26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر نائل البرغوثي: أمنيتي أن يلغى يوم الأسير من قاموسنا

    آخر تحديث: الأحد، 22 إبريل 2012 ، 00:00 ص

    بين ذكرى يوم الأسير خلال رحلة اعتقال نائل البرغوثي عميد الأسرى السابق والذي لا يحبذ الألقاب والصفات والأوسمة، وذكرى السابع عشر من نيسان الذي استقبله لأول مرة بعد 34 عاما في منزل والديه اللذين رحلا قبل تحقق حلمها برؤيته حرا، مازالت قيود الاحتلال تفرض نفسها قسرا على نائل الذي تحرر في 2011 10-18 في المرحلة الأولى من صفقة "وفاء الأحرار"، فقد فرض الاحتلال على نائل الحضور كل شهرين مرة للتوقيع في مركز "عوفر". وقال البرغوثي: "قبل يومين من ذكرى يوم الأسير، توجهت للتوقيع وفق السياسة التعسفية التي فرضها الاحتلال على مجموعة من الأسرى لينغص علينا الشعور بفرحة التحرر ونعيش في دائرة التهديد المستمر". وأضاف: "أنا حر بنفسي وإراداتي، ولكن في واقع الأمر لست حرا لأنني مقيد بالإضافة لقيود الشعب بشكل عام، مقيد بحركتي التي حددها الاحتلال في محافظة رام الله والتي حرمتني من ممارسة الكثير من أمنياتي وواجباتي بحرية".

    الحرية والأمل
    والحرية بالنسبة لنائل شيء مقدس كما قال: "دفعت من حياتي الثمن الأكبر في سبيل تحقيقها، هي جزء من تفاصيل الحلم والأمل الذي آمنا به وحملناه ودافعنا عنه لنحطم القيود والسياسات والإجراءات التعسفية، فالأمل هو سلاح الأسير الذي يشحنه بروح الإرادة والصمود والتضحية ". وأضاف: "ورغم شعوري أحيانا أنني أعيش في ساحة سجن اكبر، لكن له نكهة خاصة لأنني أسير بين الشجر واستمتع بسماع زقزقة العصافير بلا شبك على الساحة، وأتمكن من مشاهدة النجوم وأتأملها بحرية وهذه الأمور التي يفتقدها الأسير يشعر عندما تتحقق كأنها هدية لولد صغير ينام وهو يحتضنها قرب وسادته أو في سريره".

    شريط الذكريات
    في يوم الأسير، يمر شريط لذكريات طويلة في حياة نائل التي تغيرت فيها الكثير من الصور والمشاهد والتفاصيل ولكنه لا ينسى البداية التي تعتبر مفارقة في النشأة والتفكير والرؤيا والأهداف بين أبناء ذلك الجيل وواقع الأجيال في المرحلة الراهنة، ففي ذلك الزمان اختار نائل فلسطين طريقا للنضال في سبيل تحقيق الهدف السامي لكل فلسطيني محب لأرضه وشعبه وليس في سبيل الرتب والراتب والأوسمة والنياشين. أول مرة استقبل فيها نائل يوم الأسير كانت في زنازين التحقيق في سجن رام الله، وآخر مرة يمضي حكمه ويواصل مسيرة النضال والصمود والتمسك بالأمل في سجن "ريمون"، ومن وحي الذكرى والرؤيا بين الأولى أسيرا وبعد الأخيرة حرا قال: "كل الأشياء تغيرت على ارض الواقع بشكل سلبي والسبب ثقافة البوسترات التي يجب إغلاقها وتحريمها في تاريخ الشعب الفلسطيني، فلا يعقل أن نطلق على كل أسير قائد ولا يوجد لدينا جندي واحد، ويجب استبدالها بعقيدة "كلنا جنود للوطن" وكل فرد فينا قدم ويقدم للوطن قدر إمكانياته". وأضاف: "رغم مكانة وقيمة وأهمية الأسير ونضاله لا يجوز تضخيم الأسير على حساب الشهيد وأشياء أخرى، هناك خلل ثقافي وإعلامي يسود اليوم ويجب أن نغيره، ويجب أن لا يكون الأسر مفخرة للشعب والفرد فالأسر بتاريخ الشعوب ارتبط بالذل ويعتبر عنوانا للذل والعبودية، يجب أن لا نركز على مفهوم أن الأسر عزة وكرامة فقط لأنه بالأساس صراع بين الحفاظ على الكرامة الإنسانية ومقاومة الذل ولبناء مجد تفتخر به الأمة".
    ويعتقد نائل جازما أن اكبر وسيلة دعم وإسناد للأسرى باختيار أدوات وأساليب النضال التي تحررهم والابتعاد عن التعامل معهم كأرقام وكانتين ومستحقات، ومن وحي تجربته، قال: "إن طرح قضية الأسرى كإحصائيات وأعداد وأرقام كان يستفزنا كثيرا، فقيمة الأسير لا ترتبط بحجم ولون البوستر واليافطة وللأسف هناك البعض ممن استغل عطف ودموع الأمهات والأهل لتوجيه وتعزيز هذه الظاهرة، بينما هناك أبطال حقيقيون في ميدان النضال خارج وداخل السجن ولم يسال احد عنهم، ولم يذكر الكثير ممن سبقونا في النضال لأنه لم يكن هناك فضائيات أو إعلام أو تجارة بعدد السنوات".

    تجربة الإضرابات
    قبل اعتقاله، شارك نائل في التظاهرات والاعتصامات الداعمة لإضراب الأسرى التاريخ في سجن عسقلان عامي 1976 و1977، وعبر مسيرة اعتقاله شارك في كل نضالات الحركة الأسيرة التي انتزعت حقوقها وحققت الكثير من الانجازات، لذلك ومن وحي تجربته قال: "الأهم في تجربة الإضراب وحدة الموقف والقرار والمصير، لذلك ورغم تقديري لكل ظاهرة نضال يخوضها الأسرى أو أي أسير انصح بعدم خوض الإضرابات بشكل فردي، فأي مبادرة حتى لو كانت إضرابا ليوم أو لسجن يجب أن تكون جماعية وليست فردية بأي شكل من الأشكال". وأضاف: "قاعدة الانتصار الإرادة والإيمان والعزيمة والقرار الموحد، فالبطولة يجب أن لا تكون فردية لان الإضرابات الكبرى نجحت لان القرار واحد ولأنه لم يكن هناك بحث عن بطولة فردية، والمطلوب في أية معركة الوحدة والانتماء والإيمان".

    أمنيات نائل
    لم تقم احتفالات التكريم لنائل في يوم الأسير، لكنه يواصل المسير بخطى واثقة للأمام بعدما تحقق حلمه وتزوج في 18 - 11 – 2011 من المحررة إيمان نافع التي اعتقلت عام 1987 وقضت 9 سنوات ونصف خلف القضبان، وقال: "في القفص الذهبي نواصل صناعة مشوار الحياة بأمل، نتقاسم الظروف الصعبة لبناء مستقبل أجمل يحقق آمالنا وأحلامنا في بيتنا رغم الألم لغياب الأحبة عن القلب ولكن أكثر ما يؤلمني أن قسما كبيرا من الناس يعتقدون أننا كمحررين حصلنا على هبات أو لدينا أموال كثيرة رغم انه لدينا هموم ومشاكل ككل الناس بل وأكثر منهم، فلم نحصل حتى الان سوى على الراتب المقطوع كسلفة والذي ينتهي في شهر أيار القادم، وما زال مصير الكثير من المحررين معلقا ومجهولا".
    في يوم الأسير، يتمنى نائل أمنية واحدة كما قال: "أن يلغى يوم الأسير ووزارة الأسرى وتغلق كل الجمعيات التي تتابع أمور الأسرى بعد تحررهم جميعا وعودتهم إلينا، أمنيتي أن انهض صباحا وأرى انه لم يعد هناك أي أسير فلسطيني في السجون".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 18/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية