الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والدة الأسير محمد عبد العزيز: الخطر يهدد حياة ابني وحالته لا تحتمل الإضراب

    آخر تحديث: الأحد، 06 مايو 2012 ، 00:00 ص

    تمضي الحاجة أم حسام ساعات طويلة من يومها أمام صور ابنها الأسير المقعد محمد مصطفى محمد عبد العزيز (34 عاماً) التي تزين جدران منزلها في قطاع غزة، تبكي تارة وتصلي وتتضرع لله تارة أخرى لكي يمن عليه بالصحة والعافية والصبر والثبات بعدما أعلن الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجا على استمراره اعتقاله رغم انقضاء فترة "المنهلي" وللمطالبة بعلاجه.
    وتقول أم حسام: "لم اعد قادرة على النوم والطعام أبكي ليل نهار من شدة خوفي وقلقي على مصير ابني الذي يضرب عن الطعام رغم أنه يعاني من عدة امراض اضافه للشلل"، وتضيف "إن الخطر يهدد حياة ابني فحالته الصحية لا تحتمل الإضراب ولكنهم أغلقوا أمامه كل الأبواب ويحرمونه العلاج فلم يعد أمامه سوى هذا الخيار".

    منع الزيارات
    تجلس الوالدة الستينية طوال الوقت قرب جهاز الهاتف ترقب وتتأمل أن يحمل لها أخبار جديدة عن نجلها الذي حرمت من زيارته ككل أهالي أسرى القطاع الذي منعتهم السلطات الصهيونية من زيارة أبنائهم منذ اختطاف شاليط، وتقول: "انقطع كل اتصال بمحمد منذ عقابنا بإلغاء الزيارات خمس سنوات مرت من العذاب والمعاناة والمؤلم أن شاليط عاد لأسرته ولم يتحرر أسرانا وما زلنا محرومين من زيارتهم". وتتابع "حتى الرسائل لا تصلنا منه وأعيش على المعلومات التي أتلقاها من المؤسسات وآخرها كان من نادي الأسير التي ابلغنا فيها أنه مضرب عن الطعام".

    مضرب رغم الخطر
    محامية نادي الأسير شرين ناصر تمكنت من زيارة الأسير محمد في مستشفى سجن "الرملة" في اليوم 15 من إضرابه عن الطعام، وتقول: "إن حالته الصحية صعبة للغاية جراء إضرابه عن الطعام ورغم ذلك أكد أنه لن ينهي إضرابه إلا بالإفراج عنه". وأضافت "كان من المفترض أن يتم الإفراج عنه قبل أربعة أشهر وفقا لفترة "المنهلي" لكن الإدارة رفضت الإفراج عنه حتى قضاء فترة ال 60 يوماً"، مشيرة الى أن الإدارة عزت رفضها الإفراج عنه تخوفا من أن يكون سابقة بالنسبة للأسرى بعد قرار وقف التعامل "بالمنهلي".

    عقاب وعزل
    ورغم وضعه الصحي الصعب، لم تتوان الإدارة عن عقاب محمد، وقال لمحامية النادي "بدأت الإدارة منذ اللحظة الأولى بتضييق الخناق علي، وفي أول أيام إضرابي نقلوني لقسم المضربين المعزولين ولكن بسبب تردي الوضع الصحي للمضربين هناك أجبرت الإدارة على نقلي لقسم الأسرى المرضى حتى يتم مساعدتي كوني أسير مقعد". ومع إصراره على مواصلة معركة الأمعاء الخاوية سارع نادي الأسير لتقديم طلب عاجل لإدارة السجون لنقل المقعد مصطفى لمستشفى خاص، وقال رئيس النادي قدورة فارس "إن انضمام محمد للإضراب يشكل خطرا كبيرا على حياته لأن وضعه الصحي لا يحتمل وما زالت ترفض الإدارة نقله للمستشفى لأن المكان الذي يحتجز فيه يزيد من المخاطر على حياته".

    سجن وليس مستشفى
    ويصف الأسرى المحتجزين في مستشفى سجن الرملة الوضع فيه انه مزري وغير إنساني، وقال الأسير: "إنه ليس له علاقة بالمستشفى سوى بالاسم لأن ظروفه كالسجن ومعاناتنا كبيرة ولا يتوفر لنا أية رعاية صحية بل يمارسون كل أشكال العقاب لنموت بشكل بطيء وتدريجي". وأكمل الأسير يقول: "انتهت محكوميتي الأصلية وحالتي الصحية سيئة ولا يوفرون لي أي علاج لذلك لن أفك إضرابي حتى أتحرر وتعود حريتي".

    أحلام الوالدة
    ومنذ إعلان محمد الإضراب، لم تتوقف الوالدة أم حسام عن قرع أبواب المؤسسات الإنسانية في غزة وإطلاق صرخات الإغاثة لإنقاذ حياة ابنها الرابع في عائلتها المكونة من 8 أنفار، وتقول: "انتظرت نهاية محكوميته على أحر من الجمر، وتجرعت كل صنوف العذاب وصبرت واحتملت ولكن اليوم حياتي قلق وخوف لأن كل ثانية تمضي وهو مضرب يمكن أن تحرمني أجمل حلم في حياتي". وتعتبر الوالدة عناق محمد حرا حلم وأمنية حياتها الوحيدة، وعندما تتوالى الكوابيس المؤلمة تجمع أحفادها حولها فلا تتوقف عن الحديث عن الابن البار ليشاركوها الدعاء له، وتقول: "منذ صغره كان حنوناً خلوقاً وشجاعاً وطيب القلب وحظي باحترام الجميع ولكن بسبب ظروفنا الاقتصادية الصعبة لم يتمكن من مواصلة دراسته بعد المرحلة الإعدادية". وتضيف "إنه بطل لا يستحق السجن كما إنه لم يكن يتأخر عن تأدية فريضة أو صلاة ملتزم بدينه وحب وطنه ونحن نصلي لله ليحميه لنا ويعود سالما منصورا ونعوض أيام الحزن والمعاناة والسجن".

    الاعتقال والمرض
    يعتبر تاريخ 2/ 7/ 2000 موعداً لا تنساه ذاكرة أم حسام، وتقول: "ففيه بدأت رحلة الآلام والمعاناة عندما اعتقلت قوات الاحتلال ابني عن معبر إيرز أثناء توجهه الى مدينة رام الله لعلاج قدمه". لم يتلق العلاج ولكنه كان على موعد مع ألم آخر سببه السجان، وتضيف الوالدة: "احتجز لمدة 3 سنوات في سجن المجدل وخلال اقتحام الأقسام اعتدى عليه السجانين بالضرب على ظهره مما أدى الى انفصال في الفقرة الأخيرة من العمود الفقري". كعادتها أهملت إدارة السجون علاجه حتى أصيب بأعراض ومضاعفات تتذكر تفاصيلها أم حسام، وتقول: "منعونا من إدخال الطبيب لعلاجه أو حتى نقل لمستشفى الرملة وتبين أنه أصيب بضعف دم كبير ولأنهم عالجوه بالمسكنات تطورت الحالة".

    الشلل المفاجئ
    تبكي أم حسام وهي تستعيد شريط الذكريات، وتتابع "في تلك المرحلة لم انقطع عن زيارته لحظة واحده ورغم مرضه كان قوياً ومتماسكاً ويسير على قدميه". بعد شهر من آخر زيارة، واجهت الوالدة أقسى صدمة في حياتها، وتقول: "عندما عدت لزيارته مرة أخرى تفاجئت بدخوله لغرفة الزيارة يستند على عكازات ويساعده أحد الأسرى". وتكمل "شعرت بتوقف نبض قلبي أمام هول المنظر وبدأت ابكي واصرخ وأسال ابني كيف حدث ذلك، فابلغني انه أصيب بانهيار جراء مضاعفات الألم في الفقرة الأخيرة في العمود الفقري التي تضررت بسبب ذلك الاعتداء".

    منع علاج وزيارة
    تدخلت عدة مؤسسات لإنقاذ حياة محمد وطالبت بالافراج عنه قبل أن يكمل محكوميته البالغة 12 عاما لحاجته الماسة للعلاج لكن دون جدوى، وتضيف "استمرت صحته بالتدهور بسبب إهمال علاجه وعندما فقد القدرة على النوم والطعام أجريت له عمليتين في الفقرة الأخيرة من العمود الفقري ولكنهما لم تتكللا بالنجاح وأصبح مقعدا". وسط قلقها وخوفها على أسيرها، واجهت أم حسام الألم الجديد منع الزيارات، وتقول "قدمت طلبات للحصول على استثناء بزيارته بسبب مرضه ولكن العقاب المفروض علينا مستمر عاد شاليط لحياته وما زلنا نعاقب حتى بمنع الزيارات".

    خوف وقلق
    مع دخول محمد يومه 17 في إضرابه عن الطعام، تقول والدته "يزداد قلقي كل يوم فقد عزلوه كعقاب رغم أنه فقد من وزنه 12 كيلو خاصة وأنه يعاني من قرحة في المعدة"، وأضافت "أنا متعبة بسبب إضراب محمد لأنه مريض ومقعد ويتناول الماء فقط وهذا يزيد من تدهور وضعه الصحي وأدعو العلي القدير أن يقصر مدة الإضراب عن ابني وكافة الأسرى في السجون وتحقيق مطالبهم بأسرع وقت ممكن للإفراج عنهم جميعا". وإضافة إلى محمد تقوم أم حسام كل يوم بزيارة ضريح نجلها طارق (33 عاماً) الذي استشهد في تاريخ 2/2/2007، علماً أنه متزوج وله 9 أفراد.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 5/5/2012)

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية