السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر أبو جلبوش: عملنا الوحيد بعد التحرر النضال لحرية جميع الأسرى

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    صلاة عيده الأول مع أهله وأبناء قريته ‏"‎مركة"‎‏ وهبها المحرر وائل كامل أحمد جلبوش لأرواح الشهداء الذين حققوا حلمه بكسر القيد ومنحه الحرية، أما دعواته فخصصها لإخوانه في الأسر وكانت خطواته الأولى في زيارات العيد كما في تحرره منازل ذويهم في قريته ليعبر عن الوفاء ويعزز روح الأمل وليتقاسم معهم دعوات القلوب المؤمنة كما تقاسمهما مع أبنائهم في الأسر لحرية كل مناضلي فلسطين خلف القضبان الذين لم ينساهم، ويقول: "فليلة العيد لم أنام وأنا افتقد إخواني وأتألم لحالهم ومعاناتهم الشديد، فالعيد في السجن ساعتين وينتهي الفرح لنتجرع كل صنوف الألم في ذكريات أمر من العلقم، لغياب الأهل والشوق والحنين وبسبب إجراءات الإدارة التي تتفنن في ابتداع الأشكال التي تهدف للتنغيص علينا، فكان مسموح لنا في العيد أن نصلي وان نسلم على بعض في الغرف ‏وينتهي العيد".
    ورغم الذكريات المؤلمة، ووفاءه لرفاق دربه ØŒ حرص المحرر أبو جلبوش على أن يعيش العيد بكل معانيه ليتحرر من قيود السجن، وقال: "في الخارج العيد له نكهة أخرى وطعم متميز نشعر به من خلال العيش مع أهلنا وتواجدنا في المساجد ومصافحتنا لبعضنا والفرحة التي نراها على وجوده الأطفال ونرى فرحة العيد على كل أبناء شعبنا، وبعدما قضيت 18 ‎‎عيدا في السجن، لازالت أعيش أجواء العيد حتى الآن وأحاول أن أتلذذ بمعانيه وفرحه في كل ساعة ودقيقة فال يوجد أجمل من هذه اللحظات فرحة العيد والحرية.

    لا يأس مع الحياة
    فرحا تقدم إخوانه نحو معايدة الشقيقات والأقارب، ولم يهدأ لحظة طوال العيد ووائل يحاول أن يسترد كل لحظات الأمس المؤلمة ويزرع مشاعر الأمل لدى الجميع وهو يردد طوال الوقت الدرس الأكبر"لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" فقد آمنت بهذه القاعدة وصبرت طوال السنوات الماضية حتى استعدت الحياة والحرية رغم كل محاولات اليأس التي حاول السجان وسجونه أن يحاصرونني فيها منذ لحظة اعتقالي الأولى والتي لها ذكريات خاصة في حياته، ويقول: "في بداية انتفاضة الأقصى بدأت مسيرتي النضالية وإصراري على مقاومة الاحتلال، شاركت في المواجهات وتنفيذ عدة عمليات نوعية ضد الاحتلال حتى أصبحت مطاردا لمدة عام كامل وسط إصرار وصبر وإيمان بواجب النضال والجهاد ضد الاحتلال الذي استمر بملاحقتي حتى حوصرت بمنزلي في قرية مركة"ØŒ ويضيف: "يوم ‏2002/10/12 تاريخ لن أنساه، فقد ‏رفضت الاستسلام وحاولت الهرب ولكنهم حاصروا المنطقة وأطلقوا النار وأصبت بقدمي الاثنتين".

    ألم الاعتقال والإصابة
    ويتحدث جلبوش عن ذلك اليوم الأليم الذي اعتقل فيه، وقال: "فور اعتقالي نقلت لمستشفى العفولة ‏وبقيت فيه لمدة 16 يوما على التوالي وتم عالجي وأنا مقيد بالسلاسل الحديدية في اليدين والقدمين، وخلال ذلك يقومون بنقلي إلى غرفة أخرى فارغة ليتم التحقيق معي لمدة 4 ساعات يوميا، وكانت هناك حراسة مشددة في المستشفى من قبل جنود ‏الاحتلال"ØŒ وأضاف :"رغم الأوجاع والآلام وعدم استقرار وضعي الصحي هددوني مررا وتكرارا باعتقال عائلتي إضافة لممارسة الضغوط النفسية لاعترف بالتهم المنسوبة إلي، وجراء صمودي نقلوني من مستشفى العفولة الى زنازين مركز تحقيق الجلمة وأنا أسير على العكازات، وبعد 35 يوما من التعذيب نقلت لعدة سجون هداريم وشطة وجلبوع وبئر السبع.
    وذكر جلبوش أن السنوات الثلاثة الأولى من اعتقاله حرمت عائلته من زيارته بحجج أمنية واهية أثرت على وضعها الصحي خاصة والدته نصرة "أم كمال "البالغة من العمر "68" عاما، وقال: "لم تكن تعاني من الأمراض قبل اعتقالي ولكن بعد الاعتقال أنهك جسدها من أمراض السكري وروماتزم والضغط نتيجة ألمها وحزنها علي وفي ‏آخر فترة من حكمي لم أراها بسبب تدهور وضعها الصحي".

    معاناة وصمود
    وجلبوش الذي يعتبر العاشر في ‏عائلته المكونة من 12 فردا ودرس حتى الصف الثامن ثم اختار طريق المقاومة، يرفض الندم على تجربته رغم معاناته، ويقول: "إن السجن ‏هو بحد ذاته مأساة ومعاناة كبيرة بقضبانه وبسجانيه، ولم أتوقع ‏أي عذاب يضاهي عقاب السجن حتى لو كان الغربة أو الاستشهاد فهو لا يضاهي معاناة السجن أبدا، لكن أقول إذا فرض السجن على أي إنسان فيجب أن يحتسب ذلك عند الله ‏وأن يحاول أن يصنع من المحنة منحة من الله وان يتعلم ويتقرب الى الله وان يتعرف أكثر على دينه وقضيته ‏ولا يترك اليأس يدخل على نفسيته وقلبه وان يكون صابرا وعلى أمل فجر الحرية"ØŒ وأضاف: "لذلك في سجني ‏‏تعلمت الصمود وتابعت مسيرة النضال ولم ولن اندم لأننا أصحاب رسالة وقضية".

    لم نتوقع التحرر ‏
    وبفرح وهو يقلب صوره خلف ‏القضبان، قال: "إننا لم نتوقع التحرر والإفراج عن هذا الكم الهائل من الأسرى القدامى، ففي بداية خطف الجندي جلعاد شاليط كنا فقط نتوقع الإفراج عن النساء والأطفال والمرضى فقط،ولم أتوقع إدراج اسمي وعدد من زملائي الأسرى وتحريرنا من ظلمة السجن والسجان، وتابع جلبوش حديثه قائلاً: "في عام 2008 تسربت معلومات حول معايير صفقة تبادل سيتحرر فيها ‏450 أسير محكومين مؤبد Ùˆ100 أحكام عالية Ùˆ 550 أحكام عادية، ولكن هذه الصفقة التي أبرمت بين كتائب عز الدين القسام والكيان الصهيوني والتي سميت"‏بصفقة وفاء الأحرار "كانت مفاجأة لنا جميعا لأننا لم نتوقع الإفراج عن هذا الكم وهذا العدد.

    الإنتظار والترقب
    وأضاف جلبوش الذي كان يقضي حكما بالسجن مؤبد إضافة Ù„ 30 عاما: "في آخر شهرين كنا نسمع بأنباء حول وجود محادثات ومفاوضات ‏بوتيرة سريعة وبأن الوفد الفلسطيني والصهيوني والأوروبي والألماني متواجدين في مصر ومن هنا توقعنا وتيقنا تماما أن هناك سيكون نجاح في الصفقة على الرغم من الإخفاقات التي تكررت خلال السنوات السابقة والتي كانت المعلومات شبه معدومة، وتوقعنا انه سيكون هناك اتفاق ‏بتنفيذ الصفقة وفي هذه الفترة كانت مشاكل تدور ما بين إدارة‎ ‎السجن والأسرى التي تختلقها الإدارة وكان السبب هو سحب انجازات الأسرى ‏والمحطات والعزل الانفرادي، وتنفيذا لقانون شاليط وكان هناك تخطيط لخوض إضراب في هذه المرحلة وفعلا وقبل إعلان الصفقة بشهر واحد دخلنا بخطوط تكتيكية تتمثل بإعادة وجبات الطعام 3 مرات في الأسبوع وبعد 20 يوما بدأ الأسرى دخولهم الإضراب المفتوح بكميات قليلة.

    إعلان الصفقة
    واستذكر جلبوش انه في يوم الثلاثاء مع إعلان توقيع الصفقة كان الأسرى أعلنوا الإضراب المفتوح عن الطعام في جلبوع وذلك بسبب سحب الإدارة لكافة انجازات الأسرى والتي منها الملح والفضائيات، وقال: "عندما سمعنا الخبر وان الصفقة سيتم تنفيذها في الأسبوع القادم، كانت في نفس الوقت إدارة السجن تقوم بالتفاوض معنا لفك الإضراب وتنفيذ مطالبنا في المقابل في الأيام القادمة لكن الأسرى رفضوا هذه الخطوة حتى يوم الخميس. وذكر جلبوش أن لجنة الإضراب قررت الاجتماع مع إدارة السجن والعمل على تعليق الإضراب لحين تنفيذ الصفقة. ففي يوم الخميس سمعنا الأسماء وفي البداية لم اسمع اسمي وعلمت انه غير مدرج بين هذه الأسماء وحينها حمدت الله سبحانه وتعالى وفرحت في نفس الوقت لإخواني الأسرى الذين سيفرج عنهم وكانت مشاعري ممزوجة بالحزن والفرح ولكن الفرح كان أكثر لتحرير زملائي ولانجاز الصفقة"، ويضيف: "وفي اليوم التالي الجمعة وصلتنا جريدة معاريف العبرية وكانت أسماء 450 أسير مدرجة فيها، وشاهد الأسرى اسمي وكان الرقم25 وأنا كنت في الفورة وفجأة رأيت كافة الأسرى ينادون علي بصوت عالي إن اسمك مدرج في الصفقة وسيتم تحريرك والإفراج عنك. لحظات لا توصف، يقول جلبوش: "لم أتمالك أعصابي فرحت لسماع الخبر لدرجة أنني لم اقدر السيطرة على دموعي وجسدي ومشاعري واختلف كياني كله لأنني اختلفت كليا، وسجدت لله شكرا بهذا التحرر وتم تهنئتي من قبل زملائي الأسرى وكنت أنا اسأل وابحث عن اعز شخص لي إذا ما أدرج اسمه ضمن الصفقة واتسائل أيضا عن زملائي الآخرين الأسرى في السجن إذا ما شملتهم الصفقة وكان من بينهم صديقي صلاح أبو جلبوش الذي لم يدرج اسمه، وتحول فرحي إلى حزن بسبب ذلك فهو محكوم بالسجن المؤبد مرتين، وكان حزنا كبيرا عليه وعلى الجميع".

    أطول لحظات
    رغم فرحهم، عاش الأسرى لحظات توتر لان الإدارة لم تبلغهم بأي نبا بخصوص الصفقة حتى تم تجميعهم يوم الأحد في سجن النقب، ويقول أبو جلبوش: "لم اصدق هل هذا حلم أم علم؟ كنت أفكر هل إنني سأكون حرا بعد 3 أيام وكنت لا أفكر في الحرية كثيرا وحتى إنني كنت أفكر بأن هذا مستحيل وبعد تجميعنا من جلبوع ومجدو وهداريم حتى أقسام النقب بدأت إدارة السجون والشاباك والجيش الصهيوني بتنفيذ إجراءات الإفراج القانونية لتنفيذ الصفقة والتي استمرت لمدة يومين، وقامت إدارة السجن بعرض عدة أوراق ووثائق لمحاول توقيع الأسرى عليه كتعهد لعدم العودة للمقاومة الاحتلال وتم توقيع 20 أسيرا على هذه الأوراق لكن هذه الأوراق لم تكون ضمن بنود الصفقة فقمنا بمطالبة الوفد المصري المتواجد معنا بتوقيف وإحضار هذه الأوراق والعمل على إتلافها ورفض باقي الأسرى التوقيع عليها وفعلا تم ذلك.

    أجمل ساعات العمر
    رحلة طويلة وصفها أبو جلبوش نحو الحرية والوطن، ويقول: "خرجنا من النقب في الباصات ونحن مقيدي الأيدي والأرجل وحراسة مشددة من قبل الاحتلال Ùˆ نحن ننتظر الحرية، شعرنا فعلا أن هناك تحرر ‏Ùˆ تنشقنا وتنسمنا هواء الحرية مع وجود خوف حول تراجع في أي لحظة وعندما وصلنا عوفر جاء الوفد المصري وتم تشخيصنا ونقلنا من باصات الشاباك إلى باصات الصليب الأحمر ‏وبقينا ننتظر حتى تنفيذ الصفقة"ØŒ ويضيف: "وحانت أجمل ساعة في العمر في الساعة 11:00 تحركت الباصات حتى دخلنا لرام الله وشعرنا فعلا بطعم الحرية وبدأنا بالتكبير والتهليل شكرا لله تعالى ووصلنا باب المقاطعة برام الله وكان هناك استقبال رسمي وشعبي وجماهيري غفير وفور رؤيتنا جموع الجماهير شعرنا بالفرح الكبير لنا وان هناك فرح لكافة الناس وكان ذلك يوم عيد الحرية، والاهم أننا لم نشعر فقط أن الناس هم فقط فرحين بل شعرنا أيضا أن السماء والأرض تضحك لنا فرحا.‏ وقال المحرر: "فرحت كثيرا برؤية أهلي وعائلتي واختلاط المحبة والفرح بيننا وأصبحت أفكر وأنا في طريقي إلى قريتي ومسقط رأسي قرية مركة ‏كيف سأستقبل الأهل وما زلت اردد هل أنا أفرج عني هل أنا في حلم حتى وصولي الى مركة شعرت أنها حقيقة بحضور وفرح الجميع ليس فقط من يعرفنا بل الأطفال الذين ولدوا ونحن داخل المعتقلات الصهيونية"ØŒ وأضاف: "في البداية ذهبت إلى منزل الأصدقاء الذين تركتهم داخل السجون وهم صلاح أبو جلبوش وشادي موسى ‏المحكوم 25 عاما وهم أبناء قضيتي، وبعدها ذهبت إلى منزلنا الذي تتوجه الوالدة الحنونة التي كانت تنتظرني ‏منذ 9 سنوات والتي لم تتوقع الإفراج عني أو حتى أن تراني وتحتضنني، ودخلت المنزل واحتضنت الكبير والصغير من الأشقاء والشقيقات حتى وأنني احتضنت صغار وأطفال أشقائي ‏وشقيقاتي وأنا لا اعرفهم.

    الغد والمستقبل
    في حياة أبو جلبوش الذي كان من قادة حركة حماس في السجن، مساران الأول كما يقول: "تكريس ‏حياتي لقضية الأسرى والأسيرات، والعمل مع كافة الفصائل وأبناء شعبنا ‏للتوحد من اجل تحرير الأسرى لتبقى قضيتهم حية، ولتعزيز صمودهم بكل السبل فكل أسير لديه أمل في الإفراج وكل أسير عليه أن يعلم أن هذه الحياة مؤقتة لو استمرت لسنوات فقد كان لدي دوما تفاؤل وأمل بالفرج والحرية وأدعو الله دائما بالفرج واستجاب لي، وبإذن الله سيتحقق الأمل لكل الأسرى، واشكر كل من ساهم في تحريري، ولن أنسى الشهداء أولا الذي كرمونا بهذه الصفقة وكذلك المقاومة وحركة حماس التي كسرت معايير الكيان الصهيوني والتي سنبقى نعمل لكسرها كلها وتحرير كل آسرانا". في المسار الثاني، يستعد المحرر أبو جلبوش لإكمال نصف دينه ويقول: "قررت الزواج وبناء أسرة صالحة ويافعة في هذا المجتمع والعمل في أي مجال يساعدني على الحياة وان أكون عضوا نشيطا وفاعلاً من اجل الأسرى والتعريف بقضيتهم ومعاناتهم اليومية وأتمنى من كل محرر أن يتوجه هذا التوجه حتى لو تركنا أعمالنا أن يكون عملنا الوحيد قضية الأسرى.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 12/11/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زكريا الشوربجي من الجهاد الإسلامي بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، يذكر أن الشهيد أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال

20 إبريل 1993

الهيئة التنفيذية للحركة الصهيونية تنتخب الإرهابي ديفيد بن غوريون رئيساً لها ومديراً للدفاع، وتعتبر نفسها وريثة لحكومة الانتداب الصهيوني

20 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية