29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    أسير محرر من خان يونس.. يفترش الأرض ويلتحف السماء في البيرة

    آخر تحديث: الأحد، 18 مارس 2012 ، 00:00 ص

    البيرة - وفا - منعته آلام ظهره من عمل يعيله وأسرته، فالتجأ هاني اللحام للسكن في العراء تحت رحمة زمهرير الشتاء ومطره، بعد عجزه عن توفير مسكن يؤويه وزوجته وأطفاله الأربعة. بدأت معاناة اللحام ( 50) عاما وهو من مدينة خان يونس، بعد تحرره من أسر دام عشر سنوات في سجون الاحتلال، أورثه أوجاعا في الظهر وفقرا مدقعا عجز معه عن مواجهة غلاء المعيشة بالضفة التي سكنها منذ عام 1998 ØŒ أو تحمل تكاليف العودة إلى أهله في قطاع غزة. بحذر شديد نزلنا إلى قطعة أرض لا عمران فيها، طريقها طينية وعرة أسفل شارع ”الشرفة“ في مدينة البيرة، لنجد اللحام وزوجته وأطفالهما أحمد ( 10) شهور) وفتاتين  3 Ùˆ 7 سنوات( ورابعاً لم يتجاوز الرابعة من عمره، قد احتموا بجدار إسمنتي أحاطه اللحام بغطاء بلاستيكي وسعف نخيل، في محاولة منه ليحمي أطفاله من البرد والأمطار، في حين تكدست الأسرة فوق قطعة قماش رثة هربا من التراب والطين، وحول موقد حطب، بعدما قالت زوجته ”هاني بسرعة أشعل النار الأطفال يتجمدون من البرد“. ويروي اللحام معاناته التي بدأت فصولها منذ العام 1994 ØŒ قائلا، بعد قيام السلطة الوطنية التي صاحبها الإفراج عن أعداد من الأسرى في سجون الاحتلال، أمضيت 4 سنوات في القطاع، انتقلت بعدها إلى رام الله بحثا عن حياة أفضل، إلا أنني لم أحصل منها إلا على 1500 شيقل راتب شهري مخصص للأسرى، لم يلبى أبسط الاحتياجات، فكان علي مع هذا الوضع إما أن اختار توفير المأكل والمشرب، أو المسكن لعجزي عن توفير الاثنين معا“.
    وأضاف، ”جئت إلى قطعة الأرض هذه قبل نحو أسبوعين، هربا من الجبال التي جاورنا فيها الوحوش، حيث لا ضوء هناك ولا
    أنيس، فكانت هذه القطعة الملاذ الأقل سوءا، حيث ضوء الشارع، وعطف بعض الجيران، الذين عطفوا على أبنائي وعرضوا أن يبيتوا عندهم في هذا البرد القارس“. وقال اللحام، ”طرقت جميع الأبواب وقصدت كل الجهات، إلا أنني خذلت في كل مرة، وكان آخرها رد محافظة رام والبيرة، وشركة التأمين المجاورة.. ”ارحل وأسرتك فأنتم تشوهون المنظر الحضاري للمدينة“. وتابع، ”أنا لا أطلب الكثير. كل ما ابتغيه سكن يؤوي أطفالي، أو مساعدة مالية تساعدني على العودة إلى أهلي في قطاع غزة، إلا أن أيا من هذين الطلبين لم يلب من أي جهة، فقد رفضت أي جهة مساعدتي على توفير مسكن ملائم لأسرتي، أو المساهمة في تكاليف السفر إلا إلى الأردن فقط، وأنا عاجز عن استكمال السفر من الأردن إلى مصر ثم إلى قطاع“. وكالة ”وفا“ اتصلت بمساعد محافظ محافظة رام الله والبيرة معين عنساوي، الذي قال بدوره ”إن ادعاءات اللحام حول طلب الرحيل منه بسبب تشويه المنظر الحضاري للمدينة عارية عن الصحة“. مع كافة الجهات ذات « أمس » وأشار عنساوي إلى ”أنه نسق اليوم العلاقة، لتوفير مسكن كريم والمأكل والمشرب للحام وأسرته، وتوفير تكاليف الرحلة إلى قطاع غزة كاملة“ØŒ مشددا على أن عودة اللحام إلى قطاع غزة هي بناء على طلبه هو، وأن المحافظة أجابت اللحام ”نحن لا نرضى أن يفترش أي مواطن فلسطيني الأرض وأطفاله، خاصة إن كان صاحب ماض نضالي“.
    ولدى سؤالنا عن الشخصين في لباس مدني، واللذين قاطعا مقابلتنا مع اللحام وطلبا منا عدم التصوير، وأصرا على أن يرافقهما اللحام، قال عنساوي إنهما من الشرطة، وقد رافقا الأسرة إلى مقر سكنها الجديد.

    (المصدر: صحيفة الحياة الجديدة، 16/3/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية