الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والدة الأسير السرسك: ابني سجل أجمل انتصار للحرية

    آخر تحديث: الثلاثاء، 26 يونيه 2012 ، 00:00 ص

     

    "زغردوا ووزعوا الحلوى ابني سجل أجمل جول في حياته في مرمى السجان الصهيوني" كلمات رددتها الحاجة أم عبد العزيز وهي تعانق الأبناء والأحفاد في منزلها في حي الشابورة في رفح بعدما استعادت قوتها وعافيتها عندما زف لها ابنها عماد بشرى انتصار شقيقه وابنها الأسير محمود كامل محمد السرسك في معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها على مدار 96 يوما ضد قرار اعتقاله الذي حرمها منه على مدار 3 سنوات وصفتها "بالعجاف والسوداء والمريرة"، وأضافت "كنت أتوقع كل لحظة نبأ استشهاده ولكن الله كرمه ونصره وأفرحنا بصموده الحمد لله محمود سيعود ألينا ولن يموت رغما عنهم".

    فنان في كل الملاعب
    وفي لحظة إعلان انتصار محمود وموافقة السجان الصهيوني على طلبه بالإفراج عنه في 10-7، انطلقت الجماهير الغفيرة إلى خيمة التضامن المنصوبة أمام منزل عائلته التي استقبلت المهنئين بالحلوى وسط مشاعر السعادة والفرح، وقالت والدته الستينية: "الحمد لله الذي منحني العمر لأرى محمود ينتصر في جولة أخرى من جولات حياته كان فنانا في لعبة الكرة في الملاعب حمل علم فلسطين ومثلها في العالم واليوم تتوج خبرته وروحه المؤمنة وإرادته العملاقة فيحافظ على لياقته رغم انهيار وضعه الصحي ليبقى فنانا في مواجهة السجن والسجان"، وأضافت "فالمعركة التي خاضها على مدار 96 يوما لم تكن سهلة ولطالما راودتني أسوأ أنواع الكوابيس وهم يرفضون علاجه ويضغطون عليه ليرفع الراية البيضاء أو يسلبوه حياته بكرت أحمر عنوانه الظلم والتعسف ولكن صمد ليسجل نفسه كفنان محترف في كل الملاعب".

    أجمل جول
    الوالدة التي لازمت فراشها خلال الأيام القليلة الماضية جراء القلق والرعب على مصير نجلها كانت أكثر حيوية والجميع يفخر بابنها وببطولته، وقالت: "مبروك لكل الشعب الفلسطيني فمحمود ابن الجميع من جنين حتى رفح ومن رام الله حتى فرنسا كل أحرار العالم شاركوه في أطول مباراة خاضها مع أمهر اللاعبين بطشا وظلما وكراهية للفلسطيني اعتقلوه دون ذنب أو سبب وهو في طريقه ليواصل تأدية مسيرته الرياضية ولكنه تمرد ورفض الخضوع لأحكامهم وسجونهم". وتضيف "ثلاثة شهور وقبلها ثلاث سنوات وحياتنا ألم ومعاناة يومية لكن كل شيء انتهي بعدما توج محمود معركته بأجمل جول فلسطيني ليؤكد انتصار إرادة الحرية والحياة والكرامة على الموت والسجن والظلم والظالمين".

    لاعب موهوب
    الوالدة التي أنجبت 14 نفراً تعتبر محمود الأعز والأقرب لقلبها لذلك حرصت على أن توزع الحلوى في لحظات الاحتفال على الجميع وهي تحث كريماتها ونساء الحي على إطلاق الزغاريد في سماء غزة التي تفخر بابنها محمود، وتقول: "أنه رفع رأسي ورأس كل الشعب الفلسطيني عاليا وأثبت أنه لن يضيع حق وراءه مطالب وأن الظلم له نهاية ولن يدوم". وتضيف الوالدة، "محمود كان لاعب كرة موهوب منذ صغره أحب هذه الرياضة ورسم حلمه ليكون لاعباً في منتخب فلسطين ورغم نجاحه في الثانوية ودراسته في الجامعة كبر الحلم لديه ورفض التخلي عنه".
    وتكمل "نال شرف العضوية في صفوف المنتخب الوطني على مقاعد الدراسة ومثل فلسطين في أكثر من دولة عربية و أجنبية ولم يتوقف عن البحث عن مزيد من النجاح ليصل لهدفه الاحتراف في أحد النوادي العريقة عربياً وعالمياً".

    اللحظة الفاصلة
    في لحظات الفرح، ما زالت أم عبد العزيز تتذكر اللحظة الفاصلة التي حالت دون اكتمال خطوات ابنها نحو طريق أخرى للحلم، وتقول: "فرحنا كثيرا عندما تلقى محمود عرضا للعب مع فريق نادي بلاطة الرياضي ولكن صدمنا لأن الاحتلال اعتقله عن معبر ايرز في 22 - 7- 2009، وبعد التحقيق القاسي وإنكاره للتهم المنسوبة إليها رفضوا إطلاق سراحه واحتجزوه تحت مسمى "قانون المقاتل غير الشرعي"، وتضيف "وهو إجراء غير شرعي دفع ابني ثمنه غاليا مع تجديده كل 6 شهور محروما من حريته وحياته و لزيارات".

    معركة الحرية
    تعددت صور معاناة محمود والاحتلال يرفض طلبات محاميه الإفراج عنه أو الكشف عن حيثيات اعتقاله وبعد فشل كافة الجهود أعلن معركته، وتقول "بعد التعذيب أصبح الملف السري عنواناً لألم ومعاناة مفتوحة أثرت كثيرا على حياة ابني الذي أغلق السجان أمامه كل أبواب الحرية فقرر أن يتحدى ويخوض معركته تحت شعار "الحرية أو الشهادة". وتضيف "قدمنا كل الدعم لمحمود واتسعت الفعاليات المؤازرة له ورغم قلقي وخوفي كانت رسائله ترفع معنوياتي وتخفف حزني وهو يؤكد صموده رغم مضاعفات الإضراب خاصة مع تضارب الأنباء". وتقول: "أصبحت أتوقع الخبر المؤلم في كل لحظة مع رفض المحكمة طلبه وعندما سمعت في إحدى وسائل الإعلام أنه استشهد فقدت الوعي ولن أنسى لحظات الألم تلك التي دعوت الله فيها أن يمنح ابني الحياة ويمنحه حياتي، لم نعد ننام أو نشعر بطعم أي طعام أضربت معه واصطبحت أعيش سجنه وعذابه".

    عيد الحرية
    تتعالى أصوات المحتفلين في ليل رفح وهم يلتفون حول عائلة وخيمة ابن مدينتهم لتخرج أم عبد العزيز من لحظات الذكرى الأليمة فتشارك النساء أغنيات الفرح وتقول: "الحمد لله كل الكوابيس انتهت صمد ابني حتى آخر لحظة رفضوا طلبه ولكسر قراره ساوموه حتى اللحظة الأخيرة وأضافوا للموعد الذي حدده 3 أيام ورغم أني من شدة قلقي وخوفي عليه أرسلت له ليوافق لكنه ألغى الاتفاق"، وأضافت "ثباته قلب المعادلة مع دخوله مرحلة الخطر فصمد وانتصر كانت أجمل لحظة في حياتي عندما علمت أن حلم محمود تحقق".
    اتفاق اعتبره شقيقه عماد "بشرى فرج وتحرر قريب"، وأضاف "اليوم عيد في رفح وكل فلسطين لأن أخي الذي صمد طوال 96 يوماً قلب المعادلة وشكل المعركة مع إدارة السجون ونصلي لله أن يتوج صمود إخوانه المضربين أكرم الريخاوي وسامر البرق بنفس النتيجة".
    عماد الذي قاد مع مؤسسة مهجة القدس فعاليات التضامن مع محمود والريخاوي والبرق أهدى باسم شقيقه الانتصار لكل حر رفع صورة وصرخة أخيه وقال: "لطالما تألمت وأنا اخفي الأخبار عن والدي المسنيين أبكي في أعماقي لأن كل لحظة كانت تشكل خطراً جديداً على حياة أخي حتى كنا نتوقع استشهاده في أي وقت، لذلك من حقنا أن نفرح ونعتبر انتصاره عيدا لحريته وحياته الجديدة بعدما هزم السجن ورفض السماح لهم بدفنه وتدمير أحلامه ليبقى يحمل اسم فلسطين عاليا".

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 24/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية