الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    أسرى محررين فلسطينيين يبدؤون حياتهم الجديدة في تركيا

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    بعد أن كانوا يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد في السجون الصهيونية، بدأ 10 أسرى محررين فلسطينيين حياة جديدة في تركيا.
    العنصر المشترك بينهم هو أنهم جميعا شاركوا في عمليات اختطاف صهاينة بغرض تحرير أسرى من السجون الصهيونية، غير أن العمليات انتهت بقتل المختطفين سواء أكان خلال عمليات عسكرية للجيش الصهيوني أو بعد وخلال فشل عمليات الاختطاف، قبل أن يتم الإفراج عنهم في صفقة التبادل مع الجندي جلعاد شاليت.
    الأسرى المحررون هم في غالبيتهم العظمى من مدينة القدس، وجميعم من حركة (حماس) باستثناء الفتاة الوحيدة بينهم، وهي آمنة منى التي تنتمي لحركة(فتح).
    وقد بدأ الأسرى المحررون بتعلم اللغة التركية، والقسم الأكبر منهم تزوج وهم يقولون: أنهم يعيشون حياة هادئة في تركيا.
    اللقاء مع الأسرى المحررين تم على هامش لقاءات نظمتها الجاليتان الفلسطينيتان في أنقرة واسطنبول بالتعاون مع سفارة فلسطين في تركيا على شرف زيارة وفد إعلامي فلسطيني إلى تركيا بحضور السفير الفلسطيني في تركيا نبيل معروف الذي بدت العلاقة بينه وبين الأسرى المحررين أكثر من علاقة أخوة.

    منى: الحرية لا يمكن وصفها
    الفتاة المقدسية آمنة منى حكم عليها بالسجن المؤبد بعد مشاركتها في عملية اختطاف وقتل صهيوني في أثناء عملية هدفت لمبادلته بأسرى في السجون الصهيونية التي أمضت فيها 11 عاما قبل أن يتم الإفراج عنها في
    صفقة التبادل مع شاليت.
    س: كيف كان شعورك عندما علمتي أنك مشمولة في صفقة التبادل؟
    ج: منى: كان شعورا جميلا جدا؛ فالحرية لا يمكن وصفها، ولكن الذي نغصّ فرحة الإفراج هو أن يعرف الإنسان أنه لن يعود إلى بلده ووطنه، ولكن لا بد أنه شعور جميل جدا أن تشعر بالحرية.
    س: أثيرت ضجة كبيرة عندما قيل أنك رفضتي الإبعاد إلى غزة وهو ما أدى إلى تأخير تنفيذ الصفقة لعدة ساعات؟
    ج: منى: سمعت بهذه القصة مثلكم تماما، وقد تفاجأت بها ... في البداية لم نكن على اطلاع بتفاصيل التقارير الإعلامية، فبعد 4 أيام من الإفراج سمعت عن هذه القصة وتفاجأت بها، لأنها عارية عن الصحة تماما.. أن قرار إبعادي كان إلى خارج الوطن وكنت مهيئة بالكامل أن أذهب إلى غزة، وبالفعل توجهت إلى الحافلة الساعة الثالثة فجرا وتوجهنا إلى معبر رفح وانتظرت هناك حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا إلا ربع، وعندها جاء ضابط المخابرات ومندوب الصليب الأحمر وطلبوا مني جواز السفر ولم أكن اعلم أي شيء مما يجري، واخبروني أنني لن اذهب إلى غزة وإنما إلى مصر وسألوني : هل عندك أي مانع؟ وكان جوابي بالنفي وإن لا مشكلة لدي بالذهاب إلى مصر، وبالفعل بعد 5 دقائق جاء ضابط المخابرات المصري، وسألني مرة أخرى: هل عندك مشكلة بالذهاب إلى مصر كمحطة أولى بعد الإفراج وأخبرته أن لا مشكلة لدي وفي الساعة الثانية عشرة ظهرا تماما توجهت إلى رفح المصرية وتم الإفراج عني.
    لم يحصل معي أي خلل وتم اتهامي بأشياء عارية عن الصحة ولا اعرف عنها أو مصدرها، فقد كنت في الحافلة من الساعة الثالثة فجرا وحتى الثانية عشرة ظهرا ولم أتحرك من الحافلة، ولم يسألني أحد حتى ماذا أريد، حتى أنني طلبت أن اذهب إلى المرحاض ولم يتم السماح لي، ثم أفاجأ بأقوال أنني عرقلت الصفقة وإنني رفضت الذهاب إلى غزة..لا أساس لهذا الموضوع إطلاقا.
    س: كنت محكومة بالمؤبد فهل كان عندك توقع بالإفراج عنك؟
    ج: منى: هذه الأمور تعتمد على الإنسان نفسه ... أولا: أنا إنسانة مؤمنة ومؤمنة بقضاء الله وقدره، ولكن منذ اليوم الأول لاعتقالي لم يكن عندي أي شك أنني سأمضي كل فترتي في السجن، وإنما كنت متأكدة من أنني سأخرج يوما ما .. مثلما أن لدى الإنسان قناعة وصدقا في مبادئه أيضا عنده قناعة أنه سيأتي اليوم الذي سيخرج فيه من السجن، وأنا كنت على قناعة أنه سيأتي اليوم الذي اخرج فيه من السجن.
    س: الإفراج عنك احدث ضجة  لدى الصهاينة.. قيل أنكنك استدرجت الصهيوني إلى القتل، وأنه يجب عدم الإفراج عنك..كيف قيمتي ردة الفعل الصهيونية على الإفراج عنك؟
    ج: منى: كانت هذه الضجة موجودة في الإعلام الصهيوني أكثر من أي إعلام آخر وبصراحة لي الفخر أن يقال عني أنني قاتلة ومخربة وغيرها من الأوصاف، فهذا دليل على غيظ الجانب الصهيوني مني، ولكنني لست قاتلة ولا مخربة وإنما إنسانة أؤمن بعدالة قضيتي وسرت على النهج والطريق الذي يمكن لأي فلسطيني أن يسير فيه.
    ما أثر فيهم هو أنهم لم يتوقعوا أن فلسطينيا وبالذات فتاة أن تستخدم الطرق التكنولوجية التي يستخدمونها عادة، وأنا بالنسبة لي اعتبر نفسي قاهر السجان داخل السجن، ولهذا جاءت هذه الضجة الكبيرة ولو لم أكن بالفعل إنسانة عندي مبادئ راسخة وشخصية قوية لما تعرضت لهذا الهجوم الذي تعرضت له.
    س: الأصل في العملية التي قمت بتنفيذها كان الإفراج عن أسرى؟
    ج: منى: الأصل كان اختطاف صهيوني بهدف إجراء عملية تبادل، ولكن العملية لم تنجح وفي مرحلة من المراحل تم قتله، ولكن في النهاية فان العملية كان هدفها التبادل ولكنها لم تنجح.
    س: قلت أن المحطة الأولى بعد الإفراج كانت مصر، فكيف كان شعورك وأنت على حدود فلسطين في الطريق إلى الخارج في رحلة قد لا تعودين منها؟
    ج:منى: والله كانت المشاعر مختلطة فلا أعرف هل هي مشاعر فرح أو حزن أو انتصار .. كل شيء كان مختلطا في تلك اللحظات، ولكن الإنسان المؤمن لا تهزه هذه الأمور فمثلما أنه بعد 11 سنة من السجن وفي لحظات كان يشعر الإنسان أن العالم قد انتهى، وأنه لن يخرج من السجن فإن الذي أخرجنا من السجن وسط كل المعاناة كفيل أن يعيدني إلى أرضي ووطني مرة أخرى وأنا مؤمنة بالله.
    س: كيف كان بداية تعايشك مع الواقع الجديد في تركيا؟
    ج: منى: كل بداية جديدة لها صعوباتها، فبعد 11 سنة حتى لو كان الإنسان يخرج إلى بين أهله وعائلته، فأنه سيجد أناسا جددا وأفرادا جددا في العائلة وأبنية جديدة وشوارع جديدة ومجتمعا جديدا مضطرا أن يتأقلم معه فما بالك وأنت تخرج إلى عالم أخر ولغة مختلفة وثقافة جديدة ووجوه كلها جديدة عليك، ولكن بطبيعة الحال أنا إنسانة عندي إرادة ومضطرة في نهاية الأمر أن أعيش حياتي وان أتعلم ..أنا أتعلم شيئا فشيئا الأمور التي غابت عني فمثلا قبل دخولي إلى السجن لم يكن هناك شيء اسمه "فيس بوك" وأنا الآن أتعرف على الفيسبوك و"الآي فون" والتكنولوجيا واستخدام القطار والذهاب إلى المطار وغيرها من الأمور وحدي، والحمد لله أشعر أنني وصلت إلى مرحلة لا بأس بها.
    س: لديك حساب فيس بوك الآن؟
    ج: منى: نعم لدي حساب فيس بوك وعدد كبير من الأصدقاء.
    س: من الممكن أن يكون من السهل على الشاب أن يعيش الواقع الجديد ولكن أنتي كفتاة كيف تتأقلمين؟
    ج: منى: صعب بطبيعة الحال ولكن لو كان أحد معي في السجن وأحس بحجم المعاناة التي عشتها بشكل منفصل عن باقي الأسيرات ما كان سيسألني هذا السؤال، ففي السجن تعرضت لتعذيب وانتهاكات تعادل ما تعرض له عشرات الشبان، وبالتالي فان هذا الموضوع لا يعادل أي شيء من عذابي في السجن..أنه جدا سهل.
    س: أنت من قليلين من حركة )فتح( الذين شملتهم الصفقة، كيف ترين الانتقادات التي وجهت للصفقة بأنها أجحفت بأسرى حركة فتح؟
    ج: منى: بالنسبة لي، فإن الإفراج عن أي أسير بصرف النظر عن انتمائه هو ذاته نصر، الصفقة لا بأس بها، ولو كانت هناك كل يوم صفقة لكان بالإمكان توجيه الانتقاد لها، وكان بالإمكان المقارنة، ولكن هذه صفقة تحدث مرة بالعمر وارى أنها كانت جيدة.
    س: هل تتوقعين أن تعودي يوما إلى القدس؟
    ج: منى: هذا أمر لا يقبل القسمة على 2 ..نعم 100 % .
    س: ماذا تقولين للصهاينة الذين أثاروا الضجة على الإفراج عنك؟
    ج: منى: بصراحة هم آخر همي فلا أفكر فيهم وهم ليسوا على قائمة أفكاري حتى أوجه لهم رسالة، وإنما أفضل أن أوجه رسالة إلى أهلي وأسرتي وأبناء بلدي وفلسطين كلها في غزة والضفة والقدس تحديدا ..إن انتظروني وسأعود في يوم من الأيام وأنني لن أنسى بلدي ولن أنسى القدس ولن انسي فلسطين ولا المسجد الأقصى ولا كنيسة القيامة ولن أنسى بيت لحم ونابلس ولا جامعة بيرزيت أو دوار المنارة ولا باب العامود ولا سوق اللحامين، فهي جميعا دائما في بالي وخاطري.
    س: مؤخرا اعتقل الجيش الصهيوني عددا من الأسرى المحررين في الضفة فهل تخشين الملاحقة الصهيونية؟
    ج: منى: الاحتلال دولة وقحة ولا تلتزم بقانون ولا شيء مستبعد عليها، ولكن هذه ليست مخاوف .. هؤلاء الناس من الممكن أن يقوموا بأي شيء، فهي دولة تنتهج الأسلوب المنحط وبالتالي من الممكن أن تقوم بأي شيء.

    أيمن أبو خليل
    تم توجيه الاتهام للشاب المقدسي أيمن أبو خليل بتنظيم مجموعات لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة)حماس(، وخطف وقتل جنود صهاينة وحكم بالسجن 3 مؤبدات امضي منها في السجن 18عاما.
    ويقول أبو خليل "عملنا أساسا على خطف جنود صهاينة من اجل تحرير الأسرى، وقد قمنا بخطف جنديين صهيونيين هما شاحر سيماني وارييه فرنكنطال، ونتيجة لظروف معينة اضطررنا لقتلهم، وقد تم اعتقالنا أثناء
    محاولة تنفيذ عملية ضد منزل ارئيل شارون في بلدة القدس القديمة، إذ وقع اشتباك وتم اعتقالي أنا وعصام قضماني وهناك من استشهدوا في العملية ".
    س: كيف كان شعورك عندما أبلغت بأنك مشمول بالصفقة؟
    ج: أبو خليل: لا مجال لوصف شعوري آنذاك، فقد أمضيت فترة طويلة بالسجن وكانت فرحة لا يمكن وصفها.. كنا نعلم منذ البداية أن أسماءنا موجودة في الصفقة، ولكن للأسف كنا مجموعة كبيرة مرفوضين من قبل السلطات الصهيونية، وكنت من ضمن الأسماء الأخيرة التي تمت الموافقة عليها، والحمد لله فقد كانت الموافقة على الإفراج مفاجأة جميلة .
    ما اثر فينا أننا تركنا خلفنا في السجون أخوة عشنا معهم لسنوات، وهذا ثر علينا ونغص علينا كثيرا، نحن نعرفهم جيدا ونعرف عائلاتهم، فعندما تتم الزيارات كنا نشاهد أبناء عائلاتهم، وبالتالي من الصعب جدا أن تخرج وتشعر بالفرحة في الوقت الذي يبقى أخوك في السجن رغم أننا متأكدون تماما من أنهم كانوا سعيدين بخروجنا، فمثلا لدي صديق اسمه أكرم القواسمي بقي بالسجن وقد جاءت أخته إلى حفل زفافي في تركيا، فهو صديقي وأخي  .. في النهاية هذا هو الواقع الفلسطيني فلا توجد فرحة إلا وتكون ممزوجة بمنغص صهيوني.
    س: هل كنت تتوقع الإفراج عنك قبل أسر شاليت ؟
    ج: أبو خليل: كان أملنا بالله كبيرا، ولكن لم يكن هناك أي شيء مادي ملموس بيدنا فقد كنا في احدي الفترات نأمل الإفراج في صفقة حزب الله ولكن من خرجوا من الفلسطينيين بتلك الصفقة كانوا من أصحاب الأحكام الخفيفة.
    س: هل تم تخييرك بين البقاء في السجن أو الإبعاد؟
    ج: أبو خليل: طبعا، جميع المبعدين جاء الصليب الأحمر وخيّرهم أما الإبعاد أو البقاء في السجن وبطبيعة الحال فأنهما خياران أحلاهما مر .. بعد هذه الفترة الطويلة بالسجن فان من الصعب أن تقرر البقاء في السجن وفي نهاية الأمر فانك سواء أكنت داخل أو خارج السجن فانك جزء من مشروع، ووجودك في الخارج يخدم قضيتك وهدفك أكثر من البقاء في السجن وبالتالي كان قرارنا بشكل واضح بالخروج.
    س: يتم الحديث عن إبعاد دائم؟
    ج: أبو خليل: نعم، نحن الذين أبعدنا إلى الخارج فإن إبعادنا هو مدى الحياة، أما الذين ابعدوا إلى غزة فان منهم من ابعد لفترات معينة تتفاوت بين 3 و 10 سنوات، وهناك من أبعدوا إلى الخارج مدى الحياة ونحن منهم.
    س: ما هي مخططاتك لمستقبلك الآن؟
    ج: أبو خليل: عندما اعتقلت كنت أدرس الكيمياء في جامعة بيرزيت، لقد أكرمني الله بأن أنهيت ماجستير علوم سياسية وعلاقات دولية، وأنا في السجن والآن أنا أدرس في تركيا اللغة التركية، وان شاء الله أنوي أن احصل على الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية .
    س:كيف كانت الرحلة من السجن إلى تركيا؟
    ج: أبو خليل: أخرجونا بداية إلى مصر عبر معبر رفح وبعد أن تجاوزنا الحدود أخذونا إلى العريش، ومن ثم إلى القاهرة، وأثناء وجودنا في الحافلة تم إبلاغنا بوجوب مغادرة القاهرة خلال 24 ساعة، وفي القاهرة جرى حفل استقبال ومن ثم تم تخييرنا بشأن الدولة التي نرغب بالخروج إليها سواء قطر أو سورية أو تركيا، وكان خياري الأول تركيا وخياري الثاني قطر، وبعد أن انتهى حفل الاستقبال خرجنا مباشرة إلى المطار وصولا إلى أنقرة.
    س: كيف كان تعامل تركيا معكم؟
    ج: أبو خليل: الحمد لله كان دور الأخوة الأتراك ممتازا جدا فقد استقبلونا ولم يقصروا معنا، فبذلوا كل الجهود من اجل راحتنا، وان ننسجم في الحياة في تركيا، بداية تم وضعنا في مكان خاص مغلق وتم منع الزيارات حرصا على أمننا، وبعد فترة تم نقلنا إلى فندق ومن ثم أبلغونا بأننا أحرار بإيجاد بيوت للعيش فيها، حيث أن عددا من الشباب رغبوا بالعيش باسطنبول وقسم آخر رغب بالعيش في أنقرة .
    س: هل يساعدونكم ماليا؟
    ج: أبو خليل: نعم، بشكل مؤقت حتى نندمج بالحياة ونجد عملا وننفق جزءا من هذه المساعدة في دفع إيجار المنزل.
    س: هل بدأتم بالاندماج بالمجتمع التركي؟
    ج: أبو خليل: المفتاح الأول للاندماج في أي مجتمع هو تعلم لغة هذا المجتمع، ونحن الآن ندرس اللغة التركية، مشروعي الأول كان الزواج وقد كنت قد خطبت قبل 4 أشهر من خروجي من السجن وخطيبتي من الأردن ومع الإفراج عني تزوجنا ونحن الآن نتعلم اللغة التركية معا.
    س: هل لديكم خشية من ملاحقة صهيونية لاسيما وأنه تم مؤخرا اعتقال عدد من الأسرى المحررين في الضفة؟
    ج: أبو خليل: أولا، يكون الصهاينة من الغباء الكبير إذا ما عبثت بعلاقاتها مع تركيا، وثانيا، نحن لا نأمن مكر الصهاينة، ولكن أنا لا أريد أن أعيش حياتي بهوس أمني من احتمال أن يقوموا بفعل ما، ولذلك سأعيش حياتي بشكل طبيعي.
    س: البعض انتقد الصفقة ووصفها بأنها صفقة إبعاد؟
    ج. أبو خليل: أقول لمن يوجه الانتقاد أمر واحد فقط: لا تلعن الظلام وإنما أوقد شمعة، وبالتالي فإن الذي يوجه الانتقاد للصفقة أوجه له سؤالا واحدا ما الذي عملته من أجل الأسرى؟ كم أسيرا تمكنت من الإفراج عنه؟ إلى اليوم هناك6  آلاف أسير في السجن، منهم الكثير من المؤبدات فليفرج عن واحد منهم ..صحيح أن الصفقة لم تتمكن من الإفراج عن جميع المحكومين بالمؤبدات، ولكنها أفرجت عن جزء كبير منهم، وكان هذا هو المتاح الوحيد .لقد فرضت هذه الصفقة على الصهاينة معادلة لم تكسر منذ صفقة احمد جبريل قبل 25 سنة، ومنها الإفراج عن أسرى من القدس، فلماذا الانتقاد للصفقة؟
    في نهاية الأمر لا يوجد شيء كامل ونحن ندرك أن الصفقة لم تجلب التحرير الكامل للأسرى، ولكن في النهاية فان هذا جندي واحد تمكن الأخوة من أسره لمدة 5 سنوات وتمكنوا من الوصول إلى أعلى ثمن مقابله .
    نحن نقول أن شعبنا من اجل الإفراج عن أسراه من السجون ضحى بألف شهيد والذي يبسط الواقع المعقد القائم يكون خاليا من آي منطق ووعي وإدراك لقضيتنا وتعقيداتها ونقول أننا نأمل الإفراج عن باقي المعتقلين من السجون الصهيونية.

    عطون: إذا لم نعد فإننا بالحد الأدنى لا ننسى
    محمد عطون من بلدة صور باهر في القدس اعتقل في العام 1993 "وكانت تهمتي العضوية في مجموعة تابعة لكتائب القسام وأسر الجندي نسيم توليدانو عام 1992 والتي على أثرها تم إبعاد 420 من القادة إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، وأيضا تنفيذ عملية عسكرية قتل فيها 2 من الجنود الصهاينة ومحاولات أسر ضباط وجنود أصيب فيها عدد من الجنود وبالمحصلة تم قتل 3 جنود وأسر 3 آخرين".
    وأضاف "تم الإفراج عن المجموعة، ولكن الاحتلال رفض الإفراج عن محمود عيسى الذي هو بالنسبة لنا ليس أخ التقينا به في السجن وافترقنا عنه، هو جزء منا فقد دخلنا طريق الجهاد سويا وطريق معاناة الأسر سويا وهو من قادة الحركة الأسيرة، وبسبب مواقفه الشجاعة مكث 12 عاما من فترة 18 عاما في قسم العزل الانفرادي ولسنوات منعوا عائلته من زيارته".
    س: متى تأكدت من انك ضمن صفقة التبادل؟
    ج: عطون: قبل 3 سنوات من إبرام الصفقة سألني أحد ضباط المخابرات الصهيونية هل تعتقد أنك ستخرج ضمن صفقة شاليت وكان جوابي نعم 100%، فبادرني بالسؤال: لماذا؟ وكان جوابي أن هناك ثقافة في المقاومة مبنية على أساس أن الجندي الذي يكلف بمهمة جهادية بأسر جنود من أجل تحرير الأسرى ، فإنه عندما يقع هو في الأسر تعمل المقاومة كل جهدها من أجل إطلاق سراحه.
    بطبيعة الحال، فإن الشريحة الموجودة في تركيا هي في أغلبها شاركت في عمليات أسر جنود، ومع ذلك فإن هناك أخوة لم يتم الإفراج عنهم في إطار الصفقة.
    منذ اليوم الأول كان شعوري وإحساسي أنه لن تتم صفقة لا أكون جزءا منها، ولكنني تأكدت من أنني في الصفقة قبل 4 أيام من إعلان خبر الصفقة ..فقد وصلتنا رسالة داخلية أن هناك صفقة، وان هناك أسماء معينة ستخرج في إطار هذه الصفقة لأن العقبة الأساسية في الصفقة كانت قائمة في مراحلها الأخيرة على 35 اسما وقد تمت الموافقة على الغالبية من هذه الأسماء، وبقي بعض الإخوة الذين تم رفض الإفراج عنهم بشكل نهائي ونأمل الإفراج عنهم قريبا.
    س: كيف كان شعورك عندما تلقيت خبر الإفراج عنك في إطار الصفقة؟
    ج: عطون: بداية علمت أنني سأبعد إلى غزة وفي حقيقة الأمر فان أمنيتي كانت أن اذهب إلى غزة فأنا أحب غزة، ووجدت الخبر مفرحا جدا فمن الصعب أن اترك القدس، ومع ذلك فان غزة جزء من الوطن فهي ليست كندا ولا النرويج ولا ايرلندا، مثل مبعدي كنيسة المهد، ولكن مع توارد الأخبار اتضح أننا مبعدون إلى الخارج دون أن نعرف إلى أين وقلنا الحمد لله وهذا قدرنا.
    عندما خرجت من معبر رفح خالجني شعور بأنني لن أعود وكان أصعب شعور أمر به، ولكن عزائي كان أنني خارج من السجن وعندما شاهدت فرحة الأسرى وفرحة أهاليهم .. فالحافلة التي كنا نستقلها بحراسة الجيش المصري مرت من أمام معبر رفح وشاهدنا الغزيين وهم فرحون، فعلى طول شارع سيناء حتى مدينة السويس كان المصريون يحيّوننا بما في ذلك الجنود والشرطة.
    منذ اعتقالنا كان أملنا أن نخرج في عملية تبادل أسرى، وبحمد الله كانت هناك صفقات تبادل مع حزب الله وفي الانتفاضة الثانية جرت عدة عمليات خطف جنود وبقيت المحاولات مستمرة وكنا نفرح لكل أسير يتم تحريره في إطار اتفاق أوسلو فكل أسير يخرج هو مكسب للشعب الفلسطيني، فكل أم تبات على باب السجن أو تمر على الحواجز لزيارة ابنها الأسير هي أمنا ونتألم لآلامها، وكثيرا ما خضنا معارك مع إدارات السجون بسبب الاعتداء على أم أو أخت وبالتالي نحن نفرح لكل أسير يخرج.
    س: كم عدد السنوات التي أمضيتها في السجن؟
    ج: عطون: أمضيت 18 عاما من أصل المحكومية وهي 3 مؤبدات و 40 سنة.
    س: كيف كانت الرحلة إلى تركيا؟
    ج: عطون: عندما خرجنا مع المصريين بحماية الجيش المصري كنا في الحافلة برحلة مباشرة مدتها 5 ساعات إلى بور سعيد، وهناك استقبلنا وفد حماس الذي فاوض على شاليت، وهم أحمد الجعبري وصالح العاروري، ثم توجهنا إلى فندق الشيراتون في القاهرة، حيث جرى حفل استقبال .ونحن في الطريق إلى هناك كان الشيخ صالح يستشير كل واحد منا عن الدولة التي يرغب بالذهاب إليها وهي 3 خيارات ØŒ تركيا أو سورية أو قطر ولوحظ أن اغلب الإخوة اختاروا تركيا وأنا من الناس كان خيارنا الذهاب إلى سورية، ومن ثم تركنا القرار للحركة، وعندما وصلنا إلى الفندق أبلغنا بأننا سنخرج إلى تركيا، وبعد  3ساعات في القاهرة استقلينا طائرة خاصة جاء فيها صفر توران مستشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وشخص آخر من المخابرات التركية وتسلمنا جوازات السفر الفلسطينية في القاهرة وتوجهنا إلى تركيا.
    الإخوة الأتراك ولمصلحة أمنية ارتأوا أن نمكث مدة شهر بعيدا عن الإعلام في قصر تركي، ومن ثم خرجنا دون أي قيود على حركتنا وحاليا نحن بعد  3شهور في إطار الترتيب الأولي لحياتنا الجديدة، الهم الأول الآن أن يكون لكل منا شقته، وأن يتزوج وأن يستقر من ناحية نفسية، وأن نتعلم اللغة التركية. هذه أول المشاريع وقد بدأنا قبل أسبوعين تعلم اللغة التركية.
    وقد تزوجت في أثناء أداء مناسك الحج وزوجتي مصرية، فمعلوم أن جميع الأسرى المحررين أدوا مناسك الحج بمنحة ملكية من خادم الحرمين، وقد زوجت في اسطنبول وحضر حفل الزفاف إخوتي وأخواتي وأبي وأمي وكثير من أقاربي، وكنت أول أسير محرر يتزوج في تركيا.
    أما مكان الإقامة فهو خيار شخصي لا أحد يتدخل فيه وقد اخترت الإقامة في أنقرة.
    س: ما هو شعورك وأنت مبعد إلى تركيا وأخوك النائب أحمد عطون مبعد إلى رام الله؟
    ج: عطون: عائلتنا قدمت الشهداء، فعمي شهيد، وقدمنا الأسرى فنحن في السجون الصهيونية مثل الزائر المقيم في السجون، فمنذ أكثر من 20 عاما لم نجتمع كإخوة على مائدة إفطار واحدة، بسبب وجود أكثر من أخ في السجن وفي بعض الأحيان كان الوالد أيضا معتقلا، وهناك أخ لي الآن في السجن الصهيوني وقد تم هدم بيوت لنا وتمت مضايقتنا ولكن هذه ضريبة فلسطين وضريبة القدس.
    س: كيف كان رد فعلك على الانتقادات التي وجهت للصفقة؟
    ج: عطون: ليس لأنني خرجت في إطار هذه الصفقة، ولكنني كإنسان عشت تقريبا نصف عمري في السجن أعرف قيمة من خرجوا من السجون، أعرفهم ليس بالاسم أو بالأرقام وإنما أعرفهم شخصيا وأعرف عائلاتهم وأعرف معاناتهم، هم ذخر وإنجاز كبير للشعب الفلسطيني، قد تكون الصفقة لم تدخل الفرحة إلى كل بيت بسبب بقاء إخوة في السجون، ولكنها أدخلت الفرح إلى الكثير من الفلسطينيين والعرب والأحرار في العالم، وبالتالي فمن حق أي إنسان أن ينتقد، ولكن الذي خارج الصورة لا يعرف حقيقة المشهد فنحن من في داخل المشهد ونعرف من خرج ونعرف كم هذا الملف مثقل بالآلام، فالأخ نائل البرغوثي أمضى 34 سنة في السجن ولم تنجح كل الصفقات والحروب في إخراجه وقد خرج في إطار الصفقة فهل يقال أن الصفقة سيئة؟ لقد كنا مجرد أرقام في السجون الصهيونية.
    س: مؤخرا اعتقل الجيش الصهيوني عددا من الأسرى المحررين في الضفة، فهل تخشون ملاحقة صهيونية لكم؟
    ج: عطون: نحن لا نخشى الصهاينة، لم نخشهم ونحن داخل السجن ولا نخشاهم ونحن خارج السجن، نحن لا نعطيهم وزنا وبالنسبة لي هم ليسوا رقما، فالصهاينة فرضوا أنفسهم بقوة الدمار والنار على شعبنا، والحق ثابØ


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية