الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير المحرر: فؤاد الرازم في مقارعة الاحتلال.. اقتناص الجنود شفى غليله من "حكم المؤبد"!

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    ثلاثة عقود قضاها في المعتقل.. وهو الذي استصعب عام 1981Ù… فكرة قضاء لو ستة شهور فقط في ذلك المكان .. إنه عميد الأسر المقدسيين السابق الأسير المحرر فؤاد الرازم، قضي في  المعتقل واحداً وثلاثين عاماً كانت كفيلة بأن تقهر أي إنسان مكانه، لكن إصراره على مقارعة الاحتلال حتى وراء قضبان السجون خفف عليه وطأتها.

    عالمٌ آخر
    عن ذلك يقول الرازم: "في البداية يكون الأسر صعبًا جداً حين يخرج المعتقل من التحقيق إلى الزنازين، ليجد نفسه في عالم آخر لم يتصوره ولم يتوقعه يوماً، فالانتقال من واقع الحرية إلى الأسر يشكل صدمةً للأسير.. بل وفيها لا يستوعب الأسير فكرة أن يُمضي ولو فترة بسيطة في المعتقل".
    وتابع:" حين اعتُقِلت عام 1981، التقيت بأحد الأسرى الذي كان قد قضى ستة شهور في المعتقل، وقتها شعرت بأنها مدة طويلة جداً .. واستغربت من وجوده كل تلك الفترة في المعتقل، لكني لم أكن أدري أني سأمكث أكثر منها بكثير.."
    الإرادة الصلبة والعزيمة القوية هما اللتان مكنتا الرازم من التأقلم مع واقع الأسر، إلى جانب يقينه بأنه يخوض داخل المعتقل معركةً من نوع آخر تمثل امتداداً للمعركة خارج السجون.. تأخر الحكم على الرازم!!  ÙÙ‚د قضى "موقوفاً" في المعتقل مدة عامٍ ونصف العام، إلى أن جاء الحكم عليه بالسجن المؤبد، يقول: "قتلي لعدد من الجنود الصهاينة، هو الوحيد الذي شفى غليلي من هذا الحكم الصادِم".

    ضياع الخصوصية
    في المعتقل انضم الرازم إلى حركة الجهاد الإسلامي وكان يقضي وقته في الغرف التابعة للحركة، فغرفة التنظيم بالنسبة للمعتقل هي بمثابة غرفة النوم والمأكل والمشرب والمدرسة والجامعة، ويخضع فيها الأسير لبرامج ثقافية وإدارية، وجلسات خاصة وعامة.
    هناك اكتشف الرازم في نفسِه قدرة كبيرة على الخطابة والتدريس، وهو الذي يحمل درجة الدبلوم في الشريعة، فبرع في إدارة الجلسات من الناحية الإدارية والثقافية، ووجد في نفسه قدرة قيادية مارسها داخل المعتقل، الأمر الذي عرضه للعزل الانفرادي والجماعي عدة مرات.
    ماذا كان يستذكر الرازم حين يخلو بنفسه في المعتقل ؟!، يضيف الرازم : "صعب أن يحصل المُعتقل على خلوةٍ بنفسه، إذ أن أهم شيء يفقده داخل الزنازين هو خصوصيته، لكن إن تعرض للعزل فإن ذكرى الأهل والأحبة تتفتَّح لتجرح القلب".
    ويتابع: "كنت أسترجع في لحظات العزل الماضي كله، طريقة الجهاد والمقاومة، والحياة الاجتماعية مع أسرتي، كنت أتذكر نفسي وأنا أمشي في شوارع القدس القديمة في الليل، وتجوالي في أزقتها وحاراتها، والمسجد الأقصى وصلاتي فيه.. .

    قتل بطيء
    كان الرازم مصراً على تحدي السجان، مما جعله يتعرض للعزل الانفرادي والجماعي خمس مرات، أولها عزل انفرادي في عام 1982 م، لمدة مائة يوم بسبب رفضه للنقل الإجباري من قبل إدارة السجون، وثانيها عزل انفرادي في 1992 م، لمدة ثلاثة شهور على إثر خطبة جمعة بعنوان "القدس لنا".. وكان آخرها عزلاً جماعياً في سجن هداريم بدأ عام 2007 م واستمر لمدة عامين ونصف العام.
    العزل الانفرادي وفقاً للرازم جريمة حرب، فهو بمثابة قتل بطيء للمعتقل، ليس بإمكان الجميع تحمله، مضيفاً:" بعض المعزولين انفرادياً سيطرت على نفوسهم الوساوس وتمكن منهم التفكير السلبي والخيالات، فدخلوا في حالة نفسية سيئة".
    الأمل بالإنعتاق من الأسر، كان حاضراً دوماً في نفس الرازم، لكنه كون قناعة بألا يفكر في هذا الأمر، عندما استثني من صفقة التبادل بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والكيان الصهيوني عام1985 م، وتحفظت الأخيرة عليه.
    وأضاف: "شعرت حينها بأنني سأمضي فترةً طويلة في الأسر، واقتنعت بأن لا أفكر في شيء خارج السجون، إلا حينما أكون بالفعل خارجها، حتى عندما كان زملائي يسألونني ماذا ستفعل خارج السجن؟ كنت أجيبهم بأني لن أفكر في ذلك إلا حينما أكون خارجها".
    ورأى أن ذلك كان القرار الأفضل لاستقرار نفسيته، كما أنه كان يتوقع أنه إذا تم الإفراج عنه أن يتم إبعاده خارج القدس، فرأى أن ما سيفعله خارج الأسر متعلق بالمكان الذي سيبعد إليه، لأن لكل منطقة قراراتها وأحكامها".

    فراق ست الحبايب
    وفاة والدته عام 2005 م دون أن يستطيع وداعها كان الموقف الأًصعب الذي مرَّ على الرازم في المعتقل، يقول بتأثر: "كان هذا أكبر حدث أثر في نفسيتي، فقد كنت قبل وفاتها أتصور كيف لو أنها غادرت الدنيا دون أن أودعها أو أراها فأتعب من هذا التفكير".
    واستدرك قائلاً: "لكن بحمد الله وبعد جهودٍ كبيرة استطعت أن أراها وهي على فراش الموت، قبل وفاتها بعشرين يوماً، حيث أحضروها إلى المعتقل، لمدة خمس وأربعين دقيقة، كانت خائرة القوى ولا تقوى على الكلام، لم تنطق سوى جملتين ما زلت أذكرهما حتى هذه اللحظة، اسمي المتعارف عليه خارج المعتقل "فواز" و"الله يرضى عليك" ولقنتها الشهادتين ثم غادرتني إلى الأبد".

    لم أتعلق بالأمل
    هل تعلق الرازم بأمل التحرير حينما اعتقل جلعاد شاليط ؟!، أجاب: لم أكن لأؤمن بأنه قد تم الإفراج عني إلا إذا وجدت نفسي في مكانٍ آمن خارج المعتقلات، فقد سبق وأن أعادت دولة الكيان أسرى مفرج عنهم من مطار اللد في صفقة1985 م ".
    وتابع: "فلم أطمئن إلى أنه تم الإفراج عني، وعن إخواني إلا عندما دخلنا قطاع غزة، فصدمة عام1985 م، وبعد عدم شمولنا ضمن خمس صفقات تبادل بين حزب الله والكيان الصهيوني جعلتني لا أتفاعل مع أي أخبار تتناولها وسائل الإعلام، حول صفقة شاليط كما أننا كنا نخشى ألا تستطيع المقاومة مواصلة احتجازه".

    وأشار إلى أنه كان مطمئنا إلى أن الصفقة لن تتم بدون إدراج اسمه لما لمسه من إصرار المفاوضين على إدراج قدامى المعتقلين ضمن قائمة المفرج عنهم، قائلاً :"كنت أقول دائماً لقد دخلت المعتقل بعز وشرف وكرامة وأريد أن أخرج منه كذلك.. وقد تحقق لي ما أردت، فما أن دخلت القطاع حتى شعرت بالفخر بنفسي وبهذا الشعب الذي استقبلنا بكل حفاوة واحترام وتقدير وبالمقاومة وبأهل القطاع الذين تحملوا القتل والإيذاء لأجل الإفراج عنا".
    اللقاء بالأهل كان صعباً ومؤثراً بالنسبة للرازم، امتزجت فيه مشاعر الفرحة بلقائهم ومشاعر الحزن على أنه ترك خلفه أسرى كثيرين بقوا خلف القضبان وحُرموا من احتضان أهاليهم.

    الدفاع عن قضية الأسرى ومساندتهم وإقامة مركز يعنى بشؤون مدينة القدس، هما الملفان اللذان ينوي أن يكرس لهما الرازم جل وقته، فهو يحن إلى القدس مسقط رأسه وأحب الأرض إليه، وخاطب مدينته بالقول :"أنتِ لنا ونحن على موعد مع اللقاء فيكِ والصلاة في المسجد الأقصى محرراً من دنس الاحتلال".
    ويشير إلى أنه وزوجته التي أصلها من جنين قد اعتادا على التأقلم على الحياة في قطاع غزة لأنه بالنهاية جزء من فلسطين والعيش فيه أفضل من الإبعاد إلى خارج فلسطين، مشيراً إلى أن زوجته تأقلمت على الحياة في غزة إلى أن يقدر الله لهما حلاً آخر.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 28/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية