الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والدة الأسير المقدسي عسيلة: حتى بالافراج عنه لم أعانقه بسبب الإبعاد

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

     "شعوري‎ ‎ممزوج‎ ‎بالفرحة‎ ‎والحزن‎ ‎والألم والخوف، فحتى‎ ‎بالإفراج‎ ‎عنه‎ ‎لم‎ ‎‎أعانقه‎ ‎بحريته، كان‎ ‎الخبر‎ ‎مفاجئا‎ ‎وشعرت بصعوبة‎ ‎تقبل‎ ‎خروجه‎ ‎رغم‎ ‎انه‎ ‎الحلم‎ ‎الذي‎ ‎طال‎ ‎انتظاره‎ ‎طويلا " ‎‎بهذه الكلمات‎ ‎التي‎ ‎تخللتها‎ ‎دموع‎ ‎وابتسامة‎ ‎غامضة‎ ‎استهلتها‎ ‎والدة‎ ‎الأسير‎ ‎المقدسي المحرر‎ ‎حازم‎ ‎محمد‎ ‎صبري‎ ‎‎عسيلة" ‎أم‎ ‎كاظم "‎بعد‎ ‎أن‎ ‎تحقق‎ ‎حلمها‎ ‎بالإفراج‎ ‎عنه‎ ‎ضمن‎ ‎صفقة" ‎الوفاء‎ ‎للأحرار‎ ‎‎"‎بعد‎ ‎‏25‏ عاما‎ ‎من‎ ‎غيابه‎ ‎في‎ ‎غياهب‎ ‎السجون‎ ‎‎ ‎ولكن‎ ‎أبعد‎ ‎إلى‎ ‎قطر.‎
    وتقول‎ ‎والدة‎ ‎حازم‎ ‎عسيلة " ‏50‏‎ ‎‎عاما " والذي‎ ‎حكم‎ ‎عليه‎ ‎بالسجن" مدى الحياة " :"لقد‎ ‎عاش‎ ‎بين‎ ‎أحضاني‎ ‎‏25‏‎ ‎عاما‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎يشكو‎ ‎ولا‎ ‎يتململ‎ ‎‎ولم يشعرني‎ ‎بحاجته‎ ‎لأي‎ ‎شي‎ ‎يوما‎ ‎وكان‎ ‎قنوعا‎ ‎طيبا‎ ‎وذكيا‎ ‎أكمل‎ ‎دراسته‎ ‎بعد تفوقه‎ ‎بالثانوية‎ ‎العامة‎ ‎وتخصص‎ ‎‎الهندسة‎ ‎الكهربائية‎ ‎وفي‎ ‎السنة‎ ‎الرابعة انتزعته‎ ‎القوات‎ ‎الصهيونية‎ ‎من‎ ‎بين‎ ‎أحضاني‎ ‎ليقضي‎ ‎‏25‏‎ ‎عاما‎ ‎أخرى‎ ‎في ‏عذابات‎ ‎السجون.
    بيت‎ ‎الأسير‎ ‎المزين‎ ‎بالأعلام‎ ‎الفلسطينية‎ ‎والرايات‎ ‎البيضاء‎ ‎والشعارات والرسوم‎ ‎والصور‎ ‎‎الملاصقة‎ ‎للجدران‎ ‎التي‎ ‎تحمل‎ ‎اسم‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎حازم‎ ‎والتي تهتف‎ ‎فرحا‎ ‎بأغنيات‎ ‎النصر‎ ‎والحرية‎ ‎والزغاريد‎ ‎‎ولقاء‎ ‎الأحباء‎ ‎والأصدقاء لتهنئة‎ ‎عائلته‎ ‎بالإفراج‎ ‎عنه‎ ‎لتمحو‎ ‎كل‎ ‎الآلام‎ ‎التي‎ ‎عايشتها‎ ‎أسرته‎ ‎طوال السنوات‎ ‎السابقة‎‎‎ØŒ‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎الاحتفال‎ ‎يختلف‎ ‎لو‎ ‎كان‎ ‎بينهم‎ ‎يسامر‎ ‎بأحاديثه ويعانق‎ ‎من‎ ‎افتقده‎ ‎عمرا‎ ‎كاملا.
    وتعود" القدس "في‎ ‎‎سؤال‎ ‎لوالدته‎ ‎عن‎ ‎وصفها‎ ‎لشعورها‎ ‎عند‎ ‎سماع‎ ‎خبر وجود‎ ‎حازم‎ ‎ضمن‎ ‎قائمة‎ ‎صفقة‎ ‎التبادل، وتقول :"قبل‎ ‎أسبوع‎ ‎‎من‎ ‎الإفراج عنه‎ ‎كنا‎ ‎بحالة‎ ‎من‎ ‎التوتر‎ ‎والعصبية‎ ‎لم‎ ‎أذق‎ ‎طعما‎ ‎للنوم‎ ‎ولا‎ ‎للراحة‎ ‎خوفا من‎ ‎الرجوع‎ ‎بكلامهم‎ ‎حول‎ ‎‎قرار‎ ‎الإفراج‎ ‎عنه‎ ‎ولم‎ ‎اشعر‎ ‎بالطمأنينة‎ ‎إلا‎ ‎عند وصوله‎ ‎للقاهرة، إلا‎ ‎أن‎ ‎ذلك‎ ‎لم‎ ‎يمنعني‎ ‎من‎ ‎البكاء‎ ‎مرارا‎ ‎وتكرارا‎ ‎‎فرغم‎ ‎تحريره إلا‎ ‎إنني‎ ‎لا‎ ‎استطيع‎ ‎رؤيته‎ ‎يوميا‎ ‎أو‎ ‎حتى‎ ‎ملامسته‎ ‎فهو‎ ‎بعيد‎ ‎عني‎ ‎ويزيدني ذلك‎ ‎حسرة‎ ‎وألما، ومع‎ ‎‎ذلك‎ ‎فان‎ ‎الفرحة‎ ‎تبقى‎ ‎منقوصة‎ ‎ومؤلمة‎ ‎فقد‎ ‎بكيت كثيرا‎ ‎على‎ ‎من‎ ‎لم‎ ‎تشملهم‎ ‎الصفقة‎ ‎فأنا "أم "كالأمهات‎ ‎‎الأخريات‎ ‎اللواتي يعشن‎ ‎حسرة‎ ‎عدم‎ ‎إطلاق‎ ‎سراح‎ ‎أبنائهم‎ ‎ضمن‎ ‎المفرج‎ ‎عنهم، فأتمنى‎ ‎أن‎ ‎تخلو كل‎ ‎السجون‎ ‎من‎ ‎‎كافة‎ ‎الأسرى‎ ‎وان‎ ‎تحضن‎ ‎كل‎ ‎أم‎ ‎ابنها‎ ‎أو‎ ‎زوجها.
    ومن‎ ‎قطر، قال‎ ‎الأسير‎ ‎حازم :"رغم‎ ‎استفقادي‎ ‎للأهل‎ ‎‎والأحباء‎ ‎إلا‎ ‎إن‎ ‎حفاوة الاستقبال‎ ‎من‎ ‎أشقائنا‎ ‎في‎ ‎قطر‎ ‎لم‎ ‎يشعرنا‎ ‎بالغربة‎ ‎والبعد، رغم‎ ‎إنني‎ ‎لم آمل‎ ‎يوما‎ ‎الإفراج‎ ‎‎عني‎ ‎ولكن‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎هذه‎ ‎الصفقة‎ ‎فجميعنا‎ ‎كان‎ ‎يأمل‎ ‎من أن‎ ‎يكون‎ ‎ضمن‎ ‎القائمة، ولكن‎ ‎من‎ ‎لم‎ ‎تشملهم‎ ‎الصفقة‎ ‎‎شعروا‎ ‎بخيبة‎ ‎أمل‎ ‎لم تكن‎ ‎متوقعة، فلم‎ ‎نستطع‎ ‎الإفصاح‎ ‎عن‎ ‎مشاعر‎ ‎الفرحة‎ ‎مراعاة‎ ‎لشعور‎ ‎من عاشوا‎ ‎معنا‎ ‎أكثر‎ ‎‎من‎ ‎ذوينا‎ ‎وحزنا‎ ‎عليهم، وفي‎ ‎المقابل‎ ‎اخفوا‎ ‎هم‎ ‎حزنهم لمشاركتنا‎ ‎فرحتنا.
    وأشارت‎ ‎والدته‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎حازم‎ ‎‎كان‎ ‎كثير‎ ‎الصبر‎ ‎والاحتمال‎ ‎حيث‎ ‎انه‎ ‎لم يفصح‎ ‎يوما‎ ‎عما‎ ‎يتعرض‎ ‎له‎ ‎داخل‎ ‎السجون، ودائما‎ ‎ما‎ ‎‎كان‎ ‎يطمئنها على‎ ‎حاله‎ ‎وعلى‎ ‎انه‎ ‎بأحسن‎ ‎حال‎ ‎إلا‎ ‎انه‎ ‎وفي‎ ‎كلامه‎ ‎بإحدى‎ ‎المقابلات‎ ‎التي أجريت‎ ‎معه‎ ‎بعد‎ ‎‎الإفراج‎ ‎عنه‎ ‎والذي‎ ‎اثر‎ ‎عليها‎ ‎كثير‎ ‎عندما‎ ‎قال‎ ‎حول‎ ‎معاملة السجانون :"كانوا‎ ‎دوما‎ ‎ما‎ ‎يشعرونا‎ ‎بالذل‎ ‎والمهانة‎ ‎‎خاصة‎ ‎عندما‎ ‎تكون‎ ‎خاضعا لأوامره‎ ‎وليس‎ ‎أمامك‎ ‎إلا‎ ‎الانصياع‎ ‎لها‎ ‎حيث‎ ‎يطلب‎ ‎منك‎ ‎التعري‎ ‎جسديا‎ ‎أمامه في‎ ‎‎خطوة‎ ‎تهدف‎ ‎إلى‎ ‎الإذلال‎ ‎وكسر‎ ‎شوكة‎ ‎الصبر‎ ‎والإرادة‎ ‎التي‎ ‎نتحلى‎ ‎بها .
    وأضافت‎ ‎وقد‎ ‎توقفت‎ ‎عن‎ ‎الكلام‎ ‎‎للحظات‎ ‎ثم‎ ‎تؤكد‎ ‎على‎ ‎صمود‎ ‎الفلسطيني الأبي : "مش‎ ‎مهم‎ ‎وين‎ ‎رح‎ ‎يعيش‎ ‎المهم‎ ‎الله‎ ‎يوفقوا‎ ‎وخلي‎ ‎يعيش‎ ‎حياته‎ ‎‎بعد هالظلم‎ ‎اللي‎ ‎عاشه".

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 23/10/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية