منح 300 قرض للأسرى المحررين بقيمة مليوني دولار

استعرض تقرير أصدرته وزارة شؤون الأسرى والمحررين حول نشاطات برنامج تأهيل الأسرى المحررين الذي تشرف عليه الوزارة ومجمل الخدمات التي قدمها البرنامج خلال العام الماضي في مجالات التعليم والتدريب المهني والقروض والتأمين الصحي.
وجاء في التقرير أن برنامج التأهيل يعتبر من أقوى وأهم البرامج المتخصصة في تأهيل ودمج الأسرى والأسيرات المحررين في المجتمع الفلسطيني وتمكينهم من إيجاد فرص عمل للعيش في حياة كريمة بعد تحررهم من الأسر وقضاء سنوات مختلفة في سجون الاحتلال.
وأضاف «Ø¨Ø±Ù†Ø§Ù…ج تأهيل الأسرى المحررين انطلق منذ إنشاء وزارة الأسرى عام 1995 على أساس أهمية العناية بأفواج الأسرى والأسيرات المحررين وتقديم الخدمات لهم وتنمية قدراتهم وإمكانياتهم للانطلاق في حياة مجتمعية بمشاركة أبناء شعبهم في عملية البناء الوطني والاجتماعي».
وتابع «Ø£Ù‡Ù…ية البرنامج تكمن في تحدّي واقع الاحتلال الذي اعتقل الآلاف من أبناء شعبنا، ووجود الآلاف من الأسرى المحررين العاطلين عن العمل والذين لم تستطع مؤسسات السلطة المدنية والأمنية استيعابهم على الرغم من أن السلطة تعتبر من أكبر المشغلين للأسرى المحررين».
وأكد التقرير إن واقع الاحتلال وإمكانيات السلطة المحدودة والمحاصرة تجعل من ظاهرة الأسرى المحررين العاطلين عن العمل ظاهرة تحتاج إلى معالجة ووقفة جديّة ومسئولة وتدخّل من جميع المؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص من أجل مساعدتهم واستيعابهم في إيجاد فرص عمل مختلفة من منطلق مواجهة آثار الاعتقال ونتائجه على المجتمع الفلسطيني وحتى لا يتحوّل الأسرى المحررين إلى عبء على أنفسهم وعلى مجتمعهم، ومن أجل ترسيخ ثقافة وقيمة الاحترام والتقدير لتضحيات ونضالات الأسرى ومعاناتهم داخل السجون كواجب وطني وأخلاقي يفرض نفسه على جميع مكونات المجتمع الفلسطيني.
وأضاف أن وزارة الأسرى بالتعاون مع مؤسسات أهلية ومراكز تدريب وجامعات وبنوك ووزارات مختلفة تبذل جهداً كبيراً في عملية تأهيل الأسرى المحررين على الرغم من أن الحكومة هي مصدر الدعم الوحيد لبرامجها بعد توقف الدعم الأوروبي لهذا البرنامج منذ عام 2008.

قروض المشاريع الصغيرة
وقال التقرير: تعتبر خدمة منح قروض للأسرى المحررين لإنشاء مشاريع صغيرة من الخدمات الأساسية في برنامج التأهيل وإحدى أدوات التغلب على البطالة، حيث تم منح 108 قروض للأسرى المحررين خلال عام 2011 ليصبح مجموع القروض المقدمة منذ عام 2009 حوالي 300 قرضت بقيمة 2 مليون دولار. تجدر الإشارة إلى أن جميع مشاريع القروض تمت بالاتفاق والتعاون مع بنك الرفاه وبفوائد قليلة جداً.
وأكد إن المشاريع الصغيرة التي أنشأها الأسرى المحررون هي مشاريع ناجحة وفي مجالات مختلفة «Ø§Ù„زراعي والصناعي والتجاري والخدماتي» وهناك رضا من الأسرى المحررين على هذه الخدمة رغم مطالباتهم بزيادة نسبة القرض إلى أكثر من 10 آلاف دولار.

التدريب المهني
خدمة التدريب المهني تعتبر أيضاً من أوسع الخدمات التي يقدمها برنامج التأهيل في وزارة الأسرى حيث يستطيع الأسرى الالتحاق في برامج ودورات تدريب مهنية مختلفة بحسب رغباتهم وميولهم وبما يتلاءم مع حاجة السوق المحلي. والتحق في عام 2011 حوالي 530 أسيراً محرراً في دورات مهنية مختلفة منها أمن المؤسسات، سياقة الشحن التجاري، التخليص الجمركي، صحافة وإعلام، تبريد وتكييف، كهرباء عامة، تمديدات صحية، وتسويق ومبيعات، وغيرها من المهن.
وتتعاون الوزارة في هذا المجال مع مراكز التدريب والكليات المهنية في الجامعات المختلفة، حيث يحصل الأسرى الخريجون على شهادات علمية مصدّقة، إضافةً إلى مساعدتهم من خلال المؤسسات على إيجاد فرص عمل لهم.

التعليم الجامعي
تقدم خدمة برنامج التعليم الجامعي للأسرى المحررين وفقاً لنظامين الأول منها خاص بتأهيل الأسرى المحررين والتحاقهم بالجامعات المحلية المختلفة، والنظام الثاني خاص بتعليم أبناء وزوجات الأسرى القابعين في سجون الاحتلال. وبلغ مجموع الأسرى المحررين الذين التحقوا بالجامعات الفلسطينية خلال عام 2011 حوالي 200 طالب وطالبة، في حين بلغ مجموع الملتحقين من زوجات وأبناء الأسرى 64 منتفعاً.
وتغطي وزارة الأسرى نسبة من الأقساط الجامعية عن الأسرى الطلبة الملتحقين بالجامعات تتراوح ما بين 50 إلى 75% من قيمة القسط. ووصل عدد الأسرى الطلبة الذين التحقوا بالجامعات الفلسطينية منذ عام 2009 حوالي 2800 طالب وطالبة.

برنامج التحدّي
وأعلن وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع عن عدة برامج جديدة للتغلب على أزمة البطالة في أوساط الأسرى المحررين هي: البرنامج الأول «Ø¯Ø¹Ù… الأجور» ويستند إلى قيام برنامج التأهيل بدفع نصف أجرة الأسير المحرر لصاحب العمل وفق اتفاقية لمدة عامين مقابل أن يقوم صاحب العمل بدفع النصف الثاني من الأجرة، ويلتزم صاحب العمل بتثبيت الأسير في عمله.
البرنامج الآخر أطلق عليه «Ø¨Ø±Ù†Ø§Ù…ج التحدّي» الذي سينطلق خلال هذا العام ويستند إلى خلق شبكة من التعاون والتنسيق مع أكبر عدد من المؤسسات الخاصة والأهلية من أجل تشغيل الأسرى المحررين، وسيتم وفق ذلك عقد لقاءات في كافة المحافظات في سبيل خلق شراكة في المسؤولية حول إيجاد فرص عمل للأسرى المحررين وتعاون جميع القطاعات في ذلك.

(المصدر: صحيفة الحياة الجديدة، 24/01/2012)