المسئولين والمؤسسات والدول والعالم.
    رحل أشرف وموته ألهب ناراً لن تخمد في قلوب جميع أمهات وزوجات وأبناء وذوي الأسرى في مستشفى الرملة الذين يخشون أن يكون مصير أبنائهم كمصير أشرف ومن قبله زهير.
    رحل أشرف وبكى ويبكي عليه كل من هو الأن في ذلك المكان اللعين من الأسرى المرضى فموته أحيا الموت في قلوبهم .. قد يكون هناك من يتمناه لينهي معاناته مع المرض والألم والإهمال والمتاجرين بقضيتهم.
    رحمك الله يا أشرف لن تحمل بعد اليوم على الأكتاف لن يساعدك أحد في الصعود الى درج الفورة اللعين لن تشكر أحد لتقديم مساعدة لك الى ربك مضيت بعد جهاد قل نظيره رحمك الله يا حبيب.
    رحمك الله يا حبيب .. لن تزف إلى عروس الطين وهنيئاً عليك ولك عروس العين لن نحضر عرسك ولن نشارك في زفافك في الدنيا ولكن الله أسأل ان يجمعنا في مستقر رحمته هناك حيث العدل المطلق واللا ظلم فإلى الجنان يا أيها الرجل.

    (المصدر: موقع مركز أحرار، 23/01/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية