كيف انتصر جوال "5310" على السجان؟

موضوعات ذات صلةً

• الاحتلال يفرج عن الأسير المجاهد جهاد فلنة من قرية صفا بمحافظة رام الله*
• محررو الجهاد ينظمون (جولة زيارات الواجب) لذوي الأسرى والمحررين في الأغوار

صور اختفت عن الإعلام لسنوات طوال خوفا على حياة أبطالها من بطش سجانيهم، فهي وثقت حياتهم في الأسر وكيفية معيشتهم في غرفة صغيرة.. تلك الصور وثقها المبدع المحرر أحد الفليت الذي سجل حياة الأسر بما تحمل من معاناة وعذاب يخرج عن صمته ويعرض تلك الصور كاشفا للعالم حياة الأسرى من داخل سجن نفحة.

45 ألف شيكل
والمحرر الفليت ابن مدينة دير البلح، اعتقل عام 1992 بعد طعنه حاخام المغتصبين في مغتصبة "كفار داروم" "شمعون بيرون"، وحكم عليه بالمؤبد الذي قضى منه 20 عاما.
يقول سعر الجوال الذي التقط خلاله 8200 صورة و250 مقطع فيديو وصل إلى 45 ألف شيكل، وهو من نوع "نوكيا 5310" ويعتبر أو جوال يدخل سجن نفحة الصحراوي.
وأضاف: "كانت هناك محاولات فاشلة لشراء جوال بالمواصفات نفسها أو أقل، وقد خسرنا ما يقارب 60 ألف شيكل في مفاوضات السجانين لشراء آخر".
يقول الفليت: "اشترينا هذا الجوال عن طريق السجانين ذوي الدخل القليل والظروف الاقتصادية الصعبة، فدفعنا مقدما 10 آلاف شيكل حتى نبدأ بمفاوضة السجانين للحصول على الجوال، ثم أكملنا باقي السعر بعد أن وصل إلينا".
ونوه إلى أن هدف شراء الجوال هو التواصل مع العائلات، وخاصة أن أهل قطاع غزة كانوا محرومين من زيارة أبنائهم، فكان هذا الجوال الشافي لقلوبهم عندما ترسل الصور لهم أو تكون هناك مكالمة فيديو عبر الجوال.
وتابع يقول: " في نفحة صورنا ما يقارب 200 أسير، فقد كان الجوال يتنقل عبر غرف السجن بالخفاء ويجرى تصوير الشباب وإرسال صورهم لذويهم".
ويوضح عقوبة من يضبط لديه جوال من الأسرى بالقول: "تُفرض عليه إدارة السجون عقوبات مجحفة تبدأ بمنعه من الزيارة، وغرامة مالية تقدر بـ 500 شيكل، وكذلك يمنع من الخروج إلى الساحة ولعب الرياضة لمدة شهرين؛ إضافة إلى سحب الأجهزة الكهربائية ومنع استخدام أموال الكنتينا".

تزامنا مع الإضراب
ويذكر المحرر أن جوال "5310" استمر ما يقارب 11 شهرا في غرفتهم دون اكتشافه. "وصورنا به آلاف الصور والفيديوهات التي نشرت تزامنا مع إضراب الأسرى الأخير، والتي تظهر وحشية الاحتلال"، مستدركا: "سحب الجوال منا وعوقبنا على شرائه، لكننا احتفظنا بالذاكرة التي أخرجناها معنا من السجن".
وتابع الفليت: "لقد عرض علينا آلاف الدولارات من إحدى وسائل الإعلام الخارجية لآخذ تلك الصور، ولكننا رفضنا إعطائهم إياها من باب الخوف على حياة إخواننا الذين بقوا في الأسرى؛ وخاصة أن مصلحة السجون تتابع ما يحدث على الفضائيات والصحف والمواقع؛ فإن شاهدت تلك الصور فإنها ستعاقب الأسرى في السجون وتضغط عليهم".

ويختم بالقول: "عقب الإضراب عن الطعام آثرنا بعد مشاورات حثيثة عرض بعض تلك الصور الحية والفيديوهات على وسائل الإعلام المحلية وفي الجامعات والكليات ضمن حملة التعريف بمصطلحات الأسر والسجون وقد لاقت تفاعلا كبيرا".

(المصدر: صحيفة الرسالة الفلسطينية، 21/5/2012)

تعليقات الفيسبوك