الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر أحمد أبو عميرة الصدمة بعدم تحرير كل الأسيرات وقدامى الأسرى كانت قاسية

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    بالبرد الشديد وقفت الطفلة لقاء التي لم تتجاوز العامين من عمرها ككل أبناء شعبها وأسرتها وإن كانت أصغرهم سنا، لتكون في مقدمة مستقبلي والدها الأسير أحمد محمد ذيب أبو عميرة الذي كان اسمه أول كلمة لفظت بها مقرونة عندما يسألها أحد أين أبوك بالقول "بابا في السجن"، فعندما ولدت كان الاحتلال يصر على حرمانها والدها بعدما غيبه خلف القضبان 3 سنوات.
    جدتها ووالدتها الزوجة التي لم تكد تفرح بزفافها حتى انتزع عريسها ليقاد لأقبية التحقيق، حرصتا على تزيين الصغيرة "لقاء" بأجمل الثياب وزينت جبهتها بكوفية فلسطين والعلم وسط مشاعر الفرحة والسعادة، وقالت الوالدة أم عصام: "إنه أجمل يوم في حياتي رغم كل العذاب والمرار الذي ذقته خلال السنوات العشر الماضية جراء استهداف وملاحقة الاحتلال لأبنائي أحمد وخميني بدعوى الانتماء لكتائب شهداء الأقصى اللذين تعرضا لمحاولات اغتيال ودمر الاحتلال منزلنا، وعندما صدر العفو عن أحمد والتزم بتعليمات السلطة الوطنية وتزوج، وبينما كنا ما زلنا نفرح به اعتقلوه في الثاني عشر من شباط ٢٠٠٨ عندما حوصر في منزل شقيقته".
    وأضافت: "واقتيد للتحقيق فورا ولم تراع سلطات الاحتلال حصوله على عفو جزئي ووجهت له تهمة الانتماء إلى كتائب شهداء الأقصى والقيام بنشاطات معادية لقوات الاحتلال، فتعرض للتحقيق رغم إنكاره للتهم ومطالبته بالإفراج عنه لأنه التزم بقرار السلطة الوطنية الفلسطينية وحصل على عفو جزئي وانضم إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ولكنهم نقلوه إلى تحقيق الجلمة وتعرض لضغوطات نفسية ورفضوا الإفراج عنه".

    الذكريات والانتظار
    وبين الذكريات ومحطات الانتظار خاصة مع صدمه قرار الاحتلال تأجيل الإفراج عن المحررين، كانت أم عصام ونجلها خميني يجهزون منزلهم في مخيم جنين لاستقبال أحمد الذي غادر والده رغم مرضه جنين منذ الصباح ليكون في مقدمه مستقبليه في رام الله، ويعتبر أحمد الابن الثامن في عائلة أبو عميرة المكونة من 10 أنفار، وعاش كما يقول والده ككل الشباب الفلسطينيين يحمل هموم وتطلعات شعبه وتأثر لحياة المعاناة في ظل حرب ومجازر الاحتلال في مخيم جنين، وكانت المرحلة الأكثر تأثيرا عقب مجزرة مخيم جنين في عام 2002.
    ويضيف ما رآه في المخيم من مجازر وهدم منازل وقتل أطفال ونساء وشيوخ دفعه وبإصرار إلى الانخراط في صفوف المقاومة، واتهمه الاحتلال وشقيقه خميني بالانخراط في كتائب شهداء أقصى، والمشاركة في التصدي لقواته خلال الحملات على المخيم لذلك بدا الاستهداف لعائلتنا والضغوط لتسليم الخميني وأحمد.

    مئات الحملات
    خمس سنوات كانت بمثابة دهر بأكمله من المعاناة والعذاب يقول أبو عميرة: "فلم يعد يمضي يوم دون مداهمات الاحتلال لمنزلنا والتهديد بتصفية أحمد والخميني وكلاهما رفضاً الاستسلام بينما لا تقدر ذاكرتي على إحصاء عدد المرات التي تعرض فيها منزلنا للدهم والتفتيش"، ويضيف: "اعتقال ابني أحمد تعسفي فعندما صدرت تعليمات القيادة والرئيس محمود عباس بشأن قضية مطلوبي كتائب شهداء الأقصى كان من أوائل الملتزمين وأقام في المقاطعة والتزم بالقرار والتحق بالأجهزة الأمنية حتى حصل على عفو جزئي، وبينما كنا نتأمل أن يتحرر نهائياً من عذابات حياة المطاردة ونستعد لاستقبال باكورة ابناءه انتزعه الاحتلال من بيننا وزجه خلف القضبان وجحيم السجون لنعيش فصلا جديدا من مسلسل المعاناة لكن هذه المرة على بوابات المعتقلات التي تنقل بينها منذ اعتقاله.

    فرحة التحرر
    لم يصدق الوالد كما العائلة عندما سمعوا اسم أحمد ضمن القائمة، واستمروا في الانتظار والقلق حتى كانت لحظة اليقين، ويقول: "أحياناً كنت أعيش مشاعر الخوف والقلق من رفض الإفراج عنه، كما رفضوا الالتزام بالعفو ولكن لم أصدق حتى شاهدته في المقاطعة يغادر الحافلة ويقف أمامي، لحظتها شعرت بامتلاك العالم ورقصت وفرحت وشعرت بالحرية والسعادة التي انتظرتها".

    فرحة لم تكتمل
    انطلقت أهازيج الفرح وأحمد يعانق الوالدة والأشقاء وكريمته والأهل ومحبيه، وعانق طفلته بحرارة والجميع يبكي وهو يقبلها ويقبل والديه والفرحة ترتسم على محياه، ويقول: "الحمد لله أننا تحررنا، ولكن ألمنا كبير وجرحنا مؤلم، فهناك قادتنا ومناضلينا الأحق منا بالتحرر ما كان يجب تركهم في السجن وخاصة الأسيرات، إن الصدمة بعدم تحرير كل الأسيرات كانت قاسية ". ووسط الهتافات والأغنيات الوطنية، ويضيف أبو عميرة: "هذه الفرحة منحتنا العزيمة والقوة والإيمان لمواصلة المشوار، فأرواحنا ما زالت أسيرة، لن يعود الفرح لقلوبنا حتى لو عدنا لمنازلنا دون تحرير كل أسيراتنا وأسرانا".

    جنين تتزين
    وتزينت جنين بأعلام فلسطين وصور الأسرى، وأقيمت الاحتفالات والأعراس في منازل المحررين، وبكت والدة الأسير محمد فايز شناعات 27 عاما وهي تعانقه، وتقول " الحمد لله إن معاناة السجن انتهت وعاد ابني حرا لنعيش وإياه دون معتقلات "، ويضيف:" ابني المحكوم بالسجن 7 سنوات ونصف وقضى منهم 4 سنوات، وبإذن الله سنحتفل بحرية كل الأسرى كما تحرر ابني من ظلمة السجن ". فرح وبكاء معا ورغم استمرار اعتقال نجلها يوسف، فان عائلة زيود أقامت الاحتفالات لتحرر نجلها زيود محمد زيود ) 32 عاما( في مسقط رأسه في بلدة سيلة الحارثية بمحافظة جنين، ويقول ابن عمه حاتم " دوما اعتدنا ان نفرح ونبكي معا، فرحنا لم يكتمل يوما ما بسبب الاحتلال، ولكننا سنحتفل بعودة زيود الذي مثل أسرى حركة فتح لمنزلنا والحرية بعد 10 سنوات من التضحية والصمود والبطولة رغم معاناته من الأمراض التي أدت لتدهور حالته الصحية ليكون بشرى بتحرر شقيقه يوسف المحكوم 14 عاما. وفور مغادرة الحافلات سجون الاحتلال، ودخولها رام الله، انطلقت مئات الحافلات في شوارع جنين بمسيرات حاشدة ورفع المشاركون فيها إعلام فلسطين وصور الرئيس الشهيد أبو عمار والرئيس محمود عباس، وأطلقت الألعاب النارية ورددت الهتافات الوطنية عبر مكبرات الصوت.

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 20/12/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية