الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الغول اعتقل تاركاً عائلته خلفه وأفرج عنه دون ابنه ‏

    آخر تحديث: الثلاثاء، 17 إبريل 2012 ، 00:00 ص

    لم يكن الاعتقال يوماً حالة سوية، فمنذ اللحظة التي تُكبل فيها الأصفاد ساعديّ الأسير يُدرك أنه فقد نعمة الحرية ويشعر أنه ألقى في النار مقيداً، فلا تهدأ ثورته على الحرية التي سُلبت منه وعلى أبنائه وأهله الذين تركهم وراءه"، ذلك كان شعور الأسير المحرر ضمن صفقة "وفاء الأحرار" عمر الغول والذي سجن عام 1987.
    وعن ذكرياته الخاصة داخل الأسر قال: "سجنت أنا واستشهد شقيقي المطارد وتحولت تلقائياً مسئولية أبنائي الأطفال إلى زوجتي، وأنا كنت احترق بنار القلق والخوف على عائلتي كيف ستتدبر أمرها في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة، حتى تعودت على التفكير الدائم".
    بمجرد أن تطأ قدما الأسير السجن، يُجرد من قوته وعنفوانه، وتشتد معاناته، فيصبح "حتى اليوم الروتيني" مصدر إزعاج له، وفقَ الغول الذي اعتبرَ مجرد دخوله إلى السجن أصعب لحظات حياته. خلال فترة اعتقاله الطويلة والتي استمرت أربعة وعشرين عامًا استشهد أحد أبناء الغول واعتقل شقيقه وترملت واحدة من بناته، واستقبلَ كُل ذلك بألم وضيق.
    تابع الغول: "استقبلت خبر استشهاد ابني عمران، واعتقال شقيقه محمود بكثير من الألم لأنها كانت مصيبتي الكبرى التي لم يخففها سوى إيماني بأن الله قدرَ ذلك، وأن وراءه بالتأكيد راحة وفرج".
    الحرب الأخيرة على غزة لم تمر على الغول برفق أبدًا، فقلقه على عائلته التي تسكن قرية المغراقة وسط قطاع غزة دفعه لأن يتلمسَ أي خبر عنها، عن ذلك يقول: "كُنت أشعر أن الحرب تشتعل داخلي، فلا أعرف كيفَ أتأكد من بُعد عائلتي عن الخطر، وهل قلقي الأبوي على أبنائي هو الذي يزيد من خوفي وخشيتي من تعرضهم للخطر؟".
    مرَّ عدد كبير من الأسرى على الغول كانوا يدخلون السجن ويخرجون وهو كما هو لا يتغير، إلا أن ذلك لم يحبطه أو يضعف من عزيمته، خاصة وأنه كان برفقة ابنه محمود الذي دخلَ في الأسر عام 2003. "كانت لحظة استقبال محمود صعبة جدًا، فبقدر خوفي عليه من دخول الأسر والتعرض للسجانين، ورغبتي بأن يكون حرًا طليقا، كُنت سعيد جدًا لوجوده بجواري وبرفقتي خاصة وأنني تركته وعمره أشهر فقط".
    منذ دخوله الأسر قبل أربعة وعشرين عامًا، جدولَ الغول يومه حتى لا يصاب بالملل، ولا يفقد قدرته على الضحك ورغبته في الحياة، فهو "يصحو باكرًا ويمارس القليل من الرياضة ويقرأ وردًا من القرآن يوميًا، وينظم جلسات من التسبيح والاسترخاء"، وفق قوله. ويضيف: "نظرًا لتكرار الجلسات الدينية ومواضيعها، قرر الأسرى تثقيف أنفسهم عبرَ قراءة الكتب والقصص ومتابعة الصحف العبرية وبعض الأسرى حصلَ على شهادات جامعية بالانتساب"، متابعا: "أنا تعلمت العبرية وأتقنتها كتابة وقراءة ومحادثة وكنت أهتم كثيرًا بمتابعة الأخبار بشكل مستمر".
    أجبرَ الأسير الفلسطيني سجانه الصهيوني على احترامه، فهو حسب الغول فرضَ احترامه على الجميع حتى أخبره عدد من الضباط صراحة بأنه "رجل يستحق الاحترام والتقدير". وقال: "لحظة أُعلن عن اسمي واسم سبعة من رفاقي في الزنزانة ضمن صفقة التبادل، أخبرني السجان الذي يتولى إدارة ثلاثة أقسام أنه كان يجب أن يفرج عني منذ فترة طويلة وأنني استحق الإفراج". ومن المواقف الطريفة التي يستذكرها الغول في الفترة التي كانت الأقوال فيها متذبذبة حول الأسرى المدرجة أسماؤهم في صفقة التبادل، قال الغول: "صرخَ أحد زملائنا على زميل آخر في زنزانة مجاورة، وأخبره أن يُجهز ملابسه، فلما سأله الأخير أهناك فرج قادم؟ قال له بضحكة طويلة وقوية غدًا الغسيل يا شاطر".
    أما أكثر المواقف التي تسببت في مضايقته أنه خرجَ وتركَ ابنه محمود خلفه، عن ذلك قال: "ودعته مرتين، وفي المرة الثالثة لم ألتفت خلفي خوفًا من ألمح الأسى والحزن في عينيه، ولكن ما يخفف عني أنه سيخرج بعد خمس سنوات".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 17/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية