السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    ميسر أبو ذريع.. الأم التي يعجز الصبر عن صبرها

    آخر تحديث: الإثنين، 25 يونيه 2012 ، 00:00 ص

     

    لم يبالغ الكاتب الذي وصف صبر الأم الفلسطينية في وجه أشكال الظلم والعذاب والوجع الذي تفنن سارق الأرض والحياة والأحلام في صناعته وفرضه، بأنه يفوق صبر سيدنا أيوب عليه السلام، فكثير من الأمهات واجهن صنوف المعاناة بصبر يعجز الصبر عن حمله بل صمدن حتى أصبح الصمود يستمد معانيه من محطات وصور التضحية التي يفخر التاريخ عندما يسطرها بين صفحاته.
    وفي جنبات المدينة التي يرتبط اسمها بسيدنا إبراهيم عليه السلام، تعيش كثير من الأمهات الصابرات اللواتي تعلمن دروس الصبر على الابتلاء من سيرة خليل الرحمن، وفي قرية بيت عوا تسطر الأم الستينية ميسر أبو ذريع حكاية صبرها وألمها وقضبان السجن تطوي الأيام والسنوات من عمر ابنها الذي يعيش معاناة الإعاقة التي لم تشفع له أمام السجان فأصر على اغتصاب حريته دون أدنى مراعاة لمرضه وحياته، فهذه هي القاعدة لا استثناء ولا حصانة في نظرية الأمن الصهيوني وما دمت فلسطينيا فعليك أن تكون جاهزا للعقاب والثمن حتى لو كنت عاجزا ومقعدا وسقيما، وهذا ما ينطبق على حالة الأسير المقعد أشرف سليمان أبو ذريع الذي انقضت سبع سنوات على اعتقاله كأنها مليون سنة بالنسبة للوالدة الخمسينية أم الفهد، التي تتذكر أدق التفاصيل وتقول: "يموت ابني كل يوم مرات عديدة فقد فرضوا سياسات وإجراءات حولت السجن لجحيم وظروفه لقبر أما أوجاعه فلا علاج أو دواء وسلاحنا الوحيد الدعاء والصلاة والتوكل على الله".

    بداية الحكاية
    منذ 24 عاما توكلت أم الفهد على الله وقنعت بقضائه وقدره عندما اكتشف الأطباء أن نجلها اشرف السابع في عائلتها المكونة من 15 نفرا يعاني من ضمور العضلات، فعندما بلغ سن 3 سنوات عرف أن مرضه يعني حياة الشلل للأبد دون علاج.
    الحالة المرضية لم تؤثر على عقل وتفكير أشرف الذي كرست والدته حياتها لرعايته والاهتمام به ورفضت عزلته وتهميشه، فقد كان حنونا وإعاقته لم تؤثر على سلوكه بل تمتع بمعنويات عالية وحب للحياة.
    لم يتمكن اشرف بسبب إعاقته الحركية من الالتحاق بالمدرسة، لكن عائلته حرصت على إشراكه في كل أوجه الحياة وفي سن 14 عاما بدأ يمارس هواية تصليح الساعات وجمعها، حتى حصل على فرصة للتدريب على فن إصلاح الساعات في الجمعية العربية في بيت لحم، واستمر في العمل في نفس السياق في بيت ساحور والجمعية لمدة عام. وتقول والدته: "عندما زارنا وفد أمريكي مع ريما القنواتي ممثلة الجمعية العربية أعجب بقدراته وقرروا مساعدته لتحقيق حلمه لممارسة مهنة إصلاح الساعات.
    تغيرت حياة أشرف بعدما شيدت غرفة خاصة ليمارس فيها هوايته ومهنته زودت بعدة كاملة للتصليح استمر في العمل فيها لمدة عام، حصل خلاله أيضا على كرسي متحرك سعره 20 ألف شيكل ساعده كثيرا على تسهيل حركته وتحقيق مزيد من النجاح.

    الاعتقال الأول
    وبينما كان يرسم خطوات حياته الجديدة فوجيء بالجيش الصهيوني يحاصر منزل عائلته في 15 / 5/ 2006، وتقول أم الفهد: "اقتحم الجنود منزلنا واحتجزونا وطلبوا من أشرف ترك الكرسي والوقوف والسير وعندما أبلغتهم أنه لا يستطيع السير وهم بالتأكيد يعلمون ذلك لم يهتموا وهاجموه وضربوه بكل قسوة حتى فقد الوعي تماما".
    لم يشفع ذلك لأشرف، فقد نقلوه إلى معسكر عتصيون واحتجزوه 24 ساعة وسط ظروف صعبة ثم أطلقوا سراحه ونقل فورا لمستشفى عاليه في الخليل.

    الاعتقال الأخير
    حاولت الوالدة والعائلة إخراج اشرف من تأثير تلك الواقعة ولكن سرعان ما داهمت قوات الاحتلال المنزل بعد 13 يوما، وتقول الوالدة: "أكثر لحظة أبكتني وآلمتني عندما اعتقلوه ورفضوا الإجابة عن السبب ونقل إلى مركز عتصيون واحتجز في العزل الانفرادي لمدة 4 شهور دون معرفة مصيره أو أخباره".
    بعد التحقيق، رفضت سلطات الاحتلال طلبات الإفراج عنه رغم تقارير أطباء مصلحة السجون التي أكدت أن إعاقته حقيقية وبحاجة لعلاج ورعاية مستمرة، ويقول رئيس نادي الأسير قدورة فارس: "لم تبق مؤسسة في العالم إلا وطالبت بإطلاق سراحه لكن الاحتلال رفض والأشد غرابة أن المحكمة مددت توقيفه بناء على طلب المخابرات بذريعة أن المعاق أشرف يشكل خطرا على الأمن الصهيوني وقرروا استمرار اعتقاله وأهملوا علاجه وتدهورت حالته الصحية بعدها نقل لعيادة سجن الرملة الذي يحتجز فيه المرضى لخداع العالم وتضليل الرأي العام فهو سجن آخر ولا تتوفر فيه أدنى احتياجات الأسير الطبية".
    ويؤكد محامي نادي الأسير، أن اشرف يعتبر من الأسرى المقيمين بشكل دائم في الرملة ومنذ اعتقاله منعت إدارة السجون لجان طبية من فحصه ورفضت إدخال الدواء والعلاج له ورفضت تنفيذ توصية الأطباء بتوفير علاج طبيعي له.
    لكن العقاب تعدد الأشكال لتصبح كل العائلة مدرجة ضمن التصنيف الأمني الذي يحرمها زيارة اشرف، فشقيقته عطاف تبكي لفراقه وتتألم لحرمانها من رؤيته، وتروي أن الجنود حاولوا إرغامها على الخضوع للتفتيش العاري على حاجز ترقوميا وعندما رفضت منعوها من مواصلة الطريق لزيارة شقيقها ومنذ عام لم تحصل على تصريح.
    أما أشقاؤه عصام ونزار وصابرين ولبنى وأفنان فهم يواصلون قرع الأبواب لمساعدتهم في الحصول على تصريح، وتقول لبنى: "تحول يوم فرحي لحزن وبكاء لأن الاحتلال غيّب أخي اشرف الحنون عني ولم أتمكن من الذهاب للسجن للحصول على مباركته نأمل أن ينتهي هذا الظلم"، أما صابرين فقد تملكها الغضب الشديد بسبب عجز الجميع عن مساعدة أسرتها في حل مشكلة التصاريح، وقالت: "كلها مؤسسات غير مجدية قبل عام لم أفرح بحصولي على تصريح زيارة بعد أن سحبوه مني على الحاجز".
    تحدق أم الفهد بصورة ابنها الذي لا يمكنه النهوض أو الحركة ويعتمد على كرسي متحرك للتنقل وتقول: "من يصدق أن هذا الشاب المعاق حكم بالسجن لمدة ست سنوات ونصف بتهمة أنه يشكل خطرا على أمن دولة الاحتلال، والأشد غرابة أنهم وجهوا لي نفس التهمة فالاحتلال منعني من تأدية فريضة الحج والصلاة في القدس والعلاج في الأردن وخلال اعتراضي في أحد المرات على ذلك قال لي احد الجنود أنت ممنوعة من السفر لأنك خطيرة على الأمن الصهيوني". وتضيف: "أغلقوا أمامنا كل الدروب ولكن أبواب الرحمة الإلهية لم ولن تغلق ليل نهار أصلي لله ليكرمني بحرية ابني المعاق اشرف وعودته سالما منتصرا على سجنه وسجانه".

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 22/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية