الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    أمونه عبد ربه تحتفظ بمفتاح صندوق ابنها الأسير عيسى ‏

    آخر تحديث: السبت، 12 مايو 2012 ، 00:00 ص

    ما أن سمعت الوالدة أمونة عبد ربه (82 عاماً) والدة الأسير عيسى عبد ربه من سكان مخيم الدهيشة للاجئين عن نصب خيمة اعتصام بجانب صرح الشهيد تضامنا مع الأسرى في السجون الصهيونية، إلا وسارعت الى هناك للالتحاق بالمعتصمين والجلوس في هذه الخيمة كعادتها عند المنعطفات الخطيرة في قضية الأسرى المستمرة على مدى عقود ماضية. ورغم مرضها وتقدمها في السن، آثرت الحاجة عبد ربه النزول ال ى الخيمة وهي على عربة المقعدين يجرها حفيدها لتجلس في أول الصفوف، بل تأتي صباحا الى الخيمة وتجلس وحدها لأكثر من ساعتين أو ثلاث، حتى يبدأ المعتصمون يتوافدون على الخيمة.
    ولعل المبادرة التي نفذها المحرر خضر عدنان الذي اضرب عن الطعام لمدة 66 يوما ضد الاعتقال الإداري بقيامه بزيارة الوالدة "أم نصري" في منزلها قبل عدة أيام في سياق تجواله في المحافظات الفلسطينية للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام جعلتها سعيدة جدا حسب وصفها وقالت: "إن دخول خضر علي كان كالبلسم على الجرح إنه ابني كما عيسى أعرفه بالروح وبالعقل وبتجانس المأساة".
    رغم انها لم تره من قبل ولم تعرفه إلا من خلال متابعتها لوسائل الإعلام لدى تغطيتها لإضراب عدنان. ورغم تردي وضعها الصحي، فإن أم نصري دائمة الحضور بالمناسبات المتعلقة بالأسرى بل تبادر دائما لان تكون مميزة وهذا ما سجلته في الإضراب الأخير للأسرى في تشرين أول الماضي حينما أصرت على الإضراب عن الطعام مما أقعدها على فراش العلاج.
    وقبل نحو الأسبوعين وخلال تكريم الأسرى القدامى في محافظتي بيت لحم والقدس وجرى الاحتفال في فندق شبرد بالمدينة فحضرت أم نصري كعادتها على عربة المقعدين وأصرت حينما علمت بوجود وفود من مدينة القدس أن تقدم فقرة مرتجلة مستوحاة من التراث الفلسطيني عن عبد القادر الحسيني بطل القسطل وكانت الفقرة مؤثرة فبكت أم نصري وأبكت الحضور.
    وكما هي دائمة الحضور في المناسبات التضامنية مع الأسرى هي أيضا دائما الكلام عن ابنها عيسى المحكوم بالسجن المؤبد من أكثر من 28 سنة وقالت: "إنني أريد أن أكون كما دوما أقف إلى جانب أبنائي الأسرى، ليس عيسى لوحده إنهم جميعا أبنائي، وهاهم اليوم يقومون بإضراب عن الطعام من أجل أن يدافعوا عن كرامتهم وعن شرفهم، كما عودونا دائما، فلماذا لا نقف معهم، وهذا ليس بالغريب على شعبنا الذي دائما كان يقف الى جانب الأسرى في معاركهم المستمرة".
    وأعربت "أم نصري" عن أملها أن تكحل عينيها بنجلها عيسى قبل أن يأخذ الله أمانته كما تقول، إذ يكفي 28 سنة من الأسر داخل السجن، وقد لاقى المزيد من المعاناة والعذاب ولكنه ظل صامدا قويا مؤمنا بعدالتنا وعدالة كفاحنا، ودائما أنا استمد منه القوة والعزيمة والمعنوية العالية. وأوضحت أم نصري أن عيسى محروم من زيارة أشقائه وأبنائهم بدعوى المنع الأمني فقد ظلت منتظمة في زيارته رغم مرضها حيث صممت على المواظبة مهما كلف الثمن.

     

    وقد واصلت الليل والنهار، وسنة وراء سنة وهي تلاحق ابنها من سجن إلى سجن، لم تنقطع عن زيارته، مشحونة دائما بالأمل وهي تقول: "لن يغلق السجن على احد".

    وزير الأسرى والمحررين عيسى قراقع الذي دأب دوما على زيارة أم عيسى ويعرفها معرفة دقيقة أيام الاعتصامات في الخيام على مدار العقود الماضية قال: "هذه الأم العظيمة التي لم تترك اعتصاما ولا إضرابا عن الطعام ولا مسيرة تضامنية مع الأسرى إلا وشاركت فيها ورفعت صوتها مع سائر الأمهات تطالب بإطلاق سراح الأسرى وإنهاء معاناتهم." وأضاف: "لقد كبرت في السن، وأصابها المرض، ولم تعد قادرة الآن على الحركة إلا على كرسي متحرك، ومع ذلك تصرّ أن تذهب إليه في كل زيارة قائلة: سأراه حتى الرمق الأخير، لن أغيب عنه ولن يغيب عني، لقد تأملت كثيرا أن يطلق سراح الأسرى في صفقة شاليط وفي المفاوضات السياسية، وعندما التقت مع الرئيس أبو مازن في الإفطار الجماعي في شهر رمضان قبل أكثر من سنتين مع سائر أهالي الأسرى القدامى قالت له: "هم أبناؤك وأولادك وينتظرون منك أن تضغط وتعمل على إنهاء معاناتهم الطويلة، وأطلقت في وسط المقاطعة زغاريد تمتزج فيها الدموع مع الأمل والحنين الى غد أجمل بلا معاناة وعذاب."
    وتعرض عيسى خلال 28 عاما للعزل والقمع والتنقل من سجن الى سجن، وكان دائما يخاف على كل ما يكتبه ويرسمه في السجن من المصادرة على يد السجانين، فقام بإخراج يومياته وخربشاته وصور زملائه بالسجن إلى والدته التي تحتفظ بها في صندوق مع مفتاح البيت القديم في قرية الولجة.
    ووصف قراقع الغرفة التي تعيش فيها أم نصري بأنها عبارة عن سجن، صور عيسى وأسرى كثيرون معلقة على الحيطان، وهدايا رمزية عديدة منتشرة في أنحاء البيت، كراسات وكتب ورسائل عديدة تحاول أم عيسى أن تقرأ منها على جميع من يزورها.
    28 عاما في الظلام، وعيسى مازال يروي حكايته مع المخيم، حتى صار المخيم أكبر من مساحة لإيواء الناس المطرودين بفعل القوة والاحتلال، صار كائنا يتحرك في الزمان والمكان، يستمد من الماضي قوة الحاضر واشراقة المستقبل، وفي كل زقاف فيه ترى شعارا وصورة وتسمع أغاني الأولاد وهم ينشدون للسلام القائم على العودة والحرية وحق تقرير المصير.

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 10/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية