الثلاثاء 16 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر ناصر عبد ربه: كل معاجم اللغة لا تستطيع وصف لحظة الحرية القدس

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    "الحرية لا توصف ولا تقدر ‏بثمن، كنت أسمع الشباب وأراهم على التلفاز وهم يقولون شعور لا يوصف، ولدى تحرري من الأسر تبين لي أن كل معاجم اللغة لا تقدر على وصف لحظة الفرح ‏والحرية، بالفعل أنا عاجز عن وصفها وأقل ما أقوله اليوم أني سعيد جدا، ورغم مرور نحو الشهر على الإفراج ما زلت أشعر أني بحلم، غير قادر على تحسس ‏الحياة، في نفس الوقت سعيد وفرح جدا كوني موجود في مدينة القدس، وقد تجولت في البلدة القديمة وزرت المسجد الأقصى، وشعرت أني غير قادر أن أروي ‏ظمأى وجوعي من مدينة القدس"‎ØŒ هذا ما قاله الأسير المحرر ناصر موسى عبد ربه الذي قضى خلف القضبان أكثر من ‏24‎‏ عاما.
    وأضاف: "ولدى الإفراج عني ‏رأيت ولمست الفرحة والحنان من والدتي وعائلتي وأهل بلدة صور باهر الذين استقبلوني بحفاوة، عدا عن الذين اتصلوا بي بالهاتف وقطعوا مسافات بعيده من أجل ‏الحضور لاستقبالي، لقد شهدت احتضان ومحبه فوق العادة، وإذا نم عن شيء فإنه ينم عن صدق انتماء أبناء شعبنا في المدينة المقدسة لأبناء قضيتهم، وكنا نأمل أن ‏يشاركنا أسرى القدس المبعدون هذه الفرحة، ويعيشوا أجواء العيد بين أهلهم ومدينتنا الحبيبة القدس".
    وطالب ناصر المسؤولين بإغلاق ملف الأسرى المبعدين، وعدم ‏تكرار قضية مبعدي كنيسة المهد، الذين ما زالوا حتى يومنا هذا يعانون عدم تمكنهم من العودة لوطنهم. وقال: "أما بالنسبة للأسرى الذين بقوا داخل الأسر فنأمل ‏أن لا يقضي هؤلاء المدة التي قضيناها، لذلك أوجه نداء باسمي وباسمهم لكل مسئول داخل السلطة الوطنية وفصائل العمل الوطني والإسلامية والقوى العاملة في ‏الساحة دون استثناء وأقول لهم أن قضية الأسرى جرح مفتوح علينا أن نطويه ونطببه.
    وأعتبر أن يوم تحرره في18/10/2011 يوم ميلاد جديد له وقال: "كنا ‏نشعر بخيبة أمل حتى في الفترة الأخيرة، وحقيقة لقد فقدنا الأمل من المصداقية تجاه الأسرى، ووصلنا لقناعه بأن الإفراج عنا أكبر من طاولة المفاوضات، ‏وللأسف كان أملي أن يفرج عني باتفاق أوسلو عندما أبرمت من قبل الشهيد الرمز ياسر عرفات" وتابع: "واليوم الكرة تعيد نفسها والموضوع يعيد نفسه للأسف الشديد، ‏فما زال داخل السجون الصهيونية أسرى ما قبل اتفاقية أوسلو وما قبل التبادل الأول الذي تم في عام ‏1985‎‏.
    وأكد ناصر أن صفقة التبادل بشكل عام هي ‏إنجاز وطني فقد حررت ‏450‎‏ أسيرا، ولا يمكن إنكار هذا الانجاز العظيم ونبارك للذين كانوا وراء هذا الانجاز سواء كانت حماس أو المقاومة والذين قدموا ‏أرواحهم شهداء من أجل هذه القضية.
    وعن ردة فعل ناصر لدى سماع أسمه ضمن المفرج عنهم قال: "لغاية تاريخ 17/10/2011 ‏ لم يتم إبلاغي بشكل رسمي ‏داخل السجن عن الإفراج عني، رغم أني سمعت اسمي قد ورد قبل أسبوع عبر المحطات المحلية بمدينتي الخليل ورام الله، أما بالنسبة لمشاعري لدى سماع أسمي ‏داخليا شعرت بفرحة كبيرة ولكني لم أظهر علامات فرحتي، لأنه يوجد عندي في نفس الغرفة بسجن رامون شاب من مدينة نابلس قضى نفس المدة التي قضيتها، ‏وفي نفس القسم كان هناك خمسة أسرى قضوا في الأسر أكثر من عشرين عاما وكانوا يأملون الإفراج عنهم ضمن هذه الصفقة وللأسف لم ترد أسماؤهم إلا أنا، لذلك ‏كان من الصعب علي أن أظهر فرحتي أمامهم، أما في داخلي فقد كنت فرحا بشدة وغير مصدق هل أنا بحلم أو بعلم ولا أعرف كيف أتصرف، وقد طلب الأسرى ‏إقامة حفل لي بمناسبة الإفراج فرفضت.
    وتطرق ناصر إلى دور الصليب الأحمر خلال الإفراج عنهم بقوله: "لقد اقتادتنا القوات الصهيونية من عوفر حتى ‏"‎‏مقر ‏المسكوبية ‏"‎‏ وبقينا طوال الوقت مقيدين داخل سيارة البوسطة، حتى عندما نزلنا من السيارة نحو أهلنا عبرنا من جانب مندوبي الصليب الأحمر، حتى أنهم لم يسألونا ‏عن أسمائنا، ولم تفك قوات النحشون القيود من أيدينا حتى وصلنا لأهلنا عند باب السيارة، ومن المفروض أن تسلمنا القوات للصليب الأحمر وهو يقوم بتسليمنا إلى ‏أهلنا، ورغم تسليمنا لأهلنا إلا أن سيارة الشرطة والمخابرات بقيت ترافق سيارتنا وتمشي وراءنا بهدف عدم لقاء السيارات مع بعضها البعض حتى وصلنا مدخل بلدة ‏صور باهر.
    وعن أهم المحطات الاعتقالية قال: "كانت حياة الأسر لغاية اتفاق أوسلو أكثر جماعية وودية واجتماعيه، وقد بدأت بالتراجع بعد أوسلو بشكل بطيء، ولكن ‏في حدود الفهم الوطني والعرف الاعتقالي تمكنا من الحفاظ على حميمية معينة بغض النظر عن طبيعة الأسرى الموجودين وانتماءاتهم، حيث شهدت السجون بعد ‏انتفاضة الأقصى دخول أعداد كبيرة من الأسرى فاقوا العشرة آلاف، مع العلم أن ظروف الاعتقال وتفهم طبيعة الأسر اختلفت لدى الأسرى بعد عام ‏2000‎ØŒ حيث ‏أصبح هناك مسمى أسرى قدماء وجدد، وفجوة ما بني الطرفين سببت شرخا في العلاقة الوطنية وغيرها، حيث كان يوجد عدم انسجام إلى حد ما، حتى تمكن الأسرى من جسر الهوة بين الطرفين.
    أما بالنسبة لوالدة ناصر فمن شدة الفرح لم تصدق أن ولدها تحرر بعد أكثر من ‏24‎‏ عاما وأصبح يعيش معها بالمنزل وبإمكانها ‏رؤيته يوميا واحتضانه، وعن ذلك قالت وهي تبكي: "لمدة ثلاثة أيام لم أصدق أنه أفرج عن ابني ناصر، وبينما هو نائم أقول له ناصر أنت يمه روحت، معقول ‏روحت ثم أبكي، فيستيقظ ناصر على صوتي ويجيب نعم، ثم يأخذ بالبكاء فأحضنه وأقبله.
    وأضافت: "عندما سمعت عن إبرام الصفقة وإعلان أسماء الأسرى، أخذت ‏أراقب التلفاز ولكن بسبب خيبات الأمل الكبيرة التي تعرضت لها وأهالي أسرى القدس بالذات لم أهتم كثيرا بالموضوع، وقال لي ناصر: "لا تصدقي أحدا إلا عندما ‏أحضر وأطرق باب المنزل، وقد سهرت ليلتها طويلا دون أن أرى أسم ناصر، وفي اليوم الثاني اتصلت قريبتي معي وقالت لي: "لقد أعلن عن أسم ناصر ضمن المفرج عنهم، وبقيت أنتظر لمدة ثلاثة أيام وأنا أبكي بشدة غير مصدقة، وقد حضرت النسوة والجيران والأقارب في اليوم الثاني والثالث ليهنئونني، ثم أخذ ‏أولادي وأحفادي بنصب خيمة وتزيينها، وعند الإعلان عن أسمه في التلفاز وصحيفة القدس تأكدت أنه سيفرج عنه.
    والدة المحرر ناصر لم تكن تترك اعتصاما أو ‏مسيرة إلا وشاركت فيها من أجل إيصال صوت ولدها وكافة الأسرى، وقالت: "كنت أشارك بالاعتصامات وأهمها الاعتصام الذي استمر لمدة ثلاثة شهور في ‏بيت الشرق بالقدس، حيث كنا نحضر منذ الصباح الباكر ونغادر المكان في ساعات المغرب، وفي أحدى المرات مشينا من القدس سيرا على الأقدام ‏لنشارك بمسيرة في مدينة رام الله.
    وتضيف ‏:‎‏ أشعر أن كافة الأسرى أولادي وأحزن لوضعهم ومعاناتهم، ولو قدمت لهم عيني ما قصرت، حتى أني كنت أزور ‏سجين عراقي أصله من اللد أسمه عدنان محمود الشيخ، كان حكمه ‏34‎‏ عاما وأفرج عنه ضمن اتفاق السلطة الوطنية مع الطرف الصهيوني عام ‏1998‎ØŒ وقد تم ‏إبعاده إلى غزة وقضى في الأسر ‏12‎‏ عاما. يذكر أن المحرر ناصر عبد ربه قد حكم بعد اعتقاله لمدة ثلاث سنوات وداخل السجن صدر عليه حكم آخر بالمؤبد، وقد ‏تعلم في الجامعة المفتوحة تخصص علوم سياسية وعلاقات دولية وهو في مرحلة التخرج.‏

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 13/11/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر جهاد فايز غلمة من الخليل في إشتباك مسلح والشهيد كان قد أمضى مدة شهرين في زنازين سجن الظاهرية

16 إبريل 1995

استشهاد الأسير المحرر خليل مصطفى الأسطل من خانيونس بعدما هاجم جنود الإحتلال بآلة حادة

16 إبريل 1989

استشهاد الأسير محمود عربي فريتخ في سجن جنيد نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد؛ والشهيد من نابلس

16 إبريل 1985

استشهاد الأسير المحرر فتحي الغرباوي في اشتباك مسلح والشهيد من مخيم البريج

16 إبريل 1985

استشهاد المجاهدين بلال صالح وعز الدين عويضات من سرايا القدس من قبل وحدة صهيونية خاصة بقباطية جنوب غرب مدينة جنين

16 إبريل 2008

الاستشهادي المجاهد سامر حماد من سرايا القدس ينفذ هجوما استشهاديا في مدينة تل أبيب الصهيونية فيقتل 9 صهاينة ويصيب العشرات

16 إبريل 2006

استشهاد المجاهد ياسر أبو حبيس من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في مخيم عسكر بمدينة نابلس

16 إبريل 2004

استشهاد المجاهد أحمد محمد عوض من سرايا القدس بقصف صهيوني أثناء رباطه على الثغور في مدينة رفح جنوب قطاع غزة

16 إبريل 2008

استشهاد المجاهد فريد أحمد أبو دراز من الجهاد الإسلامي في مواجهات مع قوات الاحتلال شرق مدينة خان يونس

16 إبريل 1988

اغتيال المناضل الفلسطيني خليل الوزير "أبو جهاد" بتونس، على أيدي القوات الصهيونية الخاصة

16 إبريل 1988

عصابات الهاغاناه تهاجم قريــة ماريس القدس وتهـدم معظم بيوتها وتطــرد سكانها

16 إبريل 1948

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في قرى قضاء حيفا في خربة الكساير وطيرة حيفا وهوشة

16 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية