19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والدة الاسير عيسى عبد ربه تصر على الاعتصام والاضراب عن الطعام

    آخر تحديث: الأحد، 05 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    ما‎ ‎أن‎ ‎سمعت الوالدة‎ ‎أمونة‎ ‎عبد‎ ‎ربة‎ ‎والدة‎ ‎الأسير‎ ‎عيسى عبد‎ ‎ربه‎ ‎من‎ ‎سكان‎ ‎مخيم‎ ‎الدهيشة‎ ‎للاجئين عن‎ ‎نصب‎ ‎خيمة‎ ‎اعتصام‎ ‎بجانب‎ ‎صرح‎ ‎الشهيد تضامنا‎ ‎مع‎ ‎الاسرى‎ ‎في‎ ‎السجون‎ ‎الصهيونية، إلا‎ ‎وسارعت‎ ‎الى‎ ‎الالتحاق‎ ‎بالمعتصمين‎ ‎كعادتها عند‎ ‎المنعطفات‎ ‎الخطيرة‎ ‎في‎ ‎قضية‎ ‎الأسرى المستمرة‎ ‎على‎ ‎مدى‎ ‎عقود‎ ‎ماضية،‎ ‎فرغم‎ ‎مرضها وتقدم‎ ‎سنها‎ ‎حيث‎ ‎جاوزت‎ ‎الثمانين‎ ‎عاما‎ ‎آثرت النزول‎ ‎الى‎ ‎الخيمة‎ ‎وهي‎ ‎على‎ ‎عربة‎ ‎المقعدين يجرها‎ ‎حفيدها‎ ‎لتجلس‎ ‎في‎ ‎اول‎ ‎الصفوف‏.
    ولكن‎ ‎الحاجة "أم‎ ‎نصري"آثرت‎ ‎من‎ ‎تفجير مفاجأة‎ ‎حينما‎ ‎أعلنت‎ ‎عن‎ ‎إضرابها‎ ‎المفتوح عن‎ ‎الطعام‎ ‎تضامنا‎ ‎مع‎ ‎الأسرى‎ ‎فوقع‎ ‎الخبر كالصاعقة‎ ‎على‎ ‎الحضور‎ ‎وخاصة‎ ‎النشطاء منهم‎ ‎لأن‎ ‎من‎ ‎شأن‎ ‎هذا‎ ‎الاضراب‎ ‎ان‎ ‎يؤثر‎ ‎عليها سلبيا‎ ‎كونها‎ ‎مريضة‎ ‎وطاعنة‎ ‎بالسن‎ ‎وليس مطلوبا‎ ‎منها‎ ‎أن‎ ‎تقدم‎ ‎على‎ ‎هذه‎ ‎الخطوة‎ ‎بحسب ما‎ ‎حاول‎ ‎النشطاء‎ ‎من‎ ‎اقناعها‎ ‎ولكنها‎ ‎رفضت وأصرت‎ ‎على‎ ‎اعلان‎ ‎الاضراب،‎ ‎وقالت:"انني‎ ‎أريد أن‎ ‎أقف‎ ‎الى‎ ‎جانب‎ ‎أبنائي‎ ‎الأسرى،‎ ‎ليس‎ ‎عيسى وحده‎ ‎إنهم‎ ‎جميعا‎ ‎أبنائي،‎ ‎وهاهم‎ ‎اليوم‎ ‎يقومون ‏بإضراب‎ ‎عن‎ ‎الطعام‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎أن‎ ‎يدافعوا‎ ‎عن كرامتهم‎ ‎وشرفهم،‎ ‎كما‎ ‎عودونا‎ ‎دائما،‎ ‎فلماذا‎ ‎لا نقف‎ ‎معهم،‎ ‎وهذا‎ ‎ليس‎ ‎بالغريب‎ ‎على‎ ‎شعبنا الذي‎ ‎دائما‎ ‎كان‎ ‎يقف‎ ‎إلى‎ ‎جانب‎ ‎الأسرى‎ ‎في معاركهم‎ ‎المستمرة".

    وأعربت‎ ‎"أم‎ ‎نصري" عن‎ ‎أملها‎ ‎ان‎ ‎تكحل عينيها‎ ‎بنجلها‎ ‎عيسى‎ ‎قبل‎ ‎أن‎ ‎يأخذ‎ ‎الله‎ ‎أمانته كما‎ ‎تقول،‎ ‎إذ‎ ‎"يكفي‎ ‎‏27‏‎ ‎سنة‎ ‎من‎ ‎الأسر‎ ‎داخل السجن،‎ ‎وقد‎ ‎لاقى‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎المعانيات‎ ‎والعذابات ولكنه‎ ‎ظل‎ ‎صامدا‎ ‎قويا‎ ‎مؤمنا‎ ‎بعدالتنا‎ ‎وعدالة كفاحنا،‎ ‎ودائما‎ ‎أنا‎ ‎استمد‎ ‎منه‎ ‎القوة‎ ‎والعزيمة والمعنوية‎ ‎العالية".
    وأوضحت‎ ‎"أم‎ ‎نصري"‎ ‎إنه‎ ‎في‎ ‎العشرين‎ ‎من الشهر‎ ‎الجاري‎ ‎سيدخل‎ ‎عيسى‎ ‎عامه‎ ‎الثامن والعشرين‎ ‎داخل‎ ‎السجن،‎ ‎وهو‎ ‎محروم‎ ‎من‎ ‎زيارة أشقائه‎ ‎وأبنائهم‎ ‎بدعوى‎ ‎المنع‎ ‎الأمني‎ ‎فقد‎ ‎ظلت منتظمة‎ ‎في‎ ‎زيارة‎ ‎رغم‎ ‎مرضها‎ ‎حيث‎ ‎صممت على‎ ‎المواظبة‎ ‎مهما‎ ‎كلف‎ ‎الثمن. وواصلت‎ ‎الليل والنهار،‎ ‎وسنة‎ ‎وراء‎ ‎سنة‎ ‎وهي‎ ‎تلاحق‎ ‎إبنها‎ ‎من سجن‎ ‎إلى‎ ‎سجن،‎ ‎لم‎ ‎تنقطع‎ ‎عن‎ ‎زيارته،‎ ‎مشحونة دائما‎ ‎بالأمل‎ ‎وهي‎ ‎تقول: "لن‎ ‎يغلق‎ ‎السجن‎ ‎على أحد،‎ ‎هذه‎ ‎الأم‎ ‎العظيمة‎ ‎التي‎ ‎لم‎ ‎تترك‎ ‎اعتصاما ولا‎ ‎إضرابا‎ ‎عن‎ ‎الطعام‎ ‎ولا‎ ‎مسيرة‎ ‎تضامنية‎ ‎مع الأسرى‎ ‎إلا‎ ‎وشاركت‎ ‎فيها‎ ‎ورفعت‎ ‎صوتها‎ ‎مع سائر‎ ‎الأمهات‎ ‎تطالب‎ ‎بإطالق‎ ‎سراحالأسرى وإنهاء‎ ‎معاناتهم.
    لقد‎ ‎كبرت‎ ‎في‎ ‎السن،‎ ‎وأصابها‎ ‎المرض،‎ ‎ولم تعد‎ ‎‎قادرة‎ ‎الآن‎ ‎على‎ ‎الحركة‎ ‎إلا‎ ‎على‎ ‎كرسي متحرك،‎ ‎ومع‎ ‎ذلك‎ ‎تصر‎ ‎أن‎ ‎تذهب‎ ‎إليه‎ ‎في‎ ‎كل زيارة‎ ‎قائلة: "سأراه‎ ‎حتى‎ ‎الرمق‎ ‎الأخير،‎ ‎لن‎ ‎أغيب عنه‎ ‎ولن‎ ‎يغيب‎ ‎عني".
    لقد‎ ‎تأملت‎ ‎والدته‎ ‎كثيراً‎ ‎أن‎ ‎يطلق‎ ‎سراح الأسرى فيصفقة‎ ‎شاليط‎ ‎وفيالمفاوضات السياسية،‎ ‎وعندما‎ ‎التقت‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎أبو مازن‎ ‎في‎ ‎الإفطار‎ ‎الجماعي‎ ‎في‎ ‎شهر‎ ‎رمضان‎ ‎قبل الماضي‎ ‎مع‎ ‎سائر‎ ‎أهالي‎ ‎الأسرى‎ ‎القدامى‎ ‎قالت ‏له: "هم‎ ‎أبناؤك‎ ‎وأولادك‎ ‎وينتظرون‎ ‎منك‎ ‎أن تضغط‎ ‎وتعمل‎ ‎على‎ ‎إنهاء‎ ‎معاناتهم‎ ‎الطويلة"ØŒ وأطلقت‎ ‎في‎ ‎وسط‎ ‎المقاطعة‎ ‎زغاريداً‎ ‎تمتزج فيها‎ ‎الدموع‎ ‎مع‎ ‎الأمل‎ ‎والحنين‎ ‎الى‎ ‎غد‎ ‎أجمل بلا‎ ‎معاناة‎ ‎وعذاب .‎
    لقد‎ ‎تعرض‎ ‎عيسى‎ ‎خلال‎ ‎‏27‏‎ ‎عاما‎ ‎إلى‎ ‎العزل والقمع‎ ‎والتنقل‎ ‎من‎ ‎سجن‎ ‎إلى‎ ‎سجن،‎ ‎وكان‎ ‎دائما يخاف‎ ‎على‎ ‎كل‎ ‎ما‎ ‎يكتبه‎ ‎ويرسمه‎ ‎في‎ ‎السجن من‎ ‎المصادرة‎ ‎على‎ ‎يد‎ ‎السجانين،‎ ‎فقام‎ ‎بإخراج يومياته‎ ‎وخربشاته‎ ‎وصور‎ ‎زملائه‎ ‎بالسجن‎ ‎إلى والدته‎ ‎التي‎ ‎تحتفظ‎ ‎بها‎ ‎في‎ ‎صندوق‎ ‎مع‎ ‎مفتاح البيت‎ ‎القديم‎ ‎في‎ ‎قرية‎ ‎الولجة.‎
    وزير الأسرىعيسى‎ ‎قراقع‎ ‎الذي يزور"أم نصري"‎ ‎دائما‎ ‎يقول: "الغرفة‎ ‎التي‎ ‎تعيش‎ ‎فيها أم‎ ‎نصري‎ ‎عبارة‎ ‎عن‎ ‎سجن،‎ ‎صور‎ ‎عيسى‎ ‎وأسرى كثيرون‎ ‎معلقة‎ ‎على‎ ‎الحيطان،‎ ‎وهدايا‎ ‎رمزية عديدة‎ ‎منتشرة‎ ‎في‎ ‎أنحاء‎ ‎البيت،‎ ‎كراسات‎ ‎Ùˆ كتب‎ ‎ورسائل‎ ‎عديدة‎ ‎تحاول" ‎أم‎ ‎عيسى"‎ ‎أن‎ ‎تقرأ منها‎ ‎على‎ ‎جميع‎ ‎من‎ ‎يزورها".‎
    27‏‎ ‎عاما‎ ‎في‎ ‎الظلام، وعيسى‎ ‎لازال‎ ‎يروي حكايته‎ ‎مع‎ ‎المخيم،حتى‎ ‎صار‎ ‎المخيم‎ ‎أكبر من‎ ‎مساحة‎ ‎لإيواء‎ ‎الناس‎ ‎المطرودين‎ ‎بفعل القوة والاحتلال، صار كائناً يتحركفي الزمان‎ ‎والمكان،‎ ‎يستمد‎ ‎من‎ ‎الماضي‎ ‎قوة‎ ‎الحاضر واشراقة‎ ‎المستقبل،‎ ‎وفي‎ ‎كل‎ ‎زقة‎ ‎فيه‎ ‎ترى‎ ‎شعارا ‏وصورة‎ ‎وتسمع‎ ‎أغاني‎ ‎الأولاد‎ ‎وهمينشدون للسلام‎ ‎القائم‎ ‎على‎ ‎العودة والحريةوحق تقرير‎ ‎المصير.‎‏ ‏

     

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 14/10/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية