السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    أسير محرر: العزل الانفرادي موت بطئ في زمن "الصمت المرعب"

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    في لحظات الأسر تعيش بعيداً عن كل مكونات وجودك كإنسان يستنشق عبير الحرية، ويُهون عليك أنك تعيش بين ثلة من الأسرى الذين يشكلون في مجموعهم مجتمعك الصغير الذي تتعايش معه وتتواصل من خلاله بالحديث والضحك وفي تقاسم الألم والأمل.
    وبهدف زيادة الوجع والألم اخترع الاحتلال الصهيوني "العزل الانفرادي" في "باستيلاته" التي تسمى زوراً وبهتاناً سجوناً في زمن الصمت المرعب.
    الأسير المحرر هشام حميدان الشرباتي  (45)عاما مكث في سجون الاحتلال عشر سنوات منها خمس في العزل الانفرادي يقول إن: "الأسير المعزول ليس لديه ما يخسره في إضرابه"ØŒ واصفا "العزل الانفرادي" بالموت البطيء".

    زنزانة الموت
    وعن مفهوم العزل الانفرادي يشير إلى أنه يتم وضع الأسير في زنزانة صغيرة الحجم، حيث لا يسمح له بالتواصل مع الأسرى الآخرين أو حتى مع العالم الخارجي سواءً مع الأهل أو وسائل الإعلام وغيرها.
    وينوه إلى أن العزل الانفرادي يقسم إلى قسمين الأول، "العزل الزوجي المزدوج" ويقصد به وضع الأسير المعزول مع أسير آخر في زنزانة واحدة.
    ويوضح أن النوع الثاني هو "العزل المنفرد" ويكون بوضع الأسير في زنزانة لوحده دون وجود أي أسير معه في الزنزانة، وهذا النوع هو الأقسى والأصعب والأثقل على الأسير.
    ويستذكر تفاصيل الزنزانة التي قضى جزءا من عمره فيها فيقول: إن حجمها صغير جدا لا يتعدى مساحة فرشة النوم وفي بعض الأحيان مع نصف متر زيادة، وتحتوي على مرحاض وحمام، وفي بعض الأحيان لا يكون بين المرحاض والسرير فاصل.
    ويضيف: في عزل "أيلون" لا يكون شباك في الزنزانة وأن الشمس لا تدخلها والرطوبة عالية والإضاءة ضعيفة، وعلى باب الزنزانة شباك صغير مغلق في معظم الأوقات إلا في حالة العدد أو في لحظة تحدث السجان إلى الأسير أو عند مراقبته.
    ويلفت إلى أنه لا يتم الخروج إلى الفورة إلا بوجود ضابط من إدارة السجون مع وضع السلاسل في الأيدي إلى الخلف وكذلك يتم ربط القدمين وكما لا يسمح للأسير باصطحاب أي شيء من مقتنياته الشخصية.
    ويؤكد أن الأسير المعزول يكون في الغالب قد وُقع عليه مجموعة من العقوبات فهو محروم من إدخال الأدوات الكهربائية كلها أو جزء منها، وقال: "وفي حال تم رفع العقوبات عنه فإن المسموح به يكون التلفاز والمروحة وفي بعض الأحيان ثلاجة صغيرة وبلاطة للطهي".

    تفتيش يومي
    وعن وسائل التضييق التي يمارسها السجان في العزل يؤكد أن تفتيش الزنزانة يتم يومياً، وخلاله يتم تكبيل الأسير بالسلاسل قبل الدخول إلى الزنزانة وبحضور ضابط، مشيرا إلى أن التفتيش يقصد به تخريب المقتنيات الخاصة بالأسير وأحيانا يحاولون ممارسة التفتيش العاري الذي يرفضه الأسرى.
    ويشدد على أن إدارة السجن تتعامل مع المعزول بطريقة استفزازية مقصودة ومدروسة بهدف جره إلى ردة الفعل التي تؤدي إلى توقيع عقوبات جديدة عليه وهم يحاولون بكل الطرق استفزاز الأسير والتعرض لكرامته وإذلاله.
    وعن طريقة الأسرى في التواصل مع الأهل يشير إلى أن الوسيلة الوحيدة للتواصل مع الأهل هي عن طريق الرسائل في البريد أو مع المحامي الذي يزور المعزول مرة في الشهر.
    ويقول: "إن أفضل اللحظات في العزل عندما يتم إبلاغ المعزول بحضور المحامي لقراءة رسائل الأهل ومعرفة أخبارهم أو عند سماع برنامج السلامات في بعض محطات الإذاعات".
    ويلفت إلى أنه مكث في العزل ما يقارب الخمس سنوات منها أربع سنوات وحيداً دون أن يتواجد معه أحد في الزنزانة، موضحا أنه في بعض الفترات المتقطعة كان يوجد ازدحام في أقسام العزل مضيفا: "لقد من الله على إذ التقيت بالأسير حسن سلامة المحكوم (47) مؤبداً، والأسير محمد المغربي (17) مؤبداً.
    ويؤكد أنه كان يتواصل مع بقية الأسرى المعزولين رغم أنف السجان الذي يمنع الحديث عبر الشباك. وتابع: "كنا نتجاذب أطراف الحديث ونضحك ونخوض نقاشات سياسية واجتماعية وثقافية، وغالباً ما كان يفرض علينا عقوبات".

    ويوضح أن الشعور في العزل يكون مختلفاً فالمشاعر تتقلب وتتبدل، مشيرًا إلى أنه لا يوجد استقرار في العزل، ومع ذلك فإن تحدي الاحتلال هو القضية الأهم.
    ويضيف: "لقد صممت على أن أخرج من هذه التجربة بأكثر الانجازات الممكنة وقد كان لي ما أردت، حيث أعددت مسودة تأليف لكتابين واحد في المجال الفكري وهو بحث عن (المعارضة بين الممارسة الفعلية والتأصيل الفكري)، والبحث الثاني وهو الأهم فقد وضعت فيه نظرية خاصة لي في التحليل السياسي أطلقت عليها (المدخل الأساسي في التحليل السياسي)".
    ويختتم حديثه فيقول: "كنت أقضي جل وقتي بين الكتابة وقراءة الجريدة العبرية، وكذلك قراءة القرآن ومشاهدة بعض البرامج التلفزيونية السياسية والعلمية والوثائقية في بعض القنوات المسموح بها".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 13/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية