19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    ملف الأسرى...نحو وسائل وأساليب جديدة

    آخر تحديث: الثلاثاء، 28 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    بقلم: سبأ جرار

    أما الشهيد فقد قضى واحتضنته الأرض التي فداها بروحه ودمه، وأما الجريح فتسكن آلامه لأنه بين أهله وذويه يتنفس هواء الوطن ويتجرع الشفاء بالأمل والدواء، أما الأسير، فهو الوجع الباقي والمتواصل والمتصاعد في مسيرة الشعب الذاهب نحو الحرية، والأسير الفلسطيني وتجربة الأسر الفلسطينية هي تجربة فريدة في هذا العالم وفي هذا الزمان، بل نستطيع أن نقول أن الحركة الأسيرة الفلسطينية منذ الأسير الأول محمود حجازي ولغاية آخر طفل أو شاب أو كهل أو امرأة يقوم الاحتلال باعتقالهم في هذه اللحظات، هي حركة تميزت في بعدها النضالي عن كل ثورات العالم الحديث والقديم، وتمايزها نابع من عدة عوامل وأهمها:

    • طبيعة السجان في الحالة الفلسطينية انها جزء من مشروع إحلالي قائم في فلسفته على استهداف الإنسان وسلب الأرض، هذا في الوضع العادي فكيف إذا كان المستهدف مناضلا ورافضا، طبعا سيخضع لمنهاج منظم من التعسف والإجراءات التي يقصد من ورائها اقتلاع الروح النضالية ومن ثم النيل من الجسد، وترك السجين في حالة موت معجل أو مؤجل.
    • طبيعة السجين. فلسطيني صاحب الأرض الذي تقيد حريته عليها، ويمارس عليه الذي عرف منذ بدايات رحلته أنه الخندق الأول في مسيرة الشعب، فتسلح بإرادته وإيمانه بقضايا شعبه وأمته، وأطلق العنان لكمائنه الجسمانية لتقول لا، وقد واكب سنوات السجن الممتدة منذ فجر القضية حتى الان، واستطاع أن يضرب المثل بالصمود والإبداع والتحدي في مواجهة السجان. فمن المقاومة بالهامة المرفوعة التي لا تهزها الضربات، إلى النضرة الحادة في وجه السجان إلى الصدح بالرفض، إلى شحذ الأمعاء، إلى استخدام كل الوسائل المتاحة في انتزاع ادنى الحقوق على طريق الحق الشرعي والأعلى وهو الحرية للإنسان والأرض. وهنا تستحضرني كلمات قالها قائد في الحركة الأسيرة الفلسطينية في العام 85 لوزير الأمن الداخلي في تلك الفترة حاييم بارليف عندما قام بزيارة سجن جنيد بعد دخول المعتقلين الفلسطينيين إضرابا عن الطعام في يومه السابع، خاطبه قائلا: "لقد اقتحم الجيش المصري خط بارليف في العام 73ØŒ ونحن سنقتحم خط بارليف مرة ثانية" وفعلا كان للإضراب نجاح كبير، حيث تمت الموافقة على معظم المطالب في اليوم الثاني عشر، وأرسل لهم بارليف رسالة قال فيها "نعم لقد اقتحمتم خط بارليف مرة أخرى".
    • واقع الفلسطيني، ذلك الواقع تحت الاحتلال أو المشرد بسببه، هذا الإنسان الذي يخوض صراعا مريرا مع آخر معاقل الاحتلال في الكون، منذ قرن تقريبا، هو الفئة المستهدفة التي تعد حالة الأسر إحدى ابرز نتائج الجور والظلم التي تقع عليه كإنسان وكوطن.. فهو الأسير، وهو والد أو أم أو أخت أو أخ أو ابن أو ابنة الأسير، وهذا يجعل من السجين الفلسطيني وما يرتبط به من دائرة الأهل والأقارب وأبناء البلد وعموم الوطن في حالة وجع دائم، وحس وقلق يشمل عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من الشعب الساعي للبحث عن وسائل تخليص هؤلاء من الموت المعجل أو المؤجل.

    هذه الثلاثية هي أبعاد الطريق الطويل للحركة الفلسطينية الأسيرة، وقد تم التعامل معها بوسائل وأساليب من الناحية السياسية والمواجهة بطرق مختلفة خلال العقود الماضية، وسائل كانت تنجح أحيانا، وتفشل أحيانا أخرى، وسائل نجحت بنضال الأسرى وتضامن الشعب وقطاعاته الواسعة، ووسائل وضعت حدا لكثير من معاناة الأسرى عبر انجاز صفقات تبادل أو حملة الافراجات التي تلت توقيع اتفاقيات اوسلو، الاتفاقية التي تمكنت من الإفراج عن عدة آلاف من الأسرى، من باب حسن النوايا، وليس من باب استحقاق الحرية، فبقي في ذمتها 350 أسيرا في ذمتها كانوا سببا من أسباب عدم التوصل لاتفاق لحل القضية الفلسطينية، والذين بقي منهم لغاية 299 اسيرا يطلق عليهم الأسرى القدامى أو عمداء الأسرى الفلسطينيين.
    وقد تم الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبته تلك الاتفاقيات بخصوص هذا الجانب من قضايا الشعب التي تعتبر أولوية الأولويات في وجدان الشعب الفلسطيني. من هنا وعلى وقع الإضراب المتواصل لأسرانا الفلسطينيين، الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية كأسلوب قديم جديد، لابد من إعادة دراسة واستحضار هذه التجربة المتواصلة بتمعن وتدقيق على المستوى الوطني والكفاحي للشعب الفلسطيني، ولابد من البحث عن طرق إبداعية للتضامن معهم، ورفع صوتهم عاليا، لأنهم هم الصوت الأقرب إلى النفوس والقلوب، فلا تكفي مسيرات التضامن رغم صحتها، ولا الاعتصامات ورفع الصور رغم جمال لوحاتها التضامنية، بل لابد من البحث عن وسائل وأساليب جديدة نخاطب فيها القريب والبعيد، الخصم والصديق، ونسمع صوتهم إلى كل الثنايا والساحات والأروقة في هذا العالم، ترقى بنا إلى مستوى هذا الملف الحاضر بقوة في قضيتنا ومسيرتنا النضالية.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 26/11/2011) 


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة قانا بحق عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن احتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيفيل"، حيث تعمدت قوات الاحتلال قصفها

18 إبريل 1996

استشهاد المجاهد أحمد حمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في حي الشابورة بمدينة رفح

18 إبريل 2008

عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية في قرية الوعرة السوداء ذهب ضحيتها ما يزيد عن 15 عربيا

18 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية