السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    أدعو كل ضمير حي لإنقاذ أبي من عذابات السجون

    آخر تحديث: الأحد، 17 يونيه 2012 ، 00:00 ص

     

    انهمرت دموع الطفل أنس (9 سنوات) بغزارة وهو يستمع لصرخات المشاركين في الاعتصام التضامني الذي نظم أمام مقر الصليب الاحمر في مدينة رفح تطالب بالإفراج عن والده الاسير أكرم عبد الله محمد الريخاوي الذي يواصل معركة الامعاء الخاوية خلف القضبان التي تحرمه منه للعام التاسع على التوالي، وفي لحظة ابكت المجتمعين حولها من أهل وأقارب ومتضامنين قال الصغير: "لماذا يعتقلون أبي ويريدونه أن يموت في السجن؟، لماذا لا يعود الينا ونعيش معه ويحرموننا منه إنني حزين ولا أريد من العالم سوى أبي؟".

    بالروح بالدم
    مسح الصغير أنس دموعه وأمسك بصورة والده وبدأ يصرخ "بالروح بالدم نفديك يا أسير"، واتبعها بعدما داهمته الدموع "بالروح بالدم نفديك يا أبي العظيم"، ثم عاد لمنزله ليتابع مع والدته أم مروان وأشقائه السبعة تطورات الاضراب الذي اعلنه والده منذ تاريخ 2012/4/12 احتجاجا على عدم قبول المحكمة الصهيونية ثلثي المدة (محكمة الشليش) طلبه بتخفيض مدة الحكم له لأسباب صحية ونظرا لخطورة استمراره في السجن وسط حرمانه من ابسط حقوقه وفي مقدمتها العلاج.
    ويقول أنس "أنا مستعد للقيام بأي شيء لأفدي أبي بعمري نحن مشتاقون إليه ولم نعد قادرين على النوم أو الحياة بسبب خوفنا وقلقنا على مصيره وحياته التي اصبحت معرضه للخطر"، وأضاف "كل يوم نسمع خبرا مؤلما جديدا ونصلي ليل نهار أنا ووالدتي وإخواني لله أن يمن عليه بالصحة والعافية ويعيده لنا سالما".

    حرموني أبي
    ويقضي أنس كباقي أسرته يومه بين الصلاة والدعاء ومتابعة الأخبار القادمة من مستشفى سجن الرملة الذي يقبع فيه والده المريض منذ اعتقاله قبل 8 سنوات فلا يغيب ذكر والده عن لسانه و رغم أنه لا يعرف صورته إلا من خلال الصور فانه يحاول رسمه بأشكال متعددة، ويقول: "الاحتلال حرمني والدي الذي لم أعرفه حتى في السجن لأن زيارته ممنوعة فعندما اعتقل كنت في عمر عام وطوال السنوات الماضية وأنا أرسم صوره من حكايات والدتي وانتظر لحظة تحرره وعودته إلينا"، وأكمل "حتى عندما افتح كتبي لا تغيب صورة ابي الذي اتمنى أن أعيش معه كباقي أطفال العالم".

    رحلة الاعتقال والمرض
    ورغم حزنها وألمها، تسعى الزوجة الصابرة أم مروان للتخفيف من حزن وألم أبنائها الذين كرست حياتها لرعايتهم منذ اعتقال الاحتلال لزوجها عن حاجز عسكري خلال عودته إلى مدينته رفح في 7/ 6/ 2004، وتقول: "عندما اعتقل ترك 8 ابناء وعشنا لحظات من الألم والحزن بسبب ما تعرض له من تعذيب وتنكيل وتحقيق انتهى بالحكم عليه بالسجن لمدة تسع سنوات بتهمة الانتماء لحركة "حماس".

    في غياب الزوج
    أيام عصيبة عايشتها أم مروان بعد تغييب الاحتلال لزوجها، فقد ترك لها كما تقول: "كومة من اللحم أبنائي الثمانية وأبناء شقيقه الراحل مروان الخمسة الذي توفي قبل 22 عاما وتولى رعايتهم وتربيتهم ويقيمون معنا في نفس البيت كان يعاملهم كأبنائه وأكثر ولكننا صبرنا وتوكلنا على الله". وتضيف "من شدة حب أكرم لشقيقه مروان أطلق على باكورته أبناءنا اسمه فقد كان مخلصا وفيا وبار بوالديه لذلك حمل راية والده الشهيد البطل عبد الله الريخاوي الذي روى بدمه الطاهر ثرى غزة عندما استشهد خلال قيادته مجموعات عسكرية لفتح في مقاومة الاحتلال عام 1991 ".

    قائمة الأمراض
    تدهورت الحالة الصحية للأسير الريخاوي الذي اضيف لأمراضه بسبب التحقيق وظروف الاعتقال قائمة أخرى من الأمراض التي دفعت إدارة السجون لتحويله لمستشفى سجن الرملة ليقضي سنوات اعتقاله، وتضيف زوجة الريخاوي "قبل اعتقاله كان يعاني من أمراض مزمنة في الصدر تسبب له ضيق تنفس وعاش على أدوية معينة وفق برنامج منظم ولكن إدارة السجون لم تراع وضعه ورفضت إدخال الدواء المناسب له أو توفيره وبسبب الاهمال تتالت الانتكاسات الصحية ".
    وروى الأسير الريخاوي لمحامي نادي الاسير "أن إدارة السجون رفضت الالتزام بتعليمات الاطباء بشأن مرضه والخطر الأكبر الذي سبب له الانتكاسات الصحية تبديل الأدوية ورفض علاجي بشكل منتظم فأصبحت أعاني من هشاشة العظام وضعف المناعة" وأكمل الريخاوي "مؤخرا بدأت أعاني من مرض السكري وارتفاع نسبة الكولسترول، وكان من المقرر إجراء عملية جراحية في العينيين نتيجة وجود مياه بيضاء فيهما، ولتغير العدسات الداخلية وما زالت تؤجل".

    معركة الأمعاء الخاوية
    أنهكت الأمراض جسد الريخاوي بينما تجرعت أسرته كل صنوف المعاناة في غيابه ولخوفها الشديد على حياته، ويقول نجله أنس: "رغم حب ورعاية والدتنا لنا لكن ألمنا كان يتزايد كل يوم يمضي ونحن محرومين من والدنا كنت أتمنى أن أحصل على مصروفي منه أو عيديته"، ويضيف "كل عام أتمنى أن أسلم أبي شهادتي المدرسية ليفرح بي ويعطينا هدية ولكن عمري ليوم 9 سنوات ولم أر أبي حتى في السجن أناشد كل العالم مساعدتنا إحنا محتاجين له أتمنى أن أخرج مع والدي كباقي أبناء عمي وأطفال العالم الذين يخرجون مع أبائهم دون ان يحرمهم الاحتلال من التمتع بحنان الاب وعطفه".
    نفس الصورة كان ينسجها الريخاوي في سجنه، ويقول شقيقه محمد: "معنوياته كانت أقوى من الصخر في حريته واعتقاله فهو ابن الشهيد المقاوم عبد الله الريخاوي وشقيقه الفدائي معتصم الذي استشهد عام 2002 في عملية فدائية في غزة وكذلك شقيقنا شادي معتقل منذ 7 سنوات في سجن النقب ويقضي حكما بالسجن لمدة 12 عاما"، وأضاف "استمد أخي العزيمة لمواجهة المرض بالأخبار الشحيحة التي كانت تحملها الرسائل القليلة من زوجته تزف له بشرى كبر الأولاد ونجاحهم في دراستهم، فصمد وصبر بانتظار الحرية في محكمة الشليش"، ويقول الأسير الريخاوي: "الأشد من ألمي خلال اعتقالي تأثري بالحالة التي تعيشها زوجتي في رعاية أبنائي وأبناء أخي الذي توفي قبل سنوات وكنت المعيل الوحيد لهم فأصبحوا وحدهم"، ويضيف "حماهم الله مستجيبا لدعواتي وكانت أخبار نجاح أبنائي وصمود وثبات زوجتي سر صمودي وعندما اعلنت المحكمة رفض الإفراج عني رغم تدهور حالتي لم يكن أمامي خيار سوى الإضراب".

    الألم والحلم
    ويدخل الأسير الريخاوي الشهر الثالث من معركته مصمماً على مواصلتها خاصة بعد صدمة قرار الاستئناف الذي قدمه للمحكمة التي تمسكت بموقفها رغم تحذير أطباء مصلحة السجون لخطوة بقائه في السجن، ويقول محامي نادي الأسير بعد زيارته "إن الوضع الصحي للريخاوي خطير جدا بسبب مضاعفات الإضراب ويعاني من غثيان وضيق نفس ولم يعد قادرا على الحركة كما أنه أصيب بصدمة شديدة بسبب قرار المحكمة لأنه تلقى وعودا بالإفراج عنه انتهت بالحكم ببقائه رهن الأسر حتى انتهاء محكوميته"، وأضاف: "الأسير أكد أنه لن يفك إضرابه حتى الحرية".
    وبعد عجزت صرخات كافة المؤسسات في التأثير على قرار المحكمة التي غضت الطرف عن تقارير موقعه من أطباء مصلحة السجون يستمر الريخاوي في إضرابه الذي يثير المزيد من مشاعر الخوف والقلق لدى أسرته والتي يعبر عنها طفله أنس بالقول "الاحتلال يعتقلنا مع أبي حياتنا سجن آخر لا فرح ولا سعادة فيه فكلها سلبت منا لذلك استصرخ كل ضمير حي في العالم أن يساعدونا لنستعيد ابي الذي يضرب عن الطعام من أجل رؤيتنا "، وأضاف "أين الإنسانية والعدالة والجميع يتفرج على أبي وإخوانه المضربين وهم في حالة خطيرة جدا لن نسامح أحد ولن نغفر لكم، أين ضمائركم ولماذا تتركون حكومة الاحتلال تتحكم بحياته وتحكم عليه بالإعدام؟".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 13/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زكريا الشوربجي من الجهاد الإسلامي بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، يذكر أن الشهيد أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال

20 إبريل 1993

الهيئة التنفيذية للحركة الصهيونية تنتخب الإرهابي ديفيد بن غوريون رئيساً لها ومديراً للدفاع، وتعتبر نفسها وريثة لحكومة الانتداب الصهيوني

20 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية