الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسرى المحررون يبحثون عن نصفهم الآخر

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    قبل يوم واحد من خطوبته تبرع فصيل بوجبة غذاء لفرح مرتقب للأسير المحرر غازي النمس في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، والبحث كما يقال هناك لا يزال جارياً عن عروس لهذا العريس الذي أمضى خلف القضبان ما يزيد على 25 عاماً.
    الفرحة منقوصة في الخيمة التي أقيمت قبل يوم من تحرير النمس، ذلك أن والدته الحاجة فاطمة النمس لم تعش الفرحة مع عائلتها لاستقبال ابنها المحرر، التي لطالما تمنت لقاءه في هذه اللحظات، ولكن المنية لم تمهلها عاماً آخر، فقد ووريت الثرى بعد يوم واحد من اعتصام الأسرى الذي واظبت على حضوره كل اثنين بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
    البحث في غزة جار على قدم وساق عن عرائس للأسرى المحررين غير المتزوجين، فقد كانت إحدى عيني أمهاتهم على أبنائهم على المنصة، والأخرى تبحث عن عروس مناسبة لهذا المقاتل الذي آن له الاستكانة ولو قليلاً.
    وحتى يجد العريس عروساً تناسبه فإن خيام الاستقبال لم تكف عن استقبال المهنئين بحريته، ولم تفرغ بيوت أهالي الأسرى المحررين من استقبال الوفود المهنئة والمباركة، وفود تذهب وأخرى تأتي من مختلف الفصائل.
    وأكدت مصادر أن هناك استعدادات لتزويج عشرات الأسرى المحررين بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة، بعد إنهاء الاحتفالات الخاصة بتحريرهم.
    وشدد الأسير المحرر إسماعيل فياض المحكوم 27 عاماً، أمضى منها 9 سنوات وما زال غير متزوج، على أنه ورغم الأساليب التي تتبعها إدارة السجون الصهيونية من أجل كسر عزيمة الأسرى إلا أن معنوياته ما زالت عالية.
    وأكد أن جميع الأسرى داخل السجون معنوياتهم عالية، ويطالبون المقاومة بأسر المزيد من الجنود: "لأنه ما زال هناك العديد من الأسرى ممن حكم عليه بالمؤبدات، ولن يخرجوا إلا بالقوة"، وأن هناك غصة في قلوبهم إلا أنهم في ذات الوقت فرحون بخروج 1027 أسيراً وأسيرة".
    وبالنسبة لتغير ملامح حارته بعد 9 سنوات من الاعتقال يقول فياض: "إن معالم الحارة لم يتغير منها شيء سوى أن هناك مباني لم تكن موجودة من قبل، كأنه اعتقل بالأمس".
    وقالت والدة المحرر فياض إن من ضمن مخططاتها القريبة لإسماعيل تزويجه عما قريب، مضيفة أنه تملكها شعوران تتوقع ولا تتوقع الإفراج عن ابنها ولكنها في قمة فرحتها حين رأته أمام عينيها وآن وقت الفرح.
    أما المقيمون في الفنادق من الأسرى المحررين المبعدين لغزة فإن بعضهم ينتظر زوجته وأطفاله من الضفة، ومن لم يتزوج يتأقلم على ظروف الحياة المحيطة فإما يقوم بزيارة خاطفة للسوق أو يتطوع أهل البلد لأخذه في جولة مسائية على شوارع غزة ومرافقها "ليبدأ حروف حياته الأولى".
    المؤسسات الخاصة بالأسرى لم تكف عن جولاتها المكوكية على المحررين مهنئة ومرحبة، وفي جولة لجمعية الأسرى والمحررين "حسام" قال رئيس الجمعية موفق حميد أن الجمعية قررت زيارة جميع الأسرى المحررين في قطاع غزه، تبدأ من الشمال حتى الجنوب، حيث تم في اليوم الأول زيارة ما يقارب 13 أسيرا من مختلف الفصائل الفلسطينية".
    وأكد حميد أن هذه الزيارة هي رسالة محبة وتضامن مع ذوي الأسرى المفرج عنهم ومشاركتهم فرحهم، مضيفا أن الجمعية تشارك الأسرى حزنهم ومختلف مناسباتهم.
    وقالت جيهان ) 25 عاما( ابنة الأسير المحرر جميل طرخان المحكوم مدى الحياة من سكان شمال غزة:" لم نكن سابقا نشعر بالسعادة، أما اليوم نشعر أنه عيد، أصبح كل شيء حلو، نشعر وكأننا ولدنا من جديد، والحياة رجعتلنا".
    ووصفت زوجة الأسير المحرر طرخان "أم أدهم" سنين الغياب والفراق- قضى 22 عاماً بالسجون- بأنها كانت سنوات طويلة مرت، مليئة بالمرارة والعذابات، مضيفة أنها قامت بتربية أطفالها حتى أصبحوا يافعين، وأن ذلك يرجع إلى فضل الله.
    وقالت إنه كان لديها شعور قوى بأنه سيتم الإفراج عن زوجها، وأضافت: "لم أصدق حتى الآن أني رأيته، وهو كذلك لم يصدق أنه الآن بين عائلته وأهله وأصدقائه".
    أما الأسير المحرر رامي المصري المحكوم عليه 40 عاماً قضى منهما 5 سنوات من سكان بيت حانون، متزوج ولديه 5 أطفال فقال: " شعور لا يوصف عندما يجد الإنسان نفسه بين أهله، وخاصة بأن يتم الإفراج عن أي أسير ضمن صفقة مشرفة مثل هذه الصفقة فهذا له معنى كبير لدي".
    وأضاف المصري إن هذه الصفقة تعطي الأمل لجميع الأسرى الذين لم تشملهم الصفقة، مؤكداً أن معنوياتهم عالية داخل السجون، مؤكداً أن جميع الأسرى داخل سجون الاحتلال يطالبون بتفعيل قضيتهم على كافة الأصعدة محلياً وعربياً ودولياً، خاصة بعد أن قام الرئيس عباس بالتوجه للأمم المتحدة وجعلها قضية دولية.
    والدة الأسير المحرر عبد الحليم كفارنة المحكوم مدى الحياة، والذي قضى 21 عاماً من عمره وحريته داخل السجن- غير متزوج وعمره الآن 45 عاماً- تصف مشهداً من مسلسل مرارة البعد:" دائما عند الأكل أبكي ودائما فيٍ كل صلاة كنت أدعو بان يفك الله أسره، وكنت امسك صورته وأتأمل فيها وأقول:" متى بدك تطلع وأجوزك وأفرح بيك".
    وتضيف: "ما كنت أبكي أمام بناتي وهن عندي، ولكن عندما يذهبن كنت أبدأ بالبكاء"، وتضيف أن الدنيا لم تسعها عندما خرج "حيث قمنا بتجهيز الغرفة له من أثاث وملابس".

    (المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 23/10/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية