19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    ‏ الأسير المحرر إبراهيم الزرد حكاية ألم ممزوجة بفرحة باهتة

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    امتزج شعور‎ ‎الفرح بالصدمة‎ ‎والذهول‎ ‎وعدم‎ ‎التصديق مع‎ ‎شعور الفخر‎ ‎والعزة‎ ‎‎عند‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎إبراهيم‎ ‎الزرد بعد‎ ‎أن‎ ‎عاش‎ ‎لحظات‎ ‎تنسم‎ ‎خلالها‎ ‎عبير‎ ‎الحرية مع‎ ‎أهله‎ ‎وذويه‎ ‎وجيرانه آملاً‎ ‎‎ألا‎ ‎يصحو‎ ‎من‎ ‎هذا الحلم‎ ‎الجميل‎ ‎الذي‎ ‎لم‎ ‎يصدق‎ ‎حتى‎ ‎الآن‎ ‎بأنه حقيقة‎ ‎واقعة.‎
    وفي‎ ‎حديث‎ ‎‎قال‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر الزرد: "عندما‎ ‎سمعنا‎ ‎أن‎ ‎صفقة‎ ‎التبادل‎ ‎نجحت وأصبحت‎ ‎‎أمراً‎ ‎واقعا‎ ‎أصبنا‎ ‎بشعور‎ ‎الارتباك دون أدنى‎ ‎أمل‎ ‎بأننا‎ ‎سنخرج فقد‎ ‎سمعنا‎ ‎في‎ ‎السابق العديد‎ ‎من‎ ‎الأخبار‎ ‎التي‎ ‎‎قالت‎ ‎بأننا‎ ‎سنخرج‎ ‎والتي باءت‎ ‎بالفشل‎ ‎ما‎ ‎أعدم‎ ‎لدينا‎ ‎الأمل‎ ‎بأننا‎ ‎سنخرج وسنلاقي‎ ‎أهلنا‎ ‎وأحبتنا".
    وأضاف: "في‎ ‎هذه‎ ‎اللحظات‎ ‎انتابنا‎ ‎شعور القلق‎ ‎والخوف الممزوج‎ ‎بالتوتر فالشعور‎ ‎في تلك‎ ‎اللحظات‎ ‎لا‎ ‎يوصف تلقينا‎ ‎الخبر‎ ‎الأول‎ ‎من قناة‎ ‎العربية‎ ‎وبعد‎ ‎ذلك‎ ‎بدأنا‎ ‎بتتبع‎ ‎القنوات الصهيونية‎ ‎حتى‎ ‎تأكدنا‎ ‎بأنه‎ ‎تم‎ ‎نجاح‎ ‎الصفقة وبتنا‎ ‎‎ننتظر‎ ‎الأسماء‎ ‎المنوي‎ ‎الإفراج‎ ‎عنها‎ ‎في‎ ‎توتر وقلق‎ ‎أكبر‎ ‎من‎ ‎السابق".
    وأشار‎ ‎إبراهيم‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎فرحته‎ ‎وفرحة‎ ‎‎باقي الأسرى‎ ‎كانت‎ ‎مخنوقة‎ ‎لمخالجة‎ ‎الشك‎ ‎صدورهم جميعاً‎ ‎حتى‎ ‎لا‎ ‎يصدمون‎ ‎مجدداً‎ ‎بأن‎ ‎الصفقة‎ ‎لن تتم وبعد‎ ‎‎أن‎ ‎تأكدوا‎ ‎بالفعل‎ ‎أصبحت‎ ‎حياتهم داخل‎ ‎السجن‎ ‎مختلفة حيث‎ ‎قتلت‎ ‎فرحتهم لشعورهم‎ ‎بأن‎ ‎هناك‎ ‎آلاف‎ ‎الأسرى‎ ‎‎سيبقون‎ ‎داخل السجن وكانت‎ ‎صالة‎ ‎الجمعة‎ ‎الأولى‎ ‎بعد‎ ‎النبأ ‏"‎مناحة" وتعني‎ ‎أن‎ ‎الجميع‎ ‎كان‎ ‎يبكي‎ ‎فيها‎ ‎لفراقه ‏أصدقاءه‎ ‎ولحزنه‎ ‎على‎ ‎من‎ ‎تبقى وبسبب "‎عشرة العمر‎ ‎وألم‎ ‎الفراق.‎‏ وأضاف‎ ‎إبراهيم: "لحظة‎ ‎خروجنا‎ ‎من‎ ‎‎السجن بدأنا‎ ‎بتوديع‎ ‎أصدقائنا‎ ‎ولم‎ ‎أستطع‎ ‎في‎ ‎هذه اللحظة‎ ‎توديع‎ ‎صديقي‎ ‎لعدم‎ ‎قدرتي‎ ‎على‎ ‎مواجهة ملامح‎ ‎‎وجهه فأنا‎ ‎سأتركه‎ ‎داخل‎ ‎المعتقل‎ ‎وسأنعم بالحرية امتزج‎ ‎شعور‎ ‎الفرحة‎ ‎لدي‎ ‎بالحزن الشديد إضافة‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎جنود‎ ‎الاحتلال‎ ‎الصهيوني لم‎ ‎يمهلونا‎ ‎الفرصة‎ ‎الكافية‎ ‎لتوديع‎ ‎أصدقائنا ومحاولتهم‎ ‎المستمرة‎ ‎للعب‎ ‎‎بأعصاب‎ ‎الأسرى واستفزازهم‎ ‎بشكل‎ ‎كبير".
    وأوضح‎ ‎أن‎ ‎السجن‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎اللحظات‎ ‎كان‎ ‎أشبه بالميتم‎ ‎لأن‎ ‎أحداً‎ ‎‎من‎ ‎الأسرى‎ ‎أو‎ ‎المحررين‎ ‎لم‎ ‎يستطع التعبير‎ ‎عما‎ ‎يجول‎ ‎في‎ ‎خاطره‎ ‎من‎ ‎أفكار‎ ‎أو‎ ‎في‎ ‎ما يجول‎ ‎بصدره‎ ‎من‎ ‎‎مشاعر وقال: "أظهرنا‎ ‎التعاطف مع‎ ‎من‎ ‎تبقى‎ ‎في‎ ‎السجن‎ ‎والحزن‎ ‎الشديد فهم‎ ‎كانوا يأملون‎ ‎طيلة‎ ‎السنوات‎ ‎‎الماضية‎ ‎بهذه‎ ‎اللحظة‎ ‎التي يجب‎ ‎أن‎ ‎يحرروا‎ ‎فيها".
    أما‎ ‎عن‎ ‎لحظة‎ ‎خروجهم‎ ‎من‎ ‎أقسامهم‎ ‎قال إبراهيم: "أخرجونا‎ ‎من‎ ‎السجن‎ ‎يوم‎ ‎الأحد‎ ‎الساعة السابعة‎ ‎صباحاً‎ ‎وأبقونا‎ ‎في‎ ‎الساحات‎ ‎حتى‎ ‎الساعة الثانية‎ ‎عشرة‎ ‎ظهراً‎ ‎من‎ ‎‎أجل‎ ‎التلاعب‎ ‎بأعصابنا وكان‎ ‎الجنود‎ ‎يعاملوننا‎ ‎بحقد‎ ‎كبير‎ ‎فقد‎ ‎قيدوا أيدينا‎ ‎بقسوة‎ ‎وكانت‎ ‎نظراتهم‎ ‎إلينا‎ ‎تعبر‎ ‎عن‎ ‎‎عدم رغبتهم‎ ‎بخروجنا وبعد‎ ‎ذلك‎ ‎نقلونا‎ ‎من‎ ‎نفحة‎ ‎إلى النقب‎ ‎واستمرت‎ ‎رحلة‎ ‎الباص‎ ‎الحديدي "‎البسطة"‎‏ مدة‎ ‎‏13‏‎ ‎‎ساعة‎ ‎متواصلة‎ ‎في‎ ‎أوضاع‎ ‎صعبة‎ ‎للغاية دون‎ ‎حمام‎ ‎على‎ ‎الرغم‎ ‎من‎ ‎أن‎ ‎الطريق‎ ‎يمكن‎ ‎قطعها في‎ ‎مدة‎ ‎نصف‎ ‎‎ساعة‎ ‎فقط.‎
    وعن‎ ‎لحظة‎ ‎وصوله‎ ‎إلى‎ ‎قطاع‎ ‎غزة‎ ‎قال: "عندما وصلنا‎ ‎إلى‎ ‎حدود‎ ‎غزة‎ ‎كنا‎ ‎نشعر‎ ‎وأننا‎ ‎في‎ ‎حلم ‏حقيقي وخوف‎ ‎متواصل فالاحتلال‎ ‎الصهيوني غير‎ ‎مأمون‎ ‎الجانب ولازمنا‎ ‎هذا‎ ‎الشعور‎ ‎حتى‎ ‎بعد دخولنا‎ ‎‎الأراضي‎ ‎المصرية‎ ‎والفلسطينية‎ ‎وسماعنا بأن‎ ‎شاليط‎ ‎تم‎ ‎تسليمه‎ ‎بنجاح وكنا‎ ‎خائفين‎ ‎من حدوث‎ ‎أي‎ ‎خلل ولإدراكنا‎ ‎جيداً‎ ‎بان‎ ‎الاحتلال‎ ‎لا يلتزم‎ ‎بأي‎ ‎من‎ ‎وعوده".
    وأضاف: "عندما‎ ‎وطأت‎ ‎أقدامنا‎ ‎أرض‎ ‎غزة‎ ‎شعرنا بخجل‎ ‎‎شديد‎ ‎من‎ ‎حفاوة‎ ‎الاستقبال‎ ‎وكرم‎ ‎أهل‎ ‎غزة اللامتناهي رأينا‎ ‎الدموع‎ ‎وذرفنا‎ ‎الدموع ولم أستوعب‎ ‎وقتها‎ ‎دموع‎ ‎‎طفلة‎ ‎هزتني‎ ‎وهي‎ ‎في‎ ‎السنة الثانية‎ ‎من‎ ‎عمرها وتساءلت‎ ‎حينها‎ ‎ما‎ ‎الذي‎ ‎أبكى هذه‎ ‎الطفلة ولم‎ ‎انتظر‎ ‎إجابة‎ ‎فقد‎ ‎‎كانت‎ ‎المشاهد مؤثرة‎ ‎وتبكي‎ ‎الحجر بالفعل‎ ‎الشعب‎ ‎الفلسطيني شعب‎ ‎جميل‎ ‎ويستحق‎ ‎الحياة".
    وقال‎ ‎الأسير‎ ‎‎إبراهيم‎ ‎أنه‎ ‎لم‎ ‎يستوعب‎ ‎حتى هذه‎ ‎اللحظة‎ ‎ما‎ ‎الذي‎ ‎يجري على‎ ‎الرغم‎ ‎من‎ ‎أنه ذهب‎ ‎مع‎ ‎قريبه‎ ‎في‎ ‎الساعة‎ ‎الواحدة‎ ‎‎والنصف فجراً‎ ‎بعد‎ ‎انتهاء‎ ‎مهرجان‎ ‎الترحيب‎ ‎لتفقد‎ ‎شوارع غزة‎ ‎التي‎ ‎اشتاق‎ ‎إليها‎ ‎كثيراً ولكنه‎ ‎لم‎ ‎يتمكن بالفعل‎ ‎‎حتى‎ ‎هذه‎ ‎اللحظة‎ ‎من‎ ‎إدراكها‎ ‎لكثافة المهنئين‎ ‎وانشغاله‎ ‎المتواصل‎ ‎باستقبالهم‎ ‎وتذكرهم والتعرف‎ ‎عليهم".
    ويفكر‎ ‎‎إبراهيم‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎اللحظات‎ ‎أن‎ ‎يقوم بعمل‎ ‎فحوصات‎ ‎كاملة‎ ‎لجسمه‎ ‎وأن‎ ‎يلتحق‎ ‎في إحدى‎ ‎الجامعات‎ ‎الفلسطينية‎ ‎وأن‎ ‎‎يتزوج‎ ‎أيضاَ وقال: "أوجدت‎ ‎حالة‎ ‎من‎ ‎التوازن‎ ‎بيني‎ ‎وبين‎ ‎نفسي والمجتمع‎ ‎خلال‎ ‎فترة‎ ‎مكوثي‎ ‎في‎ ‎السجن فكنت ‏أتحدث‎ ‎إلى‎ ‎أي‎ ‎أسير‎ ‎جديد‎ ‎وكنت‎ ‎أسأله‎ ‎عن‎ ‎أحوال غزة‎ ‎وأحوال‎ ‎الناس‎ ‎فيها".
    ووجه‎ ‎إبراهيم‎ ‎رسالة‎ ‎لأصدقائه‎ ‎‎الأسرى‎ ‎داخل السجون‎ ‎الصهيونية‎ ‎الذين‎ ‎لم‎ ‎تشملهم‎ ‎صفقة التبادل‎ ‎بين‎ ‎الاحتلال‎ ‎ ‎ ‎وحركة‎ ‎حماس والتي‎ ‎‎شملت‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎‏1027‏‎ ‎أسيرا‎ ‎فلسطينيا مقابل‎ ‎إطلاق‎ ‎سراح‎ ‎شاليط قال‎ ‎فيها‎ ‎لهم "‎اصبروا وصابروا‎ ‎فان‎ ‎‎الفرج‎ ‎قريب".
    وشكر‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎ساهم‎ ‎في‎ ‎إنجاح‎ ‎صفقة‎ ‎التبادل داعياً بالرحمة‎ ‎إلى‎ ‎الشهداء‎ ‎منفذي‎ ‎عملية‎ ‎الوهم‎ ‎‎المتبدد التي‎ ‎أسر‎ ‎بموجبها‎ ‎شاليط وقال: "أشكرهم‎ ‎وأدعو‎ ‎لهم بالرحمة وأشكر‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎ساهم‎ ‎وبذل‎ ‎جهداً‎ ‎ولو‎ ‎‎بسيطا"ØŒ وأضاف: "نحن‎ ‎مدانون‎ ‎لكل‎ ‎أسرة‎ ‎فلسطينية‎ ‎لم‎ ‎تجد مأوى‎ ‎ولكل‎ ‎مريض‎ ‎حرم‎ ‎من‎ ‎العلاج".
    وقال‎ ‎أيضاً: "أشعر‎ ‎بأنني‎ ‎لا‎ ‎شيء‎ ‎أمامكم‎ ‎يا‎ ‎أبناء شعبنا‎ ‎الفلسطيني‎ ‎العظيم أدعو‎ ‎الله‎ ‎أن‎ ‎أتمكن‎ ‎من خدمتكم‎ ‎قدر‎ ‎المستطاع‎ ‎‎حتى‎ ‎أوفيكم‎ ‎حقكم‎ ‎بكل ما‎ ‎أوتيت‎ ‎من‎ ‎عزيمة‎ ‎وإرادة سوف‎ ‎أبقى‎ ‎وفياً‎ ‎لكم ومقدراً‎ ‎لتضحياتكم‎ ‎الكبيرة".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 6/11/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية