السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المبعد الكيلاني: شعبنا أقوى من الاحتلال وقادر على تحرير أسراه

    آخر تحديث: الأربعاء، 22 فبراير 2012 ، 00:00 ص

     

    "سنعود ولن تطول الغربة ومثلما كسرنا القيد وكل اللاءات والاشتراطات والمعايير ‏الصهيونية وتحقق وعد الصدق والوفاء للمقاومة نعاهد شعبنا إننا لن نتنازل عن حقنا المشروع في العودة ولن ‏نعيش إلا بين أهلنا وفي منازلنا"ØŒ بهذه الكلمات استهل المحرر المبعد الجريح زيد عرسان حافظ الكيلاني 38 ‏عاماً من قرية سيريس قضاء جنين حديثه فور وصوله الى غزة، وأضاف: "طوال السنوات الماضية ‏ودولة الاحتلال تقول إنه لن يفرج عن ذوي المؤبدات ولن يكون صفقة حول الإحكام العالية ولكن سقطت كل ‏المعايير، وانتصرت المقاومة لصرخات الأسرى وذوينا، وحققت انجازا تاريخيا يؤكد أن ‏شعبنا أقوى من الاحتلال وانه قادر على تحرير أسيراته وأسراه ومصمم على مواصلة المعركة حتى إخلاء ‏السجون وتحرير كل الأسرى.

    مفاجأة كبرى
    ورغم إبعاده، يعيش الكيلاني لحظات فرح حقيقية بعدما تنسم ‏هواء الحرية وفوجئ بوصول والديه وزوجته الى غزة ليكونوا في استقباله ومع المحتفلين بحريته، وقال: "في ‏البداية حزنت بسبب الإبعاد، ولكن غزة جزء من الوطن وما دمت حرا فذلك أجمل بكثير من السجن وعذابه ‏ØŒ لكن الفرحة الأكبر كانت عندما وجدت أهلي، سافروا من جنين وشاهدتهم ينتظرونني شعرت بنشوة الانتصار ‏وهزيمة السجن والسجان، وأصبح لدي يقين أكثر انه مثلما هزمنا السجن سنكسر هذه الحدود والحواجز ونعود ‏لمنزلنا وقريتنا ويجتمع الشمل ويتحقق الحلم الذي كنا نشعر في كثير من الأحيان انه مستحيل وبحاجة لمعجزة، ‏ولكن الله صبرنا وثبتنا وعشنا يوم العرس والنصر بنجاح صفقة الوفاء للأحرار التي جمعت شملي مع أسرتي ‏وأهلي.

    المشهد في غزة
    تعالت الأهازيج في منزل عائلة الكيلاني فور سماع اسمه ضمن الصفقة، وفي اقل من ‏‏24 ساعة وصلت الى غزة لتكون مع أبناء شعبنا في انتظاره، ويقول والده: "منذ اعتقال زيد توجهنا لكافة ‏المؤسسات وقرعنا كافة الأبواب لمساعدتنا على إدخال لجنة طبية متخصصة لمتابعة علاجه والسماح بتوفير ‏العلاج المناسب حتى على نفقتنا، ولكن سلطات الاحتلال رفضت ورغم ذلك وجراء الحكم القاسي فإننا لم نفقد ‏الأمل، وبحمد الله استجاب الله عائلته لدعواتنا ورغم إنني عانقته وقبلته وبكيت وهو بين يدي أحيانا لا اصدق، ولكن زيد أصبح ‏حرا حتى وان كان الى غزة فالمهم انه لن يكون هناك سجن وسجان وقيود وعذاب بعد اليوم، ولقد حرصت ‏ووالدته وزوجته على مفاجأته لتكون فرحته مضاعفة وبحمد الله التقيناه واطمئننا على وضعه ونأمل بعد ‏استراحته أن نبدأ برحلة علاجه الطويلة ليعود لوضعه الصحي.

    وفاء وإخلاص
    أما الزوجة الوفية المخلصة ‏سهاد صلاح كامل الكيلاني التي اعتقل الاحتلال زوجها بعد 20 يوما من زفافهما في 9- 2- 2001ØŒ وعوقبت ‏يمنع زيارته على Ù… دار 9 سنوات بذريعة الأسباب الأمنية فبكت وهي تعانق زوجها، وقالت: "الحمد لله الذي ‏استجاب لدعواتي، لقد عوقبت طوال السنوات الماضية من الاحتلال الذي نغص علي فرحة زواجي باعتقال ‏زيد ونحن ما زلنا في شهر العسل، ثم حرموني من زيارته لأنني أشكل خطرا على الأمن وبعد مئات الشكاوى ‏ومعاناة طويلة وافقت دولة الاحتلال أواخر العام المنصرم على منحي تصريح زيارته لمرة واحدة، والأشد مرارة أن ‏فرحتي بالحصول على تصريح لم تكتمل، فالاحتلال ألغى مواعيد الزيارات المحددة بسبب الأعياد اليهودية‏ØŒ فعوقبنا مجددا، وتضيف: "لكن زيد عاد ولن يكون عقاب بعد اليوم، انها أجمل لحظة في العمر وأتمنى من الله ‏أن يعوضنا ويفرحنا واشكر حماس التي وفت بالعهد وحررت زوجي ورفاقه، من كان يتخيل أنهم سيعودون. ‏

    دموع‎ ‎الأم
    أما‎ ‎الوالدة‎ ‎أم‎ ‎زيد‎‎ØŒ‎ ‎فأطلقت‎ ‎الأهازيج‎ ‎وهي ترى‎ ‎باكورة‎ ‎أبنائها‎ ‎وجها‎ ‎لوجه‎ ‎بدون‎ ‎قيود‎‎ØŒ احتضنته‎ ‎وقالت:‎"أريد‎ ‎أن‎ ‎اصدق‎ ‎انه‎ ‎ليس حلما‎ ‎وان‎ ‎زيد‎ ‎بين‎ ‎يدي‎ ‎حر،‎ ‎قلق‎ ‎وخوف‎ ‎منذ إعلان‎ ‎الصفقة‎ ‎ورعب‎ ‎من‎ ‎التغيير‎ ‎والتبديل وأنا‎ ‎استحضر‎ ‎صور‎ ‎مريرة‎ ‎يرسمها‎ ‎للسجون التي‎ ‎تنقل‎ ‎فيها‎ ‎ولدي‎ ‎الذي‎ ‎تعرض‎ ‎لعقوبات قاسية‎ ‎ØŒ‎ ‎وفي‎ ‎لحظات‎ ‎الانتظار‎ ‎تذكرت‎ ‎كل تفاصيل‎ ‎مأساة‎ ‎ابني‎ ‎ومعاناته،‎ ‎منذ‎ ‎اعتقال الاحتلال‎ ‎له‎ ‎في‎ ‎‏3‏/ ‎‏3‏/ ‎‏2001‏‎ ‎بتهمة‎ ‎تنفيذ عملية‎ ‎فدائية‎ ‎لكتائب‎ ‎الشهيد "عز‎ ‎الدين القسام"‎ Ø§Ù„جناح‎ ‎العسكري‎ ‎لحركة "حماس"‎ ÙÙŠ وادي‎ ‎عارة،‎ ‎حيث‎ ‎اعتقلته‎ ‎قوات‎ ‎الاحتلال‎ ‎من مكان‎ ‎العملية،‎ ‎ورغم‎ ‎إصابته‎ ‎البالغة،‎ ‎وخطورة حالته‎ ‎الصحية‎ ‎لم‎ ‎يستكمل‎ ‎علاجه‎ ‎واقتيد لأقبية‎ ‎التحقيق‎ ‎ثم‎ ‎حوكم‎ ‎بالسجن‎ ‎المؤبد مدى‎ ‎الحياة‎ ‎إضافة‎ ‎Ù„‎ ‎‏40‏‎ ‎عاما.‎

    المشهد‎ ‎في‎ ‎سيريس
    في‎ ‎نفس‎ ‎الوقت‎‎ØŒ‎ ‎كان‎ ‎الحزن‎ ‎يسود‎ ‎في‎ ‎منزل العائلة‎ ‎في‎ ‎سيريس‎ ‎خاصة‎ ‎لدى‎ ‎شقيقه‎ ‎المحرر زياد الذي لم‎ ‎يتمكن‎ ‎من‎ ‎السفر‎ ‎لاستقبال شقيقه‎ ‎الذي‎ ‎حرم‎ ‎منه‎ ‎منذ‎ ‎اعتقاله‎ ‎بسبب المنع‎ ‎الأمني،‎ ‎وقال:‎"عشر‎ ‎سنوات‎ ‎لم‎ ‎أر‎ ‎فيها وجه‎ ‎أخي‎ ‎الذي‎ ‎عاش‎ ‎مر‎ ‎العذاب‎ ‎والمعاناة منذ‎ ‎اعتقاله‎ ‎خاصة‎ ‎بسبب‎ ‎وضعه‎ ‎الصحي،‎ ‎فهو‎ ‎فقد‎ ‎عينه‎ ‎اليسرى‎ ‎وأصبح‎ ‎يعاني‎ ‎من ضعف‎ ‎عينه‎ ‎اليمنى‎ ‎كما‎ ‎بترت‎ ‎يده‎ ‎اليسرى وبترت‎ ‎بعض‎ ‎أصابع‎ ‎يده‎ ‎اليمنى‎ ‎ويعاني‎ ‎من إصابة‎ ‎في‎ ‎بطنه‎ ‎وجرى‎ ‎وضع‎ ‎شبكة‎ ‎في‎ ‎بطنه نتيجة‎ ‎تمزق‎ ‎غشاء‎ ‎البطن،‎ ‎وكان‎ ‎بحاجة‎ ‎لعدة عمليات‎ ‎جراحية‎ ‎ورعاية‎ ‎صحية‎ ‎مستمرة‎‎ØŒ ولكن‎ ‎لم‎ ‎تجر‎ ‎له‎ ‎العمليات‎ ‎المطلوبة‎ ‎والاحتلال عاقبني‎ ‎بمنعي‎ ‎من‎ ‎زيارة‎ ‎أخي‎ ‎بذريعة‎ ‎الملف ‏الأمني‎ ‎وكوني‎ ‎أسير‎ ‎سابق‎ ‎لكن‎ ‎أخي‎ ‎حر‎ ‎رغم ألمي‎ ‎لإبعاده‎ ‎لغزة.‎
    زياد ) ‎‏35‏‎ ‎عاما ( ‎الذي‎ ‎يعمل‎ ‎سائقا‎ ‎اخذ إجازة‎ ‎ورفض‎ ‎الخروج‎ ‎للعمل‎ ‎منذ‎ ‎إعلان‎ ‎الصفقة وصبيحة‎ ‎يوم‎ ‎تنفيذها‎‎ØŒ‎ ‎لزم‎ ‎منزله‎ ‎وجلس‎ ‎أمام التلفاز‎ ‎يتابع‎ ‎ويبحث‎ ‎عن‎ ‎صورة‎ ‎زيد‎ ‎الذي تأكد‎ ‎اسمه‎ ‎ضمن‎ ‎الصفقة‎‎ØŒ‎ ‎ويقول:‎"كانت أطول‎ ‎وأصعب‎ ‎واقسي‎ ‎ساعات‎ ‎في‎ ‎حياتي‎‎ØŒ‎ ‎لم أكل‎ ‎أو‎ ‎اشرب‎ ‎أو‎ ‎يغمض‎ ‎لي‎ ‎جفن‎ ‎ومنذ‎ ‎الصباح جلست‎ ‎أتابع‎ ‎التلفاز‎ ‎وأدعو‎ ‎واصلي‎ ‎وقفزت‎ ‎من مكاني‎ ‎عندما‎ ‎شاهدت‎ ‎أخي‎ ‎في‎ ‎أول‎ ‎حافلة‎ ‎تقل الأسرى‎ ‎لغزة‎ ‎كان‎ ‎يقف‎ ‎على‎ ‎الشباك‎ ‎الخامس‎ ‎لم أتمالك‎ ‎أعصابي‎ ‎وبدأت‎ ‎اصرخ‎ ‎واكبر‎ ‎من‎ ‎شدة فرحي‎ ‎لأني‎ ‎أخي‎ ‎كان‎ ‎يعيش‎ ‎في‎ ‎قبر‎ ‎وخرج منه‎ ‎ولم‎ ‎أكن‎ ‎احلم‎ ‎أبدا‎ ‎انه‎ ‎سيتحرر‎ ‎لكن‎ ‎أخي محرر‎ ‎اليوم‎ ‎والحمد‎ ‎لله‎ ‎الصفقة‎ ‎مشرفة‎ ‎رغم‎ ‎أن الاحتلال‎ ‎ما‎ ‎زال‎ ‎يعتقل‎ ‎أعزاء‎ ‎على‎ ‎قلوبنا‎ ‎ولكن رحمة‎ ‎الله‎ ‎كبيرة‎ ‎وبإذنه‎ ‎الفرج‎ ‎قريب.‎

    الشهيد‎ ‎زكريا
    رغم‎ ‎الإبعاد،‎ ‎افتتحت‎ ‎عائلة‎ ‎زيد‎ ‎بيتها في‎ ‎سيريس‎ ‎لاستقبال‎ ‎المهنئين‎ ‎والداعين‎ ‎له ولكل‎ ‎المبعدين‎ ‎بالعودة‎‎ØŒ‎ ‎وإضافة‎ ‎لصورته‎ ‎رفعت صورة‎ ‎شقيقه‎ ‎زكريا‎‎ØŒ‎ ‎أول‎ ‎شهيد‎ ‎في‎ ‎انتفاضة الأقصى‎ ‎من‎ ‎محافظة‎ ‎جنين‎ ‎الذي‎ ‎استذكرته الوالدة‎ ‎وهي‎ ‎تعانق‎ ‎أسيرها‎ ‎المحرر‎ ‎وقالت:‎"لن أنسى‎ ‎أبدا‎ ‎روحي‎ ‎وفلذة‎ ‎كبدي‎ ‎زكريا‎ ‎شهيد‎ ‎العلم الذي‎ ‎قتلوه‎ ‎بدم‎ ‎بارد‎‎ØŒ‎ ‎وابني‎ ‎المحرر‎ ‎زيد‎ ‎يتمنى أن‎ ‎يعود‎ ‎معنا‎ ‎ليكون‎ ‎أول‎ ‎خطواته‎ ‎زيارة‎ ‎ضريح شقيقه‎ ‎الذي‎ ‎ضحى‎ ‎بحياته‎ ‎لحرية‎ ‎شعبه‎ ‎واليوم‎ ‎نحقق‎ ‎إحدى‎ ‎ثمار‎ ‎تلك‎ ‎الحرية‎ ‎ونصلي لله‎ ‎حتى‎ ‎تكتمل‎ ‎الفرحة‎ ‎بعودة‎ ‎كل‎ ‎المبعدين وتحرير‎ ‎كل‎ ‎المعتقلين.‎‏ ويتذكر‎ ‎الحاج‎ ‎الكيلاني‎ ‎شهيده‎ ‎زكريا‎ ‎ويقول ابني‎ ‎الذي‎ ‎كان‎ ‎يدرس‎ ‎في‎ ‎جامعة‎ ‎النجاح‎ ‎خرج مع‎ ‎الطلبة‎ ‎في‎ ‎‏30‏ - ‎‏9‏- ‎‏2000‏‎ ‎في‎ ‎مسيرة‎ ‎سلمية احتجاجا‎ ‎على‎ ‎زيارة‎ ‎شارون‎ ‎المشؤومة‎ ‎للمسجد ‏الأقصى‎ ‎ولكن‎ ‎قوات‎ ‎الاحتلال‎ ‎أطلقت‎ ‎النار‎ ‎على المسيرة‎ ‎فكان‎ ‎أول‎ ‎شهيد‎ ‎في‎ ‎انتفاضة‎ ‎الأقصى علما‎ ‎انه‎ ‎كان‎ ‎ينتظر‎ ‎التخرج‎‎ØŒ‎ ‎وبعد‎ ‎اعتقال‎ ‎زيد بفترة‎ ‎وجيزة‎ ‎داهمت‎ ‎قوات‎ ‎الاحتلال‎ ‎منزلنا في‎ ‎مطلع‎ ‎عام‎ ‎‏2002‏‎ ‎وهدمته‎ ‎وشردتنا‎ ‎لنعيش المعاناة‎ ‎والمأساة‎ ‎المضاعفة‎ ‎باستشهاد‎ ‎زكريا‎ ‎والحكم القاسي‎ ‎على‎ ‎زيد‎ ‎الذي‎ ‎تعرض‎ ‎للعزل‎ ‎الانفرادي لمدة‎ ‎سنتين‎ ‎في‎ ‎سجن‎ ‎هداريم.‎

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 23/10/2011)

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زكريا الشوربجي من الجهاد الإسلامي بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، يذكر أن الشهيد أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال

20 إبريل 1993

الهيئة التنفيذية للحركة الصهيونية تنتخب الإرهابي ديفيد بن غوريون رئيساً لها ومديراً للدفاع، وتعتبر نفسها وريثة لحكومة الانتداب الصهيوني

20 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية