19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    فرحة تحرير الأسرى: انفعالية وسائل الإعلام

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

     

    وصول الأسرى الفلسطينيين الذين تم تحريرهم كجزء من صفقة التبادل مع الأسير الصهيوني بوساطة ورعاية مصرية، خلق صورة إنسانية يصعب أن يشاهدها أي شخص دون أن يتأثر ربما إلى مستوى ذرف الدموع. وهذه الصورة تفوق أي وصف، فلا شيء يمكنه أن يماثل فرحة الأسير المحرر بحريته وبرؤية ذويه وعائلته وأبناء شعبه، ولا شيء يشبه فرح أم بابنها أو زوجة بزوجها العائد بعد غياب طويل، أو أخت بأخيها الذي عانق الحرية.
    نعم فهذه مشاعر إنسانية تتجاوز حدود الكلمات. ومع هذه الصورة الرائعة تتوقف الألسنة عن طرح الأسئلة حول الصفقة. الآن يريد الناس أن يعيشوا الفرحة بحرية الأسرى المحررين.
    وفي يوم استقبال الأسرى، تبدو وسائل الإعلام غير محايدة، بل انفعالية إلى أقصى الحدود، كلها تتحدث عن السعادة بالحرية التي كانت مفقودة، كلها تتجند لدعم هذه الخطوة ومباركتها على خلاف ما يميز وسائل الإعلام بأنها تبحث عن الثغرات والنواقص، وتنقض على السياسيين بالنقد والأسئلة اللاذعة. وكأنها شاءت أن تضع موضوعيتها وحيادها النسبيين جانباً لتكون مساهمة بشكل كبير في رسم صورة عاطفية إنسانية تختلط فيها الضحكات والابتسامات بدموع الفرح، حيث سعد الأسرى بتحررهم وسعدت بهم عائلاتهم وأصدقاؤهم وأبناء شعبهم. وهذه لحظة جميلة نسامح فيها وسائل الإعلام على انفعالاتها وعلى خلعها ثوب الجدية والمسؤولية النقدية.
    هذا ليس حال وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية التي تحتفي بالأسرى المحررين فقط، بل هو حال وسائل الإعلام الصهيونية التي تجندت بالكامل للمشاركة في تغطية تحرر الأسير جلعاد شاليت، وحرصت على أن تؤكد دعمها الكامل للحكومة الصهيونية، والإشادة بقرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ايهود باراك، الذي وصف بالشجاع والحكيم والإنساني. وعلى خلاف عادتها وما هو معروف عنها بالجبروت والقسوة في أحيان كثيرة على المستوى السياسي، كانت هادئة ليّنة متسامحة، تشارك عائلة جلعاد شاليت وأصدقاءه وجمهوراً صهيونياً كبيراً فرحتهم بعودته إلى بيته.
    الكثيرون في الكيان الصهيوني يقرّون بأن دور وسائل الإعلام في التعاطي مع قضية شاليت كان حاسماً في خلق أجواء التأييد الشعبي للصفقة، بل وشكل وسيلة ضغط مهمة على صنّاع القرار لكي يتخذوا موقفاً واضحاً بالذهاب نحو إتمام الصفقة. وهذا الدور كان سابقاً لموقف القيادة الصهيونية، بالتعاطف مع ذوي جلعاد شاليت، وتغطية نشاطاتهم الاحتجاجية وخيمة الاعتصام التي أقامها الطاقم المشرف على حملة الإفراج عن شاليت.
    ولا شك أن العدد من السياسيين في الكيان الصهيوني يعترفون بدور الإعلام المتعاطف مع شاليت، وهو ما سهّل على نتنياهو اتخاذ القرار بعقد الصفقة وخروجها إلى حيّز التنفيذ، حتى لو أنها كانت نتيجة لعوامل عديدة، منها ليونة موقف "حماس" ØªØ¬Ø§Ù‡ بعض الشروط والمطالب والوساطة المصرية الفاعلة. فلو وقفت وسائل الإعلام في الكيان الصهيوني موقفاً سلبياً تجاه عقد صفقة التبادل لما حظيت بتأييد ما بين 70 -80 % من الجمهور الصهيوني.
    وإذا كان الفلسطينيون يعتبرون الإفراج عن الأسرى خطوة إيجابية لا تشوبها شائبة، فليس هناك أي تحفظ على خروج أي أسير أو معتقل فلسطيني، ولا ينظر لما يمكن أن تسفر عنه من نتائج أو تفتح من أبواب على الاحتمالات السياسية المختلفة. فالصهاينة على العكس من ذلك دائماً، يعتبرون متحفظين بخصوص أية صفقة تبادل بادعاء المخاطر الأمنية المترتبة عليها. وبعضهم يسوق إحصائيات تتحدث عن نسب كبيرة من الأسرى المحررين الذين عادوا للكفاح واعتقل بعضهم أو استشهد. وبطبيعة الحال، هناك مبالغة كبيرة بالأرقام والنسب التي يتم نشرها بين فينة وأخرى للتسويق والترويج للمخاطرة الذي يقوم عليها الكيان الصهيوني بتحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين. مع أن المنطق يقول إنه لو أراد أي تنظيم أو فصيل فلسطيني أن ينفذ أي عمل مسلح، فهو لن ينتظر تحرير الأسرى التابعين له. فالعمل المسلح يحتاج أولاً إلى إرادة وقرار.
    والباقي مرتبط بتوفر الظروف والإمكانات، وهي ليست قليلة إذا تحدثنا مثلاً عن فصائل مقاومة تمتلك الكثير من الطاقات والإمكانيات والوسائل.
    المشكلة الأساسية في التعليق الصهيوني على الصفقة وهذا يتم في ثنايا الإعراب عن الدعم والتأييد الجارفين، هي في أنهم ينسون سبب كل المآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني والذي يعرض الكيان الصهيوني أيضاً للخطر وهو الاحتلال. فهم يتحدثون عن مجرمين فلسطينيين وإرهابيين، وأحياناً يطلقون أوصافاً تُخجل حتى الوقحين من الناس. ولا يفكرون في الاحتلال البغيض الجاثم على صدور الفلسطينيين والذي يمثل الإرهاب الأكبر ومنبع كل العنف في المنطقة أو على الأقل فهو سبب رئيس له. 
    بعض الصهاينة يستهجنون احتفاء الشعب الفلسطيني بأسراه ومناضليه، وكيف تستوعب عقولهم تجاوز ما فعله هؤلاء الأسرى مما يسمونه جرائم إرهابية ضد المواطنين الأبرياء في الكيان الصهيوني؟ وكأن الفلسطينيين اختاروا أن يظلموا جيرانهم الذين يجلسون خلف الحدود ولا يفعلون سوى رمي الورود والرياحين على جيرانهم الفلسطينيين. وينسى هؤلاء جرائم الاحتلال وإرهابه ضد المدنيين وضد الأرض، وضد حتى أشجار الزيتون المعمرة التي تمثل معلماً إنسانياً وقيمة بحد ذاتها. فلو خرج الكيان الصهيوني من أرضنا وغادرها المستوطنون، وأقمنا دولتنا المستقلة كاملة السيادة على حدود 1967، فمن المؤكد أن الصهاينة لن يعودوا للحديث عن العنف والإرهاب الفلسطيني المزعوم.

    (المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 19/10/2011)

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية