19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير المحرر حسن سلمة.. سُجن وكان عمر ابنيه التوأمين 19 يوماً وخرج جَداً في العقد الخامس

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    ولد حسن سلمة في قرية يالو إحدى قرى اللطرون التي دمرها الاحتلال العام 1967، ويقطن في بيتونيا، في العام1982، كان توأمه علي وسناء، يبلغان من العمر 19 يوماً فقط، والآن يخرج جداً، بعد قرابة ثلاثين عاماً قضاها في الأسر.
    بالأمس، كان منزل الأسير المحرر سلمة في بيتونيا، مسرحاً للقاءات مؤثرة مع أفراد أسرته من مختلف الأجيال، ولاستقبال المهنئين بالتحرر، كما تحول المنزل إلى مزار لعديد الصحافيين.
    سلمة: وفي حديث للصحافيين، وبعد أن أشاد بالمقاومة الفلسطينية، التي ساهمت بإطلاق سراحه وبقية الأسرى المحررين عبر صفقة التبادل، أكد أنه غير قادر على التعبير بالكلمات عن فرحته بإطلاق سراحه، وأنه لا يصدق أنه بالفعل بات خارج السجن، ويعيش بين أهله، الذين حرمته منهم سلطات الاحتلال قرابة ثلاثة عقود، مشيراً إلى أن المشاعر المختلطة كانت سيدة الموقف حين علم بأنه من بين المفرج عنهم.
    وقال سلمة: كنت فرحاً بأنني سأعود إلى أحضان أسرتي أخيراً، وبأنني سأستنشق هواء الحرية بعد مدة طويلة في الاعتقال، لكنني كنت حزيناً على فراق رفاق لي بعضهم لا يزال في الأسر منذ أكثر من 27 عاماً، خاصة أنني عشت معهم خلف القضبان أكثر مما عشت مع أسرتي خارج السجون، وكنا نقاتل سوياً على كل شيء .. على الهواء، على الماء، على ظروف معيشية أفضل، على تحسين ظروف الزيارات.. في السنوات الخمس الأخيرة كنت محروماً من الزيارة، ولم ألتق أياً من أفراد أسرتي.
    وكشف سلمة: كانت ظروف التفاوض صعبة، وأنا أدرك ذلك، وتعنتت سلطات الاحتلال في الموافقة على الإفراج عن عديد الأسرى من رفاقي، ممن أمضى بعضهم أكثر من ربع قرن في سجون الاحتلال، وبينهم الأسير سمير أبو نعمة، والأسير محمد ناصر، والأسير رافع كراجة، وآخرين، بل إن المفاوضات حول نائل البرغوثي، ونفيه خارج الوطن أو نقله إلى منزله استغرقت وقتا طويلا.
    سلمة الذي وصف شعوره بلقاء أسرته بأنه "شعور لا يوصف"، شدد على أنه بلقاء أسرته وأقاربه وأصدقائه وجيرانه "نسي ثلاثين عاماً أو يقل قليلاً، قضاها في سجون الاحتلال".
    أما والدة الأسير المحرر سلمة، فعبرت عن سعادتها الكبيرة بإطلاق سراح ولدها من الأسر .. وقالت: سعيدة بأن حسن بيننا.. كنت أخشى أن لا يأتي هذا اليوم وأنا على قيد الحياة .. ومعنوياتنا عالية بوجود حسن بيننا.. كان المنزل مظلماً بغيابه، والآن "نوّرت" بحضوره بيننا.. من يوم ما دخل السجن "ما قطعت الأمل في الله"، وأحمد الله بخروجه.

    فرحة لا تزال منقوصة
    وشددت والدة الأسير المحرر سلمة على أن فرحتها لا تزال منقوصة، مع بقاء آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة مع ما يعانونه من ظروف صعبة جراء الإجراءات التعسفية التي تفرضها عليهم سلطات الاحتلال في السجون.
    ولد الأسير المحرر حسن علي نمر سلمة في الثامن من شباط 1958 في قرية يالو إحدى قرى اللطرون التي دمرت العام 1967، ومن ثم هاجرت أسرته وانتقلت للعيش والإقامة في بلدة بيتونيا برام الله، فكبر وترعرع في هذه البلدة وتعلم في مدارسها وأنهى الثانوية العامة، ليلتحق بعدها بجامعة بيرزيت كلية الفيزياء وكان متفوقاً مميزاً، وحينما أعتقل في الثامن من آب 1982، لم يكن يتبقى له سوى فصل دراسي واحد للحصول على درجة البكالوريوس.
    وحكم على سلمة بالسجن مدى الحياة بتهمة مقاومة الاحتلال والانتماء لحركة فتح، وكان حينها يبلغ من العمر 24 عاماً، ليخرج في عمر 53 عاماً.. كان أباً لطفلين في عمر 19 يوماً ليخرج جداً لحفيدين.
    وخلال سنوات الأسر الطويلة تنقل بين العديد من السجون، وتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الطبي، كما تعرض مراراً للعزل الانفرادي والجماعي، وشارك إخوانه الأسرى في الخطوات النضالية المختلفة وفي الإضرابات عن الطعام، وكان قبل إطلاق سراحه أسيراً في سجن ريمون الصحراوي القريب من سجن نفحة، ويعاني من أمراض مختلفة.

    حكايات خاصة
    ومن الحكايات الخاصة بالأسير المحرر حسن سلمة، أنه تزوج قبل اعتقاله بفترة وجيزة، ورزق في التاسع عشر من تموز للعام 1982 بتوأم )علي وسناء(، ولم ينعم كثيراً باحتضانهما، فبعد تسعة عشر يوماً فقط، تم اعتقاله، وبات محروماً من احتضانهما وتقبيلهما إلا من وراء شباك أو ألواح زجاجية.
    علي تخرج من جامعة القدس المفتوحة وتزوج قبل شهر تقريباً، فيما سناء تعمل في وزارة الأسرى والمحررين بمدينة رام الله، وكانت زُفت إلى بيت زوجها قبل خمسة أعوام دون حضور والدها الذي اكتفى بإرسال رسالة لها وصلتها بعد سنوات تحمل بعض الكلمات والتهاني.
    وتقول ابنته سناء: اعتقل والدي وأنا رضيعة وكبرت في حضن والدتي .. حرمني الاحتلال من حنانه، وتعرفت عليه من خلال شبك الزيارة، ونسجت معه علاقات متينة وقوية.. كان ولا يزال مفخرة لي واشمخ به أينما ذهبت، أشمخ بنضالاته وصموده وثباته، وبما امتلكه من معنويات عالية وتفاؤل كبير.
    وتضيف: على الدوام كنت أنا وشقيقي نسعى لتحدي الاحتلال وتجاوز الصعاب، ونعمل بوصية والدنا ووفقاً لتوجيهاته وكأنه يحيا بيننا ولربما أكثر من ذلك.. صورته كانت ماثلة أمامنا أينما توجهنا، وعالقة في أذهاننا، وحاضرة في سلوكنا، وكنا على الدوام نسعى لأن نكون كما يطمح أن نكون ناجحين ومتفوقين.. والآن هو بيننا، وقد كبرنا وتزوجنا، وبات لديه أحفاد.. إنه شعور رائع لا يمكن وصفه.
    وتقول سناء: مسيرة حياتنا حافلة بالمعاناة كباقي ذوي الأسرى، ولكن لطول السنين فقد تكون معاناتنا أضعاف غيرنا، وزياراتنا لوالدنا غير منتظمة تحت ما يسم "أسباب أمنية"، فوالدتي ممنوعة من زيارة والدي منذ قرابة 12 عاماً، وأحيانا يسمح لها بزيارة واحدة كل عام، فيما جدي البالغ من العمر) 80 عاماً( ممنوع نهائياً من زيارة ولده لأسباب أمنية أيضاً ونادراً ما تمنحه سلطات الاحتلال تصريحاً للزيارة!!
    وتضيف: أعمامي كانوا أيضاً ممنوعين أمنياً من الزيارة، وشقيقي كان يسمح له بزيارة والده مرة كل عام، بينما أزوره كلما أتيحت لي الفرصة والظروف، ولكن بكل الأحوال تكون هذه الزيارات محفوفة بالمخاطر وممزوجة بالمعاناة، فالزيارات إن تمت فهي رحلة عذاب ومشقة.
    خرج حسن سلمة من الأسر بالأمس، بعد قرابة ثلاثين عاماً في الأسر، خرج بحكايات مؤلمة داخل الأسر، إلى واقع جديد.. كان شاباً في الرابعة والعشرين من عمره، وهو الآن في العقد الخامس.. ولديه التوأمان تزوجا، وابنته أنجبت له أحفاداً.

    (المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 19/10/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة قانا بحق عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن احتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيفيل"، حيث تعمدت قوات الاحتلال قصفها

18 إبريل 1996

استشهاد المجاهد أحمد حمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في حي الشابورة بمدينة رفح

18 إبريل 2008

عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية في قرية الوعرة السوداء ذهب ضحيتها ما يزيد عن 15 عربيا

18 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية