الثلاثاء 23 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    ابنة الأسير نواف العامر تتمنى تحرره ليشاركها فرحة التخرج

    آخر تحديث: الأحد، 18 مارس 2012 ، 00:00 ص

    متمسكة بوصية والدها، أصرت الطالبة أشواق على المثابرة والجد والاجتهاد لتحقيق النجاح والحلم الذي تمنته طويلا لتصبح صحفية كوالدها الذي تتمنى في هذه الأيام أن يتحرر من جحيم السجون وقيود الاحتلال التي تحرمها منه، لعل الأب الحنون والمعلم الراعي والصحفي المتميز نواف إبراهيم محمد عامر يشاركها اللحظة التي انتظرها سنوات طويلة وهي أن يراها تتخرج من جامعة النجاح الوطنية لتشاركه المشوار الإعلامي في ايصال وترجمه قضية شعبها وخدمة وطنها وبلدها.
    في منزل العائلة في قرية كفر قليل تصلي أشواق مع والدتها وأشقائها السبعة لحرية الوالد والزوج الذي انتزعه الاحتلال من بينهم قبل 6 شهور، وغيبه خلف القضبان بقرار اعتقال إداري بذريعة الملف السري. وتقول أشواق: "منذ صغري، وبعدما شاهدت عظمة دور أبي وهو يؤدي دوره الاعلامي الوطني، وتلمست أهمية رسالة الصحافة ترسخت لدي قناعة وحب كبير لأتعلم الصحافة وأصبح كأبي الذي شجعني مع والدتي وتعلمت منه الكثير حتى أصبح يسميني الصحفية الصغيرة، التي كبرت وكبر لدي الطموح والحلم والأمل رغم الكثير من المصاعب والمشاق، ففي كل محطة كان يعايشها أبي خلال مسيرته الإعلامية كان يتعزز لدي الشعور بأهمية مهنة المتاعب وبالدور الكبير الذي تشكله الصحافة التي تعتبر السلطة الرابعة".
    وتضيف "التحقت بالجامعة وتقدمت بخطى واثقة بدعم ورعاية وتوجيه وتشجيع والدي الذي علمني الكثير وأكسبني مهارات جعلتني أنهي دراستي خلال 3 سنوات ونصف، ولكنني تألمت كثيراً عندما انتزع الاحتلال أبي واعتقله في نهاية مرحلة دراستي وخلال استعدادي للمنعطف الهام في آخر أعوامي الدراسية".
    بدعم وتشجيع الوالدة والأسرة، نجحت أشواق في تجاوز آثار فرقة والدها وغيابه والحنين إليه كونها ممنوعة أمنيا من زيارته، وتقول: "رغم ما زرعه فينا والدي من إيمان ووفاء وتحد وما نتمتع به من صبر واحتساب ومعنويات ولكننا «Ø¨Ø´Ø±» نتأثر، ولذلك تأثير أكثر قساوة عندما يتعلق بالأب الراعي والمعلم، أحزنني اعتقاله التعسفي الظالم، ولكن روحه تسكن معي، لازمتني في كل خطوة خلال استعدادي للامتحانات في العام النهائي، وكان هدفي الأول والاخير تحقيق حلم أبي ليفخر بي في سجنه، فالتفوق والنجاح هو أكبر هدية لوالدي لأنها عنوان للإرادة والإصرار على الحياة وكسر أهداف سياسات الاحتلال من الاعتقالات"ØŒ وتضيف "يريدون تدمير الأسير وعائلته، وتمزيق الروابط الاجتماعية وتفريغنا كأهالي أسرى بسبب الألم والحزن والمعاناة وقهر السجون وسياسات السجان من روح الانتماء الوطني وتحويل حياتنا لجحيم، ولكن بحمد الله صبرت وواصلت دراستي لأفخر وأنا أزف لوالدي في سجنه نبأ نجاحي وأمنيتي الكبيرة أن يتحرر قريباً ويشاركني أجمل لحظة تتمناها وتنتظرها كل فتاة، فالسجن قادر على حرماننا أبي ولكنه لن يمنعنا فرحة النجاح التي يمكن تأجيلها ولكن في النهاية لن يغلق سجن بابه على أحد، وسيعوضني أبي لأنه سيعود إلينا قريبا".
    نفس المشاعر والأمنيات، تنتاب كل فرد من عائلة الإعلامي نواف العامر الذي يدفع ضريبة استهداف الاحتلال للصحفيين لمنعهم من تأدية دورهم ورسالتهم وواجباتهم تجاه شعبهم وقضيتهم، ففي سجل نواف صفحات طويلة من رحلة المعاناة على بوابات السجون جراء قلمه الحر وكلمته الشريفة المخلصة الشجاعة، واصراره دوما على الانحياز لشعبه وقضيته وخاصة المعتقلين الذين كان يتحدث عنهم ويبرز قضيتهم وهو الأكثر قدرة على التعبير عنهم لأنه عاش معهم وكان مثلهم والشاهد الحي على صمودهم وتضحياتهم ومعاناتهم، كما تقول الزوجة الوفية أم موسى التي قاسمته على مدار سنوات عمرها محطات العطاء كإعلامي في سبيل وطنه وقضيته وكأسير يؤدي الرسالة والأمانة على طريقته الفلسطينية الخاصة منذ ولادته في قرية كفر قليل عام 1962، وخلال نشأته ورحلة شبابه التي قرر فيها أن يصبح صحفياً في مهنة البحث عن المتاعب، فكان له الاحتلال بالمرصاد، ملاحقة واعتقال وإبعاد لكنه استمر في مواصلة المشوار.
    تحتفظ ذاكرة ام موسى بتواريخ كل محطات الاعتقال لرفيق دربها الإعلامي نواف التي كان أولها في 3- 7- 1988، وتقول: "اعتقلوه من البيت وأمضى 35 يوماً داخل أقبية التحقيق في سجن طولكرم العسكري، وفور الإفراج عنه، عاد لمواصلة رسالته الإعلامية فكانت البداية مع مكتب نابلس للصحافة الذي أغلقه الاحتلال لاحقاً، ورغم عدم إدانته بأي تهمة تكرر اعتقاله لمرات عديدة، وبين التجربة والأخرى لم يتخل عن قلمه ورسالته، بل في سجنه كان يترجم عذابات الأسرى، وفي تحرره يساهم في نشر أخبار وطنه وشعبه ويساهم بالنهوض بالإعلام الفلسطيني ودوره".
    وتضيف "خلال الانتفاضة الأولى اعتقل ورغم عدم إدانته بأي تهمة، أبعد عام 1992 مع أكثر من 400 من أبناء الشعب الفلسطيني على الحدود اللبنانية الفلسطينية ليقيموا في مخيم مرج الزهور، ومن هناك عرف العالم بالجامعات والمعاهد والحياة الجديدة التي رسمها المبعدون بأقلامهم وقصصهم، ولكن بسبب ظروفه الصحية الصعبة كان نواف من أوائل العائدين إلى أرض الوطن من رحلة الإبعاد، لكن لا ليعود لأحضان أسرته، بل ليزج به في سجن الجنيد لمدة 14 شهراً رهن الاعتقال الظالم".
    في كل المحطات، صمدت ووقفت أم موسى لجانب زوجها، ترعى وتكرس حياتها للأبناء الثمانية، وتواصل مشوار العمر على أمل اللقاء دوما، وتقول: "وقف نواف لجانبي في كل المواقف ورفع معنوياتي، وتجاوزنا كل المحن رغم معاناة الأطفال في غياب والدهم ولكنهم تفهموا وافتخروا دوما بوالدهم الذي عمل بعد تحرره مراسلاً لصحيفة القدس، حتى تكرر اعتقاله وتفاقمت معاناتنا في غيابه".
    وتضيف "ولأنه كان يؤمن برسالته وقضيته كإعلامي، رفض الانزواء واستمر في العطاء، وفي 2006 عمل مع وكالة رامتان للأنباء، حتى وصوله إلى محطته الأخيرة التي كانت في قناة القدس الفضائية، حيث عمل فيها كمنسق للبرامج والإنتاج في الضفة الغربية منذ 2008 وحتى تاريخ اعتقاله".
    وبين عمله الاعلامي، وتطوعه مع مؤسسات وفعاليات مختلفة في ابراز قضايا وهموم المجتمع والشعب الفلسطيني وخاصة قضية الاسرى التي كان يمنحها الكثير من وقته وحياته، فرح نواف كثيرا وهو يشاهد النجاح تلو الاخر لأبنائه، فاحتفل بتخرج باكورة موسى الذي يدرس حاليا ماجستير رياضة في إيطاليا، وبعده تخرج إبراهيم حاملاً بكالوريوس قانون، وبينما يتابع باقي الأبناء دراستهم، وكانت تستعد أشواق لعامها الأخير في الجامعة، لكن العائلة استيقظت فجر 2011-6-28، على صوت طرق شديد على بوابة المنزل، وتقول الزوجة أم موسى: "بدأت طرقات عنيفة تنهال على باب المنزل، فإذا بهم جنود الاحتلال، يدفعون الباب بأعقاب بنادقهم، انتزعوا نواف واقتادوه إلى السجن وقبل أن تشرق شمس اليوم الثاني من اعتقاله حولوه للاعتقال الاداري لمدة 6 شهور والذي خفض لأربعة".
    مع اقتراب موعد نهاية الإداري، قررت الصغيرة زهراء التي ترتبط بعلاقة وثيقه مع والدها تأجيل عيد ميلادها لعلها كما تقول والدتها: "تحظى بمشاركة والدها الذي اعتقل زورا وبهتانا ودون تهمة، ورغم كونها أصغر الأبناء كانت أكثرهم حزناً وتأثرا لغياب والدها، تبكي كلما حان موعد النوم، وعندما تنهض تسأل وتردد السؤال عن والدها، ورفضت اطفاء شموع عيد ميلادها وجلست تنتظر ولكنها بكت بشدة عندما علمت أن السجان منحه أربعة أشهر جديدة، تعني حرمانها حضنه وحنانه لفترة أخرى".  ÙˆØªØ¶ÙŠÙ "فتعلقها به جعلها تظن أن كل سيارة قادمة من بعيد تقل أبيها، وحين تبتعد السيارة عن ناظريها، تبكي بحرقة ظنا منها انه ذهب ولا يريد أن يراها".
    رفضت سلطات الاحتلال طلب محامي نواف بالكشف عن المواد السرية التي استخدمتها كذريعة لتمديد اعتقاله الإداري الثاني، وتقول أم موسى: "منذ اعتقال نواف لم يخضع لتحقيق أو استجواب ولم تصدر بحقه لائحة اتهام، وكل جلسة محكمة تعقد تزعم الإدارة وجود ملف سري ولكنها ترفض الكشف عن حيثياته لأن الواقع يؤكد أن اعتقال زوجي غير قانوني وجزء من حرب الاحتلال ضد الصوت والاعلام الفلسطيني". وتضيف "يعاني نواف من عدة أمراض، أهمها السكري ويتناول يومياً عدة أدوية، ويحتاج إلى عناية خاصة أنه يفتقد إليها في سجون الاحتلال التي يواجه الأسرى فيها إهمالاً طبياً متعمدا، ورغم معاناة نواف مع المرض الى ان ذلك لم يشفع له عند الاحتلال الذي لا يعرف أي معنى للإنسانية فقد جددت سلطات الاحتلال الاعتقال الإداري له للمرة الثالثة على التوالي لمدة ثلاثة اشهر اخرى..".
    لم تجد نفعا عبارات الشجب والاستنكار في التأثير على قرار المحكمة بحق الصحفي العامر، ولزوجته "لا يوجد شريعة أو قانون تجيز اعتقال الصحفيين، وأن التصعيد الممنهج ضد الصحفيين والاعلاميين الفلسطينيين، هو نتاج الحصانة التي يشعر بها قادة الاحتلال في ظل صمت المجتمع الدولي بما في ذلك المؤسسات الدولية ذات الصلة التي يبدو أنها تتعامل مع الكيان كدولة فوق القانون، وعلى المنظمات الدولية ذات العلاقة، مثل الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود ضرورة رفع صوتها والقيام بتحركات وإجراءات عملية لوقف انتهاكات الاحتلال اللاإنسانية بحق الإعلاميين الفلسطينيين والتدخل الفاعل من أجل الإفراج عن المعتقلين منهم".

     

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 3/2/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمود فايز الريخاوي من رفح خلال إعداده لعبوة ناسفة

23 إبريل 2000

استشهاد الأسير المحرر محمد سلمان أبو إعتيق بسبب مرض القلب ويذكر أن الشهيد أمضى أكثر من 15 عاماً في سجون الاحتلال وأطلق سراحه ضمن صفقة التبادل عام85 والشهيد من مخيم النصيرات

23 إبريل 2000

الوفود العربية في اجتماع عمان تقرر دخول الجيوش العربية النظامية لفلسطين حال انتهاء الانتداب البريطاني

23 إبريل 1948

القوات الصهيونية تسيطر على العديد من القرى المحيطة بمدينة القدس

23 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية