29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والدة الأسير دهيدي حرمت الفرح حتى يتحقق حلمها بعناقه حرا

    آخر تحديث: الإثنين، 09 يوليو 2012 ، 00:00 ص

     

    حرّمت الوالدة أم أحمد من بلدة عرابة قضاء جنين كل أشكال الفرح في حياتها ما دام باكورة أبناءها أحمد ديب عبد الرحمن دهيدي (29 عاما) يقبع خلف قضبان السجون الصهيونية التي أمضى فيها 9 سنوات من محكوميته بالسجن المؤبد مرتين، ورغم أن عائلتها تتكون من 10 أنفار بينهم الأولاد والبنات فإنها لا تتوقف عن القول "أحمد كل حياتي ولا يمكن لأحد أن يسد مكانه ويعوضني عن حبه وحنانه فرحتي وسعادتي ترتبط به ومهما تعددت صور الفرح حتى بزواج الأبناء فقد حرمت الفرح على نفسي حتى أراه حرا وأعانقه وأحقق حلم حياتي الفرح بزفافه ".

    في عيون والدته
    في سجن جلبوع، دخل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأسير أحمد عامه العاشر في رحلة اعتقاله المستمرة والتي أثرت على والدته والتي رغم ما تتمتع به من معنويات عالية فان البكاء والحزن من صدمة الحكم وألم الفراق اثر على صحتها حتى أصبحت تعاني من عدة أمراض، وتقول: "كيف لا أحزن ولا أتأثر وهو بكري وعنوان فرحي، أحمد منذ صغره وطفولته تميز عن كل إخوانه وحتى أقرانه فهو كريم مخلص وحنون معطاء لأبعد الحدود بار بوالديه وشقيقاته وكان يجب الخير ويتفانى لمساعدة الآخرين"، وتضيف "احمد أحب الدراسة والتعليم ولكن حبه للوطن والجهاد كان اكبر لذلك لم يتردد عن تأدية واجبه النضالي في كافة مراحل حياته، شارك في المسيرات والمواجهات وحمل راية الجهاد مؤمنا بحقه المشروع في مقاومة الاحتلال".
    في منزلها في بلدة عرابة، زينت أم أحمد جدران منزلها بصور أسيرها ليبقى كما تقول "حاضرا معنا في كل لحظة، فلا أقدر على الحياة دون أن أصبح عليه صباحا ولا يغمض لي جفن قبل أن أكحل عيني برؤية صورته لأستمد منها معاني الصبر والصمود والفخر والاعتزاز به، أحمد شامخ وبطل وفدائي رفع رأسنا عاليا لذلك أكرس دعواتي وصلواتي لله ليكرمه بالحرية ويمن عليه بالفرج".

    مسيرة الجهاد
    أحمد الحافظ للقران الكريم، تحدى كل الظروف العصيبة وحقق حلمه في النجاح بالثانوية العامة ولكنه في سن 18 عاما التحق بصفوف حركة "الجهاد الإسلامي" بشكل سري، وتقول الوالدة أم أحمد: "اهتم أحمد بالدراسة والقراءة وحرص على تثقيف نفسه في قضية شعبه ومثلما كان حريص على تحقيق النجاح في مسيرته التعليمية لم نكن نعلم أنه التحق بحركة الجهاد التي آمن بها فأصبح ناشطا في مدرسته في الجماعة الإسلامية ويؤدي واجبه في المسيرات والمواجهات وكان كتوم لا يفصح بسره لأحد"، وتضيف "بعد نجاحه في الثانوية التحق في جامعة الخليل تخصص إدارة أعمال ولكن في السنة الأولى وبسبب نشاطه الفاعل في مواجهة الاحتلال بدأت مطاردته".

    المطاردة والاعتقال
    بين الخليل وعرابة تنقل أحمد رافضا تسليم نفسه مع اندلاع انتفاضة الأقصى فأدرج اسمه على رأس قائمة المطلوبين للتصفية، وتقول "اشتدت ملاحقة الاحتلال له بعدما اتهم بالوقوف خلف عمليات لسرايا القدس وتكررت المداهمات والتهديدات بتصفيته ولكنه صمد وتحدى ورفض الخضوع لتهديدات الاحتلال".
    استمرت الكمائن لأحمد الذي نجا من عدة محاولات اغتيال أثارت خوف والدته التي أصبحت تعيش الخوف والقلق على حياته، وتقول: "تعرض لعدة محاولات اغتيال واختفى أثره وأصبحنا عاجزين عن معرفة أخباره بينما تجرعت المرارة والألم من خوفي على مصيره وأنا ادعوا الله أن يحميه من الكمائن ومخططات الاغتيال".
    تفاقمت معاناة الوالدة التي تحولت حياتها لجحيم وكل أمنيتها أن تطمأن على نجلها الذي قرر المخاطرة وحضر ليراها ولكن عيون الاحتلال كانت له بالمرصاد لتكون المرة الأولى التي تشاهدها فيها نفسها آخر مرة بعدما اعتقل"، وتقول: "يوم 15-6-2003 لن أنساه أبدا، فلم نكد نفرح برؤية أحمد الذي تخفي وتسلل لمنزل خاله في عرابة حتى حاصرت قوات الاحتلال المنزل واعتقلته بعد التهديد باغتياله وهدم المنزل، بكيت وحزنت ولكني فرحت لأنه نجا من الاغتيال".
    وذكرت،أنه خلال ملاحقة أحمد اعتقل الاحتلال والده للضغط عليه لتسليم، كما اعتقل شقيقه عبد الرحمن بنفس اليوم الذي اعتقل فيه أحمد وتم تهديدنا عدة مرات بهدم منزلنا إذا لم يتم تسليمه".

    التحقيق والحكم
    وتكررت لحظات الألم المريرة في الفترة الأولى من اعتقال أحمد الذي انقطعت أخباره على مدار 5 شهور، وتقول أم احمد: "في السجن مهما حصل أحمد على حكم فانه سيتحرر ولكن عايشنا أيام عصيبة بينما احتجز رهن التعذيب والتحقيق القاسي في زنازين الجلمة وسط العزل والموت البطيء والحرمان من ابسط حقوقه"، بعد انتهاء التحقيق نقل إلى شطة وبدأت محكمة أحمد التي انتهت بالسجن المؤبد مرتين بتهمة الانتماء لقيادة الحركة الجهاد الإسلامي ومسؤوليته عن عملية "قاديش" التي تبنتها سرايا القدس .
    ورغم صمود أحمد ومعنوياته العالية وإصراره على مواصلة دوره في السجن مع الأسرى في تحدي إدارة السجون، تأثرت الوالدة فأصبحت تعاني من مرض "الشقيقة"، وتقول: "افخر واعتز بابني وبطولاته وحبه لوطنه وإيمانه بقضيته ولكن قلب الأم لا يحتمل لذلك سجنه شكل صدمه كبيرة لي ولن استعيد صحتي حتى أراه حرا، وحاليا أقاوم المرض لاستمر في زيارته ورؤيته فمجرد مشاهدته اشعر بمعنى الحياة رغم ألم السجن ومرارته".

    شهادة التميز
    وتفخر أم احمد بما يجسده نجلها من صمود وتحدي وثبات في سجنه مكنه من تحدي القيود والدراسة حتى حصل على شهادة التميز، وتقول: "رغم معاناة السجن واصل أحمد دراسته العليا وانتسب للجامعة العبرية تخصص علوم سياسية وحصل على شهادة تميز ولولا انقطاع التعليم بسبب حرمان الأسرى من مواصلة التعلم في الجامعات لكان أنهى الجامعة في تلك الفترة"، وتضيف "نأمل أن تعالج هذه القضية لأن التعليم مهم للأسير وخاصة ذوي الأحكام العالية ".

     Ù…عاناة أخرى
    خلف القضبان، تعرض أحمد لعدة عقوبات من النقل والعزل إلى المنع الأمني الذي طال جميع أشقاءه، وتقول والدته: "منذ اعتقال أحمد لم يتمكن شقيقه عبد الرحمن 28 عاما من زيارته إطلاقا أما باقي أشقاؤه يوسف وعبد الله وعبد الفتاح فيسمح لهم بزيارته مرة كل عام ونأمل أن تنتهي هذه المأساة".
    وأضافت "إن أهالي الأسرى يتجرعون كل صنوف المعاناة خلال رحلة الزيارات المريرة والتي تعتبر عقاب آخر هدفه عزل أسرانا وحرماننا من زيارتهم".
    وأكملت "عند زيارة ابني أحمد نتعرض لأبشع الممارسات والإجراءات ضد أهالي الأسرى والتي تتمثل في التفتيشات المهينة والتأخير لساعات طويلة رغم مشاق الطريق الطويل لكن أقول لا تهمني إجراءات الاحتلال فكل ما يهمني أن أرى ابني أحمد فأنسى كل أنواع الألم".
    والوالدة وعائلتها وخاصة أسيرها أحمد تجرعوا مرارة استشهاد ابنها صالح (23 عاما ) في حادث سير، وتقول" صالح كان ناشطا في حركة الجهاد الإسلامي وطاردته قوات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى لمدة 4 شهور وفي تاريخ 19/4/2008 استشهد عندما كان في مهمة جراء حادث سير على شارع جنين نابلس"، وتضيف " كانت لحظات أليمة عندما علم أحمد باستشهاد شقيقه الذي كانت تربطه به علاقة وطيدة وحزن وتألم وبكى ولكنه صبر واحتسبه شهيدا".

    أفراح مؤجلة
    تستعد أم أحمد في هذه الأيام لزفاف نجلها الأصغر ورغم أجواء الفرح في أسرتها فإنها تشعر بحزن وألم، وتقول: "اعرف أن أحمد يشعر بسعادة كلما حصلت مناسبة سعيدة في بيتنا ولأحد أشقاءه وهو متفائل دوما ويرفع معنوياتي ويغذينا بالأمل ولكن اشعر بألم أكبر في كل مناسبة سعيدة ولا أدري كيف سيكون شعوري عندما يتزوج شقيقه الأصغر منه وهو داخل السجون"، وتضيف " انه شعور مفعم بالألم والحزن لكنه ممزوج بالفرح في نفس الوقت، ولكن لن يكون هناك فرح في منزلنا مادام ابني أحمد داخل تلك القضبان اللعينة لكنه رغم السجن سيكون حاضرا بيننا في الفرح من خلال صوره وروحه لنؤكد له أننا لن ننساه أبدا فهو في ذاكرتنا ليلا نهارا وفي كل الأوقات وفرحنا بحريته وزفافه".

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 6/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية