الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    أم فارس جرادات: أنتظر الإفراج عن شقيقي المحكوم بالسجن 35 مؤبدا وإبني المحكوم 39 عاما‏

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    تصلي‎ ‎الحاجة أم‎ ‎فارس‎ ‎ليل‎ ‎نهار‎ ‎ليمن‎ ‎الله‎ ‎بالفرج‎ ‎عن‎ ‎شقيقها الأسير‎ ‎سامي‎ ‎سليمان‎ ‎‎إبراهيم‎ ‎جرادات‎ ‎الذي‎ ‎يقضي حكما‎ ‎بالسجن‎ ‎المؤبد‎ ‎‏35‏‎ ‎مرة،‎ ‎ونجلها‎ ‎ضرغام‎ ‎حسني سليمان‎ ‎شواهنة‎ ‎المحكوم‎ ‎‎بالسجن‎ ‎الفعلي‎ ‎لمدة‎ ‎‏38‏ عاما،‎ ‎وما‎ ‎بين‎ ‎الصلاة‎ ‎والدعاء‎ ‎تمضي‎ ‎لحظات‎ ‎طويلة في‎ ‎التأمل‎ ‎والحديث‎ ‎لصورهم‎ ‎‎التي‎ ‎يتوسطها‎ ‎صور شقيقها‎ ‎الشهيد‎ ‎صالح‎ ‎التي‎ ‎تزين‎ ‎واجهة‎ ‎منزلها‎ ‎في بلدة‎ ‎السيلة‎ ‎الحارثية‎ ‎غرب‎ ‎جنين .‎

    لن‎ ‎‎يأتي‎ ‎العيد
    وفي‎ ‎لحظة‎ ‎حزن‎ ‎لا‎ ‎تقوى‎ ‎فيها‎ ‎عن‎ ‎وقف دموعها،‎ ‎تقول‎ ‎الحاجة‎ ‎التي‎ ‎تجاوزت‎ ‎العقد‎ ‎‎الخامس:‎‏ ‏"‎استعدينا‎ ‎لاستقبالهم‎ ‎والفرح‎ ‎بحريتهم‎ ‎في‎ ‎عيد الأضحى‎ ‎القادم،‎ ‎ولكن‎ ‎لم‎ ‎يحالفهم‎ ‎الحظ‎ ‎ورغم ذلك‎ ‎‎مازلت‎ ‎أعيش‎ ‎على‎ ‎أمل‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎لهم‎ ‎نصيب في‎ ‎المرحلة‎ ‎الثانية‎ ‎من‎ ‎صفقة‎ ‎التبادل‎ ‎لتنتهي‎ ‎أيام الحزن‎ ‎والألم‎ ‎التي‎ ‎‎أصبحت‎ ‎رفيقة‎ ‎دربي‎ ‎وحياتي، فمنذ‎ ‎سنوات‎ ‎لم‎ ‎نفرح‎ ‎بمناسبة‎ ‎ولم‎ ‎نشعر‎ ‎بطعم عيد،‎ ‎فكيف‎ ‎لقلبي‎ ‎أن‎ ‎يشعر‎ ‎بأي‎ ‎‎معنى‎ ‎لسعادة وأخي‎ ‎الأول‎ ‎صالح‎ ‎بالقبر‎ ‎أعدموه‎ ‎بدم‎ ‎بارد‎ ‎وتركوا ولده‎ ‎بلا‎ ‎أب،‎ ‎وأخي‎ ‎الثاني‎ ‎سامي‎ ‎غيبوه‎ ‎عنا‎ ‎‎للأبد‎ ‎في حكم‎ ‎أبكي‎ ‎كلما‎ ‎نطقته،‎ ‎وفلذة‎ ‎كبدي‎ ‎ضرغام‎ ‎مقيد بحكمه‎ ‎ومرضه‎ ‎وحتى‎ ‎علاجه‎ ‎ممنوع،‎ ‎لن‎ ‎يأتي‎ ‎أو ‏يكون‎ ‎عيد‎ ‎في‎ ‎منزلنا‎ ‎في‎ ‎غيابهم".

    قلبي‎ ‎على‎ ‎ولدي
    ورغم‎ ‎اعتقال‎ ‎ضرغام‎ ‎الابن‎ ‎الثاني‎ ‎في‎ ‎عائلتها المكونة‎ ‎من‎ ‎‏9‏‎ ‎‎أفراد‎ ‎دون‎ ‎معاناة‎ ‎من‎ ‎الأمراض،‎ ‎تمضي الوالدة‎ ‎لحظات‎ ‎طويلة‎ ‎في‎ ‎قرع‎ ‎أبواب‎ ‎المؤسسات والهيئات‎ ‎لمساعدتها‎ ‎‎في‎ ‎الضغط‎ ‎على‎ ‎إدارة‎ ‎السجون لعلاجه‎ ‎بعدما‎ ‎أصيب‎ ‎بعدة‎ ‎أمراض،‎ ‎وقالت: "حتى عندما‎ ‎كان‎ ‎مطلوبا‎ ‎للاحتلال‎ ‎‎قبل‎ ‎اعتقاله‎ ‎تمتع بصحة‎ ‎جيدة،‎ ‎فهو‎ ‎قوي‎ ‎كصخر‎ ‎فلسطين‎ ‎وبطل من‎ ‎فرسان‎ ‎الأقصى‎ ‎ولكن‎ ‎ما‎ ‎تعرض‎ ‎له‎ ‎من‎ ‎‎أساليب تحقيق‎ ‎عقب‎ ‎اعتقاله‎ ‎في‎ ‎مسلخ‎ ‎سجن‎ ‎الجلمة المركزي‎ ‎لمدة‎ ‎‏100‏‎ ‎يوم‎ ‎مورس‎ ‎خلالها‎ ‎بحقه‎ ‎كل ‏صنوف‎ ‎العذاب‎ ‎من‎ ‎عزل‎ ‎وشبح‎ ‎وضرب‎ ‎اثر‎ ‎على وضعه‎ ‎الصحي،‎ ‎فقد‎ ‎تساقطت‎ ‎أسنانه‎ ‎بسبب الضرب‎ ‎‎والتحقيق".
    وأضافت: "ورغم‎ ‎نقله‎ ‎الى‎ ‎سجن‎ ‎مجدو‎ ‎رفضوا علاج‎ ‎أسنانه،‎ ‎ثم‎ ‎تدهور‎ ‎وضعه‎ ‎الصحي‎ ‎لأنه‎ ‎أصبح ‏يعاني‎ ‎من‎ ‎تقرحات‎ ‎في‎ ‎معدته،‎ ‎وللعام‎ ‎الثاني‎ ‎على التوالي‎ ‎يجري‎ ‎نقله‎ ‎من‎ ‎سجن‎ ‎لآخر‎ ‎ويرفضون علاجه،‎ ‎واثر‎ ‎‎إصابته‎ ‎بمضاعفات‎ ‎نقل‎ ‎لمستشفى الرملة‎ ‎مرتين‎ ‎ورغم‎ ‎معاينته،‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎العلاج‎ ‎لم‎ ‎يكن مناسبا‎ ‎لوضعه‎ ‎الصحي‎ ‎‎وهو‎ ‎بحاجة‎ ‎ماسة‎ ‎لطبيب مختص‎ ‎لأسنانه‎ ‎ومعدته،‎ ‎ومازال‎ ‎الجميع‎ ‎عاجزا‎ ‎عن إدخال‎ ‎طبيب‎ ‎له،‎ ‎لذلك‎ ‎فان‎ ‎قلبي‎ ‎‎حزين‎ ‎على‎ ‎ولدي الذي‎ ‎يتألم‎ ‎وأنا‎ ‎غير‎ ‎قادرة‎ ‎على‎ ‎رفع‎ ‎الظلم‎ ‎والمعاناة عنه‎ ‎وحتى‎ ‎الدواء‎ ‎ممنوع".

    طريق‎ ‎النضال ‏
    وبفخر‎ ‎واعتزاز،‎ ‎تتحدث‎ ‎أم‎ ‎فارس‎ ‎عن‎ ‎أسرتها المناضلة‎ ‎التي‎ ‎نالها‎ ‎نصيب‎ ‎كبير‎ ‎من‎ ‎قمع‎ ‎وظلم الاحتلال‎ ‎والتي‎ ‎‎بدأت‎ ‎باستهداف‎ ‎شقيقها‎ ‎صالح، وقالت: "طاردته‎ ‎قوات‎ ‎الاحتلال‎ ‎مع‎ ‎انطلاقة انتفاضة‎ ‎الأقصى‎ ‎‎وتعرض‎ ‎لمحاولات‎ ‎اغتيال‎ ‎عديدة وتهديد‎ ‎ورفض‎ ‎أن‎ ‎يسلم‎ ‎نفسه‎ ‎حتى‎ ‎باغتته الوحدات‎ ‎الخاصة‎ ‎في‎ ‎منزل‎ ‎أحد‎ ‎‎أبناء‎ ‎عمومتنا المرحوم‎ ‎تيسير‎ ‎جرادات‎ ‎في‎ ‎جنين،‎ ‎هاجموا‎ ‎صالح قائد‎ ‎سرايا‎ ‎القدس‎ ‎وأطلقوا‎ ‎النار‎ ‎عليه‎ ‎بدم‎ ‎بارد مع‎ ‎ابن‎ ‎عمه‎ ‎فادي‎ ‎جرادات‎ ‎أمام‎ ‎زوجة‎ ‎صالح وشقيقة‎ ‎فادي )‎هنادي‎ ‎جرادات‎ ‎التي‎ ‎نفذت‎ ‎فيما بعد‎ ‎‎عملية‎ ‎الثار‎ ‎لصالح‎ ‎وفادي‎ ‎في‎ ‎مطعم‎ ‎مكسيم في‎ ‎حيفا(‎ØŒ‎ ‎ورغم‎ ‎إصابتهما‎ ‎أعدموهما‎ ‎بدم‎ ‎بارد في‎ ‎‏12‏ / ‎‏6‏/ ‎‏2003‏‎ ‎".
    وأضافت: "وبينما‎ ‎كنا‎ ‎نعيش‎ ‎الم‎ ‎وصدمه‎ ‎اغتيال صالح،‎ ‎بدأت‎ ‎قوات‎ ‎الاحتلال‎ ‎بملاحقة‎ ‎شقيقي‎ ‎سامي ‏)‎شقيق‎ ‎‎الشهيد‎ ‎صالح(‎ واعتقل‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎خاصة استمرت‎ ‎يومين‎ ‎في‎ ‎بلدتنا‎ ‎السيلة‎ ‎الحارثية‎ ‎بعد يومين‎ ‎من‎ ‎حصاره‎ ‎‎وقصف‎ ‎بالطائرات‎ ‎وهدم‎ ‎أجزاء من‎ ‎منزله‎ ‎في‎ ‎‏22‏ / ‎‏10‏ / ‎‏2003‏‎ ‎ØŒ‎ ‎ثم‎ ‎حكم‎ ‎بالسجن‎ ‎المؤبد ‏35‏‎ ‎إضافة‎ ‎Ù„‎ ‎‏50‏‎ ‎‎عاما‎ ‎بتهمة‎ ‎قيادة‎ ‎سرايا‎ ‎القدس والضلوع‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎ابنة‎ ‎عمه‎ ‎الشهيدة‎ ‎هنادي )‎التي تبناها‎ ‎الجناح‎ ‎المسلح‎ ‎لحركة‎ ‎‎الجهاد‎ ‎الإسلامي).

    ضرغام‎ ‎المطارد
    تلك‎ ‎الأحداث‎ ‎التي‎ ‎تتالت‎ ‎عبر‎ ‎انتفاضة‎ ‎الأقصى لم‎ ‎تؤثر‎ ‎في‎ ‎معنويات‎ ‎أم‎ ‎‎فارس‎ ‎التي‎ ‎تتحدث‎ ‎عن أشقائها‎ ‎ونجلها‎ ‎بشموخ‎ ‎وفخر،‎ ‎وقالت: "على‎ ‎درب أخواله‎ ‎سار‎ ‎ضرغام‎ ‎بشكل‎ ‎سري،‎ ‎فقد‎ ‎‎أنجبته‎ ‎في ‏1978/7/24‏‎ ‎ØŒ‎ ‎ودرس‎ ‎ضرغام‎ ‎حتى‎ ‎الصف‎ ‎الحادي عشر‎ ‎لكنه‎ ‎كان‎ ‎وبمقدار‎ ‎ما‎ ‎هو‎ ‎حنون‎ ‎وبار‎ ‎لنا‎ ‎‎تميز بطيبة‎ ‎قلبه‎ ‎فكنت‎ ‎اشعر‎ ‎أن‎ ‎شيئا‎ ‎يجذبني‎ ‎إليه دون‎ ‎أشقائه‎ ‎الآخرين‎ ‎وهو‎ ‎عطوف‎ ‎رقيق‎ ‎يحب الناس،‎ ‎وتأثر‎ ‎‎كثيرا‎ ‎بممارسات‎ ‎الاحتلال‎ ‎ومنذ صغره‎ ‎كان‎ ‎يقول‎ ‎إن‎ ‎طموحه‎ ‎تحرير‎ ‎فلسطين،‎ ‎لذلك كان‎ ‎يشارك‎ ‎في‎ ‎المسيرات‎ ‎‎والمواجهات‎ ‎رغم‎ ‎انه‎ ‎تزوج ورزق‎ ‎بثلاثة‎ ‎أبناء".
    وأضافت: "بشكل‎ ‎سري‎ ‎التحق‎ ‎بكتائب‎ ‎شهداء الأقصى،‎ ‎وبعد‎ ‎‎اعتقاله‎ ‎علمنا‎ ‎أنه‎ ‎كان‎ ‎دوما‎ ‎في مقدمة‎ ‎الصفوف‎ ‎في‎ ‎المواجهات‎ ‎والاشتباكات‎ ‎المسلحة وبعدما‎ ‎داهمت‎ ‎قوات‎ ‎‎الاحتلال‎ ‎منزلنا‎ ‎وطالبت بتسليمه‎ ‎اختفى‎ ‎وانقطعت‎ ‎أخباره‎ ‎وأصبح‎ ‎اسمه على‎ ‎رأس‎ ‎قائمة‎ ‎المطلوبين".
    تحدق‎ ‎أم‎ ‎‎فارس‎ ‎بصور‎ ‎أسيرها‎ ‎وتضم‎ ‎أحفادها أطفاله‎ ‎لصدرها‎ ‎وقالت: "حب‎ ‎الوطن‎ ‎تفوق‎ ‎في‎ ‎أعماق على‎ ‎كل‎ ‎شيء،‎ ‎‎وبسبب‎ ‎التهديد‎ ‎تنقل‎ ‎من‎ ‎منطقة لأخرى‎ ‎وحرم‎ ‎من‎ ‎أطفاله‎ ‎لمدة‎ ‎عامين‎ ‎أمضاها‎ ‎متنقلا بين‎ ‎محافظات‎ ‎الوطن‎ ‎دون‎ ‎‎أن‎ ‎يتوقف‎ ‎الاحتلال‎ ‎عن دهم‎ ‎منزلنا‎ ‎وتدمير‎ ‎محتوياته‎ ‎وتهديدنا‎ ‎بتصفية ضرغام‎ ‎الذي‎ ‎رفض‎ ‎الاستسلام."‎

    الاعتقال‎ ‎‎والحكم
    استمر‎ ‎الاحتلال‎ ‎في‎ ‎رصد‎ ‎ضرغام‎ ‎حتى‎ ‎تمكن‎ ‎من اعتقاله،‎ ‎وقالت‎ ‎أم‎ ‎فارس: "استجاب‎ ‎الله‎ ‎لدعواتي في‎ ‎‎حمايته‎ ‎من‎ ‎مكرهم‎ ‎وشرهم‎ ‎في‎ ‎اغتياله،‎ ‎وكان ألمنا‎ ‎وحزننا‎ ‎كبير‎ ‎عندما‎ ‎علمنا‎ ‎أنهم‎ ‎حاصروه في‎ ‎كمين‎ ‎في‎ ‎بلدة‎ ‎‎عانين‎ ‎حيث‎ ‎اعتقل‎ ‎في‎ ‎تاريخ ‏2006/5/31‏‎ ‎وبعد‎ ‎التحقيق‎ ‎والمعاناة‎ ‎حكم‎ ‎بالسجن الفعلي‎ ‎لمدة‎ ‎‏38‏‎ ‎عاما‎ ‎بتهمة‎ ‎‎العضوية‎ ‎في‎ ‎كتائب شهداء‎ ‎الأقصى‎ ‎والمشاركة‎ ‎في‎ ‎اشتباكات‎ ‎مسلحة ضد‎ ‎الاحتلال‎ ‎الذي‎ ‎استمر‎ ‎في‎ ‎عقابه،‎ ‎لكن‏ ‏ضرغام أبى‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎صامدا‎ ‎وقوي‎ ‎الإرادة،‎ ‎مؤمنا‎ ‎برسالته وحقه‎ ‎المشروع‎ ‎في‎ ‎الدفاع‎ ‎عن‎ ‎أرضه‎ ‎ووطنه،‎ ‎‎فعاقبوه بالعزل‎ ‎والنقل‎ ‎بين السجون.

    أطفال الأسير
    يبكي‎ ‎أطفاله‎ ‎الثلاثة‎ ‎في‎ ‎غياب‎ ‎والدهم،‎ ‎وتكرس الجدة‎ ‎حياتها‎ ‎‎لرعايتهم‎ ‎وتربيتهم‎ ‎والتخفيف‎ ‎من معاناتهم،‎ ‎فياقوت‎ ‎تبلغ‎ ‎من‎ ‎العمر‎ ‎اليوم‎ ‎‏11‏‎ ‎عاما، وعرين‎ ‎‏10‏‎ ‎سنوات،‎ ‎‎وصالح‎ ‎الذي‎ ‎اسماه‎ ‎كذلك تيمنا‎ ‎بشقيقه‎ ‎الشهيد‎ ‎أصبح‎ ‎في‎ ‎سن‎ ‎‏8‏‎ ‎سنوات، وقالت‎ ‎الجدة: "أولاده‎ ‎لا‎ ‎ينسونه‎ ‎لحظة‎ ‎‎وهم‎ ‎تفتحت أعينهم‎ ‎على‎ ‎بوابات‎ ‎السجون،‎ ‎دوما‎ ‎يتساءلون‎ ‎متى سيفرج‎ ‎عن‎ ‎والدي،‎ ‎ونحن‎ ‎نريد‎ ‎أن‎ ‎نراه‎ ‎وان‎ ‎يرى ‏تفوقنا‎ ‎وان‎ ‎يكون‎ ‎معنا‎ ‎في‎ ‎الأعياد‎ ‎والمناسبات‎ ‎أن نعيش‎ ‎بين‎ ‎أكنافه‎ ‎وأحضانه‎ ‎لننعم‎ ‎بكرمه‎ ‎وحبه لنا‎ ‎كأطفال‎ ‎‎العالم".
    الدموع‎ ‎لغتها‎ ‎الوحيدة‎ ‎للرد‎ ‎على‎ ‎أحفادها،‎ ‎بينما ياقوت‎ ‎التي‎ ‎شاهدت‎ ‎والدها‎ ‎وأدركت‎ ‎أنه‎ ‎أبيها‎ ‎في سجنه‎ ‎‎تنهمك‎ ‎دوما‎ ‎في‎ ‎كتابة‎ ‎الأشعار‎ ‎والرسائل والقصص‎ ‎عن‎ ‎والدها،‎ ‎وقالت: "أشعر‎ ‎بشوق‎ ‎لأبي وفي‎ ‎كل‎ ‎زيارة‎ ‎أشاهد‎ ‎‎الألم‎ ‎والأمل‎ ‎في‎ ‎عينيه‎ ‎احزن وابكي‎ ‎لأنني‎ ‎مشتاقة‎ ‎لان‎ ‎ننام‎ ‎بحضنه،‎ ‎في‎ ‎العيد أتألم‎ ‎لأنني‎ ‎لا‎ ‎أحصل‎ ‎وإخوتي‎ ‎على‎ ‎‎عيدية‎ ‎أبي التي‎ ‎كنا‎ ‎ننتظرها‎ ‎العيد‎ ‎القادم".
    وأضافت: "لذلك اكتب‎ ‎دوما،‎ ‎وإضافة‎ ‎لحبي‎ ‎للتعليم‎ ‎ورغبتي‎ ‎بالنجاح ‏ليبقى‎ ‎رأس‎ ‎أبي‎ ‎مرفوعا‎ ‎بي،‎ ‎فإنني‎ ‎أحب‎ ‎أن‎ ‎اكتب عنه‎ ‎وله‎ ‎وأمل‎ ‎أن‎ ‎تنشر‎ ‎كتاباتي‎ ‎في‎ ‎الصحف‎ ‎ليقراها أبي‎ ‎‎ويفتخر‎ ‎بابنته‎ ‎التي‎ ‎تفخر‎ ‎ببطولته‎ ‎وتعتبره قدوتها‎ ‎وتحلم‎ ‎أن‎ ‎تعانقه‎ ‎حرا".
    وفي‎ ‎الجزء‎ ‎الآخر‎ ‎من‎ ‎صور‎ ‎المعاناة،‎ ‎‎تعاني‎ ‎عائلة الأسير‎ ‎من‎ ‎سياسة‎ ‎منع‎ ‎الزيارات،‎ ‎وقالت‎ ‎الوالدة:‎‏ ‏"‎شقيقه‎ ‎طلعت‎ ‎لم‎ ‎ير‎ ‎ضرغام‎ ‎منذ‎ ‎‏3‏‎ ‎سنوات‎ ‎علما ‏أنه‎ ‎اعتقل‎ ‎عام‎ ‎‏2008‏‎ ‎وأمضى‎ ‎في‎ ‎السجن‎ ‎‏32‏‎ ‎شهرا، أما‎ ‎شقيقه‎ ‎محمد‎ ‎فالمنع‎ ‎الأمني‎ ‎مستمر‎ ‎بحقه منذ‎ ‎‎‏6‏‎ ‎سنوات،‎ ‎وحتى‎ ‎عندما‎ ‎تزوجت‎ ‎شقيقته جنان‎ ‎لم‎ ‎نفرح‎ ‎لاعتقاله‎ ‎لذلك‎ ‎على‎ ‎أبواب‎ ‎العيد القادم‎ ‎نتأمل‎ ‎أن‎ ‎يدرج‎ ‎‎اسمه‎ ‎ضمن‎ ‎المرحلة‎ ‎الثانية من‎ ‎الصفقة‎ ‎ليعود‎ ‎لأسرته‎ ‎وأطفاله‎ ‎وحضني‎ ‎الذي ينتظر‎ ‎عناقه".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 30/10/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية