29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    سنعتصم ونتضامن مع الأسرى حتى ينالوا حريتهم

    آخر تحديث: الأحد، 06 مايو 2012 ، 00:00 ص

    ساعات طويلة تقضيها الحاجة آمنة ذيب نهار السعدي في التنقل بين مؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر وخيمة التضامن لإثارة ومتابعة أوضاع الأسرى وبينهم نجلها الأسير نهار احمد عبد الله السعدي (30 عاما) الذي يعاني عدة أمراض ومشاكل صحية وترفض إدارة السجون علاجه.
    ووسط القلق والخوف على أوضاع الأسرى في ظل عدم معرفتها بمصير ابنها بعد الإضراب، فإن السعدي تحث أمهات وأهالي الأسرى على المشاركة الفاعلة في إثارة وإيصال رسالة الأسرى، فهي ورغم الحزن والألم على اعتقاله لا زالت تتمسك بالأمل بتحرره وعودته إليها كما تقول "وكسر قيود الاحتلال ومعاييره الظالمة التي صنفت المناضلين كابنها ضمن قائمة الملطخة أيديهم بالدماء".
    وبينما تفخر كما تضيف "بأنه جاهد من أجل شعبه وحمل راية النضال مع شقيقه ورفيق دربه ابنها الشهيد سامر أحمد عبد الله السعدي قائد كتائب شهداء الأقصى في جنين الذي اغتالته قوات الاحتلال في 29 - 9- 2005، فما دام هناك احتلال فمن حقنا مقاومته ومهما قدمنا من تضحيات فإننا فخورون لان تحرير الوطن لن يتحقق دون شهداء وصمود وتحدي وبطولة.
    وفي منزلها الذي يتزين بصور شهيدها وأسيرها، لا زالت السعدي تحتضن وترعى أحفادها سارة ويارا واحمد أبناء الشهيد سامر وتعيش في ظلال ذكريات تستمد كما تقول: "رغم قساوتها منها القوة والعزم لتصبر حتى يلئتم الجرح بعناق نهار الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد 4 مرات و 20 عاما، وكلما انقضى يوم اشطبه من قاموس حياتي لاستحضر الأمل بغد يتحقق فيه الفرج لنهار وكل الأسرى من ذوي الأحكام العالية الذين تتدهور ظروفهم الاعتقالية في الآونة الأخيرة في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها إدارة السجون بحقهم، لتضيف لعذاباتهم ألوانا أخرى من المعاناة والظلم"، وتتابع " وكأن نفيهم في غياهب السجون التي تدفن فيها سنوات حياتهم وأحكام الظلم والتعسف غير كافية لتتفنن الإدارة في التضييق عليهم وكأنهم يعيشون في عالم آخر لا تحكمه قيم أو مبادئ أو شريعة لأن كل شيء مباح وعليهم أن يدفعوا الثمن خلف القضبان التي تأسرنا أيضا".
    وفي ظلال هذا الواقع الذي ترسمه بكلمات الأم التي تكتوي بمشاعر الحزن وهي تعجز عن عناق ولقاء سامر ونهار، تبكي بحرقة وإدارة السجون تشن هجمة شرسة ضد الأسرى، وفي خيمة التضامن لا تتوقف عن الدعاء له، ولا يوقف دموعها إلا حديث الذكريات عنه، وتقول: "كل عائلة أسير هي أسيرة معه والسجن ليس قضبان وأبراج مراقبة وسجان ومحاكم ظالمة، فنحن نمضي نفس محكومية نهار، وكلنا أسرى حتى إشعار آخر ولن نشعر بمعنى الحرية ما دام أسير في سجنه". وتضيف "ابني نهار هو نهار الأمل وفجر الحياة لحياتنا جميعا، ففي عام 1982 أنجبته ودرس حتى أنهى المرحلة الإعدادية، فرغم صغر سنه لم يتردد وشقيقه سامر على المشاركة في الانتفاضة الأولى، واعتقل سامر لمدة شهرين وعندما اندلعت الانتفاضة الثانية أصبح نهار وسامر مطلوبين لقوات الاحتلال التي حولت حياتنا لجحيم ورعب ومعاناة مع توالي حملات الدهم والتفتيش ونصب الكمائن، فكنا لا نعرف طعم النوم والراحة"ØŒ وتضيف كريمتها سلام "في تلك الأيام نجا أخي رامي "23 عاما" من الموت بأعجوبة، فقد أصيب بشظايا قذيفة دبابة خلال مواجهات في حي السيباط، مما أدى الى بتر 3 أصابع من يده اليسرى وترقيع في يده اليمنى وفي صدره وقدميه ويوجد لديه عجز 90 %". ÙˆØªØ¶ÙŠÙ "في 2003-9-15ØŒ نجا نهار من الاغتيال واعتقل في عملية للوحدات الخاصة في المنطقة الصناعية وتعرض للاعتداء وعانى خلال التحقيق".

    معاناة في السجن
    لم تنته رحلة عذاب الوالدة آمنة لأن قوات الاحتلال استمرت في ملاحقة سامر، كما تقول: "وبينما كنت أصلي لنجاته، لم أخف حقيقة شعوري ككل أم بالراحة وتنفست الصعداء لنجاة نهار من الموت بعد التهديد المستمر بتصفيته خلال ملاحقته، لأني كنت على قناعة أن السجن لن يقفل بابه على أحد، وسيأتي اليوم الذي يتحرر فيه نهار ويعود إلينا". لكن الاحتلال لم يتوقف عن عقابه وحتى بعد حكمه الظالم استمروا في استهدافه وتعرض للعقاب والعزل والإبعاد لسجن رامون وتم منع زيارته، كل ذلك تقول الوالدة "لم يكن كافيا فعلى الأسير أن يعيش العذاب في كل دقيقة من اعتقاله فحرمونا من زيارته ورغم أني اعتدت طوال السنوات الماضية على غياب سامر ونهار عنا وتفرق شمل أسرتنا، كان حزني هذا العام الأكبر لأنه عوقب بمنع الزيارات لفترات طويلة رغم انها تعتبر شريان الحياة الوحيد لكل أسير ولكنهم يصرون على التنغيص علينا لنبقى نتجرع مرارة الألم والحرمان التي يفوق ألمها حقيقة الاعتقال أساسا".

    رحيل الوالد
    وتمضي الوالدة التي تجاوزت العقد السادس في سرد تفاصيل معاناتها باعتقال نهار، لتتوقف عند محطات تغرقها بالدموع وهي تتذكر لحظات رحيل رفيق دربها الزوج الذي تأثر كثيرا كما تقول على استشهاد سامر واعتقال نهار، "فقبل 4 سنوات رحل عن عمر يناهز الـ 68 عاما ولسانه لا يتوقف عن ذكرى نهار الذي حرمه الاحتلال مشاهدته ووداعه وحتى التعزية به، وكانت تلك اللحظة مؤلمة وكلما تذكرتها أبكي وأصلي لله أن يرحمني ويرفق بي ليمنحني العمر والقوة لأعيش حتى أعانق نهار وافرح بزفافه"، وتضيف "رغم زواج كل أبنائي فلن يكون في حياتي فرح ما دام ابني خلف القضبان، يحرمه السجن أبسط حقوقه ومنها حرمان أشقائه من زيارته، فابني نبيل ممنوع من زيارته منذ أربع سنوات كونه أسير سابق أمضى في السجن عامين ونصف، وكذلك أبنائي ربيع وسمير ورامي وأحلام يرفضون منحهم تصاريح زيارة منذ عامين بذريعة المنع الأمني".
    وتتمنى الوالدة السعدي أن تتمكن الجهات المعنية من مساعدة نهار على الحصول على العلاج الذي تحرمه إدارة السجون منه، وتقول لم يكن يعاني قبل اعتقاله من أية امراض، وبسبب ظروف التحقيق والعزل والعقاب يعاني حاليا من معدته و الآلام شديدة في ظهره وخواصره ومشاكل في أسنانه، وقدم عشرات الطلبات للخروج الى المستشفى لمتابعة علاجه لكن الإدارة ترفض الطلبات، وأضافت "أناشد كل المؤسسات أن تتحمل مسؤوليتها لإنقاذ أبناءنا فرحلة اعتقالهم طويلة وهم بحاجة لكل رعاية للصمود في مواجهة محنة الاعتقال التي يعتبر فيها المرض موت يومي يرافق الأسير، وفي كل زيارة ألاحظ مدى تأثر ابني جراء الإهمال المتعمد لعلاجه، فلا املك سوى الدعاء له ولكل الأسرى للخلاص من جحيم السجن"، وتتابع "من خيمة التضامن أقول له سنبقى نعتصم ونتضامن حتى تتحقق كافة طلباتهم".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 5/5/2012)

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية