29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسرى الفلسطينيين الواقع والآمال

    آخر تحديث: السبت، 17 مارس 2012 ، 00:00 ص

    د. ماهر عليان خضير

    لماذا تضرب العدو الصهيوني بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدينية والانسانية والاتفاقيات بل والاخلاق والمباديء في تعاملها مع قضية الأسرى الفلسطينيين ؟؟ ولماذا لاتلتزم بالاتفاقيات الدولية كاتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 آب أغسطس 1949؟ والتي تنص المادة (3) والمادة (76) منها على احترام الأسير والمحافظة عليه وتقديم الرعاية الطبية والغذائية والحفاظ على كرامته ويكون له الحق في تلقي المعاونة الروحية التي قد يحتاج اليها وان تحتجز النساء في اماكن منفصلة عن الرجال ويوكل الاشراف المباشر عليهن الى النساء بل ويحق لهم في جميع الاحوال معاملة انسانية دون تمييز ضار يقوم على العنصر أو اللون أو الدين أو المعتقد أو الجنس أو المولد أو الثروة أو اي معيار مماثل آخر ويحظر الإعتداء على حياة الأسير والحفاظ على سلامته البدنية وبخاصة القتل بجميع أشكاله والتشويه والمعاملة القاسية والتعذيب .
    ولماذا لايتحرك العالم العربي والاسلامي ومنظمات الامم المتحدة وحقوق الانسان بل والعالم بأسره لتطبيق هذه القوانين الدولية بحق معاملة الاسرى وحمايتهم ؟؟ولماذا لم يسيّروا السفن ويسخروا الإعلام لفك الحصار عن الاسرى كما يفعلوا مع حصار غزه؟
    إن الاجابة على هذه الاسئلة يحتاج بداية الى تفحص الواقع المحزن للاسرى الفلسطينيين في سجون المحتل الصهيوني واظهار الحالة المأساوية التي وصل اليها الأسرى من تخاذل وعدم وقوف العالم الحر لهم ولقضيتهم رغم وقوفه الى جانب قضايا اقل اهتماما من قضية الاسرى . ان واقع الاسرى يدلل على ان مايقارب (7000) الاف اسير فلسطيني وعربي يقبعون خلف القضبان الصهيوني بينهم (73) اسيرة و(300) طفل و(12) نائبا من المجلس التشريعي هذا غير السجناء الاداريين وبأحكام متفاوته قد تصل الى عشرات المؤبدات . هؤلاء الاسرى يمارس ضدهم كافة وسائل التعذيب بداية من اهدار لكرامتهم الادمية وصولا الى السب والشتم ثم الضرب والشبح والتعذيب واقتحام لغرفهم ليلا لتفتيشها والاعتداء عليهم وتفتيشهم وهم عرايا وانتهاء بالعزل الانفرادي وقد يصل الامر الى القتل،وكل ذلك يأتي بقرارات رسمية واحكام صورية وفتاوى حاخامية كان آخرها التحريض على قتل الاسرى بفتوى صدرت عن مجمع الحاخامات الصهيوني (السنهدرين) تدعو وتبيح قتل كافة الاسرى الفلسطينيين اذا لم يعد الاسير شاليط ونصت الفتوى على ( أن الله يحرم أن يكون هناك هولوكوست آخر لليهود فيجب اغلاق ملف شاليط حتى وان كان الثمن حياته ويجب اتخاذ اجراءات أخرى لتحريره باستهداف حياة القتلة الموجودين في سجوننا) . هذا الواقع المؤلم لأسرى ولدتهم امهاتهم احرارا تهمتهم هي انهم ضحوا بأرواحهم وقاوموا محتل سرق أرضهم وقدسهم ودافعوا عن بيوتهم فمنهم من قضى نحبه شهيدا ومنهم من وقع أسيرا لأجل الحرية وعدالة القضية، وقبل أن ابدي رأيا او اطرح افكارا طالما نادينا بها وعرضناها على العالم الحر الذي ينشد الديمقراطية والعدالة الاجتماعية أود ان ابين لهؤلاء الحاخامات وغيرهم الذين يطلقون الفتاوى العنصرية ويسمونها فتاوى دينية
    وهي لاتمثل سماحة اي ديانة الهية انزلها الله على خلقه في معاملة الاسرى
    فهذا هو الاسلام الذي حث على معاملة الاسير معاملة كريمة لاتهان فيها كرامته ولاتنتهك فيها حرمته ولايعامل على اساس عنصري او لون أو دين أو معتقد أو جنس أو مولد فقال تبارك وتعالى( ويطعمن الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا )' سورة الانسان 7' . كما ان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد أوصى بحسن معاملة الأسرى فقال( استوصوا بالأسارى خيرا)' المعجم الكبير للطبراني 22/393' . وبهذه الكلمات ساوى الاسلام الأسير باليتيم والمسكين من جهة المعاملة والاحسان اليه وغيّر نزعة الانتقام منه الى العطف والرحمة به بل جعل حسن معاملته تقرب الى الله ورضا منه أيّا كان هذا الاسير . وقد قدم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في معاملة الاسرى في غزوة بدر فقد أنكر على بعض الصحابة عندما ضربوا غلامين من قريش وقعا أسيرين فقال لهم( اذا صّدقاكم ضربتموهما واذا كذّباكم تركتموهما ' الروض الآنف للإمام السهيلي3/60' وبعد أن نصر الله عزوجل المسلمين في غزوة بدر وقع في الأسر سبعون أسيرا من كفار قريش فعاملهم رسولنا الكريم معاملة حسنة وأمر أصحابه بطيبة معاملتهم،يقول ابو عزيز بن عمير - وهو شقيق الصحابي الجليل مصعب بن عمير وكان من ضمن أسرى بدر- ' كنت مع رهط من الانصار حين قفلوا فكانوا اذا قدموا طعاما خصوني بالخبز وأكلوا التمر لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم اياهم بنا مايقع في يد رجل منهم كسرة الا نفحني بها قال:فأستحي فأردها على أحدهما،فيردها علي مايمسها 'الروض الآنف 3/96 . فالاسلام بمبادئه وتعاليمه السمحة أكرم الأسير وحث على حسن معاملته والنماذج المشرقه كثيرة في تاريخنا الاسلامي كلها تحث على حسن المعاملة فدل ذلك بوضوح على ان الاسير كان أسيرا لحرب وقتال كتب عليه وهو كره له وفي نهاية المطاف لابد من تحريره ومنحه حريته وهذه القاعدة وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم في اكرام الأسرى عندما قبل الفداء من بعض الأسرى ومن لم يستطع دفع الفدية قبل منه أن يعلم عشرة من أبناء المسلمين الكتابة والقراءة وعفا عن بعضهم تحقيقا لامر الله عزوجل عندما قال (فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منّا بعد واما فداء حتى تضع الحرب أوزارها )'سورة محمد 40' بل وطبق رسولنا الكريم العفو عند المقدرة عن هذا الاسير عندما أعطى أسيرا' لابي الهيثم بن التيها' واوصاه به خيرا فقال له ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاني بك خيرا فأنت حر لوجه الله 'شعب الايمان للبيهقي 1/128' فهذه المباديء الاسلامية والاسس النبوية في معاملة الاسير تعطي هؤلاء الحاخامات والسجانين دروسا عملية دينية سبقت كل المعاهدات الدولية والاتفاقات المنوطة بحماية الاسرى منذ الآف السنين ومؤكدة أن الاسلام جاء ليقر الرحمة والعدل والسماحة . ولاجل ذلك أرى و بعد هذا التعنت الصهيوني الضارب بعرض الحائط لكل القيم الانسانية والدينية في معاملة الاسرى عدة حقائق :
    الاولى: أن يرفع العالم العربي والاسلامي والعالم الحر بكل أطيافه الشبابي والعربي والحقوقي والدولي شعارا واحدا هو فك الحصار عن الاسرى وبكل طريق ممكن ومنها رفع دعاوى لدى المحكمة الجنائية والمؤسسات الاممية لتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة وخاصة المادة(3) والمادة (76) منها ومتابعة القضية من قبل المؤسسات المعنية بحقوق الانسان والمنظمات البرلمانية والدولية وكشف ممارسات الاحتلال الصهيوني بحق الاسرى اعلاميا وقضائيا وتكوين لجان دولية لتقصي الحقائق وكتابة التقارير الرسمية عن ممارسات الاحتلال بحق الاسرى على غرار تقرير (غولدستون) ومتابعته لدى الامم المتحدة والمحاكم الجنائية ويمكن المتابعة بدقة اكثر عن طريق الانفراد بحالة كل اسير على حدة ومنفصلة لبيان الممارسات التي تقع عليه وبها مخالفات للقوانين والاعراف الدولية .
    ثانيا: تسيير السفن لفلسطين من أجل الاسرى وتسخير الاعلام لابراز الممارسات البشعة بحقهم والمطالبة بزياراتهم ليس من المقربين اليهم بل من أي جهة كانت سواء على مستوى الافراد او الجماعات او الهيئات الدولية او المؤسسات الاممية وذلك لرفع معنوياتهم وشحذ هممهم وابراز قضيتهم حتى لو منعوا من زيارة السجن نفسة فمجرد التمكن من زيارة فلسطين ودخولها تحت عنوان 'نحن قادمون لزيارة أسرى فلسطين ' أو 'نحن قادمون لزيارة الاسير فلان' هذا يعطي اندفاعا وعلوا للهمة ورفعا للمعنويات لتثبيت الاسير واعانته على الصبر والصمود وياحبذا لو كانت الزيارة لمدينة القدس نفسها والتي ماأحوجها اليوم لوقوف الشعوب العربية والاسلامية بجانب أهلها ومؤازرتهم حتى يصمدوا ويثبتوا على ارضهم وبيوتهم من الهجمة الصهيوني على مدينة القدس والمسجد الاقصى فأهل القدس اليوم أحوج الى التضامن معهم من اي وقت مضى،فلامانع شرعا من دخول القدس بأي طريقة كانت للصلاة في المسجد الاقصى المبارك والتسوق بالبيع والشراء من حوانيت المقدسيين وانعاش اقتصادهم بل والمبيت في فنادقهم لدعمهم ماديا ومعنويا بطريقة مباشرة وكذلك دخول المسجد الاقصى والصلاة فيه حتى تمتليء ساحات المسجد بالمسلمين من كل فج عميق وكل هذا لايعني التطبيع أو التأييد لسلطة الاحتلال أو الاقرار باحتلاله فزيارة السجين لاتعني التطبيع والاقرار بوجود السجان فيجب عدم مقاطعة مدينة القدس ويجب ان نستثمر ونعمر فيها فكل من يستطيع الوصول اليها من شخصيات عربية اعتبارية او افراد أوجماعات او مثقفين وشعراء وادباء وفنانين عرب او اجانب متضامنين فليفعل وليرفع شعار أنا قادم لفلسطين والقدس وزيارة الاسرى، فهذا دعم للمرابطين على ارض القدس وفلسطين وتثبيتا لصمودهم فالصراع على القدس في اشده وأصبح صراع بقاء وفرض واقع لقلب القوانين والاتفاقيات ويجب ان نكون السابقين بفرض هذه الوقائع لا الانتظار حتى نجد أنفسنا عاجزين عن تغييرها فظاهرة افراغ القدس من أهلها ماهو الا البداية لافراغها من كل ماهو عربي واسلامي والعرب للاسف منقسمون على حرمة أو جواز زيارة فلسطين والقدس وبأي تأشيرة .
    مع ان الامر واضح والرسول صلى الله عليه وسلم فعلها قبل اربعة عشر قرنا أثناء 'عمرة القضاء' عندما دخل مكة وطاف حول الكعبة وبها الاصنام واعدائه من كفار قريش وقد روى في ذلك 'ابن اسحق عن ابن عباس' ان جمعا من الكفار اصطفوا له عند دار الندوة لينظروا اليه واصحابه وتحدثوا فيما بينهم أن محمدا وأصحابه في عسرة وجهد وشدة فدخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة وطاف بالبيت . . . وكان الصحابي عبدالله بن رواحة آخذا بخطام راحلة الرسول وهو يقول:
    خلوا بني الكفار سبيله . . . . خلوا فكل الخير في رسوله
    يارب اني مؤمن بقيله. . . . . أعرف حق الله في قبوله
    نحن قتلناكم على تاويله . . . كما قتلناكم على تنزيله
    ضربا يزيل الهام عن مقيله. . . . ويذهل الخيل عن خليله
    فنهره عمر بن الخطاب قال ياابن رواحه . فرد عليه رسول الله ياعمر:اني اسمع،ولكنه واصل الكلام وكان ذلك في عمرة القضاء ولم يكن فتح مكة بعد وكانت الاصنام على حالها حول الكعبة (سيرة ابن هشام 4/13)
    الامر الثالث :وهو التمسك بثبات واصرار وقوة الموقف وعدم التنازل عن الشروط لاتمام صفقة التبادل للاسرى مع الجندي شاليط لان الامل معقود على الخروج بصفقة مشرفة تخرج اكبر عدد ممكن من الاسرى .
    ونؤكد على ان مساندة الاسرى ودعمهم هي فريضة شرعية ووطنية يجب اعطاؤها الاولوية جنبا الى جنب مع قضية القدس وفلسطين.

    (المصدر: أمد للإعلام)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية