الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    ‏"رجائي الكركي" أجرت معه "صحفية" حواراً فطرق بابها "طالباً القرب"‏

    آخر تحديث: الثلاثاء، 17 إبريل 2012 ، 00:00 ص

    طعم العلقم الذي تذوقه في الأسر لمدة ثلاثة عشر عاماً لا يزال في أعماقه, فما إن خرج من زنازين الاحتلال حتى تذوق طعم الحرية في غزة التي احتضنته ليصبح أحد أبنائها, أما هو فقد شعر أنه ليس غريباً في غزة، بدليل أنه يخطط فيها لعدة أحلام وعلى رأسها أن يبني أسرةً إسلامية ويُدرّس اللغة العبرية في جامعات غزة..إنه الأسير المحرر "رجائي الكركي" الذي التقيناه وزوجته تسنيم لنحكي معه عن رحلته الجديدة التي قرر أن يواصل حياته عبرها.

    رحلة الزواج
    بدأ رجائي حديثه بغزة التي منذ لحظة إبعاده إليها بعد الإفراج عنه في صفقة جلعاد شاليط، لم يشعر فيها بأي نوعٍ من الغربة قط، فالترحاب الصادق من أهل غزة أبعد عنه شبح الغربة كما يقول. ويكمل رجائي حديثه:"بعد أيامٍ معدودة من وجودي في غزة التقيت بعض العائلات مثل عائلة أم محمد الصيفي وعائلة الحاج حامد الرنتيسي وكنت أتنقل بين هاتين العائلتين، اللتين أشعرتاني أنني أحد أبنائهما ، فكنت أشعر أنني في بلدي الخليل".
    كيف كانت رحلة زواج رجائي يا ترى؟! بكثيرٍ من السعادة يتحدث عنها:"حقيقةً كان لخالتي أم محمد الصيفي دورٌ كبير في البحث عن ابنة الحلال لأكمل نصف ديني, لكن لم يشأ الله أن نجد تلك المواصفات التي كنت أبحث عنها، فلم أجد الطلب الذي يناسبني في السن والمستوى المطلوب, فقد حرصتُ بالدرجة الأولى أن تكون زوجتي طالبة جامعية تفوق العشرين عام بحكم سني وأن تكون صاحبة دين وجمال وخلق".
    يحدثنا رجائي عن قصة خطبته قائلاً: " قد أجرت لقاء صحافياً معي الصحافية تسنيم النجار التي أعجبتني شخصيتها وأدبها وأخلاقها منذ اللحظة الأولى". ويتابع الكركي حديثه:" خطر في بالي وقتها أن أصلي الاستخارة أمر زواجي بإحدى فتاتين الأولى تسنيم والثانية فتاة لا تختلف عنها في الخلق والأدب, لكن بعد انتهائي من الاستخارة والدعاء بتضرع إلى الله وإلحاح جاءني صوت كلمح البصر وقال عبارة واحدة فقط: "تسنيم" أدركت بعدها أنها ستكون من نصيبي إن شاء الله".
    ويمضي متابعاً:"بعد الاستخارة باشرتُ بالخطوة الأولى وبحثت عن عنوان تسنيم وبعد حصولي على رقم هاتف والدها اتصلت به عرفتّه بنفسي، وأفصحت له عن رغبتي في طلب يد ابنته تسنيم، وفي ذلك الوقت جاءت أختي باسمة وأختي أم زياد في زيارة لي من الخليل، وهما من أكملتا الحديث مع والد تسنيم وطلبتا منه إعطاءنا موعد للزيارة, وكان الرد منه أنهم سيدرسون الموضوع". ويتابع بالقول:"كان الوقت مع أهلي ضيق للغاية لأنهم سينتقلون إلى الخليل، لتغادر أختايّ تاركتين الموضوع معلقاً, حيث أخبرني والد الفتاة أنه سيسأل عني وبعدها سيجيبني بالقرار النهائي".
    في أثناء ذلك كان يتعين على رجائي السفر للديار الحجازية لأداء مناسك الحج, فاستغلّ هذه الفترة وتضرع بالدعاء إلى الله أن يرزقه بالزوجة الصالحة". ويبدو أن العودة من الحج كان لها تأثير طيب على زواج الكركي ليقول: "اتصلت بوالد تسنيم للمرة الثالثة مكرراً رغبتي في تحديد موعد لزيارتهم في المنزل, فرحب والدها بالأمر", موضحاً أنه اصطحب أم محمد الصيفي وأبا محمد الرنتيسي معه لكي يخطبا له تسنيم. ويحكي الكركي عن هذه المحطة الحاسمة في حياته: "عندما رأيت والد تسنيم شعرت بالارتياح والقبول لا سيما حين قال لي: "يكفينا شرفا أنك أسير وقدمت من عمرك الكثير لأجل فلسطين..يا إلهي كم شعرت بالسعادة وقتها بالفعل أحسست أن أهل غزة طيبون جداً ".
    يضيف رجائي وقد ظهرت على ملامح وجهه الابتسامة: "بدأت بالخطوات العملية بعد قراءة الفاتحة والإشهار, وما بين الخطبة والزواج كان هناك قرابة شهرين أتممت خلالهما لوازم حفل الزفاف وبدأت بالبحث عن منزل وجهزته بكافة لوازم الحياة وبالفعل تم الزواج قبل حوالي ثلاثة أشهر".

    ذكريات الأسر
    وعن تأثير الأسر في حياته وكيف استطاع تجاوزه قال: "أحمد الله كثيراً أني خرجت من السجن سليم البدن ومعافى من كل الأمراض التي حلت بكثير من الأسرى ومعافى من لأزمات النفسية التي يصاب بها غالبية الأسرى".
    عن الذكريات التي لا تمحى من ذاكرة رجائي يقول: "في خضم سنوات الأسر أحمل بعض الذكريات لأليمة فقد فقدت والدي وأنا في لأسر وكانت أمنيتي أن أدفنهما يدي وأستقبل اجب عزائهم مازالت هذه الذكرى ألم يعيش بداخلي". يضيف:"الجانب الآخر المؤلم في كريات السجن أنني تركت لفيف إخوة أعزاء على قلوبنا وخاصة الأسير مروان المحتسب الذي حكم عليه ب 40 سنة". عن محاولات رجائي لخروج من ذاكرة الأسر وعيش حياته بشكل طبيعي يقول:"لا أبالغ عندما أقول لا يمر أسبوع واحد إلا ونخرج فيه أنا و تسنيم إلى البحر، لنتمشى بعدها عدداً من الساعات ودائماً أحاول أن أخلق جوا من السعادة وراحة البال".
    ويشير إلى أن أكثر ما يعجبه في غزة البحر وأهل غزة الطيبون ، أما ما يزعجه فهو حالة التذمر الكبيرة من قبل المواطنين بشكل مبالغ فيه.

    حياة سعيدة
    وعندما أعطى رجائي "الميكروفون" لتسنيم قالت: "عندما تقدم رجائي لخطبتي لم أتردد لأنني حين أجريت معه الحوار الصحفي لمست طيبته وشخصيته القوية". وبخصوص حياتها معه بعد الزواج تتابع حديثها: "أحرص على أن أعيش معه حياة سعيدة بعيداً عن ذكريات السجن, حتى إننا نخرج دائماً من المنزل لكي نعيش حياة جديدة مليئة بالحرية, كثيراً ما نتحدث عن مدينة الخليل وعن حبه لها وللجبال والثلوج فيها والعنب".
    وعن تأثير ذكريات الأسر فيه تضيف: "لا أعتقد أن تأثره بالسجن كان له انعكاس إلى حدٍ كبير على حياته, لكن كثيراً ما تعيش ذكريات السجن بداخله بالطعام والمواقف التي عاشها مع الأسرى، ففي البداية كان يطبق بعض العادات التي عاشها سنوات طويلة في الأسر مثل إخفائه للجوال عند الحديث مع أي أحد لأنه اعتاد ذلك في السجن".
    وعن شخصية رجائي تقول: "شخصيته تختلف كثيراً عن غيره من الأسرى، حيث يحاول أن ينسى الكثير من الذكريات التي عاشها في السجن حتى إنه يحاول أن يعيش معي في كل المناسبات التي أعيشها مع أهلي", لافتةً إلى أنه أصبح يعرف كل المناطق في قطاع غزة ولا يجد صعوبة في ذلك.

    أحلام بسيطة
    وعن لهجة رجائي الخليلية تضحك وهي تنظر إليه قائلة : "أصبحت مقاربةً للهجة أهل غزة ولا أشعر بالصعوبة عندما أتحدث إليه, كثير من الصفات الجميلة فيه خاصة حبه للضحك والمزاح وحبه للأطفال", مضيفةً: "يحرص علي بشكل كبير أو حتى كما يقولون يخاف عليّ من "الهواء الطائر", ويحرص على الوفاء بمواعيده". وتمضي في القول: "أسعد كثيراً عندما يساعدني في المنزل خاصة أنني لا أفقه في أعمال المطبخ شيئاً, فقد تعلمت منه عمل أكلته المفضلة "المقلوبة بالزهرة" حتى إنه علمها لوالدتي".
    توقفنا عند المحطة الأخيرة والتي تحمل في طياتها أملاً يحاول رجائي أن يعيشه بعيداً عن ذكريات السجن ليتحدث عن أحلامه بالقول: "أحلم بأني يرزقني الله الذرية الصالحة وأن أنشئ أسرة ذات طابع إسلامي وأن أنتقل من بيت الإيجار إلى بيت ملكي". وعلى صعيد العمل يضيف: "طموحي أن أدرس الماجستير في التاريخ أو في أحد التخصصات التي أحبها وأن أعمل فيما بعد مدرساً للغة العبرية خاصة أني أجيدها".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 17/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية