19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    تحرير الأسرى... ما أجمل العنوان وما أثقل التفاصيل!

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    بقلم: هيفاء أسعد

    في أجواء عاشتها فلسطين بكل أجزائها الجغرافية، التاريخية منها والآنية، وبما يحسب عليها من أماكن الشتات واللجوء، في تلك الأجواء التي كانت بحكم ما تم من صفقة في ملف الأسرى، وحيث لا تليق الصفقات، في تلك الأجواء عاشت فلسطين شيئاً من الفرح الذي ما فتئت تخبئه لأيام طال انتظارها لها. ملف الأسرى الذي، لا يحتمل أي خلاف، عايشنا وإياه تقاذفاً فصائلياً ما بين المزايدات والمباهاة، بل والمزاحمة في ما كان من تفاعل جماهيري مع الصفقة الآنية، بمحاولة خطف الأضواء بالإعلان عن صفقة أخرى قد تأتي. في إطار ذلك الملف، وما تناوله من صفقة، كان لنا نحن الفلسطينيين، وبعيداً عن الحراك والعراك الخطابي والذي نعيشه ما قبل كل تحرك منفرد من أطراف الانقسام بشأن أي ملف فلسطيني، وتجاوزاً لكل ما يمكن أن نتفق أو نختلف عليه، حول جدوى تلك الصفقة وما أنجزته، فما كان لفلسطين إلا أن تعايش الحدث بما أبقت لهم الأيام من مشاعر وانفعالات.
    حدث لربما لو قدر لنا أن نكتفي بمتابعته عبر صور العائدين من الأسر وهم في الحافلات دون التمعن في ملامحهم والاستماع إلى المقابلات معهم ومع ذويهم، ودون أن نلمح صورهم المحمولة من المستقبلين والتي تعود لسنوات طويلة، إلى ما قبل الأسر. أو لربما لو استطعنا أن نتغاضى عن مشاهد لصبايا ولشباب يختبرون للمرة الأولى حضن الوالد الذي لم تسعفهم سنوات الأسر الطويلة لاستحضاره من الذاكرة. فلو كان لنا أن نعيش ذلك الحدث بالعنوان، بعيداً عن التفاصيل، لكانت صفقة تحرير الأسرى ستكون بالتأكيد أجمل، فما أجملها بعنوانها الكبير، وما أصعب التفاصيل والمحتوى.
    فكم يليق بالحرية أن يُشاهد أسراها في اليوم الثاني من تحريرهم، وهم يتجولون على شرفة فندق على شاطئ غزة يتحدثون بالهواتف الخلوية. وكم هو جميل وصول الأهل من كافة مناطق الضفة الغربية والقدس، إلى غزة للقاء أحبائهم المحررين. ويا لروعة تجسيد خارطة فلسطين التاريخية في عودة أبنائها من الأسرى المحررين، من شمالها إلى جنوبها. ولكن ماذا نقول لوالدة أسير محرر، تحدثت عبر الأثير لتخبرنا عن سعادتها بلقاء ابنها أخيراً، ابنها الذي دخل السجن وهو في "الثالثة والعشرين"، وهو اليوم في "الرابعة والخمسين"، ولتحدثنا في نفس الحديث عن الغصة التي تعتريها "فهي لن تستطيع أن تجوّزه ولا أن تساعده في تكوين عائلة"، إذ عليها العودة للقدس وتركه هناك في غزة، حيث تم إبعاده. وهل نتوقف عند قصة الفصل التي أصر الاحتلال عليها للبرغوثي وللتميمي بإبقاء العريس في الوطن، ونفي العروس إلى عمان.
    أو نتساءل عن جدوى الحرية لهؤلاء الأسرى من القدس والذين يجب أن يزوروا مخافر الشرطة مرة في الشهر، ليثبتوا تواجدهم، ولا عن البعض الممنوعين من الحركة خارج مدنهم او من السفر للخارج. وهل نتفحص في الإبعاد إلى سورية والى تركيا ووووو... وفي الأسباب، والحكمة من الخارطة، خارطة التوزيع.
    وفي الطرف الآخر من تفاصيل الصفقة، شاليط الذي عاد لبيته، مع بعض من نحول ووهن ولكنه عاد لبيته، ولوالدته ووالده. ذاك الذي تقاذفت اسمه الأضواء على مدار سنوات أسره الخمس، وحالفه الحظ أن يكون مادة لمكسب سياسي أرادت حكومته تحقيقه تخديراً لقلاقل يعيشها الشارع الصهيوني من ناحية، ومحاولة للحد من ما يعيشه الكيان الصهيوني من عزلة دولية من ناحية ثانية. جلعاد، العنصر البسيط في الجيش الصهيوني، ابن العائلة البسيطة، الذي ما كان لأية حكومة صهيونية أن تكون جادة في ما وضعت من جهود في فك أسره. ذلك الشاليط الذي ظل وعلى مدار سنوات يُستخدم مراراً وتكراراً من قبل الكيان الصهيوني مبرراً لغزواتها وتدميرها وحصارها، ومادة سخيفة في خطابات التظلم والمعاناة من الأسر. شاليط الذي كان أسيراً عند الفلسطينيين في غزة، لم يغتصب، ولم يفقد بصره ولا أظافره، ولم يخضع لأي نوع من أنواع التعذيب، لا الكهربائي ولا غيره.
    وهو لم يخرج بعد طول السنوات ليجد والدته وقد فارقت الحياة، ولا ابنته التي تركها طفله قد تزوجت وأصبح له أحفاد، ولا الوطن والأصحاب والأهل في غير حال. فبالرغم من ضآلة تجربة شاليط في الأسر أمام المعاناة والتعذيب التي يعايشها آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية، بل تكاد تكون جزءاً من حياة عايشها غالبية أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة وهم في عمر المراهقة والشباب. فهل ستكفي تلك التجربة والسنوات الخمس إن تُحدث مجتمع شاليط، ولو قليلاً، عن كابوس الأسر والحرمان من الحرية.
    لن نتمعن في التفاصيل، حتى لا نفقد فرحتنا بتحرير الأسرى، فالصفقة بظروفها وبملفها وأصحابه، ملف لا يحتمل التمعن بالتفاصيل.
    فقد كان لصفقة تحرير الأسرى أن تكون، وان يغادر الأسرى السجون، قاصدين الحرية. فمنهم من وصل بيته، ومنهم من سينتظر، ولا نعرف إلى أي حين.
    فتغاضياً عن ما يمكن أن يقال عن مكاسب الأطراف، بما خططوا لتحقيقه من وراء الصفقة وبما كان لهم، وبعيداً عن التوقف أيضاً عند استخدام ملف ليس متوقعاً بأي حال من الأحوال، من أي طرف فلسطيني كان، أن يكون جزءاً من لعبته لتحقيق مكاسب سياسية. بعيداً عن كل ذلك، يبقى تحرير الأسرى إنجازاً يستحق التقدير، حتى وان كان الثمن أغلى مما نريد.

    (المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 26/10/2011)

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية