السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    طفلة الريخاوي: تضامني مع أبي بالرسائل

    آخر تحديث: السبت، 30 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    أمام صورة والدها الأسير أكرم عبد الله محمد الريخاوي التي تزين واجهة منزلها في مدينة رفح تقف سماح كل يوم لتخاطبه وتتضرع إلى الله أن يثبته ويحفظه وينصره، لكن سماح التي تركها والدها في سن 6 سنوات لم تتمكن من ضبط مشاعرها مع دخول والدها يومه الـ 75 من إضرابه المفتوح عن الطعام بعدما تلت آخر رسالة وصلتهم عبر محامي نادي الأسير من والدها القابع في عيادة سجن الرملة والتي أكد فيها "أنه مصمم على مواصلة معركة الأمعاء الخاوية رغم تدهور حالته الصحية مهما كان الثمن لأنه لن يتراجع عن مطلبه إما الحرية أو الشهادة ".
    عانقت الطفلة سماح رسالة والدها وقبلتها بينما اغرورقت عينيها بالدموع جراء خوفها ووالدتها وأشقائها السبعة على مصير والدها، وتقول: "كل لحظة تمر يزداد خوفنا وقلقنا على حياته فهو أساسا يعاني من عدة أمراض وإضرابه نجم عنه مضاعفات خطيرة بينما ما زال الجميع عاجزا عن إنقاذ حياة أبي"، وتضيف "أين هي مؤسسات حقوق الإنسان وكافة القوى والفعاليات؟، إلى متى سيبقى الخطر يهدد حياة أبي ولا نسمع سوى الصمت والشجب؟، وإلى متى سيبقى يواجه الموت والسجان يعاقبه ويسلبه حريته ويحرمه حتى العلاج؟".

    خوف وقلق
    ونفس الأسئلة تترددها الزوجة الوالدة أم مروان التي تعيش كما تقول "على أعصابي وسط مشاعر الرعب لأن المحكمة الصهيونية رفضت تلبية طلب زوجي بالإفراج عنه بعد قضاءه ثلثي المدة رغم الأمراض والمعاناة والعذاب المستمر منذ 8 سنوات"، وأضافت "حتى أطباء مصلحة السجون أصدروا توصية بالإفراج عنه لأن ظروف الاعتقال في السجن تؤدي لمضاعفات خطيرة تهدد حياته، والأشد مرارة انه منذ اعتقاله يعتبر أسيرا مقيما في عيادة سجن الرملة ولكنها لم توفر له أدنى أنواع العلاج والرعاية الصحية".
    وتكمل "عندما اعتقل أكرم كان يعاني من مرض في صدره وضيق تنفس ولكن الإهمال المتعمد له طوال السنوات الماضية أصبح يعاني من السكري وارتفاع نسبة الكلسترول وهشاشة العظام وضعف المناعة ومشاكل في العينيين نتيجة وجود مياه بيضاء"، وتضيف "تحمل زوجي كل المعاناة الناجمة عن هذه الظروف الصحية وصبر وتأمل أن يتحرر في محكمة الشليش (ثلثي المدة) بعدما قضى غالبية فترة محكوميته ليعود لأسرته حيا ويكمل علاجه ولكنهم رفضوا وما زالوا يصرون على اعتقاله حتى آخر لحظة دون مراعاة لوضعه الصحي وخطورة ذلك".

    الصمود والوفاء
    في منزلها في مدينة رفح، تتابع الزوجة الوفية أم مروان وأبنائها الثمانية تفاصيل معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها زوجها الذي تعرض للاستهداف والعقاب منذ اليوم الأول لاعتقاله في 7- 6- 2004، وتقول: "لم تبدأ معاناة الهجمة ضد زوجي خلال إضرابه ففور اعتقاله تعرض للتعذيب والتحقيق القاسي وعوقب بشدة بعدما صمد في أقبية التحقيق ولكنهم رفضوا الإفراج عنه وحوكم بالسجن الفعلي لمدة 9 سنوات بتهمة العضوية والنشاط في حركة حماس"، وتستدرك "من سجن لآخر تنقل زوجي رغم وضعه الصعب و عشنا أياما عصيبة بسبب قلقنا على حياته بسبب مرضه ولكبر المسؤولية الملقاة على عاتقي فقد ترك لي 8 أطفال ولكن بحمد الله صبرنا وربيتهم أفضل تربية بدعم ومساندة والدهم الذي ضحى في سبيل حرية شعبه ورغم أنهم منعونا من الزيارة ولكن تضحياته وصموده رفع معنوياتي وكان الله معنا فكبر الأبناء وتحدينا كل الظروف الصعبة والقاسية وكلنا أمل باجتماع الشمل قريبا ".

    صور معاناة
    تفاقمت معاناة العائلة وتعددت صور حزنها بعد قرار منع أهالي غزة من الزيارات كعقاب صهيوني اثر اختطاف الجندي جلعاد شاليط، وتقول أم مروان "بذلنا كل جهد مستطاع لتوفير العلاج لأكرم لأن إدارة السجون أهملت علاجه رغم أنه كان يتناول دواء محدد ويخضع لنظام علاجي ومع منع الزيارات تتالت الكوارث"، وتضيف "انقطعت أخبار أكرم وفشلت جهود كافة المؤسسات في الضغط للإفراج عنه أو إدخال الدواء له وتحولت حياتنا لكوابيس تتزايد مع كل يوم يمضي وهو مازال معتقلا ومضربا فكل العالم عجز عن إنقاذه والاحتلال يصر على تنفيذ قرار الموت البطيء وكان ما أمضاه من عقاب وعذاب يومي لم يكن كافيا". وتتابع "لم نعد قادرين على النوم، ورغم توافد الجميع على خيمة الاعتصام المنصوبة أمام منزلنا فكل لحظة تمضي يزداد الخطر عليه فهل يشعر احد بمدى الظلم الصهيوني الذي حول حياتنا لسجن وكل يوم نخشى خبرا مؤلما؟".

    رسالة إلى أبي
    حتى الرسائل التي أرسلتها أم مروان وأبنائها لزوجها عبر الصليب الأحمر لأكرم لم تصله لان السلطات الصهيونية كما تقول الصغيرة سماح 14 عاما تريد حصاره وعزله لحرماننا منه ولكن نقول لوالدي "لا تقنط من رحمة الله فكلنا معك ويوميا نعتصم ونتظاهر ونصلي وندعوا الله وكلنا أمل أن الله سيكرمنا بحريتك"، وتضيف "يحرمنا السجان رؤيتك ولكن لن يمنعنا لقائك أنت معنا وستكون معنا".
    يوميا تكتب سماح رسائل بعضها لمؤسسات حقوق الإنسان تستصرخها التحرك لإنقاذ حياة والدها الذي لم تنم في حضنه ولم تلتقيه حتى من خلف الزجاج الفاصل في غرفة الزيارات، ورسائل أخرى تبعث بها لوالدها تحمل دعواتها وصلواتها وأمنياتها.
    في آخر رسالة خطتها سماح بعد اعتصام تضامني مع والدها كتبت تقول "أبي العزيز.. بشوقنا وحبنا نخط لك من داخل الخيمة التي تحمل اسمك في المكان الذي يعشق رؤيتك ويشتاق مثلنا لخطواتك ومن نور الأمل في عينيك نتحدى جوف الليل المظلم من وحي كلماتك وصمودك رغم ظلمة الزنازين في سجون حرمتك منا، ومن العيش في حياتنا ولكن سننتصر عليها فأنت علمتنا الصبر وزرعت فينا الأمل الذي سيتحقق". وأضافت "روحي وقلبي وحياتي أبي، بمداد قلمي أعبر لك عن شوقي وشوقنا الأكبر من الكلمات لرؤيتك وعناقك ومسح الم الغياب المستمر منذ سنوات، بحبنا وشوقنا نكسر القضبان لتحميك دعواتنا من ظلم السجان وجبروتة".
    وتابعت الصغيرة سماح في رسالتها لوالدها الأسير الريخاوي "مهما عزلوك وغيبوك وغربوك أنت معنا وفي قلوبنا أنشودة أرددها كل يوم لتمنحني الصبر والأمل برؤيتك، فذلك الاحتلال سجنك، ولكنه لم ولن يتمكن من منع روحك عن مجالستنا ولم تغيب مساحات الذكريات عنا ولم تنقطع لتواسينا مرارة الحرمان والفراق".
    سماح التي تبكي كل عيد ومناسبة لأن الاحتلال حرمها وأشقاءها والدهم، عبرت في رسالتها عن اعتزازها ببطولة والدها وقناعتها انه سينتصر، وقالت: "8 سنوات حرمونا منك وعذبوك حتى بمرضك ولكن أبشرك وأنت المؤمن أنك المنتصر بعدالة قضيتك أنت وإخوانك من الأسرى وبإذن الله ستحرر مرفوع الرأس وسجانوك سيتجرعون مرارة الهزيمة والفشل، فأرضنا مثلنا تباركك وفلسطين دائما تشرق بأبنائها وتجود بالرجال من أجل حفظ كرامة الأمة الإسلامية ورسالة أبطال الحرية أمثالك".
    وأضافت كريمة الأسير الريخاوي "أبي الغالي، نحن معك ولك ونتابع أخبارك لحظة بلحظة ونعلمك أن صغيرنا قبل كبيرنا يفخرون بموقفك الجريء والشجاع فاصمد وافخر لأننا نشد على أياديك في إضرابك المفتوح عن الطعام ورغم قهرنا وخوفنا لأننا عاجزون ونحن ندرك مدى صعوبة المرحلة التي وصلت إليها في معركتك المنصورة لكن ثق إن كل أبناء شعبنا معك ويتضرعون لله لنصرك".
    وأنهت سماح رسالتها "أبي الصامد البطل، أنت في الروح معلق وبالقلب ملتصق، علمتنا دائما الصبر على الشدائد وتخطي المحن، ففي كل صلاة ولحظة دعواتنا لله العلي القدير ليعزز صمودك ويحميك وينير طريق دربك ويخرجك من قبور الأحياء منتصرا شامخا، ننتظرك ونحبك وموعدنا مع الحرية والنصر قريب فاصبر لان الله مع الصابرين".

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 26/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زكريا الشوربجي من الجهاد الإسلامي بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، يذكر أن الشهيد أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال

20 إبريل 1993

الهيئة التنفيذية للحركة الصهيونية تنتخب الإرهابي ديفيد بن غوريون رئيساً لها ومديراً للدفاع، وتعتبر نفسها وريثة لحكومة الانتداب الصهيوني

20 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية