19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    " الشيخ خضر" يفك سلاسله..

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    بقلم: ريما كتانة نزال
    صمم الشيخ "خضر عدنان" على القيام بإجراء أحادي الجانب، ودون أدنى اهتمام بالمحكمة وبلائحة الاتهام التي لا تقدم في حالته، ودون اكتراث بأن يجحف قراره بشروط ونتائج الاعتقال الإداري، فانهمك في تنفيذ فكرته بهدوء قاتل.
    الشيخ الزاهد بملاذ الحياة الزائلة وإغراءاتها، ولم يكن بحاجة سوى إلى نقاش نفسه بعد صلاة الهزيع الأول من الليل، وإلى إجابة واضحة على طلب الاستخارة، وأن يتبين الخيط الشرعيّ الفاصل بين تضحيته بذاته من أجل شعبه ورسالته.. وبين ذهابه إلى الموت بوعي وإرادة فردية خالصة. كتم سره وحزم أمره برفض الخنوع والركوع سوى للخالق، وبدأ بالشروع في شدّ قيوده إلى بطنه، يفككها زردة تلو أخرى، وبين فاصلة وثانية يثبت مسمارا في نعشه.
    تلقى الرجل الجواب الشرعي من قداسة الحياة، حيث اختار الله لنا النضال من أجلها ضد من يمنعها، وخيرنا بين الاستسلام لدوافع ومآرب الاحتلال غير المحتوم، وبين تبعات النضال المقدر في الوقت المعلوم والمدقق.
    لم يكن بإمكان زهد "خضر" وشفافيته أن يطبّع علاقته بالذل والمهانة، ولم يكن لكبريائه أن يتكيّف مع عنف وعذاب الجسد والنفس، وفي جدال وحوار مع نفسه، تعثرت روحه في حمأة خيارين لا ثالث لهما، خيار القتل البطيء بعذاب القهر والشبح والضرب والجلد والذل، وخيار الموت جوعاً وعطشاً وافتقاداً، وما بين السفر بينهما اختار أن يقهر الجلاد بطهره، وأن يفتدي القضية بفناء الجسد.
    اكتشف بأن مصيره واحد، مستنتجاً بأن نهايته على يد الاحتلال في كل الأحوال بفارق وحيد، أن يتحول وهنه إلى قوة متفجرة بوجه السجان، ويزدري بضعفه قوة القوانين الاحتلالية، وينفض الغبار عن عنصرية الاعتقال الإداري.
    تجاوبت أطراف الجسد بتناغم مذهل مع الفكرة، وتفانى الوهن في الدفاع عن قوة القضية، وانفتح المعنى على أبعاده، وبلغ المجد ذروته بإجابته على أسئلة الوجود والجدوى والصبر. ويوما بعد يوم لم تنفك أمعاؤه الخاوية تفتح النوافذ على علو الجدران الأربعة، وتعزيز أبعاد جديدة على المرافعات القانونية التي من شدة تكرارها أصبحت طبيعية ومنطقية لكنها لا تحرك ساكناً.
    اقتنع الشيخ بخطته ورسالته، بل وأقنعنا جميعا بمقاصده ونبله، بل واكتشفنا المساحة الخطيرة للتمايز الفردي.
    زاد احترامنا له واستسلمنا لإرادته المنفردة مع ضغط حاجتنا للقدوة والمثال، في زمن يتيح الفرص لفيض من المناقصات والمزايدات.
    فكرة ملهمة ومعمّرة، تعاظمت بتجاوب أطراف الجسد الضعيف معها داعمة لها بالصبر.  واصطف الجميع الأمعاء والأعصاب والعظام والقلب، خلف فكرة رجل واحد جاهزين للإدلاء بالشهادة. رواية الشيخ منسوجة من رحيق روح تمردت على كل ما أصبح طبيعيا ومكررا، رواية نفخت نفير الوجع وقرعت طبول التوهج في جميع الاتجاهات، من أجل راحة مشهد فكرة ارتجالية أخذت وقتها لتصل إلى جلبتها.
    خضر لا يحب أن يتنبأ بالنتيجة، هو فقط نظر بعمق نحو ذاته، وألقى بصخرته في المياه الراكدة، داعياً إلى زوال الوهم، لكنه موقن بأن الفردوس في انتظاره.
    "خضر" جاء إلى الحياة بأحلام وتوقعات كبيرة، واقتحم الدنيا مفعماً بالأمل والصلابة، ولم تكن الحياة تتسع لأحلامه، فرمى السلام على من يكمل الحكاية.

    (المصدر: صحيفة الأيام الفلسطينية، 19/2/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية