الخميس 18 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر عبد اللطيف شقير: رفضنا التوقيع على وثيقة تعهد تتضمن بنودا تحت مسمى

    آخر تحديث: الأربعاء، 22 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    كشف‎ ‎المحرر‎ ‎عبد‎ ‎اللطيف إسماعيل‎ ‎شقير‎ ‎احد‎ ‎عمداء‎ ‎الأسرى‎ ‎وقادة‎ ‎حركة ‏"‎فتح"‎ إن‎ ‎‎الأسرى‎ ‎الذين‎ ‎أدرجت‎ ‎أسماؤهم‎ ‎في‎ ‎صفقة التبادل‎ ‎خاضوا‎ ‎في‎ ‎الساعات‎ ‎الأخيرة‎ ‎قبل‎ ‎تحررهم معركة‎ ‎طويلة‎ ‎مع‎ ‎‎ممثلي‎ ‎جهاز‎ ‎الآمن‎ ‎الصهيوني الذين‎ ‎حاولوا‎ ‎خداعهم‎ ‎وتضليلهم‎ ‎للتوقيع‎ ‎على وثيقة‎ ‎تعهد‎ ‎تتضمن‎ ‎بنودا‎ ‎تحت‎ ‎اسم ‎‎‎"‎الإرهاب"‎ØŒ‎ ‎وتم إلغاؤها‎ ‎بعدما‎ ‎أصر‎ ‎الأسرى‎ ‎على‎ ‎رفضها،‎ ‎وتبين‎ ‎بعد حضور‎ ‎الوفد‎ ‎المصري‎ ‎المشرف‎ ‎على‎ ‎‎تنفيذ‎ ‎الصفقة انها‎ ‎خارج‎ ‎إطار‎ ‎الصفقة.‎‏ وأفاد‎ ‎المحرر‎ ‎شقير‎ ‎‎":‎عندما‎ ‎نقلنا الى‎ ‎سجن‎ ‎النقب،‎ ‎فوجئنا‎ ‎‎بملحق‎ ‎وضع‎ ‎من‎ ‎المخابرات الصهيونية،‎ ‎وبعد‎ ‎اطلاعنا‎ ‎على‎ ‎بنودها‎ ‎الخطيرة جدا،‎ ‎ورغم‎ ‎خداع‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎‎الأسرى‎ ‎وتوقيعهم عليها‎ ‎أعلنا‎ ‎رفضنا‎ ‎لها،‎ ‎وأوقفت‎ ‎الإجراءات‎ ‎الأخيرة التي‎ ‎كانت‎ ‎تجري‎ ‎للإفراج‎ ‎عنا،‎ ‎‎وهددتنا‎ ‎السلطات الصهيونية‎ ‎بعدم‎ ‎تنفيذ‎ ‎الإفراجعنا‎ ‎قبل‎ ‎التوقيع، وخلال‎ ‎ذلك‎ ‎حضر‎ ‎ضباط‎ ‎من‎ ‎إدارة‎ ‎سجن‎ ‎النقب ‏وجرى‎ ‎نقاش‎ ‎حولها‎ ‎وأبلغناه‎ ‎أننا‎ ‎لن‎ ‎نخرج‎ ‎لأي‎ ‎إجراء حتى‎ ‎إلغاء‎ ‎الوثيقة‎ ‎وإعادة‎ ‎الأوراق‎ ‎التي‎ ‎وقعت". وأضاف: "يوم‎ ‎الاثنين،‎ ‎استمر‎ ‎الجدل‎ ‎‏8‏‎ ‎ساعات وامتد‎ ‎حتى‎ ‎الثانية‎ ‎عشر‎ ‎ليلا‎ ‎حتى‎ ‎حضر‎ ‎وفد‎ ‎من الجانب‎ ‎المصري‎ ‎‎والسفارة‎ ‎المصرية‎ ‎وعدد‎ ‎من‎ ‎المطلعين والمفاوضين‎ ‎المصريين‎ ‎وأكدوا‎ ‎موقفنا،‎ ‎وتمت‎ ‎اتصالات بين‎ ‎الجانبين‎ ‎‎الصهيوني‎ ‎والمصري‎ ‎حتى‎ ‎تم‎ ‎الاتفاق على‎ ‎إلغاء‎ ‎الملحق‎ ‎وجرى‎ ‎تمزيق‎ ‎الأوراق‎ ‎التي‎ ‎وقعها الأسرى،‎ ‎وأدرجت‎ ‎‎عبارة‎ ‎أننا‎ ‎نلتزم‎ ‎بما‎ ‎تم‎ ‎التوقيع عليه‎ ‎في‎ ‎الصفقة". 

    خبر‎ ‎الصفقة
    ووسط‎ ‎أجواء‎ ‎الفرحة‎ ‎التي‎ ‎تمتزج‎ ‎بالحزن،‎ ‎فان ‏الأسير‎ ‎شقير‎ ‎الذي‎ ‎أدرج‎ ‎اسمه‎ ‎على‎ ‎مدار‎ ‎‏26‏‎ ‎عاما‎ ‎من اعتقاله‎ ‎ضمن‎ ‎فئة‎ ‎الملطخة‎ ‎أيديهم‎ ‎بالدماء‎ ‎ورفضت ‏حكومة الكيان‎ ‎الإفراج‎ ‎عنه‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎الصفقات،‎ ‎مازال‎ ‎يتذكر لحظة‎ ‎معرفته‎ ‎بالصفقة‎ ‎وإدراج‎ ‎اسمه،‎ ‎وقال: "بعدما ‏أمضيت‎ ‎في‎ ‎سجن‎ ‎جلبوع‎ ‎‏6‏‎ ‎سنوات،‎ ‎أقدمت‎ ‎الإدارة على‎ ‎نقلي‎ ‎مع‎ ‎‏30‏‎ ‎أسيرا‎ ‎عقب‎ ‎إعلان‎ ‎الإضراب‎ ‎الى سجن‎ ‎‎مجدو،‎ ‎وعندما‎ ‎كنت‎ ‎انتظر‎ ‎في‎ ‎المعيار‎ ‎نقلي للأقسام‎ ‎العامة‎ ‎ابلغني‎ ‎احد‎ ‎المعتقلين‎ ‎يوم‎ ‎الخميس خبر‎ ‎توقيع‎ ‎الصفقة‎ ‎‎الذي‎ ‎أكدته‎ ‎الإدارة‎ ‎أيضا للأسرى‎ ‎فأصبت‎ ‎بحالة‎ ‎غريبة‎ ‎من‎ ‎الفرح‎ ‎والخوف لان‎ ‎الأسماء‎ ‎كانت‎ ‎مجهولة‎ ‎حتى‎ ‎‎تلك‎ ‎اللحظة‎ ‎رغم معرفتي‎ ‎في‎ ‎فترات‎ ‎سابقة‎ ‎أن‎ ‎اسمي‎ ‎مدرج". وأضاف: "نقلتني‎ ‎الإدارة‎ ‎بعد‎ ‎ساعات‎ ‎للأقسام وكان‎ ‎‎أول‎ ‎من‎ ‎بشرني‎ ‎بالنبأ‎ ‎السار‎ ‎والجميل‎ ‎النائب جمال‎ ‎الطويل‎ ‎فك‎ ‎الله‎ ‎أسره،‎ ‎فعندما‎ ‎شاهدني عانقني‎ ‎وزف‎ ‎لي‎ ‎‎البشرى‎ ‎وابلغني‎ ‎أن‎ ‎اسمي‎ ‎ورد في‎ ‎وكالات‎ ‎الأنباء‎ ‎المحلية،‎ ‎وفرحت‎ ‎رغم‎ ‎انها‎ ‎لم تكن‎ ‎مفاجأة‎ ‎لي‎ ‎لأنه‎ ‎عندما‎ ‎‎أفشلت‎ ‎الصفقة‎ ‎في عهد‎ ‎أولمرت‎ ‎نشرت‎ ‎صحيفة‎ ‎يديعوت‎ ‎والمحطات الصهيونية‎ ‎عشرة‎ ‎أسماء‎ ‎من‎ ‎المفرج‎ ‎عنهم‎ ‎‎ومثلهم‎ ‎من المرفوضين‎ ‎كنماذج‎ ‎وكان‎ ‎اسمي‎ ‎الثاني‎ ‎ضمن‎ ‎الموافق عليهم‎ ‎ولكن‎ ‎مع‎ ‎إبعاد‎ ‎ومنذ‎ ‎ذلك‎ ‎الوقت‎ ‎كنت‎ ‎‎على معرفة‎ ‎أن‎ ‎اسمي‎ ‎وارد". 

    سرقوا‎ ‎فرحة‎ ‎الانجاز
    المحرر‎ ‎شقير‎ ‎الذي‎ ‎تولى‎ ‎مناصب‎ ‎قيادية‎ ‎في سجنه‎ ‎وشارك‎ ‎‎في‎ ‎كل‎ ‎معارك‎ ‎الأسرى‎ ‎ويعتبر‎ ‎من‎ ‎قادة حركة‎ ‎فتح‎ ‎قال: "عندما‎ ‎تأكد‎ ‎وجود‎ ‎اسمي‎ ‎كان‎ ‎شعوري لا‎ ‎يوصف،‎ ‎‎فرحة‎ ‎كبيرة‎ ‎ولكن‎ ‎خوفا‎ ‎من‎ ‎المفاجآت‎ ‎التي اعتدنا‎ ‎عليها‎ ‎من‎ ‎العدو‎ ‎وأحداث‎ ‎الصفقة‎ ‎خلال السنوات‎ ‎الماضية‎ ‎‎انتظرنا‎ ‎نشر‎ ‎الأسماء‎ ‎الرسمية‎ ‎من حكومة الكيان،‎ ‎وتابعنا‎ ‎عبر‎ ‎المحطات‎ ‎وعندما‎ ‎تكرر‎ ‎ذكر اسمي‎ ‎وتبين‎ ‎انه‎ ‎إفراج‎ ‎‎دون‎ ‎إبعاد‎ ‎عانقت‎ ‎النائب جمال‎ ‎وإخوتي‎ ‎الأسرى‎ ‎وبدأت‎ ‎ابكي،‎ ‎وتذكرت‎ ‎اليوم الذي‎ ‎كنت‎ ‎انتظره‎ ‎منذ‎ ‎فترة‎ ‎طويلة‎ ‎‎وكان‎ ‎شوقي‎ ‎أن اسمع‎ ‎نبا‎ ‎توقيع‎ ‎الصفقة". ‎وأضاف: "وبدأنا‎ ‎ننتظر لحظة‎ ‎الانعتاق‎ ‎وشعرنا‎ ‎بالسعادة‎ ‎ولكنها‎ ‎لم‎ ‎‎تكتمل، وتحولت‎ ‎لحزن‎ ‎كبير‎ ‎عندما‎ ‎وجدت‎ ‎أن‎ ‎كثير‎ ‎من‎ ‎أسماء إخوتي‎ ‎ممن‎ ‎امضوا‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎‏27‏‎ ‎وما‎ ‎فوق‎ ‎لم‎ ‎‎تشملهم الصفقة،‎ ‎حزنت‎ ‎كثيرا‎ ‎فقد‎ ‎كنت‎ ‎أتأمل‎ ‎أن‎ ‎يرافقنا كريم‎ ‎وماهر‎ ‎يونس‎ ‎وعيسى‎ ‎عبد‎ ‎ربة‎ ‎واحمد‎ ‎فريد وأبناء‎ ‎‎مجموعتي‎ ‎العفو‎ ‎شقير‎ ‎واحمد‎ ‎أبو‎ ‎جابر‎ ‎من كفر قاسم،‎ ‎كما‎ ‎أن‎ ‎هناك‎ ‎مجموعات‎ ‎كاملة‎ ‎لم‎ ‎يحظ احد‎ ‎منهم‎ ‎بهذا‎ ‎الكرم‎ ‎‎الرباني‎ ‎كمجموعة‎ ‎صوريف المكونة‎ ‎من‎ ‎‏3‏‎ ‎مناضلين‎ ‎زياد‎ ‎غنيمات‎ ‎ومصطفى غنيمات‎ ‎ومحمد‎ ‎الطوس،‎ ‎‎والمناضلين‎ ‎هزاع‎ ‎السعدي وعثمان‎ ‎أبو‎ ‎حسن‎ ‎وخالد‎ ‎الأزرق‎ ‎وهناك‎ ‎غيرهم وبسبب‎ ‎عدم‎ ‎شمولهم‎ ‎بالصفقة‎ ‎تم‎ ‎‎سرقة‎ ‎الانجاز والفرحة‎ ‎التي‎ ‎كنا‎ ‎بانتظارها‎ ‎تألمنا‎ ‎كثيرا‎ ‎لهذه المفاجأة‎ ‎الصاعقة‎ ‎التي‎ ‎نزلت‎ ‎علينا". 

    قهر‎ ‎الرجال ‏
    صبيحة‎ ‎يوم‎ ‎الأحد،‎ ‎ابلغ‎ ‎مدير‎ ‎سجن‎ ‎مجدو الأسرى‎ ‎المدرجة‎ ‎أسماؤهم‎ ‎بالاستعداد‎ ‎لمغادرة‎ ‎السجن، وقال‎ ‎المحرر‎ ‎‎شقير: "ودعنا‎ ‎الأسرى‎ ‎بالدموع‎ ‎والألم لبقائهم‎ ‎بالأسر‎ ‎وغادرنا‎ ‎لسجن‎ ‎النقب‎ ‎وفي‎ ‎الطريق كانت‎ ‎مشاعرنا‎ ‎كانسان‎ ‎‎سمع‎ ‎شيئا‎ ‎مفرحا‎ ‎وشيئا‎ ‎آخر سرق‎ ‎منه‎ ‎الفرح،‎ ‎مر‎ ‎في‎ ‎ذاكرتي‎ ‎ومخيلتي‎ ‎شريط طويل‎ ‎منذ‎ ‎اسري‎ ‎من‎ ‎‏26‏‎ ‎عاما،‎ ‎‎وكم‎ ‎كانت‎ ‎المسافة طويلة‎ ‎حتى‎ ‎نلنا‎ ‎الحرية،‎ ‎فعلى‎ ‎مدار‎ ‎سني‎ ‎الاعتقال الطويلة‎ ‎كنا‎ ‎نحلم‎ ‎حلما‎ ‎أن‎ ‎نرى‎ ‎النور‎ ‎‎ونشاهد‎ ‎الأهل والأحبة‎ ‎وبلدنا‎ ‎وان‎ ‎نسير‎ ‎دون‎ ‎حواجز‎ ‎ولا‎ ‎نجد‎ ‎حائطا يمنعنا‎ ‎وان‎ ‎نفتح‎ ‎الأبواب‎ ‎بأنفسنا‎ ‎ولا‎ ‎نجبر‎ ‎‎على‎ ‎فتح الباب‎ ‎وإغلاقه‎ ‎لأنه‎ ‎كان‎ ‎يفتح‎ ‎ويغلق‎ ‎رغما‎ ‎عنا". وأضاف: "كان‎ ‎حلما‎ ‎أن‎ ‎نلتقي‎ ‎بأهلنا‎ ‎وأمهاتنا وأبنائنا‎ ‎‎ونتمنى‎ ‎أن‎ ‎نخرج‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎الظلم‎ ‎والقهر‎ ‎قهر الرجال،‎ ‎لان‎ ‎سجن‎ ‎مكان‎ ‎لقهر‎ ‎الرجال‎ ‎والمناضلين، ولكن‎ ‎لم‎ ‎ولن‎ ‎‎نندم‎ ‎على‎ ‎أية‎ ‎لحظة‎ ‎من‎ ‎تاريخنا ونضالنا،‎ ‎لأنني‎ ‎مؤمن‎ ‎بعدالة‎ ‎قضيتي‎ ‎وحق‎ ‎شعبي وان‎ ‎فلسطين‎ ‎ارض‎ ‎إسلامية‎ ‎‎وليست‎ ‎لغيرنا‎ ‎ومن حقنا‎ ‎أن‎ ‎نعود‎ ‎إليها". 

    لم‎ ‎نفقد‎ ‎الأمل
    المحرر‎ ‎شقير،‎ ‎الذي‎ ‎تنقل‎ ‎بين‎ ‎كافة‎ ‎السجون‎ ‎ونال المرض‎ ‎‎منه‎ ‎واثر‎ ‎على‎ ‎صحته‎ ‎وعاش‎ ‎نكسات‎ ‎الشطب ورفض‎ ‎الإفراج،‎ ‎يؤكد‎ ‎انه‎ ‎لم‎ ‎يفقد‎ ‎يوما‎ ‎الأمل بالحرية،‎ ‎وقال: "كانت‎ ‎صحيفة‎ ‎القدس‎ ‎تمنحنا دوما‎ ‎المساحة‎ ‎التي‎ ‎نعبر‎ ‎من‎ ‎خلالها‎ ‎عن‎ ‎رسالتنا وقضيتنا‎ ‎ونضالاتنا‎ ‎ومعاناتنا‎ ‎‎وأملنا‎ ‎خلال‎ ‎رحلتنا خلف‎ ‎القضبان." ‎وأضاف: "اليوم‎ ‎يتحقق‎ ‎الأمل‎ ‎الذي لم‎ ‎نتخل‎ ‎عنه‎ ‎لأنني‎ ‎إنسان‎ ‎مؤمن‎ ‎بالله‎ ‎‎وقضيتي، كنت‎ ‎متفائلا‎ ‎أن‎ ‎موعد‎ ‎الحرية‎ ‎سيأتي‎ ‎ولدي‎ ‎قناعة أن‎ ‎الله‎ ‎لن‎ ‎ينسانا‎ ‎وهذا‎ ‎إيمان‎ ‎قاطع‎ ‎ويقين‎ ‎انه‎ ‎سيأتي ‏وات‎ ‎ونحن‎ ‎حاليا‎ ‎بين‎ ‎أهلنا‎ ‎وامتلكنا‎ ‎حريتنا،‎ ‎رغم توالي‎ ‎الصفقات‎ ‎والافراجات‎ ‎التي‎ ‎شطبت‎ ‎أسماؤنا منها‎ ‎منذ‎ ‎‎أوسلو‎ ‎ومبادرات‎ ‎الإفراج‎ ‎وصفقة‎ ‎حزب الله،‎ ‎لأننا‎ ‎كنا‎ ‎على‎ ‎قناعة‎ ‎انها‎ ‎لن‎ ‎تخرج‎ ‎احد‎ ‎من المتهمين‎ ‎بعمليات‎ ‎‎فدائية‎ ‎أدت‎ ‎لقتل،‎ ‎ولكننا‎ ‎كنا نتصرف‎ ‎بشكل‏‏‎ ‎طبيعي‎ ‎وكنا‎ ‎نشاهد‎ ‎الفرحة‎ ‎على وجوه‎ ‎رفاقنا‎ ‎الذين‎ ‎يشملهم‎ ‎‎الفرح‎ ‎والحرية‎ ‎فتفرح لهم‎ ‎ونتأمل‎ ‎وننتظر‎ ‎دورنا". 

    الخوف‎ ‎بين‎ ‎الحلم‎ ‎الأمل
    وبين‎ ‎مجدو‎ ‎والنقب،‎ ‎كان‎ ‎يستشعر‎ ‎‎شقير‎ ‎كباقي الأسرى‎ ‎بقرب‎ ‎انبلاج‎ ‎فجر‎ ‎الحرية،‎ ‎وقال: "رغم المنغصات‎ ‎الكثيرة‎ ‎تزايد‎ ‎الأمل‎ ‎وكبر‎ ‎لدينا‎ ‎عندما ‏وصلنا‎ ‎النقب‎ ‎الساعة‎ ‎الثانية‎ ‎عشر ليلا‎ ‎ووزعونا على‎ ‎الأقسام‎ ‎وبدأت‎ ‎إجراءات‎ ‎الفرز‎ ‎والتحضير والفحوصات‎ ‎‎ومقابلة‎ ‎المخابرات‎ ‎وطرحوا‎ ‎علينا‎ ‎أسئلة تتعلق‎ ‎بالسيرة‎ ‎الذاتية،‎ ‎وبعد‎ ‎انتهاء‎ ‎أزمة‎ ‎التوقيع وضعونا‎ ‎في‎ ‎الحافلات‎ ‎‎التي‎ ‎انطلقت‎ ‎حوالي‎ ‎الساعة الثانية‎ ‎فجر‎ ‎الثلاثاء". وأضاف: "رغم‎ ‎اتضاح‎ ‎الصورة،‎ ‎لكن‎ ‎في‎ ‎الطريق لرام‎ ‎الله‎ ‎‎راودتنا‎ ‎كل‎ ‎المشاعر‎ ‎وسط‎ ‎الكثير‎ ‎من التساؤلات‎ ‎فهل‎ ‎نحن‎ ‎ذاهبون‎ ‎الى‎ ‎الحرية‎ ‎أو‎ ‎مكان آخر؟‎ ‎وعشنا‎ ‎‎خوفا‎ ‎وقلقا‎ ‎من‎ ‎التلاعب‎ ‎الصهيوني في‎ ‎اللحظات‎ ‎الأخيرة‎ ‎لأنهم‎ ‎يجيدون‎ ‎فن‎ ‎اللعب والمماطلة،‎ ‎وأحيانا‎ ‎راودنا‎ ‎‎شعور‎ ‎انه‎ ‎ربما‎ ‎يحيكون من‎ ‎وراء‎ ‎الكواليس‎ ‎لإعادتنا‎ ‎أو‎ ‎إعادة‎ ‎مناضل‎ ‎فينا كما‎ ‎حدث‎ ‎مع‎ ‎سميح‎ ‎القنطار،‎ ‎حتى‎ ‎‎وصلنا‎ ‎لسجن عوفر‎ ‎ولكن‎ ‎الحالة‎ ‎لم‎ ‎تتغير‎ ‎بعدما‎ ‎طال‎ ‎الانتظار ساعات‎ ‎طويلة‎ ‎حتى‎ ‎التاسعة‎ ‎صباحا‎ ‎فقد‎ ‎شعرنا ‏انها‎ ‎عبارة‎ ‎عن‎ ‎أشهر‎ ‎وكانت‎ ‎أصعب‎ ‎ساعات‎ ‎الانتظار الأقسى‎ ‎من‎ ‎السجن". 

    قريبون‎ ‎من‎ ‎الحرية
    نفس‎ ‎الأسرى‎ ‎‎الصعداء،‎ ‎وتحرروا‎ ‎من‎ ‎جحيم الخوف‎ ‎عندما‎ ‎شاهدوا‎ ‎أعضاء‎ ‎وممثلي‎ ‎الوفد‎ ‎المصري والصليب‎ ‎الأحمر‎ ‎يتابعون‎ ‎‎العملية،‎ ‎وقال‎ ‎شقير: "لم تغادرنا‎ ‎مشاعر‎ ‎الخوف‎ ‎إلا‎ ‎عندما‎ ‎نقلونا‎ ‎لحافلات الصليب‎ ‎وانتظرنا‎ ‎ساعة‎ ‎الصفر‎ ‎بعد‎ ‎‎فك‎ ‎قيودنا ووزعوا‎ ‎علينا‎ ‎الأمانات‎ ‎وعندما‎ ‎لمسنا‎ ‎تلك‎ ‎الأشياء شعرنا‎ ‎أننا‎ ‎أصبحنا‎ ‎قريبين‎ ‎من‎ ‎الحرية‎ ‎التي‎ ‎بدأت ‏تتجسد‎ ‎مع‎ ‎عبور‎ ‎الحافلات‎ ‎من‎ ‎السجن‎ ‎فاقتنعنا‎ ‎وكان يقينا‎ ‎أننا‎ ‎أحرار". وأضاف: "الى‎ ‎جانبي‎ ‎كان‎ ‎يجلس‎ ‎في‎ ‎‎الباص‎ ‎رفيق دربي‎ ‎وابن‎ ‎بلدي‎ ‎القائد‎ ‎عثمان‎ ‎مصلح،‎ ‎وعندما‎ ‎بدأنا ندخل‎ ‎حدود‎ ‎رام‎ ‎الله،‎ ‎قلت‎ ‎له‎ ‎هل‎ ‎أعصابك‎ ‎قوية‎‎‎ØŸ فقال‎ ‎نعم،‎ ‎فسألته‎ ‎هل‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎تسيطر‎ ‎على‎ ‎نفسك ولا‎ ‎تبكي‎‎ØŸØŒ‎ ‎وفي‎ ‎حالة‎ ‎عاطفية‎ ‎قال‎ ‎لي‎ ‎أعصابي‎ ‎قوية ولن‎ ‎‎ابكي،‎ ‎ولكن‎ ‎وفي‎ ‎الطريق‎ ‎كانت‎ ‎المفاجأة‎ ‎السارة‎ ‎لنا انه‎ ‎أينما‎ ‎كنا‎ ‎ننظر‎ ‎للمنازل‎ ‎والطرقات‎ ‎نشاهد‎ ‎أبناء شعبنا‎ ‎نساء‎ ‎‎وأطفالا‎ ‎وشيوخا‎ ‎يرفعون‎ ‎أيديهم‎ ‎لنا فرحين،‎ ‎ونظرت‎ ‎الى‎ ‎أبو‎ ‎الناجي‎ ‎فشاهدته‎ ‎يبكي، وهنا‎ ‎سألته‎ ‎ما‎ ‎بك؟‎ ‎فقال‎ ‎‎كلامك‎ ‎صحيح‎ ‎ولكن‎ ‎هذا قليل‎ ‎مما‎ ‎سنشاهده،‎ ‎وفعلا‎ ‎ما‎ ‎شاهدناه‎ ‎من‎ ‎شعبنا باستقبالنا‎ ‎مفخرة‎ ‎ونعتز‎ ‎به‎ ‎ونقدر‎ ‎ذلك‎ ‎‎لشعبنا المناضل‎ ‎المكافح‎ ‎العظيم‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎الأوقات". 

    معجزة‎ ‎رب‎ ‎العالمين
    لم‎ ‎يتوقف‎ ‎المحرر‎ ‎شقير‎ ‎عن‎ ‎البكاء‎ ‎من‎ ‎‎شدة الفرح‎ ‎والحزن‎ ‎على‎ ‎من‎ ‎تبقى‎ ‎في‎ ‎الأسر،‎ ‎وقال: "لحظة دخولنا‎ ‎للمقاطعة‎ ‎كانت‎ ‎كالأحلام‎ ‎لم‎ ‎نصدق،‎ ‎ولكن ‏الحقيقة‎ ‎انها‎ ‎معجزة‎ ‎رب‎ ‎العالمين‎ ‎وان‎ ‎أردنا‎ ‎أن‎ ‎نشكر احد‎ ‎فأولا‎ ‎الحمد‎ ‎لله‎ ‎وثانيا‎ ‎الشكر‎ ‎لله‎ ‎وثالثا‎ ‎الحمد والفضل‎ ‎لله،‎ ‎وبعد‎ ‎ذلك‎ ‎نشكر‎ ‎من‎ ‎كان‎ ‎السبب‎ ‎وبذل الجهود‎ ‎في‎ ‎إطلاق‎ ‎سراحنا‎ ‎الشهداء‎ ‎الخالدين‎ ‎أبدا‎ ‎ثم الإخوة‎ ‎‎المفاوضين‎ ‎من‎ ‎حركة‎ ‎حماس". وأضاف: "عندما‎ ‎دخلنا‎ ‎للمقاطعة‎ ‎كانت مفاجأة‎ ‎عظيمة‎ ‎عندما‎ ‎شاهدنا‎ ‎الجماهير‎ ‎‎تنتظر بشوق‎ ‎لرؤيتنا‎ ‎وحتى‎ ‎الان‎ ‎لم‎ ‎نصدق‎ ‎أننا‎ ‎في‎ ‎حرية وخارج‎ ‎أسوار‎ ‎السجن،‎ ‎وفرحتنا‎ ‎كانت‎ ‎عظيمة‎ ‎عندما ‏استقبلنا‎ ‎الرئيس‎ ‎محمود‎ ‎عباس‎ ‎والقيادة‎ ‎وممثلي السلطة‎ ‎وأبناء‎ ‎شعبنا‎ ‎ورحبوا‎ ‎بنا". وقال: "بعد الاستقبال‎ ‎الرسمي،‎ ‎‎تقدم‎ ‎مني‎ ‎احد‎ ‎الإخوة‎ ‎من الأجهزة‎ ‎الأمنية‎ ‎وامسك‎ ‎بيدي‎ ‎وق


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة قانا بحق عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن احتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيفيل"، حيث تعمدت قوات الاحتلال قصفها

18 إبريل 1996

استشهاد المجاهد أحمد حمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في حي الشابورة بمدينة رفح

18 إبريل 2008

عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية في قرية الوعرة السوداء ذهب ضحيتها ما يزيد عن 15 عربيا

18 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية