السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    تحرير أسرى الداخل إنجاز قد يسوغ العودة لمفاوضات عبثية

    آخر تحديث: الثلاثاء، 30 يوليو 2013 ، 00:00 ص

    لقد نجح أخيراً كيري في جر أبو مازن ونتنياهو إلى الدخول في جولة مفاوضات جديدة تحت مظلته، بشروط وآليات ليست مقبولة تماماً على الطرفين، لا سيما على الطرف الفلسطيني الذي اضطر ان يدخلها كالمغتصب عنوة، بعد ان حاول وحاول جاهداً أن يتمسك بما أعلنه من ضرورة توفر إعلان سياسي (صهيوني) علني ورسمي يؤكد جدية (دولة الاحتلال) في إنجاح المفاوضات على أساس مبدأ تحقيق الدولة الفلسطينية.
    جون كيري نجح في مهمة كانت تبدو مستحيلة في ظل تمسك الأطراف بمواقفهم التي من الصعب الجسر بينها، مستخدماً كل وسائله وإمكانياته في الإقناع والضغط، مظهراً عناداً وجديةً والتزاماً اتجاه ملف المفاوضات، واهتمام أمريكي كبير يذكرنا بجهود ادارة كلينتون، يؤكد ربما بشكل يفاجئنا عودة تصدر ملف المفاوضات للأجندة الأمريكية في المنطقة لأسباب تتعلق بالحضور الأمريكي في المنطقة،  وأخرى تتعلق بالالتزام الأمريكي بتأمين المصالح (الصهيونية) وباستمرار فرض احتكار الرعاية الأمريكية لملف المفاوضات، ولأن البديل لجمود المفاوضات هو الصدام الميداني على الأرض والسياسي في أروقه المنظمات الدولية، كما أننا لا نستبعد ان يكون من بين هذا الاهتمام الملف الإيراني، بالإضافة ربما لتقدير أمريكي يؤكد أن الحالة العربية اليوم تشكل فرصه لتمرير صفقة سياسية.
    وقد لجأ إلى آليات وتكتيكات في جزء منها تسمح للأطراف وتحديداً الفلسطيني بقبول العودة للمفاوضات عبر تقديم ما يمكن أن يعوض الفلسطينيين عن مطلب إعلان تجميد البناء في المستوطنات (مثل الإفراج عن 104 أسرى من أسرى ما قبل أوسلو بما فيهم أسرى الداخل الفلسطيني، بالإضافة لما تم تسريبه من وجود ورقة ضمانات أمريكية تؤكد أن حدود 67 تشكل أساساً للمفاوضات، بالإضافة لشطب شرط الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة، واشتمال المفاوضات على جميع قضايا الحل النهائي، على أن تحظى قضية حدود الدولة بالأولوية زمنياً على جدول المفاوضات).
    من جهة أخرى يبقى التزام فلسطيني بالاستمرار في المفاوضات لفترة زمنية بحد أدنى تسعة أشهر، والتزام بعدم التوجه لأي منظمات دولية خلال فترة المفاوضات، وتكتيكات في جزئها الآخر تضمن إلى حد كبير توفير عوامل التقدم في المفاوضات أو أقله تأجيل الإعلان عن فشلها أطول فتره ممكنه مثل: المحافظة على سريتها، واحتكار الأمريكي فقط حق التصريح، مما يحرر القادة من أية ضغوط داخلية قد تؤدى إلى تصليب مواقفهم حال التسريب.
    الغموض الذي انطوى عليه تصريح كيري في الإعلان عن بدء المفاوضات غموض يسمح لكل طرف بالادعاء وتفسير الإعلان بالطريقة المناسبة له، وتركيز كيري على انتزاع الموقف المبدئي بالعودة للمفاوضات وتأجيل الاتفاق على تفاصيل آليات التفاوض لجولة المفاوضات الأولى التي سيكون عنوانها التفاوض على آليات التفاوض، والموافقة الأمريكية على حضور أمريكي في جميع جلسات التفاوض، وكان هذا استجابة لمطلب فلسطيني.

    الإنجاز الوحيد
    مهما كان سحر كيري وقوة ما يمتلكه من أوراق ضغط فإن أحداً لا يساوره شك أن المفاوضات عاجلاً أم آجلاً سوف تصل إلى طريق مسدود في ظل التعنت (الصهيوني)، ويبدو أن المكسب الحقيقي فلسطينياً الذي ربما يعوض إلى حد ما التنازل الفلسطيني عن شرط وقف الاستيطان وتحديد مرجعيات المفاوضات بما تم الاتفاق عليه فلسطينياً، نعم انه إذا ما تم إطلاق سراحهم جميعاً يشكل انجازاً كبيراً للقيادة الفلسطينية لما يشكله هذا الملف من جرح دامٍ مفتوح، جرح مؤلم نخجل من استمراره، ويبدو أن المفاوضات هي السبيل الوحيد للإفراج عنهم بعد ان فشلت وعجزت كل الصفقات والفصائل عن تحريرهم، القيادة الفلسطينية مطالبة بالتمسك بهذا المطلب، مطلب الإفراج عنهم جميعاً دون استثناء لأي منهم، فهو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يبرر العودة لمفاوضات محكومة النتائج مستقبلاً.
    في (دولة الاحتلال) يدركون تمام الإدراك أهمية هذا الملف للفلسطينيين ويستصعبون ابتلاعه، وليس سهلاً على نتنياهو تمرير هذا الأمر داخل حكومته، وهو الذي كان يعارض في السابق مبدأ تقديم مبادرات حسن النوايا، وان موافقته على إطلاق سراحهم تؤشر إلى حجم الضغط الأمريكي الذي يمارس عليه، ويؤكد مدى الحاجة (الصهيوني) لإعادة الفلسطينيين إلى المفاوضات، لما يشكله استمرار توقفها من تداعيات وأضرار على (دولة الاحتلال)، حرصت أوروبا قبل أيام على تذكيرهم بها وبما سيأتي مستقبلاً.
    كما إن (دولة الاحتلال) التي تعرف أيضاً مصير المفاوضات المحكوم بالفشل تخطط وتعمل جاهدة لتظهر نتنياهو تحديدا كشخص مستعد للمغامرة بحكومته وبمستقبله السياسي في سبيل انجاز اتفاق سلام، هذا ما يجتهد نتنياهو ومستشاريه والإعلام (الصهيوني) في الحرص على تأكيده عبر إظهار مدى قوة الجبهة المعارضة لتوجهات نتنياهو، وعبر إظهار حجم ما يمارسه من ضغوط على وزراءه.

    (المصدر: صحيفة الاستقلال،29/07/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية