19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المواطنة يسرى عطعوط تغمض عينيها للأبد قبل أن تعيش لحظة تحرير ابنيها الأسيرين

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    كانت المواطنة الستينية يسرى حسن عطعوط واكد، من قرية العرقة المحاذية للخط الأخضر غرب جنين، تلفظ أنفاسها الأخيرة ولسانها يلهج بذكر ولديها الأسيرين محمد ونور الدين اللذين طالما كان أملها الأخير في حياتها البائسة، أن تضمهما إلى صدرها قبل أن يسترد الله أمانته.
    "الموت كان بمثابة راحة أبدية لهذه المواطنة"، هذه الكلمات ترددت على ألسنة كثيرات من سيدات العرقة ممن تقاطرن إلى منزلها لتقديم واجب العزاء بالمواطنة وأكد التي أمضت نحو تسع سنوات من العذاب، هي سنوات أسر ابنيها.
    تقول إحدى سيدات القرية: إن هذه المواطنة طالما كانت تعاني شأنها شأن جميع أمهات الأسرى، من مشاق زيارة ابنيها ممن تنقلا على مدار السنوات التسع الماضية، بين عدة سجون، حتى استقر حال ابنها محمد، في سجن شطة، ونور الدين، في سجن "النقب" الصحراوي.
    وبحسب أقارب المواطنة وأكد، فإنها كانت استكملت كل الإجراءات اللازمة لأداء مناسك الحج لهذا العام، بعد أن شملتها منحة وزارة شؤون الأسرى والمحررين، إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة، الأربعاء الماضي.
    وبكى أهالي العرقة صغيرهم وكبيرهم، هذه المواطنة التي عاشت سنوات طويلة، وهي في قلق ائم على حياة ابنيها محمد الذي يقضي حكما بالسجن الفعلي في سجون الاحتلال، لمدة 30 عاما، أمضى منها تسع سنوات، وذلك بتهمة الانتماء لكتائب "شهداء الأقصى" الجناح العسكري لحركة فتح، وشكل هدفا للمطاردة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، لمدة ثلاث سنوات، حتى تمكنت من اعتقاله في كمين نصبته له.
    أما نور الدين، فيقضي حكما بالسجن الفعلي، لمدة عشر سنوات، أمضى منها تسع سنوات، وكان هو الآخر مطاردا كما هو الحال بالنسبة لشقيقه، ولكن لمدة عام، على خلفية نشاطه البارز في حركة فتح. وشكلت وفاة هذه المواطنة، صدمة لأهالي قرية العرقة ممن شيعوا جثمانها إلى مثواها الأخير، في موكب جنائزي حاشد.
    يقول رئيس مجلس محلي العرقة، حاتم العرقاوي: إن لهذه المواطنة قصة حزن مؤلمة طالما ترددت على ألسنة كل صغير وكبير من أهالي القرية، حيث عاشت عدة سنوات في قلق دائم على حياة ابنيها عندما كانا مطاردين لقوات الاحتلال، ومن ثم أخذت تتنقل بين سجن وآخر في رحلة شاقة، حتى تتمكن من زيارتهما خلف القضبان، حتى أصابتها عدة أمراض تسببت بإقعادها، لمدة ستة شهور، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
    وعلى مدار تلك الشهور الستة، كانت المواطنة وأكد، تلح بإصرار على عائلتها، من أجل تمكينها من زيارة ابنيها الأسيرين، علها تطمئن عليهما، قبل أن يختطفها القدر، دون أن يكون بالإمكان تلبية رغبتها تلك، بسبب شدة مرضها.
    وخلال سكرات الموت، لم يكن على لسان هذه المواطنة، سوى ذكر ابنيها محمد ونور الدين، والدعاء لهما بأن يمن الله عنهما بالإفراج، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، والدموع تغرق عينيها. ولم تكن معاناة هذه المواطنة، لتتوقف عند حد المطاردة والأسر لابنيها، وإنما امتدت لتطال أرض عائلتها، والتي كانت هدفا للمصادرة من سلطات الاحتلال، لصالح إقامة سياج الفصل العنصري الذي التهم ما لا يقل عن ثلاثة آلاف دونم من أراضي العرقة، كما أكد العرقاوي.
    وأشار العرقاوي، إلى أن السياج التهم نحو خمسين دونما من أراضي عائلة المواطنة، كما هو الحال بالنسبة لغالبية أهالي القرية ممن حول السياج حياتهم إلى جحيم لا يطاق.
    وأضاف ل"الأيام": إن من بين الأراضي التي أصبحت معزولة بالسياج، منطقة التل الأثرية التي تعتبر من أقدم المناطق الأثرية في فلسطين، إضافة إلى أكثر من 500 دونم مزروعة بأشجار الزيتون واللوز والزيتون، ومساحات واسعة من المراعي الخضراء التي كان الأهالي يعتمدون عليها قبل إقامة السياج، لرعي المواشي، إضافة إلى مساحات واسعة كانت تستخدم لأغراض الزراعة.
    وبعد إقامة السياج، قال العرقاوي: إن معظم أهالي قريته أصبحوا ممنوعين من دخول أراضيهم المعزولة خلف السياج، بذريعة المنع الأمني، في وقت تمنح فيه سلطات الاحتلال، تصاريح ب"القطارة" لعدد قليل منهم غالبيتهم من النساء وكبار السن ممن ليس باستطاعتهم فلاحة أراضيهم، أو قطف الزيتون فيها، ما يجعلها هدفا للمصادرة الدائمة. وأكد العرقاوي أن الثروة الحيوانية في القرية، تراجعت بشكل كبير جدا لدرجة بدأت فيها تتلاشى، بعد عزل المراعي الخضراء خلف السياج، وعدم وجود أراض بديلة، وفي ظل عدم قدرة المزارعين على شراء الأعلاف اللازمة للمواشي، بسبب ارتفاع أسعارها. وبعد أن كانت العرقة من أكثر التجمعات السكانية ازدهارا في محافظة جنين، أصبحت من أكثرها فقرا، ومنكوبة بالسياج العنصري الذي كان السبب الرئيس في تراجع الأوضاع الاقتصادية فيها، وفقا لما أكده العرقاوي الذي قال: إن قريته تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة، وبحاجة إلى كثير من المشاريع الحيوية التي من شأنها تعزيز صمود القاطنين فيها، والبالغ عددهم نحو 2500 نسمة.

    (المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 15/10/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية