زيارة عدد من أهالي أسرى غزة تثير شجون وشوق المحظوظين منهم

موضوعات ذات صلةً

• وفاة والد الأسير المحكوم بالمؤبد ثائر حماد
• الاحتلال يعتقل والدة الأسير البدن خلال زيارته في السجن

لم تتمالك فاطمة نشبت زوجة الأسير محمد المعتقل منذ اثنتين وعشرين سنة حينما أبلغتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحديد يوم الاثنين الموافق 16/7/2012، موعدا لزيارة زوجها؛ لتجهش في البكاء بشكل كبير رغم أن الموقف موقف فرح.
نشّبت هي واحدة من ذوي خمسة وعشرين أسيرًا فلسطينيًا من قطاع غزة يستعدون لزيارة أبنائهم المعتقلين في سجون الاحتلال، وذلك لأول مرة منذ ست سنوات.
وكانت دولة الاحتلال قد وافقت على استئناف زيارة أسرى قطاع غزة بعد الإضراب الذي خاضه الأسرى في شهر نيسان أبريل الماضي، والذي استمر 28 يومًا وانتهى باتفاق رعته مصر. ويذكر بأن باترك جايزاست مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة قد أعلن مؤخرًا عن استئناف برنامج الزيارات لأهالي قطاع غزة لسبعة وأربعين زائرًا فقط من الزوجات والآباء والأمهات لخمسة وعشرين أسيرًا من سجن"ريمون"، وذلك يوم الاثنين.
وتعتقل قوات الاحتلال في سجونها قرابة 470 أسيرًا من قطاع غزة ممنوعين من الزيارة منذ أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الصهيوني جلعاد شاليط في صيف2006 ، الذي أُطلق سراحه في إطار صفقة التبادل في تشرين أول أكتوبر الماضي.
وقالت نشّبت: "إن الصليب الأحمر أبلغني بتجهيز نفسي لزيارة زوجي يوم الاثنين المقبل، وذلك ضمن شروط بعدم أخذ أي شيء معي".

بكاء الفرح
وأضافت: "إنني وفور إبلاغي بموعد الزيارة أخذت أبكي بشكل غير مسبوق حيث إنه انتابتني حالة غريبة فزوجي 49 عامًا بعيد عني منذ 22 سنة ولم أزره أو أسمع صوته أو أسمع أي شيء عنه منذ ست سنوات، فلا أعرف كيف سيكون اللقاء". وتابعت: "فرحت لكن لا أعرف كيف تحولت هذه الفرحة إلى بكاء وحزن شديدين لربما لأنني لم أر زوجي منذ سنوات".
وأشارت إلى أنها كانت تتمنى أن تكون ابنتها الوحيدة معها في الزيارة، إلا أنه لم يدرج غير اسمها لزيارة زوجها، منوهة إلى أن الصليب الأحمر اشترط أن تكون بطاقة هويتها حديثة جدًا من إصدار عام2003 ، حيث إن بطاقتها أصدرت عام1999 م، معربة عن خشيتها من أن يتم وضع عراقيل أمام زيارتها لهذا السبب.
وأكدت أنها ستسعى من الآن على تجديد بطاقة هويتها حتى لا تحرم من زيارة زوجها. وأوضحت أنهم سيتحركون للزيارة عند الساعة الرابعة من فجر غدٍ الاثنين.
ومن جهته؛ أعرب المسن عبد القادر البشيتي من رفح والد الأسير محمد 26 عامًا عن أمله في أن يتمكن من زيارة نجله الأصغر، وذلك لتردي وضعه الصحي وعدم تمكنه من الحركة إلا بمساعدة الآخرين.

زيارة شخصية
وقال البشيتي 75 عامًا: "إن الصليب الأحمر أبلغه وزوجته المسنة 66 عامًا بالاستعداد لزيارة نجلهما محمد المعتقل منذ ثماني سنوات وبقي له في سجون الاحتلال أربع سنوات، وذلك كزيارة شخصية دون أخذ معهم أي شيء".
وأضاف أنه لم يتمكن من زيارة نجله محمد منذ اعتقاله قبل ثماني سنوات، وأن هذه الزيارة تمثل له شيئا مهمًا لرؤية نجله ومعرفة إخباره والاطمئنان عليه بعد هذه الفترة من الانقطاع".
ومن جهته؛ اعتبر الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، السماح فقط لخمسة وعشرين أسيرًا فقط من غزة، ويشكلون ما نسبته خمسة في المائة من مجموع أسرى غزة، بأنه "انتهاك فاضح للاتفاق الذي وقع في الرابع عشر من أيار مايو الماضي ما بين قيادة الإضراب وممثلي الأسرى من جانب، وإدارة السجون الصهيونية من جانب آخر، والذي تضمن في البند الثالث نصًا واضحًا بالسماح لكافة أهالي أسرى القطاع بزيارة أبنائهم.
وقال: "إن الأخطر من ذلك هو أن إدارة السجون الصهيونية هي من حددت أسماء من سيسمح لهم بالزيارة وأخضعت اختيارهم لمزاجها ورؤيتها، وهذا من شأنه أن يخلق إشكالات كثيرة في المستقبل، ولربما تستخدمها إدارة السجون ورقة للمساومة والابتزاز للضغط على الأسرى".

وأضاف:" حذرنا مرارًا من الإفراط بالتفاؤل والمبالغة بالانتصارات بعد انتهاء الإضراب، وأشرنا في أكثر من مناسبة إلى أن الزيارات ستتم من حيث المبدأ، لكن الاحتلال سيضع العقبات والمعيقات بالتفاصيل، وهذا ما ظهر اليوم بشكل جلي، وسيظهر بالمستقبل فيما يخص هذا البند والبنود الأخرى الواردة بالاتفاق ما لم نغير نمط تعاملنا مع هذه القضية".

(المصدر: صحيفة فلسطين، 15/7/2012)

تعليقات الفيسبوك