السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    زوجة الأسير عاهد أبو غلمي تروي رحلة عذابه واعتقاله وعزله

    آخر تحديث: الإثنين، 16 يوليو 2012 ، 00:00 ص

    حكاية وفاء حقيقية تجسدها في مسيرة صمودها وتحديها وصبرها خلال مرحلة ملاحقة زوجها وعقب اعتقاله وعزله وحرمانها من رؤيته وزيارته وحتى السفر للخارج، فالمناضلة وفاء أبو غلمي التي كانت على عهد الوفاء لتحتضن طفليها قيس وريتا وتكرس حياتها لهم و لمؤازرة وإثارة قضية الأسرى وفي مقدمتهم زوجها عضو اللجنة المركزية العامة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير عاهد يوسف أبو غلمي الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد إضافة إلى 5 سنوات بتهمة العضوية في قيادة مجموعة كتائب الشهيد أبو علي مصطفى التي اتهمت بتنفيذ عميلة الثأر للأمين العام الشهيد أبو علي مصطفى واغتيال وزير السياحة الصهيوني رحعبام زئيفي.

    حياة السجن
    وعلى مدار السنوات الماضية، عاشت الناشطة في لجنة الأسير وفاء أوضاعا قاسية جراء العقوبات التي فرضت على زوجها وخاصة عزله حتى أصبحت وطفليها يعيشون نفس واقع الاعتقال المرير، وتقول: "لا فرق بيننا وعاهد فنحن نعيش حياة السجن معزولين عنه محرومين من زيارته ورؤيته فمنذ اعتقاله وبعد التحقيق معه جرى احتجازه في أقسام العزل الجماعية وفي 14-1- 2010 صدر قرار العزل الانفرادي".
    استمرت المحكمة العسكرية الصهيونية بتجديد عزل عاهد بذريعة أن نقله للأقسام العامة بين المعتقلين يشكل خطرا على الأمن الصهيوني، وتقول وفاء: "أصبح جهاز الأمن الصهيوني يتحكم بحياتنا فلم يكتفوا بحكمه وفرض الإجراءات التعسفية الصارخة بحق عاهد بل طالت تلك العقوبات كل أفراد أسرتي وخاصة على صعيد الزيارات"، وتضيف "فالحظر الأمني سيفُ سلِطَ على رقابنا لحرماننا من زيارته وخلال العام الأول من اعتقال عاهد منعتني السلطات الصهيونية من الزيارة بسبب فرض الإقامة الجبرية علي لمدة عامين وبعد رفع دعوى حصلت على تصريح زيارة".
    وتكمل "في شهر نيسان عام 2009 تم سحب التصريح مني عندما كانت متوجهة مع أطفالي إلى الزيارة في سجن هداريم، وبعد خمسة أشهر حصلت على تصريح أمني للزيارة لمرة واحدة فقط وهذا التصريح يمنح حسب مزاج المخابرات كل 6 أو 9 أشهر وبعدها تجدد قرار منعي، وكذلك منذ اعتقال عاهد سمح مرة واحدة لوالديه بزيارته وسمح مرة واحدة لابنته ريتا الدخول عنده لمدة 10 دقائق فقط".

    انتصار المعركة
    مع استمرار المأساة، شارك عاهد الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية التي كان على رأس مطالبها إلغاء العزل ومثل الجبهة الشعبية في اللجنة القيادية العليا للإضراب، وبينما صمد كباقي الأسرى رغم العقوبات والقمع وتدهور حالته الصحية مع باقي المضربين، كانت الزوجة وفاء وطفليها مع والدهم في إضرابه، وبين إضرابها التضامني عن الطعام، لم تفارق خيمة الاعتصام في رام الله والتزمت بها مع قيس وريتا حتى احتفلوا بانتصار الأسرى، وتقول: "أصبحت حياة الأسرى وخاصة المعزولين جحيم وبعد تنصل إدارة السجون من الالتزام بما تعهدت به في صفقة شاليط من حل قضية المعزولين لم يبعد أمامهم سوى سلاح الإضراب"، وتضيف "لحظات وساعات قاسية وعصيبة عشناها في ظل الهجمة الشرسة التي تعرض لها المضربين الذين رفضوا التراجع وفك الإضراب حتى تحقق النصر التاريخي بعد 28 يوما من المعركة البطولية التي توجت بالاتفاق الذي لبى مطالب الأسرى".

    فرحة وانتظار
    عمت الفرحة في أوساط عائلة أبو غلمي بعدما اخرج من عزل سجن، إلى الأقسام العامة في سجن وتقول وفاء: "التزام السلطات الصهيونية بإخراج عاهد وباقي المعزولين من مقابر الموت البطيء وتوزيعهم على السجون أكد لنا الانتصار وشعرنا بفرحة بانتظار الخطوة التالية وهي الزيارات والتي كانت إحدى نقاط الاتفاق، بإلغاء المنع الأمني والسماح للأسرى الذين كانوا ممنوعين بزيارة ذويهم".
    حصل ريتا وقيس على أول تصريح وتمكنا من زيارة والدهما الذي فرح كثيرا، وتقول وفاء: "كانت أجمل لحظة في حياتنا عندما شاهد أطفالي والدهم بعد سنوات من الحرمان ورغم أنه لا يوجد إنسان يفرح للسجن وكل منا يتمنى حرية أسيره، فقد فرح أطفالي واعتبرنا أن الزيارة بشرى للحرية القادمة لعاهد ورفاقه، وبدأت انتظر الرد على طلب تصريحي وباقي العائلة".

    الصدمة الجديدة
    اطمأنت وفاء كثيرا بعدما حمل إليها طفليها أخبار والدهما الصامد وما يتمتع به من معنويات وتحد وبطولة، وبدأت تتابع مع الصليب الأحمر الرد على تصاريح باقي العائلة، وتقول: "أصبح لدي أملا أكبر بتحقق حلمنا بزيارة عاهد ولكن الاحتلال كان لنا بالمرصاد ليسلبنا الفرحة فعندما راجعت الصليب الأحمر ابلغوني إنني لن أتمكن من زيارة زوجي لأن هناك رفضاً أمنياً لي ولوالدته الطاعنة في السن بينما لم يصدر قرار بشأن أشقائه"، و رغم ما تتمتع به من معنويات عالية ورباطة جأش لم تخف وفاء تأثرها وحزنها للقرار، وأضافت "إنه قراراً تعسفيا وظالما وانتهاكا للاتفاق الموقع بين الأسرى ومصلحة السجون، والواضح أن العقوبة لم تنته والاحتلال يريد أن ينغص علينا فرحة خروج زوجي من العزل بمنعي ووالدته من زيارته".

    الانتظار والأمل
    ترفض الزوجة وفاء الاستسلام للأمر الواقع، وباشرت التحرك لإلغاء القرار عبر تقديم شكوى لكافة المؤسسات القانونية والحقوقية، مطالبة الراعي المصري لاتفاق الأسرى بإثارة ومتابعة القضية، وتقول: "منع الزيارة غير قانوني ومن حقنا بعد الانتظار والمعاناة أن تنتهي تلك الكلمة المؤلمة لكل عائلة أسير المنع الأمني إنها لعنة تطاردنا وتحول حياتنا لجحيم"، وتضيف "ورغم ذلك لدينا أملا كبيراً وإيمانا، والأمل هو السلاح الذي واجهنا فيه كل المحن والمآسي التي مرت علينا خلال فترات حياة عاهد الذي عاش أسيرا أو معتقلا ومستهدفا من الاحتلال".

    عاهد المستهدف
    في لحظات الانتظار، تتقاسم وفاء وطفليها الأحاديث عن الزوج الوالد، فهم لا يتوقفون عن الحديث حول الزيارة ووصف مشاعر والدهما وترديد كلماته التي يحفظونها عن ظهر قلب، أما هي فتستحضر محطات حياته لتمنحهم مشاعر الفخر والاعتزاز ولتبقى قضية فلسطين التي آمن بها والدهم كما تقول: "مزروعة في أعماقهم فقد وهب حياته لقضية شعبه وعاش لفلسطين وحريتها ولم ينل منه اعتقال أو تحقيق لذلك ذكراه يجب أن تبقى حية ليتعلم أطفاله حب الوطن".
    ففي عائلة مناضلة في قرية بيت فوريك ولد عاهد في 13- 3- 1968، وعلى مقاعد الدراسة بدأ نشاطه الوطني مع الأطر الطلابية ثم الجماهيرية للجبهة الشعبية، وتقول وفاء: "تفتحت مسامع عاهد على حكايات النضال والثورة لخاله الشهيد وشقيقه الأسير واستهداف الاحتلال لعائلته فبرزت لديه روح النضال والتضحية على مقاعد الدراسة ليعتقل عام 1984 و 1985 بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية رغم صغر سنه"، وتضيف "رغم تجربة الاعتقال استمر في مسيرته النضالية والتعليمية وحصل على الثانوية العامة بنجاح والتحق بجامعة بيرزيت، وتأخر تخرجه واستمرت دراسته من عام 1986 حتى 1998 بسبب الاعتقالات المتكررة والملاحقة من الاحتلال الذي استمر في تحديه حتى حصل على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع".

    نضال ومطاردة
    خلال سجنه، أصبح أكثر التصاقا وحبا للوطن، وتقول وفاء: "كل تجربة اعتقال شكلت عاملاً مهماً لمواصلة دوره النضالي أكثر خاصة وأنه في جميع اعتقالاته صاغ فلسفة المواجهة خلف القضبان وصمد في التحقيق رغم أنه عاش تجربة مريرة مع اعتقال أشقائه في محطات مختلفة ومرت فترات كانوا جميعا في السجن".
    في عام 1996، ومع تصاعد وتيرة العمل المقاوم للجبهة الشعبية بدأت القوات الصهيونية بملاحقة عاهد الذي أصبح مطلوبا وملاحقا ورغم ذلك قرر الزواج، وتقول وفاء: "يتميز عاهد بالتحدي والصلابة والشخصية القوية فكان لا يعرف مبدأ المساومة أو الاستسلام وعندما تقدم لخطبتي رغم تحذيرات الجميع من الخوف على حياته وافقت فورا لإعجابي بشخصيته وتقديري لبطولاته". وتضيف "لكن الاحتلال استمر في التنغيص علينا وبسبب الرقابة الشديدة عليه غاب عن أهم مناسبة في حياته، ففي 1997-8-14، حضرت الجاهة لخطبتي وهو لم يحضر لمنزلنا وحرمنا تلك الفرحة بسبب الكمائن"، وتكمل "تكرر الموقف يوم حفل زفافنا، ففي ذلك اليوم كان العريس عاهد ينتظر عروسه على حاجز الـ 17 في بيتونيا لإتمام حفلة الزفاف لأن الاحتلال له بالمرصاد ولكنه لم يتمكن من التنغيص علينا وعشنا لحظات الفرح والسعادة".

    الاعتقال الأخير
    استمرت مطاردة عاهد الذي نجح في تضليل الاحتلال الذي استمر بمطاردته بينما أنجبت زوجته باكورة الأبناء قيس في 13- 6- 1998 وهو مطارد، وتقول: "اعتقل عاهد عدة مرات لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية وكانت آخر محطة عقب اغتيال وزير السياحة الصهيوني في 21- 2- 2002، فاحتجز مع الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات ورفاقهم مجدي الريماوي وباسل الأسمر وحمدي قرعان".
    وتكمل "خلال حملة السور الواقي، ومحاصرة المقاطعة والرئيس ياسر عرفات جرى عقد اتفاق برعاية أمريكية بريطانية لنقل عاهد ورفاقه إلى سجن أريحا دون علمهم، وخلال تلك الفترة أنجبت ابنتي ريتا في 6- 9- 2002".
    فوجئت وفاء وباقي أهالي المعتقلين باقتحام الاحتلال لسجن أريحا واختطافهم، وتقول: "في 14- 3- 2006، انسحبت وحدة الحراسة الأمريكية البريطانية من السجن بشكل مفاجئ لتحاصره القوات الصهيونية وبعد هدمه والتهديد بتصفيتهم اعتقلتهم مع اللواء فواد الشوبكي".

    عقاب الوالدة
    انتهى التحقيق وحوكم عاهد الذي لم يعترف بالتهمة وبدأ مسلسل العقوبات الذي طال حتى والدته الستينية الحاجة سبتية التي رفضت السلطات الصهيونية منحها تصريحا لزيارته، وتقول الوالدة الصابرة: "أريد أن اعرف فقط ما الخطر الذي تشكله امرأة مسنة على الأمن الصهيوني إنه ظلم واستمرار لرحلة المعاناة التي لم تتوقف يوميا عن حياتي"، وتضيف "فمنذ عام 1967 والاحتلال يستهدفنا، فاستشهد أخي محمود في معركة الصوانه وكان أول شهيد للجبهة الشعبية". وتضيف "في عام 1967، اعتقل ابني أبو يوسف لتبدأ رحلتي على بوابات السجون مع توالي اعتقال أبنائي أبو يوسف ومحمود ومفيد ورائد وخالد وعاهد عام 1985، فكانت تأتي الأعياد وتنتهي وأنا محرومة منهم".
    وتقول الحاجة سبتية: "قدري أن يرافقني السجن والسجان بحياتي حتى عقب اندلاع انتفاضة الأقصى فقد اعتقل ابني أبو يوسف ثلاث مرات إداريا واعتقل أبناءه يوسف و نضال و أيمن والأشد صعوبة اعتقال عاهد"،وتضيف "كل ذلك لم يكن كافيا فقد استمرت حملات الاعتقال التي طالت ابني رائد وحفيدي وديع، ثم استشهد زوج ابنتي أمجد مليطات وهو ابن عمتها في 7- 6- 2004، وبعد أربعين يوما اعتقلوا ابنتي زوجته لنان التي اعتقلت مرتين خلال انتفاضة الأقصى وفي الثانية اعتقلوا معها ابنتي تغريد".
    ورغم ذلك، تقول الوالدة الصابرة: "السجن لن يغلق بابه على أحد، وما دام لدي ابن بطل كعاهد فكلي ثقة أن الحلم باللقاء قريب، حتى وأنهم يمنعون زيارته ولكن روحه تعانق روحي في كل ركعة صلاة أؤديها أشعر بخطواته تقترب أكثر ليعود إلينا ونمسح من ذاكرتنا كل محطات المعاناة".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 14/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية