29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    بنت "جنين" تقهر السجَّان رغم إبعادها لغزَّة

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    على سرير الشفاء في مستشفى القدس، كانت ترقد وعلامات الإرهاق و الآلام المبرحة لا تغيب عن ملامحها جراء إضرابِها عن الطعام مدة أربعة وأربعين يوماً انتهت بإبعادها إلى قطاع غزة.. وأمام وفود المهنئين تباعاً في المشفى كانت توشِّح وجهها بابتسامةِ انتصار..
    هناء شلبي، المولودة في جنين عام1982 م، اليوم تُبعدُ إلى غزَّة بعد تحدٍّ كبيرٍ منها ومحاولاتٍ جبَّارة من السجَّان الصهيوني لردعِها وطمسِ إرادتِها في الخروج مرفوعة الرأس وإن أعياها الألم.
    كانت المرة الأولى لاعتقال شلبي لدى الاحتلال في 14/9/2009 ، حيث تم التحقيق معها بتهمتي التخطيط لعملية استشهادية انتقاماً لاستشهاد شقيقها سامر الذي استشهد في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال"عام 2005 م" والانتماء للجهاد الإسلامي .
    اعتقلت شلبي إدارياً وكان يجدد لها الاعتقال تلقائياً بحجة وجود ملف سري لها وقضت في المعتقل خمسة وعشرين شهراً، إلى أن حررت ضمن صفقة وفاء الأحرار في 18/10/2011 م .
    الاعتقال الأول حرم شلبي من الالتحاق بالجامعة بعد أن كانت قد جهزت أوراقها للالتحاق بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، بينما حرمها الاعتقال الثاني من أن تهنأ بالحرية طويلاً، إذ عاودت قوات الاحتلال اعتقالها ثانية في السادس عشر من شهر فبراير 2012 م .

    فرحة ممزوجة بالألم
    تقول شلبي :"عندما علمت بأنني من ضمن المفرج عنهم ضمن صفقة وفاء الأحرار فرحت فرحة ممزوجة بالحزن لأنني سأترك ورائي إخوة وأخوات لم تشملهم الصفقة، وكنت أتمنى لو خرج بدلا مني أسير محكوم بالمؤبد أو ذو حكم عالٍ، فكنت حينها سأشعر بفرحة أكبر".
    وأضافت :"لكن كنت بالتأكيد فرحة بالإفراج عني لأني كنت أعاني كغيري من الأسرى أوضاعاً بالغة الصعوبة في المعتقل، الذي هو يمثل مدفناً للأحياء".
    في الاعتقال الثاني كانت شلبي مضربة عن الطعام في منزلها مع عددٍ من ناشطات من حركة الجهاد الإسلامي تضامناً مع إضراب الشيخ خضر عدنان في اليوم الخامس والخمسين لإضرابه آنذاك ، لتفاجأ بمداهمة قوات الاحتلال منزلها في الساعة الواحدة والنصف ليلاً، حيث داهمت منزلها كتيبتان من قوات الاحتلال واحدة للتفتيش والأخرى للاعتقال.
    تعرضت شلبي كما تبين للإهانة والضرب وهي بين أهلها، وما زاد الطين بلة وألماً في نفسِها تعرضها لتفتيش شبه عارٍ، ما جعلها تصمم على تمديد إضرابها رفضاً لما ارتكب بحقها، ورفضاً لسياسة الاعتقال الإداري التي وصفتها بأنها"حرب نفسية " يمارسها الاحتلال ضد الأسير الفلسطيني.
    وأشارت إلى أنها لمست خلال اعتقالها الثاني تدهوراً غير مسبوق في أوضاع الأسيرات الفلسطينيات تمثل في اعتقالهن في القسم ذاته الذي تعتقل فيه الجنائيات الصهيونيات اللاتي يمثلن حثالة المجتمع، حيث لم يهنأنَ بقسط من الراحة في أوساط أولئك السجينات اللاتي لا يتوقفن عن الصراخ والشتم طوال الوقت كما أن بعضاً منهن مصابات بأمراض معدية ك"الإيدز" وبعضهن يتعاطين المخدرات.
    ولفتت شلبي إلى أن الإدارة لم تكن تتدخل لتحسين ظروف اعتقال الأسيرات الفلسطينيات، بجانب ظروف المعتقلات صعبة من انعدام التهوية وعدم دخول أشعة الشمس لغرف الاعتقال.

    مواصلة الإضراب
    حكم على شلبي بالاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر، فصممت على مواصلة إضرابها عن الطعام فمارس الاحتلال أساليب مختلفة لثنيها عن المضي في إضرابها ، تضيف: " قاموا بنقلي بين السجون لأكثر من خمس عشرة مرة، فوضعوني مرةً مع الجنائيات، وأخرى في زنزانة فردية بكاميرا ومرةً أخرى دون كاميرا، حتى جمعوني في زنزانة بالأسيرات الفلسطينيات الأخريات مملوءة بما لذ وطاب من أًصناف الطعام المختلفة".
    وتضيف:" حتى إن السجانة "تدعى ياسمين" طهت المعكرونة وقربت الطبق من أنفي وقالت لي "شمي رائحة الطعام ما ألذه!"، وأخبرتني بأنها مستعدة لجلب "شاورما" لي إذا ما أردت فك إضرابي".
    وتتابع :"في أثناء ذهابي وعودتي للمحاكم الصهيونية كان الجنود يحذرونني من أن أتفوه بأي كلمة للصحفيين، أو أن يلتقطوا لي أي صورة وإلا فسيمددون محكوميتي، وفي داخل المعتقل كان الجنود يحذرونني بأنني إذا ما واصلت إضرابي فإنني سأنهار من التعب ولن أستطيع المواصلة بعدها".
    ومع إصرار قوات الاحتلال على عدم الإفراج عنها بحجة أنها خطيرة على أمن (إسرائيل)، وعدم تراجعها عن إضرابها عن الطعام ، فرضت عليها قوات الاحتلال إبعاداً قسرياً إلى قطاع غزة لمدة ثلاثة سنوات، بعد ضغوطاتٍ قوية مارستها عليها حتى تقبل هذا الإبعاد.
    وأكدت شلبي أنها حققت انتصاراً كبيراً على الاحتلال تمثل في اضطراره للإفراج عنها رغماً عن أنفه، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال حاولت معاقبتها حتى آخر لحظة قبل الإفراج عنها، عندما منعت نقلها بسيارة إسعاف من معبر "بيت حانون" حيث نقلت شلبي من المعبر إلى قطاع غزة ب"التكتوك".

    وأعربت عن ثقتها بأنها ستعود إلى جنين رافعة الرأس بعد أن تمر سنوات الإبعاد ، مشيرةً إلى أنها أكدت للجندي الموجود على حاجز بيت حانون أنها ستعود إلى الضفة ثانيةً ولكن هذه المرة ستكون فلسطين قد حررت بالكامل.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 7/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية