الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    اعتقال أبنائي لم يؤثرا فينا بقدر احتجاز جثمان ابني الشهيد

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    لا يختلف يوم الشهيد كما كل المناسبات عن باقي أيام السنة بالنسبة للمواطنة نصرة عبد الرحمن أبو شادوف من بلدة برقين قضاء جنين سوى بأحزان مضاعفة ففي تفتقد نجلها الشهيد الذي تعتقله قوات الاحتلال مع المئات من جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب في مقابر الأرقام، ويحظر على ذويهم زيارتها أو الوصول لأضرحتهم بعدما اعلن الاحتلال المناطق التي تحتجز فيها الجثامين داخل فلسطين المحتلة مغلقة عسكريا وتخضع لإشراف مباشر من وزير الدفاع الصهيوني.
    أبو شادوف، التي تبكي لعدم وجود ضريح لنجلها الشهيد نضال تتردد دوما على مقبرة شهداء مخيم جنين القريبة من بلدتها برقين لزيارة ضريح زوجة شقيقها الشهيدة سميرة الزبيدي ونجلها طه الزبيدي اللذين استشهدا خلال معركة مخيم جنين، تارة تقرأ ما تيسر من القران الكريم واخرى تدعو وتصلي لله ان يعيد اليها جثمان ابنها لتتمكن من زيارته، وقالت: "اعتقل كل أبنائي وهدم منزلنا وتشريدنا لا يساوي شيئا أمام حزني لعدم تمكني من زيارة ضريح ابني الشهيد الذي تعتقل القوات الصهيونية جثمانه في مقابر الأرقام، وأمنيتي الوحيدة أن أزور ضريح ابني نضال".

    أمنيات الأمهات
    في المناسبات تأخذ طابعا يختلف عن أبو شادوف التي لم تتوقف يوما عن التنقل بين المؤسسات لإثارة قضية الشهداء الأسرى، وقالت: "اعتقال أبنائي لم يؤثر علي رغم حزني ولكن استمرار مأساة شهدائنا المعتقلين في مقابر الأرقام يثير حزننا خاصة مع اصرار الاحتلال على هذه السياسة ضاربة عرض الحائط كافة الشرائع والاعراف والقوانين التي تحظر مثل هذه السياسات التي تعتبر جزءا من الاستهداف الصهيوني والعقاب للشهيد وعائلته". ومع حلول العام الجديد وذكرى يوم الشهيد تعتبر هذه المناسبات بالنسبة للوالدة نصرة وعائلتها من اكثر المناسبات حزنا، وقالت: "فيهما نفتقد الاحبة وتتفتح جراحنا التي مازالت نازفة ولن تتوقف ما دمنا عاجزين عن استرداد جثامين ابنائنا، وعندما تأتي مناسبة كالأعياد خاصة تتجدد الاحزان لأن الاحتلال حكم علينا بالمعاناة المستمرة وأنا لا أجد حتى ضريحا لابني أزوره في العيد، فحتى الموتى تزين قبورهم ويزورهم ذووهم بينما مازال جثمان ابني رهن الاعتقال فاين هي العدالة وحقوق الانسان ؟ وأي قانون أو شريعة تجيز للاحتلال ان يصادر ويعاقب جثامين ابنائنا على مرأى ومسمع من كل العالم الذي لا يهتم بدموع الامهات الفلسطينيات ومعاناتهن والاحتلال يمارس بحقهن أقسى أنواع العقوبات فأي ظلم أكبر من اعتقال الجثامين بهذه الطريقة؟"
    الوالدة أبو شادوف التي تجاوزت العقد الخامس، لا تتأخر عن المشاركة في كل تظاهرة واعتصام ومسيرة للمطالبة بالافراج عن الأسرى ومنهم أبناؤها وكذلك الشهداء الأسرى ومنهم نجلها نضال، لتؤكد أنها لم تذق طعم النوم منذ اعتقال الاحتلال لجثمان ابنها نضال الذي علمت باستشهاده يوم 2001-7-16 في عملية فدائية في منطقة "بين يامينا" قرب تل الربيع تبنتها سرايا القدس. بعد العملية، اعتقلت قوات الاحتلال جثمان نضال ورفضت تسليمه لعائلته، ولكن بعد فترة وجيزة صدر قرار بعقاب العائلة،
    وقالت الوالدة: "اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا ودون سابق انذار عاقبتنا بهدمه وتشريد عائلتنا التي لم يسلم أحد من أفرادها من الاستهداف والاعتقال، فالاحتلال كان لنا بالمرصاد فاستشهدت زوجة شقيقي الشهيدة سميرة الزبيدي في مخيم جنين في شهر اذار 2002 خلال ملاحقة ابنائها وخاصة زكريا، وبعدها استشهد ابنها طه الزبيدي احد قادة سرايا القدس خلال معركة مخيم جنين التي استشهد فيها ايضا ابن اختي الثاني الشهيد زياد العامر قائد كتائب شهداء الاقصى، كما اعتقل ابناء زوجة شقيقي الشهيدة "ام العبد". ويغيب الاحتلال عن عائلة ابو شادوف، ابنها الاسير اسماعيل (28 عاماً) الذي يقضي كما قالت والدته حكما بالسجن لمدة 29 عاما بتهمة الانتماء لحركة "الجهاد الاسلامي"، واضافت: "أي بشر يمكن ان يحتمل كل هذا العذاب الذي طال كل فرد في اسرتنا لنعيش الدموع والالام التي تكبر جراء حزني على مأساة ابني في الاسر المتواصل منذ اعتقاله في 4- 1- 2003، فرغم حكمه القاسي فالاحتلال مارس بحقه كل اشكال التعذيب خضع للتحقيق العسكري وتنقل بين زنازين العزل، وبسبب الضرب اصيب بتفجر بشرايين اليدين والقدمين و لازال يعاني من مضاعفات المرض في سجن جلبوع حيث تعاقبه الادارة بمنع ادخال الكانتين له، وتحرم والده الذي تدهورت حالته الصحية حتى أصبح ضريرا من شدة حزنه من زيارته، بينما ترفض السماح لي بزيارته الا مرة واحدة كل 6 شهور، وحتى في العيد لك نتمكن من زيارته ومعايدته".
    وفي يوم الشهيد، قالت الوالدة أبو شادوف: "في كل مناسبة نصلي لله وكلنا أمل أن يتحقق أملي ورجائي بتحرير جثمان ابني الشهيد، باعتقال ابني اسماعيل مازالت صابرة وأتحمل وجع غيابه والسجون ولكني لم أعد قادرة على احتمال استمرار اعتقال جثمان أن يكون هناك اهتمام خاص بقضيتنا وتتواصل الحملة الوطنية لتحريرهم، فقضيتهم يجب أن تكون أولوية، والوفاء للشهداء ليس فقط شعارات ومهرجانات وخطابات بل بدفنهم بكرامة".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 9/1/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية