الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المعاق محمد ممنوع من زيارة شقيقه الأسير لأنه يشكل خطرا على الأمن الصهيوني

    آخر تحديث: الأربعاء، 29 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    على بوابة الصليب الاحمر في جنين، جلس الشاب محمد (20 عاماً) الذي يعاني من الاعاقة حاملاً صورة شقيقه الأسير حبيب فواز خميس أبو عابد ليعبر رغم عدم قدرته على الحديث والتعبير كباقي المشاركين في الاعتصام عن تضامنه مع شقيقه وكل الأسرى القابعين في السجون على طريقته الخاصة، صورة ويافطة ولكن مشاعر تصفها والدته "بالجياشة، فإعاقته لم تؤثر على مشاعره وأحاسيسه وقدرته على الاستيعاب والتفاعل، فهو يدرك أن حبيب معتقل ودوما يقبل صورته ويسالني متى سيعود من السجن لأن علاقته به قوية منذ صغره، والكارثة الكبرى ان ابني الذي يعاني من الاعاقة ممنوع من زيارة شقيقه بقرار من السلطات الصهيونية".
    محمد يبكي كلما ذكرت والدته شقيقه الأحب لقلبه حبيب الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة، والذي يردد اسمه دوما، ويصر على مشاركتها في كل فعالية ونشاط ينظمه نادي الأسير لإثارة قضية الاسرى، وقالت والدته: "رغم واقعه الصعب بسبب اعاقته ومعاناته القاسية، فإنه يشعر في كل مرة نتوجه فيها لاعتصام أو مسيرة بطريقته الخاصة إننا ذاهبون من أجل شقيقه فيسارع ليحمل صورته ويسبقنا وهو يقول بالروح بالدم نفديك يا حبيب بالروح بالدم نفديك يا أسير".
    وأضافت: "قبل مغادرتنا المنزل يوم الأربعاء وعندما شاهد محمد دموعي وأنا أقف أمام صورة شقيقه شعر بأن هناك شيئا ما يعاني منه حبيب، فسألني وشرحت له اوضاع الأسرى القاسية في السجن فمسح دموعي ورفع يديه للسماء وقال بلغته "يا رب اخرج حبيب من السجن".

    لحظات مؤثرة
    نفس الدعوات، رددتها أم حبيب مع أهالي الأسرى الذين اعتصموا ومعهم نجلها محمد الذي لم يتوقف عن التنقل من جهة لأخرى حاملا صورة شقيقه دون أن يتوقف عن مطالبة الصحفيين بتصوير البراوز الخاص بشقيقه وهو يردد "إنه بطل، أخي حبيب مسجون عند اليهود، الجيش اجوا على دارنا وحبسوه". كلمات تتثير الحزن وتبكي الحضور ممن لم تجف دموعهم، فلكل معتصم حكاية مع الأسر والسجون ولكن صورة محمد الذي تحدى الاعاقة ليعلي صوت شقيقه والأسرى أثرت على الجميع خاصة في اللحظات التي كان يضم فيها صورة شقيقه لصدره ويعانقها ويقبلها وهو يرفع يديه للسماء ويقول: "يا رب، روح المحابيس، يلا بدي أروح على السجن عشان نجيب حبيب، فش جيش ما بخاف منهم، بدي أخوي".
    كلمات ابكت أم حبيب كباقي الأمهات، وقالت: "رغم أن محمد يعاني من حالة اعاقة توصف بالمنغولي، فانه حنون ووفي وذكي جدا، ومنذ صغره ارتبط بعلاقة قوية وحميمه مع أخيه حبيب، كان الأحب لقلبه من بين اشقائه يهتم به ويرعاه لذلك تأثر كثيرا لدى اعتقاله، ودوما يسال عنه ويبكي كلما شاهدني أحمل صورته فهو أكثر الناس شعورا معي، وفي غالبية الأيام ينام وصورة حبيب في حضنه، فهو اكثرنا افتقادا له منذ اعتقاله ورحلة العذاب عاشها معنا بكل تفاصيلها وماسيها بل انه يشعر معنا اكثر من كل البشر".

    محطات من الذاكرة
    وينحدر الاسير حبيب (25 عاما) من بلدة يعبد التي تربى ودرس ونشا فيها ثم التحق بصفوف كتائب شهداء الأقصى، وقالت والدته: "بدأت قوات الاحتلال بملاحقته عقب اندلاع انتفاضة الاقصى، ورفض تسليم نفسه واصر على المشاركة في تأدية واجبه النضالي والوطني حتى تمكنوا من اعتقاله في عملية خاصة في منزلنا في يعبد في 8/ 7/ 2004، ونقل حبيب لتحقيق الجلمة ومكث فيه مدة 4 شهور ونصف ولم تتم زيارته طوال هذه المدة وأصيب في قدمه اثناء التحقيق وفي بئر السبع تم التحقيق معه لمدة شهر، وبعد تعرضه لتحقيق قاس وإجراءات قاسية من عزل وحرمان من زيارات حكم بالسجن مدى الحياة بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى وتنفيذ عملية فدائية، وكان اعتقاله قاسيا وشكل صدمة لمحمد الذي حزن ولا زال يبكيه دوما".

    الثمن الغالي
    تضم أم حبيب محمد لصدرها وهي تتمنى أن تعانق أسيرها الذي لم ينته عقابه وعائلتها باعتقاله، فالاحتلال واصل استهدافهما وعقابهما، وقالت: "لم يكن الحكم كافيا لقوات الاحتلال، وبينما كنا نعيش ألم وحزن الحكم الظالم اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا وهدمته، في لمح البصر دمرت طابقين ودفنت تحت الانقاض تعب وشقى العمر وشردونا لنعيش أيام قاسية، والأشد مرارة أن الاحتلال استمر في عقاب ابني ومنعوا والده فواز من الزيارة لمدة عام لكونه معتقلا سابقا في التسعينات".
    وبالنسبة للمنزل المهدوم، أضافت ان وكالة الغوث الدولية ساهمت في تغطية جزء من نفقات اعادة البناء بينما وعلى حسابها الخاص استكملت بناء منزلهم مرة أخرى.
    وبين الهدم والاعتقال، دفعت أم حبيب الثمن الغالي من حياتها وأصبحت تعاني من مرضي السكري والضغط بسبب البكاء والحزن المستمر، وقالت: "حياتنا تحولت لجحيم بسبب استهداف الاحتلال لعائلتنا فحتى المحامي لم يزره في السجن إلا بعد فترة طويلة، خلالها نقل حبيب من سجن لآخر وتعرض للعزل ولكن العقاب الأشد منع الزيارات بذريعة الاجراءات الامنية".

    محمد ممنوع أمنيا
    قائمة المنع الأمني شملت شقيقه المعاق محمد، وقالت والدته: "من الممكن أن يفرض الحظر على ابنائي واصف ونورا رغم أنه تعسفي وظالم، ولكن كيف يمكن أن نستوعب أن ابني المعاق محمد يشكل خطراً على الامن الصهيوني، ولكن هذه هي الحقيقة الاحتلال يرفض اصدار تصريح ولو لمرة واحد لمحمد وفي كل مرة يقولون إن هناك حظرا أمنيا، فاين هي حقوق الانسان؟ وأي شريعة او قانون تجيز ذلك؟"
    محمد الذي كان يلاصق والدته خلال الحديث لم يتوقف عن عناق صورة شقيقه وتحريك راسه ليؤكد موافقته على كل ما قالته والدته التي أضافت: "في موعد الزيارة ينهض معنا مبكرا ويساعدنا بتجهيز أنفسنا ونغادره بالدموع ويستقبلنا بها وهو يسالنا عن حبيب، لا تفارقني كلماته "بدي حبيب، وين حبيب، حبيبي حبيب"، فأين هي العدالة؟"
    رغم كل الظروف، أصر الأسير حبيب على التحدي وفي سجنه جلبوع، تابع دراسته ونجح في الثانوية العامة ويسعى للاستمرار في الجامعة، ولكن يعيش معاناة دائمة ككل الاسرى بسبب الهجمة الشرسة لإدارة السجون وسياسة المنع الامني التي طالت شقيقه المعاق محمد. وقالت والدته: "وهو دوما يسال عنه ويتمنى ان يزوره ويرسل له الهدايا من سجنه، لذلك اناشد المؤسسات الانسانية الضغط على سلطات الاحتلال لمساعدتنا في الحصول على تصريح للمعاق محمد لزيارة شقيقه حتى يتحقق حلمنا جميعا في تحرير كل الاسرى".

     

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 16/12/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمود فايز الريخاوي من رفح خلال إعداده لعبوة ناسفة

23 إبريل 2000

استشهاد الأسير المحرر محمد سلمان أبو إعتيق بسبب مرض القلب ويذكر أن الشهيد أمضى أكثر من 15 عاماً في سجون الاحتلال وأطلق سراحه ضمن صفقة التبادل عام85 والشهيد من مخيم النصيرات

23 إبريل 2000

الوفود العربية في اجتماع عمان تقرر دخول الجيوش العربية النظامية لفلسطين حال انتهاء الانتداب البريطاني

23 إبريل 1948

القوات الصهيونية تسيطر على العديد من القرى المحيطة بمدينة القدس

23 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية