الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    نورا الهشلمون...تجربة أم رهن الاعتقال الإداري

    آخر تحديث: الإثنين، 26 مارس 2012 ، 00:00 ص

    الخليل - وفا- أمل حرب - ما زالت صرخات ابنتي الصغيرة عالقة في ذهني حين اعتقلني جيش الاحتلال بطريقة وحشية أفزعت أطفالي الستة، كم آلمني تفتيشي أمامهم والاعتداء علي بالضرب وبالعبارات النابية في جنح الليل البهيم.. بهذه الكلمات وصفت الأسيرة المحررة نورا الهشلمون(41 عاما( من مدينة الخليل تجربة اعتقالها الإداري. تعلقت بي ابنتي الصغيرة سرايا التي لم تبلغ من العمر سنتين ØŒ وتضيف الهشلمون ØŒ وتمسكت بي بشدة.. ولا أعرف كيف تماسكت وجمعت قواي..خاصة إذا كنت أخت زلمي.. وزوجة زلمي.. بتركها عندما قال لي ضابط الاحتلال وحينها انتزعتها بقوة وأعطيتها إلى جدتها، وأنا أتمزق ØŒ يا حرام بتركي ابنتك . من داخلي، وقلت لها هذا هو الاحتلال يا أمي يريد أن يحرمك والديك ترافقني في طريقي إلى الأسر، وفي ) سرايا ( وتقول الهشلمون ظلت صرخات منامي وفي كل أيامي. واعتقلت الهشلمون وهي زوجة أسير، وشقيقة أسير  - محكوم بالمؤبد في 2006-19-6 ØŒ وكان عمرها وقتها 36 عاما) وبقيت مدة  عامين وشهرين في الاعتقال الإداري دون أن توجه إليها أي تهمة. الأم المعتقلة  وبمرارة كبيرة تروي الهشلمون، تجربة الأم الأسيرة، بالقول مختلفة عن أي أسيرة أخرى، فعذابها عذابان، عذاب الأسر وظلمته.. وعذاب  آخر أشد إيلاما وهو فراق الأبناء والتفكير الدائم بهم وتضيف خلال أسري انصب تفكيري في أطفالي.. من يرعاهم.. هل أكلوا؟، هل ذهبوا إلى مدارسهم؟ من يغطيهم في مناهم؟ ماذا يعملون الآن؟.
    كنت أحلم يوميا بأبنائي بصورة غير طبيعية، حيث إن كل ما أحلم به ØŒ وتتابع اكتشف لاحقا أنه حدث حقيقة، فكنت كأني أعيش معهم لحظة بلحظة. وأردفت، كنت أشعر بالحزن على ابنتي فداء ( 15) عاما التي تحملت مسؤولية تربية »  إخوتها والاهتمام بهم، فهي ما زالت طفلة تحتاج إلى من يرعاها ويهتم بها وتستذكر الهشلمون الزيارة الأولى لأبنائها فداء ( 13) عاما) وتحرير( 12 عاما Ùˆ محمد (8سنوات) لم أنم طوال تلك الليلة، في الصباح جهزت لها بالقول نفسي للزيارة وخفق قلبي شوقا عندما نادوا اسمي للزيارة، خرجت فرحة وبعجلة من أمري لأراهم، وصلت قبل وصولهم وقفت على الزجاج الحاجز، وبدأت بطرق الزجاج كي ينتبهوا لي وعندما لمحوني خلف الزجاج، ركضوا إلي وبدأت التحدث إليهم عبر الهاتف، لم أذرف الدموع، دمعتي تجمدت.. وهم  تماسكوا وتشجعوا لتماسكي وتقول مع كل الشوق والحنين اللذين كانا في داخلي لهم لم أستطع لمسهم، كنت أضع يدي على الزجاج مقابل أياديهم الصغيرة، حدثتهم عن أوضاعهم،  وشجعتهم على الصمود والتماسك على أمل الإفراج ولقاء قريب في أول زيارة لم تأت ابنتي الصغيرة سرايا، وبعد 10 شهور من  اعتقالي ØŒ وتتابع جاءت لزيارتي بعد إصراري على ذلك، كنت خائفة أن تنسى ملامحي وألا تتذكرني.. وعندما رأيتها سألتها أنا مين؟ فعرفت أني أمها، ولم تبك سرايا أثناء اللقاء ولكن بعد أن انتهت الزيارة سمعت صراخها يهز سجن الاحتلال.. هذه الزيارة التي لم تتجاوز 45 دقيقة شعرت أنها دقيقة. وتعتبر الهشلمون ثاني أسيرة فلسطينية تفتح معركة الاعتقال الإداري، حيث سبق للأسيرة عطاف عليان، أن خاضت إضرابا عن الطعام استمر أكثر من 30 يوما عام 1998 احتجاجا على اعتقالها الإداري.

    وتشير الهشلمون إلى أساليب الضغط التي مارسها الاحتلال لكسر إضرابها، وتقول إن كل محاولاتهم باءت بالفشل، وأنه في اليوم 28 من إضرابها جاء إنه تبين لنا أنك مظلومة، وأنه لا تهمة عليك وسنفرج عنك في 2008/3/12  ØŒ وقال مدير السجن  لها بناء على هذا الوعد بإطلاق سراحي قررت فك الإضراب، ولكن  ØŒ وتضيف الوعد لم يتحقق.. وكانت كذبة ولعبة من مدير السجن، وبالطبع لم يخرجوني في هذا اليوم، رغم أنني جهزت نفسي قبل يوم ولم أنم ليلتها، واستيقظت على مناداة الأسيرات لي أن أولادي على التلفاز يبكون لأن الاحتلال حكمني بستة أشهر أخرى. بعد سماعي الخبر أعلنت على الفور إضرابي عن الطعام  ØŒ وتقول الهشلمون ثانية لمدة 24 يوما، ومرة أخرى تم نقلي للعزل ووصل وزني إلى 37 كم داخل السجن، قررت المحكمة بعدها إبعادي للأردن أنا وأولادي، لكنني لم أقبل بذلك، واعتبرته رضوخا لإرادتهم، وبهذا سأهدم إنجازات الأسرى خلال سنين بلحظة،  إنكم في يوم من الأيام ستفتحون السجن وتقولون لي اذهبي  وقلت لهم وتتذكر الهشلمون لحظة الإفراج عنها بالقول: كان يوم أحد، لم أكن أتوقع الخروج حينها، وخاصة أنه قبلها بيوم كان هناك تدريب على اقتحام السجن، وعملت عصيانا عليهم ولم أخرج إلى الساحة، فظننت أنهم سيعاقبونني على ذلك، وعندما علمت بأمر إخراجي من السجن لم أصدق، وسجدت لربي وصليت ركعتين.. كانت ليلة طويلة لم أنم أبدا. أهلي وأولادي لم يعلموا أبدا بأمر تحريري، وصلت للحاجز وفكوا  ØŒ وتضيف قيودي، شعرت أول ما وضعت قدمي على الأرض أني أملك الدنيا كلها، وأني أخيرا عدت للحياة، حمدت ربي كثيرا وطول الطريق دعوت لباقي الأسرى أن يذوقوا طعم الحرية. عندما » : وتصف الهشلمون لحظة لقائها بأبنائها بعد الإفراج عنها بالقول قابلتهم عانقت سرايا، بقوة كبيرة، وبقيت في حضني طول الطريق، تعلقت بي الصغيرة.. وكأنها تخاف أن تفقدني مرة أخرى، تقبلني صباحا ومساء، وتريد أن تأخذني معها إلى المدرسة، وتبحث عني في كل ركن عندما تعود إلى البيت، لتتأكد أنني لم أعد ثانية إلى الأسر، وأيقنت حينها أن رسالة الأمومة رسالة وطنية وهي من أسمى الرسالات. وتؤكد فداء الابنة الكبرى للأسيرة المحررة الهشلمون، بأن لا أحد يستطيع أن صحيح أنه يمكننا القيام ببعض الأمور » ØŒ يملأ الفراغ الذي تتركه الأم، وتقول .  التي تقوم بها الأم، ولكن وجودها هو الاستقرار والأمان للكبار والصغار وتستذكر فداء أن إخوتها الذكور رفضوا الذهاب إلى المدرسة في غياب أمهم، وأنها لم تستطع حينها ضبطهم...ولكن بعد الإفراج عن والدتي أصبح للحياة معنى ورجعت الحياة إلى وضعها الطبيعي، مبتهلة إلى الله بالدعاء بأن يفرج عن جميع الأسرى والأسيرات.

    (المصدر:جريدة الحياه الجديدة21/3/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية