الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عائلة الأسير سليمان تنتظر الحرية لتنقذه من عذابات السجن

    آخر تحديث: الإثنين، 25 يونيه 2012 ، 00:00 ص

     

    نور... الاسم الذي أطلقته الوالدة أم محمد على كريمتها التي انجبتها بعد 8 شهور من اعتقال زوجها القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمود محمد رضوان سليمان (48 عاما) ليكون تجسيدا لحلمها وأملها كما تقول "أن يرى والدها النور بتحرره من سجون الظلم والعذاب التي حرمته رؤية طفلته فعندما اعتقل كنت حاملا في شهري الأول فأسميت مولودتي نور"، وتضيف "ورغم مرور السنوات لم نفقد الأمل وكلما شعرت بألم وحزن أنادي نور ليبقي بصيص النور متوهجا فاشعر بروح محمود تتحرر وتكسر القيود وتمنحه نور أقوى من ظلمات السجن وظلم السجان".

    نور وألم
    ليس وحده الوالد الزوج محمود من يدفع ثمن سياسة الظلم بالاعتقال الذي يغيبه عن زوجته وأبنائه ومنزله في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، فكريمته نور التي بلغت سن 18 هي أكثر من يكتوي بنيران ذلك الظلم الذي حرمها من معرفة وجه والدها إلا من خلال الصور التي تبكي وهي تتحدث إليها وكلها أمل كما تقول "أن تتحقق دعواتي ويجتمع شمل وعائلتي مع والدي الذي لم أنم في حضنه مرة واحدة وطوال حياتي لم أصافحه أو ألمس أصابعه دوما كنت أتمنى أن أعانقه ويرافقني لملاعب الأطفال"، وتتابع "في الأعياد كنت أبكي وفي المناسبات السعيدة لم أعرف مرة عنوان الفرح رغم كل الحب والرعاية التي وفرتها أمي ولكن في كل خطوة من عمري كنت اكتشف أن نور عيني وحياتي هو أبي الذي ما زلت أصلي مع والدتي ليتحقق حلمنا جميعا بتحرره وعودته لينير حياتنا".

    الصبر والأمل
    والصبر والأمل والإيمان إضافة لنور وأشقائها السبعة هي العوامل التي تمنح والدتهم القوة للصمود والتحدي بعدما تتالت النكسات في حياتها بعد اعتقال زوجها ثم دخول حياته مرحلة الخطر خلف القضبان، وتقول الزوجة أم محمد: "بين حرص محمود على بناء أسرة وحياة سعيدة لم يتوان عن تأدية واجبه الوطني وحمل راية فلسطين فاختار طريق جيفارا غزة وغسان كنفاني ليحمل راية الجبهة الشعبية".

    معركة الحرية
    أم محمد التي رافقت زوجها في مشوار حياته وتفخر بنضالاته وتضحياته تقول: "كان يفرح ويسعد كلما أنجبت طفلا ويعتبره جنديا جديدا في معركة الحرية لفلسطين التي لم يتأخر عنها حتى اعتقله الاحتلال في 6/ 5/ 1994"، وتضيف "تألمت خوفا على أطفاله خاصة لكوني حامل ولكن صموده في التحقيق وثباته وحبه جعلني أتحدى وازداد قوة وصمود فوهبت حياتي له ولأبنائه و مثلما كان يسطر صفحات تحدي وبطولة في سجن فإنه يحرص على متابعة أخبارنا وإرشادنا وتحفيزنا على الثبات والنجاح وعدم الاستسلام للأمر الواقع".
    في محكمة الاحتلال رفض محمود الوقوف للقضاة وردا على مطالبته بإعلان الندم واستجداء الرحمة انتصب يقول: "حقنا أن نقاوم ونضحي لنعيش وننتزع حقنا في الحياة ارحلوا عنا لأننا لن نستسلم أو نيأس عن مقاومتكم "، غضب القاضي واستنفرت النيابة وإضافة لحكمه بالسجن المؤبد أضيف إليها 12 عاما لقيادته خلال الجبهة الشعبية العسكرية في قطاع غزة تعرض للعزل وكل صنوف العقاب".

    عذابات المرض
    انخرط محمود في حياة الأسرى النضالية والتنظيمية وبدأت يبث روح التضحية ويعلم دروس الانتماء والوفاء فحوصر بالمزيد من الممارسات التي دفع ثمنها من صحته حتى أصبح يعتبر من الأسرى المقيمين في عيادة سجن الرملة، وفيه يتحدث الأسير محمود لمحامي نادي الأسير عن بداية المرض، ويقول: "قبل اعتقالي كان وضعي الصحي جيد ولم أعاني من أية مشاكل صحية، وبسبب ظروف التحقيق والعزل والعقاب والسجن بدأت أعاني من الآلام في القلب والصدر ولكنهم رفضوا علاجي واستمروا بإهمال وضعي ورغم حاجتي للفحوصات والعلاج نقلوني لأقسى مراكز الاعتقال بين سجني أيشل وعسقلان"، ويضيف "احتجزوني وسط ظروف رهيبة لفترة طويلة حتى أصبحت أعاني من أمراض القلب وضغط الدم ومرض السكري وأزمة صدرية ثم أصبحت استخدم بخاخا لجهاز التنفس".
    مع مرور الوقت، تزايدت الآلام محمود الذي رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه رغم توصية الأطباء بخطورة وضعه واثر السجن السلبي على حياته، وتابع لمحامي نادي الأسير "بعد توالي الانتكاسات ونوبات المرض رفضت إدارة عسقلان استيعابي من شدة خوفها خاصة بسبب إصابتي بضيق التنفس خلال فترة الليل وهذا يحتاج لخروجي للعيادة لأخذ الأكسجين، كما يستدعي إحضار قوة لفتح القسم وإخراجي للعيادة وذلك يستغرق وقتا طويلا"، ويضيف "أبلغ طبيب العيادة الإدارة أن وضعي الصحي لا يسمح أو يحتمل تأخير علاجي وأوصى بنقلي لمستشفى خاص ".

    18 عاما من الألم
    بعد تدهور وضعه واحتجاج الأسرى نقل الأسير محمود لعيادة سجن الرملة، ويقول: "بعدما تذوقت عذاب السجن والمرض في سجن ايشل على مدار 3 سنوات، ولصعوبة وضعي الصحي نقلت للرملة بعد ثورة الأسرى لحاجتي الماسة للعلاج"، وأضاف لمحامي نادي الأسير "وبعد 18 عاما في السجن أكثر من نصفها مريض وضعي الصحي لم يطرأ عليه أي تحسن يذكر، العلاج المطلوب غير متوفر وأدويتهم لم تساهم في تخفيف معاناتي والفحوصات مزاجية وموسمية وكل يوم أعيش قصة جديدة وحكاية مأساوية مع محطات منوعة وألوان من الألم التي تصلح لتكون مسلسلا للحزن المرير والطويل للأسرى المرضى".
    تلك تفاصيل الوضع للأسير محمود الذي تفتك به الأمراض ولا تجد صرخاته استجابة إلا من عائلته في غزة التي لم تتوقف عن قرع الأبواب لإثارة قضيته، وتقول زوجته أم محمد: "طوال السنوات الماضية صبرنا وتحملت كل شيء لتربية أطفالي الذين كبروا وهم يحققون أمل والدهم ولكن أصعب مرحلة كانت بداية مرضه ثم منع الزيارات"، وأضافت "أصبح الألم مضاعفا والقلق اكبر مع استمرار مضاعفات المرض وحصار غزة وإلغاء الزيارات".
    وأكثر ما يحزن الزوجة أم محمد كما تقول: "استمرار اعتقاله ورفض الإفراج عنه رغم مرضه الذي يدمر حياته ويؤثر علينا خاصة مع استمرار منع الزيارات التي أضيف إليها منع إدخال الكانتين له وحتى الرسائل"، وتضيف "منذ 4 شهور لم تصلنا أية رسالة لذلك وجهنا رسائل ومناشدات لكافة الجهات للتحرك ومتابعة وضعه".

    صرخة مؤلمة
    أمام هذا الخطر الماثل وإحجام إدارة السجون عن علاجه وجه الأسير محمود صرخة ونداء استغاثة لكافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية وخاصة أطباء حقوق الإنسان للضغط على سلطات الاحتلال للإفراج العاجل عنه لإنقاذ حياته قبل فوات الأوان، أما قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني فأكد أن النادي بدأ بحملة لإغلاق عيادة سجن الرملة ونقل المرضى لمستشفى حقيقي، مؤكدا أن سلطات الاحتلال وإدارة السجون هي من تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير محمود سليمان جراء استمرار إهمال علاجه، مناشدا كافة المؤسسات المختصة التكاتف للوقوف بجانب الأسرى المرضى والاهتمام بقضاياهم.

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 23/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية