الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير المقدسي المحرر توفيق عويسات يتحدث عن معاناة الأسرى

    آخر تحديث: الإثنين، 14 مايو 2012 ، 00:00 ص

    أبى الأسير المقدسي توفيق عويسات الخروج من الأسر إلا وهو مضرب عن الطعام في يومه التاسع، وقد نقل للعلاج في مستشفى المقاصد قبل التوجه لمنزله وعائلته، من اجل إيصال رسالة لمصلحة السجون الصهيونية من جهة ومن جهة أخرى رسالة عهد ووفاء من الأسير لإخوانه ورفاقه بالأسر أنه معهم في معركة الأمعاء الخاوية، وسينقل همهم ومعاناتهم لخارج أقبية الاحتلال.
    وكان قد أستقبل الأسير المقدسي توفيق علي عويسات 38 عاما الذي قضى مدة الحكم بسجنه 18 عاما، بعد الإفراج عنه من سجن نفحه بتاريخ 25 – 4 – 2012 بحفاوة أمام السجن ومدينة القدس من قبل رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب وعضو اللجنة علاء الحداد ومدير مكتب نادي الأسير بالقدس ناصر قوس وعدد من الأسرى المحررين وأهالي الأسرى وعائلته ووالديه. وتحول استقباله في جبل المكبر مكان سكناه لعرس فلسطيني فقد شارك الأطفال والشبان والنساء والرجال وكبار السن في استقباله، بينما كانوا يلقون السكاكر على موكب الاستقبال وتطلق النسوة الزغاريد، وسط الهتافات ورفع الأعلام وصوره.
    وعن ذلك قال المحرر توفيق "رغم معاناة الأسير وإضرابه عن الطعام إلا أن الاستقبال الذي شهدته من أهالي القدس وجبل المكبر، خفف من معاناة الأسر طوال ال 18 عاما وأدخل السعادة والفرحة إلى قلبي". وأضاف "رغم التحرر من الأسر إلا أن قلوبنا ما زالت مع الأسرى المضربين عن الطعام من خلال نقل معاناتهم ومطالبهم للمسؤولين ووسائل الإعلام المختلفة، وسنبقى أوفياء لهم من خلال مشاركتنا بالاعتصام التضامني معهم في الصليب الأحمر بالقدس، حتى تحرير آخر أسير من السجون الصهيونية".
    وعن الحرية بعد 18 عاما من الأسر تحدث توفيق: "على مدار وجود الأسير بالسجن دائما ينتظر استنشاق هواء الحرية، فبالنسبة لي حلم الحرية تحقق اليوم وعلى أرض الواقع الحرية مؤثرة وتاريخية". وأضاف: "عندما يصل الأسير لآخر باب فاصل بينه والحرية تكون لحظة مؤثرة وصعبة يعجز اللسان عن وصفها بالكلمات، وأحتضان الوالدين والأهل، وقد سجدت فور الإفراج عني سجدة شكر لله سبحانه وتعالى، عند وصولي لمدينتي القدس والنظر للمسجد الأقصى".

    الأسرى.. وخوضهم الإضراب عن الطعام
    وفي لقاء مع الأسير المقدسي المحرر توفيق علي عويسات قال: "لقد لجأ الأسرى لإضراب عن الطعام بسبب مطالب رئيسية مهمة وتهمه بشكل مباشر منها إنهاء العزل الانفرادي لعدد من الأسرى تحت مسمى "أناس خطرين" ممنوع احتكاكهم بالأسرى العاديين، حيث يفتقر العزل للحد الأدنى من شروط الحياة وبالتالي عدم تواصله مع الأسرى، والسماح لأهالي غزة بزيارة أبنائهم الأسرى بعد حرمان استمر ست سنوات وخاصة بعد أسر الجندي شاليط رغم أن الزيارة حق طبيعي وشرعي، والسماح للأسير بالتعلم حيث منع الأسرى تحت مسمى "قانون شاليط" من التعليم الجامعي، ومنع إدخال الكتب لهم وسحبت محطات التلفاز وخاصة الجزيرة، وتم التنكيل بالأسير وأهله خلال الزيارة، والعيادة وتحسين وضع الطعام والكانتينا وزيادة نسبة الطعام نوعا وكما". وأضاف " هذا الإضراب السادس عن الطعام الذي أخوضه خلال مدة اعتقالي ال 18 عاما، ومبدأ الإضراب واحد الجوع والألم، ويعتبر الإضراب المفتوح عن الطعام قمة المواجهة بين السجين والسجان".
    وأوضح أنه عند إعلان الأسرى إضرابهم عن الطعام تقوم الإدارة من جانبها بسحب كافة أغراض الأسرى منها الشامبو والصابون والملابس والمراوح وأجهزة التلفاز والكراسي والطاولات، ويعيش الأسرى على المياه وأحيانا تقطع الإدارة المياه".
    وأشار إلى أن الإدارة تعطي حلولا ولكن لا ترتقي لمطالب الأسرى، فهي تراهن على كسر إرادة الأسير من خلال الزمن. وأكد الأسير المحرر توفيق عويسات أن هذا الإضراب هو أنجح إضراب للأسرى لأن مطالبهم طبيعية غير مبالغ فيها، قائلا: "أعتقد أن الظروف مهيأة للتعاطي مع مطالب الأسرى، والحركة الأسيرة متماسكة أكثر من أي وقت سابق، حيث يلتزم بالإضراب 70 % من الحركة الأسيرة، والبقية سيدخلوا الإضراب بشكل تدريجي." ونوه أن الإدارة قامت منذ اليوم الأول للإعلان عن الإضراب بمصادرة الملح، رغم انها تعلم أن الملح ضروري للمعدة، وحاليا الأسرى يعتمدون على المياه فقط.
    وأشار إلى إن كل المطالب التي من أجلها خاض الأسرى إضرابهم عن الطعام هي كانت إنجازات موجودة وسحبت من الأسرى في عام 2000، وبعد الإضراب قامت الإدارة بنقل الأسرى المعزولين من العزل إلى بقية الأقسام مع الأسرى. وفي إضراب عام 2004 كانت الإدارة تستفز الأسرى المضربين عن الطعام من خلال قيامها بإعداد المشاوي.

    سجن نفحة...والإضراب
    وعلى صعيد سجن نفحه أوضح توفيق أنه كان يوجد بقسم 4 بسجن نفحه 40 أسيرا من الداخل والقدس جميعهم مضربون عن الطعام، كان قد تم نقلهم من سجن جلبوع لسجن نفحة من أجل كسر إرادتهم وإرهاقهم، وقد قامت الإدارة بنقل أسرى من سجن نفحة إلى سجن بئر السبع وبالعكس من أجل الضغط عليهم لكسر الإضراب. وقال توفيق: "السجين يراهن على الزمن وكل إدارات السجون في حالة استنفار لأنها تتحمل مسؤولية أي ضرر صحي للأسرى، ما يشكل ضغطا على الإدارة، وكل يوم يمر في الإضراب يعتبر مكسبا للأسرى ويرغم الإدارة على التفاوض مع الأسرى، كما يوجد لجنة مكونة من الأسرى والإدارة ولكن حلول الإدارة لا ترتقي للأمر الذي يرضى به الأسرى".

    معاملة إدارة السجون
    وأوضح توفيق أن أحد أساليب الضغط على الأسرى مجرد أنهم دخلوا الإضراب عن الطعام، هو العقاب وعرض الأسير للمحاكمة وكل أسير يدفع 250 شيكلا ويحرم أربعة أيام من الفورة، من أجل كسر إرادته وصموده. أما بالنسبة للتخطيط للإضراب قال توفيق: "قبل خوض الإضراب كان هناك تنسيق بين كل السجون وقد اتفقوا على تشكيل لجنة مكونه من 11 أسيرا من كافة الفصائل مهمتها التفاوض مع إدارة السجون، وقد تم تجميعهم في سجن بئر السبع.
    وقال توفيق: "إن هذا الإضراب يتميز عن الإضرابات السابقة في إصرار الأسرى على تحقيق مطالبهم مهما كلف الثمن". أما بالنسبة إلى إمكانية تصعيد وتيرة الإضراب أضاف: "بعد إعلان الأسرى إضرابهم عن الطعام تقوم الإدارة يوميا بفحص الوزن والضغط، ومن ضمن الخطوات التصعيدية أن يقوم الأسير برفض التعامل مع العيادة، كذلك رفض فحص الشبابيك والوقوف للعد، وهناك الكثير من الأمور التصعيدية التي من الممكن أن يقوم بها الأسرى في حال عدم استجابة إدارة السجن لمطالبهم. وأشار إلى أن الأسير يتعرض بشكل فردي لمحاولة كسر الإضراب، فربما الأسير المريض لا يسمحون له التوجه للعيادة مقابل كسر إضرابه، وممكن أن يتم نقل أسير من سجن لآخر مقابل كسر إضرابه، أو يعرض عليه الزيارة المفتوحة، فالإدارة تعمل لمدة 24 ساعة لكسر الإضراب.
    أما بالنسبة لعلاقة الأسير المضرب بالعالم الخارجي وقطع الزيارات عنه، فتمنعه الإدارة من التواصل مع العالم الخارجي، ويكون حينها المحامي همزة وصل بين الأسير والخارج. وقال توفيق: "خلال التسعة أيام من هذا الإضراب سمحوا لمحامين بزيارة أسرى سجن نفحه ضمن إجراءات مشددة، فيقضي المحامي طوال اليوم من أجل السماح له بزيارة أسير".
    وأشار إلى أنه في إضراب العام 2004 سمحوا لمندوبي الصليب الأحمر بزيارة الأسرى في اليوم ال 15، وأقتصر دورهم على السؤال عن الوضع الصحي للأسير فقط. مع العلم أن رسالة للأسير عن طريق الصليب رفضوا إرسالها للأهل في نفس الإضراب إلا بعد مرورها على ضابط استخبارات السجن.

    طبيعة الإضراب
    وأوضح توفيق أنه يسبق الإضراب جلسات تعبئة حيث تقوم الحركة الأسيرة بتعبئة القاعدة من خلال البيانات والتعميم حول كيفية التعامل مع الإدارة خلال الإضراب وكيفية مواجهتها خلال التجربة السابقة. وعن طبيعة الإضراب قال: "الأيام الأولى للإضراب عن الطعام صعبة للغاية بالنسبة للأسير حيث يمتنع عن الطعام ويبقى اعتماده فقط على المياه، وكل يوم في العشرة أيام الأولى ينقص وزنه كيلو، ويستقر الوزن عند اليوم العاشر حيث ينقص وزنه بشكل أبطأ، ويعاني حينها من إرهاق جسدي".

    أصعب إضراب
    وأضاف توفيق: "إن إضراب العام 2004 كان أصعب إضراب من خلال تعامل الإدارة مع الأسرى المضربين عن الطعام، حيث تعاملت بشكل فردي مع كل أسير، وقامت بإعداد المشاوي من أجل التأثير على معنويات الأسير وصموده، وقامت بإزعاج الأسرى بالسماعات، وإشعار الأسير أن الشعب غير متضامن معه، ونشر دعايات بين الأسرى عن فك السجون للإضراب". أما على صعيد التضامن الشعبي وأهميته بالنسبة للأسرى قال توفيق: "هذه معركة يجب أن لا يكون الأسير خلالها لوحده، والمطلوب من المستوى السياسي والمحافل الدولية ومجلس الأمن القيام بدوره ا تجاه الأسرى، كذلك على وسائل الإعلام والإذاعات الرسمية والخاصة والعالمية القيام بتغطية حدث الإضراب".
    وأضاف "رسالة الأسرى في الإضراب هي الالتفاف الشعبي حول الأسرى خلال إضرابهم عن الطعام، من خلال المسيرات والاعتصامات ونصب الخيم في المحافظات من أجل رفع معنويات الأسرى، وتشكيل الضغط على مصلحة السجون لتحقيق مطالب الأسرى والتخفيف من معاناتهم". مشيرا إلى أن التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في الصليب الأحمر غير كاف، حيث تتوافد أعداد قليلة للخيمة، والمطلوب التضامن بشكل أكبر والتواجد في خيمة الاعتصام بالصليب الأحمر بالشيخ جراح بالقدس من أجل رفع معنويات الأسرى، لأن ذلك له تأثير كبير على نفسيات الأسرى ويرفع من معنوياتهم.
    أما بالنسبة للشخصيات السياسية في السجون فقال توفيق: "على الشخصيات أن يكون لها دور فعال في التحريض على الإضراب ورفع معنويات الأسرى فهم جزء من المعركة".
    وأضاف: "والمطلوب من السلطة الوطنية طرح قضية الأسرى في المحافل الدولية ومجلس الأمن والدول المؤثرة على الكيان من أجل تخفيف معاناتهم". وأشار أن على وزارة الأسرى القيام بدور أكبر من ذلك وتحرض الشعب على الاعتصام والتواجد بخيم الاعتصام. وأشاد توفيق بدور لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين ونادي الأسير بقوله: "إن دور لجنة أهالي الأسرى ونادي الأسير بالقدس مهم جدا، فما رأيته بعيني أن تواجدهم ملحوظ في خيمة الاعتصام بالصليب الأحمر بالقدس، ويقومون بدورهم على أكمل وجه".

    تجربة توفيق الشخصية في الأسر
    وتحدث الأسير المحرر توفيق عويسات عن تجربته الشخصية في الأسر بقوله: "التجربة غير بسيطة فهناك أيام حلوة وأخرى صعبة، تجربة كبيرة في التعرف على الحياة والناس والاحتكاك أكثر مع التنظيمات الفلسطينية داخل السجن". وأشار إلى أن أبرز المحطات له بالأسر هي الإضرابات المفتوحة والتنقل بين السجون. وأضاف" في الأسر يشارك الأسرى بعضهم البعض في أفراحهم وأحزانهم كما يتواصلون اجتماعيا، وعندما يحين موعد إطلاق سراح أسير يقوم الأسرى بتوديعه من خلال الأغاني والأناشيد، فالحرية من الأسر فرحه وبهجة يتمناها كل أسير ويراها الأسير بفرحه مع الأسير المفرج عنه".
    وتابع:" رغم معاناة الأسرى في هذا الإضراب والظروف الصعبة إلا أن الأسرى أصروا أن يغنوا وينشدوا لي ابتهاجا بالافراج عني".  ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø­ أن إدارة السجن لم تسمح له بزيارة خاصة مع والديه خلال مدة اعتقاله ال 18 عاما إلا حين وفاة جده ومرض والده، وقال: "ف أول زيارة خاصة لي مع والدي بعد 16 عاما من الاعتقال، وأول لقاء بدون شبك أو زجاج مؤثر جدا، حيث ارتبكت كثيرا حتى أني لم أعرف ماذا سأقول لوالدي في الدقائق الخمس الأولى من الزيارة".

    رفض منح الشليش
    وقد قدم الأسير المقدسي توفيق طلبا لإدارة السجن من أجل الإفراج عنه بعد انتهاء ثلثي مدة اعتقاله الذي يعتبر حقا لكل أسير، ولكن طلبه رفض لمدة ست سنوات. وقال: "لمدة ست سنوات كاملة توجهت للجنة الشليش ورفض طلبي، وعدد المحاكم التي عرضت عليها 20 محكمة، ودائما يكون الرد رفض الطلب لوجود ملف سري ويشكل خطرا على أمن الدولة، وأيدولوجيا لديه مشاكل". وأضاف: "يعتبر الشليش نافذة أمل لكل أسير وحق قانوني، بسبب عدم وجود أفق للمفاوضات للإفراج عن الأسرى، وقد تعرضت لخيبات أمل كبيرة، حيث كنت أتشوق للإفراج عني من خلال محكمة الشليش".

    والدي توفيق... و 18 عاما
    من الأسر وثمن الأسير المحرر توفيق دور وجهود وعناء والديه طوال 18 عاما من اعتقاله، بقوله: "إني أقدر تعب ومشقة والدي اللذين ناضلا من أجل تحريري وكافة الأسرى، كذلك إصرارهما على زيارتي حتى في المدة الأخيرة للأسر، رغم مرضهما الشديد وكبر سنهما، فنضالهما لا يقل أهمية عن نضال الأسير داخل السجن وصموده." مشيرا ال ى أن والدته كانت تزروه خلال السنوات الأربع الأخيرة بشكل متقطع بسبب وضعها الصحي السيئ، كذلك والده في السنة الأخيرة من الأسر".

     

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 13/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية