الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    زيارة والدي أجمل هدية بعدما حرمت منه عشر سنوات

    آخر تحديث: الإثنين، 16 يوليو 2012 ، 00:00 ص

    "متى الزيارة، ومتى سأرى أبي، وهل سأعانقه بعد طول غياب، وهل سيعرفني؟"، أسئلة لا يتوقف الطفل طارق عن طرحها على جدته وعائلته منذ الإعلان عن موافقة السلطات الصهيونية لأهالي أسرى قطاع غزة بالزيارات عقب معركة "العهد والوفاء" التي خاضتها الحركة الأسيرة في نيسان الماضي.
    وكالكبار في عائلته، يتنقل طارق بين الصليب الأحمر ومكاتب مؤسسات حقوق الإنسان، ويتابع الأخبار وكله أمل أن يتحقق حلمه بزيارة والده الأسير أحمد رشاد الزين السكني الذي كان عندما اعتقل والده يبلغ من العمر عاما، وعلى مدى سنوات عمره العشرة لم يحظ بزيارته خلف قضبان السجون سوى مرتين. يقول طارق "إنه الحلم الذي عشت طوال حياتي أتمناه بعدما حرمني الاحتلال أبي الذي تركني في اللفة واليوم أنا كبرت وأصبحت طالبا متفوقا كل عام أتمنى أن يعود ليتسلم شهادتي المدرسية ويكافئني بهدية".
    ويضيف "إن زيارة أبي ستكون أجمل هدية في حياتي التي لم اعرف فيها سوى الحزن والألم والمعاناة رغم محاولات والدتي وجدتي وأسرتي تعويضي ورفع معنوياتي ولكن لا يوجد أحد في العالم يمكن أن يعوضني عن أبي وحبه وحنانه الذي أشتاق إليه أكثر من أي شيء آخر".

    أقسى أنواع العقوبات
    نفس المشاعر تعبر عنها الحاجة أم زكي والدة الأسير السكني التي أصابتها الأمراض من شدة الحزن والبكاء على فراق أحمد وحرمانها من زيارته، وتقول: "لا يحزننا السجن واعتقال ابني فهو مناضل واختار التضحية من أجل شعبه وكرامتنا والرسالة التي آمن بها ولكن المؤلم منع الزيارات أنها أقسى أنواع العقوبات"، وتضيف "أبكي وأتألم منذ اللحظة الأولى التي سمعت فيها حفيدي طارق يردد كلمة أبي ولا يتلقى جوابا من والده الذي لم يلمسه أو يعانقه منذ فرض قرار منع الزيارات وأتمنى أن تنتهي الترتيبات سريعا ونسعد برؤية أحمد وكل أبطالنا المعتقلين".

    انتظار في السجون
    وفي سجنه، يعيش الأسير السكني أجواء التوتر في انتظار الزيارات، وخلال زيارة المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة "مانديلا" له، قال: "يعتصر الألم قلوب أسرى قطاع غزة القابعين في السجون منذ سنوات جراء سياسات السلطات الصهيونية بحقهم وحرمانهم من كافة حقوقهم وفي مقدمتها الزيارات". وأضاف "وبعد الإعلان الرسمي عن إلغاء القرار وقرب الموعد أصبحنا نعيش التوتر والقلق فسنوات الحرمان كانت مؤلمة وأقسى من السجان والسجن وكل ماسي الاعتقال". وضاف الأسير السكني "نطالب بمتابعة مستمرة وحثيثة لانجاز الترتيبات ومنع تأجيلها لأن أوضاعنا صعبه وقاسية ويجب أن تكون هذه القضية على رأس أولويات عمل الجميع، وإدراجنا ضمن قوائم الزيارات بشكل دائم ومستمر ككل الأسرى من محافظات الضفة حتى تنتهي محطات العذاب الأقسى في أسرنا ".

    محطات من الذاكرة
    في لحظات الانتظار، تستعيد الوالدة الخمسينية أم زكي كل صور العذاب التي رافقت مسيرة وحياة عائلتها منذ سنوات بعيدة لترويها على مسامع الأحفاد لتتذكرها دوما، وتقول: "من ينسى تاريخه لا حاضر ولا مستقبل له لذلك أعلم أحفادي دوما تاريخنا وذكريات عائلتنا التي تجرعت كل صنوف المعاناة جراء استهداف الاحتلال لجدهم رفيق دربي الفدائي رشاد السكني بعد انخرط في صفوف الثورة الفلسطينية"، وتضيف "المطاردة والملاحقة أدت لتشرد زوجي في منافي الشتات بين لبنان وسوريا حيث كرس حياته لفلسطين والقضية وكان مخلصا ومقاتلا في كل معارك الثورة وتحدى كل الظروف الصعبة والعصيبة".
    في فترة إقامة الفدائي السكني في دمشق تعرف على رفيقة دربه أم زكي سورية الأصل التي لم تتردد على الموافقة بالارتباط به كما تقول "حبا ووفاء لفلسطين واعتزازا وتقديرا لبطولته، فقد كان فدائي حقيقي وهبته حياته ورافقته في مسيرته النضالية الطويلة التي أنجبت خلالها 10 أبناء حرصت على تربيتهم أفضل تربية ليسيروا على درب والدهم".

    العودة للوطن
    عقب إقامة السلطة الوطنية، عادت عائلة السكني مع أفواج الثورة العائدة للوطن واستقرت في مدينة غزة، وتقول الوالدة أم زكي: "استمر زوجي في تأدية واجبه الوطني ورسالته لخدمة شعبه وترتيب أمور حياتنا وتنظيم أوضاع أبنائنا بما فيهم أحمد الثالث في أبنائي"، وتضيف "أحمد يعتبر نموذجا للفلسطيني المتعلم والمثقف، كان مخلصا حنونا ومحبا لشعبه وقضيته التي امتلكت روحه وحياته منذ صغره فأحلامه اختلفت عمن هم في سنه ويعشق وطنه وأرضه التي حفظ تاريخها عن ظهر قلب"، وتكمل "في مدارس دمشق درس العلم وفي نفس الوقت لم ينس التاريخ والقضية وحديثه الدائم عن النضال والعودة، وكانت فرحته مزدوجة عندما حصل على الثانوية العامة في سوريا وعودتنا للوطن وتحقق حلمنا جميعا في دخول أرض فلسطين والحياة فيها".

    الانتفاضة والنضال
    في غزة، تابع أحمد دراسته والتحق في صفوف قوات الأمن الوطني حتى اندلعت انتفاضة الأقصى، وتقول الوالدة أم زكي "ببسالة وشجاعة انطلق أحمد في ميادين غزة ليؤدي واجبه النضالي والوطني ولكنه لم يكتف بالمواجهات والمسيرات فالتحق سرا بالعمل العسكري وقاد المعارك في مواجهة الاحتلال الذي أدرج اسمه ضمن قوائم المطلوبين". وتضيف "استمرت تهديدات الاحتلال بتصفية أحمد بعدما وجهت له تهمة العضوية في قيادة حركة الجهاد الإسلامي Ùˆ رغم مطاردته تزوج ولكن لم يفرح بمولوده البكر طارق فقوات الاحتلال كانت له بالمرصاد واعتقلته عن حاجز أبو هولي في 10 - 12 – 2001".

    خلف القضبان
    بعد التحقيق والتعذيب حوكم بالسجن الفعلي لمدة 37 عاما بتهمة النشاط العسكري في سرايا القدس، ثم بدأت السلطات الصهيونية في فرض العقوبات عليه، وقالت والدته: "تجرعنا كل صنوف المعاناة في عملية نقل وعزل أحمد ولكن لا يوجد أصعب من معاناتي وألمي جراء حرماني من رؤية وزيارة ابني المستمرة للعام السابع على التوالي، عندما اعتقل ترك ابنه الوحيد طارق وهو في عامه الأول واليوم يتجاوز العشر سنوات ولم يره سوى مرتين كبر الصغير ولا زال يردد أبي الذي حرم من حنانه وحضنه رغم كل محاولاتنا التخفيف عنه". وتكمل "لن نصدق بإلغاء قرار المنع حتى أرى أحمد تمامي أنني أعيش حتى تتحقق تلك الأمنية التي رحل والده وهو يتمناها، فخلال اعتقاله مرض والده ورفضت السلطات الصهيونية منحه تصريح لرؤيته، وقبل 3 أعوام تجرعنا حزن وألم رحيله وهو يردد اسمه ويوصي به"، وتضيف "لن أنسى أبدا أن الاحتلال حرمه من وداعه أو الاتصال بنا لتعزيتنا بوفاته لذلك نطالب كافة الجهات المعنية بمتابعة هذه القضية المؤلمة والمؤثرة".

    الانتظار الصعب
    نفس الأمنيات عبرت عنها زوجة السكني، وقالت: "ننتظر لحظة بلحظة لتنتهي مأساة الحرمان من الزيارات وتأمين حقنا برؤية زوجي وكافة أسرانا حتى يتم تحريرهم والإفراج عنهم"، وتضيف "كل يوم أبكي عندما أشاهد ابني طارق يبحث عن والده الذي لم يعرفه إلا من خلال الصور فإلى متى ستستمر هذه المأساة ومتى سيجتمع شملنا دون قيود أو سجون".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 13/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية