الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    دولة الكيان واستهداف الأسرى المحررين

    آخر تحديث: الثلاثاء، 28 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    بقلم: راسم عبيدات

    واضح جداً أن حكومة الكيان الصهيوني لم ولن تلتزم بشروط صفقة التبادل، وقد ظهر هذا الاستهداف جلياً من قبل أن ترى الصفقة النور، حيث أن الدفعة الأولى من الأسرى المحررين الـ (450) حاول جهاز الشاباك الصهيوني ابتزازهم وتوقيعهم على وثيقة بنبذ ما يسمى "بالإرهاب" وعدم العودة للعمل المقاوم، وقد جوبهت تلك الخطوة بالرفض من قبل الأسرى، ولكن الأمور لم تقف عند هذا الحد، والاستهداف للأسرى المحررين ليس على المستويات الرسمية الصهيونية أمنياً وسياسياً فقط، بل وأيضاً على المستوى الشعبي، فعلى المستوى الرسمي أكثر من مسؤول سياسي وعسكري وأمني صهيوني هدد الأسرى المحررين بالاغتيال والتصفية والاعتقال إذا ما عادوا الى المقاومة، وكذلك قامت الأجهزة الأمنية الصهيونية بعملية دهم لأغلب بل لجميع بيوت الأسرى المحررين في الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني، وطلبت منهم مراجعة مقرات الأجهزة الأمنية الصهيونية، حيث تم توجيه تهديدات لهم بالتصفية والاعتقال، ناهيك عن أنه جرت عملية اعتقال للعديد منهم على الحواجز العسكرية الصهيونية، وتسلموا عند الإفراج عنهم أوامر بعدم الدخول الى مناطق معينة أو السفر الى الخارج. فمثلاً الأسرى المحررون من القدس والداخل الفلسطيني، يحظر عليهم الدخول الى مناطق الضفة الغربية والسفر الى الخارج لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، وكذلك الحضور والتوقيع في المقرات الأمنية الصهيونية شهرياً، وأما الأسرى المحررون من الضفة الغربية فلا يسمح لهم بالدخول الى القدس والداخل الفلسطيني- مناطق 48 أو السفر للخارج حتى للعلاج أو لأي سبب أنساني آخر.
    أما على الجانب الشعبي الصهيوني، فالمسألة من جانب المستوطنين لن تقف عند حد التهديد بالقتل والتصفية للأسرى المحررين، بل ذهبت الى أبعد من ذلك، حيث رصد العديد من عائلات المستوطنين مبالغ مالية كبيرة ك"مكافأة" لمن يثأر لقتلة أبنائهم من الفلسطينيين، كذلك قام المستوطنون بتوزيع صور العديد من الأسرى المحررين على الجمهور الصهيوني، وتعليقها على الشوارع وفي الساحات العامة مرفقة بالدعوة الى تصفيتهم وقتلهم، ومن الأمثلة على ذلك قيام عائلة "ليفمان" الاستيطانية والتي تقطن مستوطنة "يتسهار" في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية بالإعلان "رسميا" عن جائزة بقيمة 100 ألف دولار لمن يقتل الأسيرين المحررين خويلد ونزار رمضان، واللذان أدينا قبل ثلاثة عشر عاماً بقتل شلومو ليفمان وهارئيل بن نون. وكذلك حدث نفس الشيء مع الأسير المحرر هاني جابر من الخليل، حيث وزع المستوطنون صوره على الجمهور الصهيوني ودعوهم الى قتله، على خلفية تنفيذه لعملية فدائية قرب حائط البراق بالمسجد الأقصى عام 1982 أسفرت عن قتل ثلاثة مستوطنين وإصابة العشرات، وقد أخذ الأسير جابر تهديدات المستوطنين على محمل الجد واضطر الى ترك منزله المجاور لمستوطنة "كريات أربع" في الخليل.
    وفي السياق المتعلق باستكمال الشق الثاني من صفقة التبادل، وهو إطلاق سراح 550 أسيرا فلسطينيا أمنيا بعد شهرين من تنفيذ الجزء الأول، واضح أن هناك تهربا صهيونيا من التنفيذ، حيث أعلن أكثر من مسؤول أمني إسرائيلي بارز بأن الدفعة الثانية من الأسرى المحررين ستشتمل على أسرى جنائيين من سارقي السيارات، أو المعتقلين على خلفية ما يسمى بالدخول غير الشرعي للعمال الفلسطينيين من الضفة الغربية الى القدس والداخل الفلسطيني من أجل العمل أو زيارة الأهل والأقارب.
    هذه الممارسات والاستهداف الصهيوني للأسرى المحررين يتناقض كلياً مع الشروط التي جرت على أساسها صفقة التبادل برعاية ووساطة مصرية بين الكيان الصهيوني والفصائل الآسرة للجندي "شاليط"، فدولة الكيان تقوم بملاحقة هؤلاء الأسرى على تهم سابقة وتهدد بإعادتهم الى الاعتقال وتفرض قيودا مشددة على حركتهم وتنقلاتهم، وتدعو علنا رسمياً وشعبياً الى تصفيتهم واغتيالهم، وهذا معناه أن حكومة الكيان الصهيوني التي تتحكم في أسماء ونوعية الأسرى الذين سيفرج عنهم في الدفعة الثانية، قد تفرض عليهم شروط أشد وأقصى من الشروط التي فرضت على الأسرى الذين تحرروا في الدفعة الأولى، أو أنها قد تقدم على عدم تنفيذ الجزء الثاني من الصفقة، أو ربما تلجأ الى إطلاق سراح أسرى من الذين قاربت مدة أحكامهم على الانتهاء، أو الذين حتى انتهت مدة أحكامهم، فهناك العشرات من الأسرى الفلسطينيين والذين قد يبلغون لحين تنفيذ موعد الجزء الثاني من الصفقة بضعة مئات، فهؤلاء الأسرى وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها سابقاً في السجون، كان الأسير يمنح فترة تخفيض مدتها 21 يوماً عن العام الأول من الأسر ومن ثم 14 يوماً للسنوات الأخرى وبما لا يزيد عن ستة شهور بالمجمل مهما كان طول فترة الاعتقال. فحتى هذه المدة المسماة بالتخفيض الإداري والمعروفة بالعبرية ب"المنهليه" استكثرتها إدارة السجون على الأسير الأمني الفلسطيني، وعملت على إلغائها وتجميد العمل بها.
    دولة الاحتلال الصهيوني معروفة كدولة مارقة لا تحترم أو تلتزم بأية اتفاقيات أو تعهدات، وهي تضع نفسها فوق القانون الدولي، ولذلك فإن الطرف المصري الذي رعى الصفقة تقع عليه مسؤولية كبيرة في هذا الجانب، لجهة إلزام الكيان الصهيوني باحترام شروط الصفقة، وخاصة فيما يتعلق بالملاحقة والتهديدات للأسرى المحررين ومحاولة ابتزازهم وفرض شروط إضافية عليهم، وكذلك إلزام الكيان الصهيوني بتنفيذ الجزء الثاني من الصفقة وبأن يكون الأسرى المنوي الإفراج عنهم، من الأسرى الأمنيين ومن الذين تبقى لهم مدة زمنية طويلة نسبياً وفي المقدمة منهم الأسرى المرضى والأسيرات. فمن تجربتنا مع هذا الاحتلال وعقلية حكامه المتأصلة والمتجذرة فيها العنجهية والتشدد فإن أسرانا المحررين حتى لو لم يعودوا الى المقاومة، قد يجدون أنفسهم أمام الاستهداف الصهيوني لهم بالاغتيال والتصفية، وحكومة الكيان لها سوابق في هذا الجانب، بل ولها سجل حافل، فالأسير العربي المحرر سمير القنطار تلقى تهديدات صهيونية بالاغتيال والتصفية، وحكومة الكيان تسعى الى اغتياله وهناك عشرات الحالات الأخرى المشابهة. ومن هنا فإنه يتوجب على كل أسرانا المحررين ضرورة أخذ الحيطة والحذر، فهذا الاحتلال لا يؤمن جانبه، وعلى المقاومة والسلطة الفلسطينية أن تعمل على تأمين الحماية والأمان لأسرانا، وكذلك ضرورة وضع المجتمع الدولي في صورة ما يقوم به الكيان الصهيوني من خرق سافر لشروط الصفقة وملاحقة للأسرى وتهديدات لهم بالتصفية والاغتيال رسمياً وشعبياُ، وعليه أن يتحمل مسؤولياته في هذا الجانب، فأي مساس بأسرانا المحررين يعني أن من كانوا طرفاً في التفاوض عليهم تحمل تبعات ما قد يحدث، فلا يجوز أن يبقى الكيان الصهيوني دولة فوق القانون توفر لها الرعاية والحماية في المؤسسات الدولية من قبل قوى دولية كبرى وفي المقدمة منها أمريكا وأوروبا الغربية، ضد ما ترتكبه من جرائم وما تقوم به من ممارسات خارجة عن القانون الدولي.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 18/11/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية