19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    خضر عدنان: انتصار الأمعاء مرّة أخرى

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    بقلم: أشرف العجرمي
    الإعلان عن قيام الأسير خضر عدنان بفك أو تعليق إضرابه عن الطعام بعد 66 يوماً من إضراب متواصل، حطم رقماً قياسياً، هو انتصار لإرادة هذا المناضل في وجه الإجراءات الاحتلالية الظالمة التي تفرضها السلطات الصهيونية على الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وخاصة الاعتقال الإداري الذي ينفرد فيه الاحتلال دوناً عن كل دول العالم في تطبيقه. ولكن هذا الانتصار الذي يضاف إلى سلسلة انتصارات عظيمة حققها الأسرى الفلسطينيون في السجون والمعتقلات الصهيونية هو انتصار جزئي لأنه ينهي فقط اعتقال الأسير خضر عدنان، أو بالأحرى يمنع التجديد الإداري له بعد انقضاء الفترة التي قررتها سلطات الاحتلال وهي تنتهي بعد شهرين، وهذا حسب صحيفة "يديعوت احرونوت (21/2) التي قالت إن المحكمة العليا قررت عدم التمديد له والإفراج عنه بعد شهرين، ولا يتحقق الانتصار الكامل في هذه القضية سوى بإلغاء الاعتقال الإداري بصورة كاملة.
    الاعتقال الإداري هو نمط من الاعتقال غير المحدد بسقف زمني عندما تفشل سلطات الاحتلال في الوصول إلى دلائل وإثباتات حول قيام أي مواطن فلسطيني بعمل ما يخالف قوانين وأنظمة الاحتلال لكي تتم محاكمته والحكم عليه بناء على التهمة الموجهة إليه من قبل المحاكم العسكرية التي يعتبر وجودها في حد ذاته مخالفاً للقوانين الدولية، كما هول حال الاحتلال نفسه. وهو سيف يسلط على رقبة أي مواطن لا يرضى الاحتلال عن سلوكه، أو ترغب في معاقبته، أو حتى في إطار التدخل السياسي في الشأن الفلسطيني كما يحدث مع اعتقال نواب المجلس التشريعي، الذين يجري اعتقالهم في الأغلب اعتباطاً ودون وجود "مخالفات" وفقاً للقوانين والأنظمة العسكرية الصهيونية. ويمكن لأي فلسطيني أن يمكث سنوات طويلة في السجن، ويجدد له الاعتقال الإداري بصورة شبه تلقائية، لأن السلطات العسكرية الصهيونية لا ترغب في رؤيته خارج الأسوار.
    في قضية خضر عدنان، أثبت الشعب الفلسطيني مجدداً أنه وفيٌّ لأسراه ويهتم بشؤونهم وأخبارهم ومعاناتهم، وهذا ما عبّر عن نفسه في التحركات الجماهيرية في مختلف مناطق الوطن، وحتى في الشتات. صحيح أن هذه التحركات لم تكن حاشدة بما يكفي، باستثناء التظاهرة الكبيرة التي نظمتها حركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، ولكنها عبّرت عن قلق الجماهير على وضع الأسرى وما يتعرضون له من ظلم وأذى وتنكيل على أيدي سلطات الاحتلال.
    وعدا عن التعاطف الشعبي الواسع مع إضراب الشيخ خضر عدنان والحرص على حياته في سلسلة الفعاليات التي تم تنظيمها، كشفت هذه القضية عن ضعف الأحزاب والقوى السياسية وعدم ارتباطها بالجماهير وعدم قدرتها على الحشد وإقناع الناس بتلبية نداءاتها، ربما لأن الناس شعروا بعدم الجدية، أو لأن الرصيد الشعبي لغالبية القوى والتنظيمات تآكل. وهذا إنما يدل على وجود فجوة حقيقية بين الشارع والقيادات السياسية التي بالكاد استطاعت أن تلم حول نفسها بضعة مواطنين لا يتجاوزون العشرات في أفضل الأحوال. لكن أخطر ما كشفته قضية خضر عدنان هو عدم وجود حركة أسيرة موحدة ومنظمة قادرة على التصدي لإجراءات وممارسات وسياسات الاحتلال، فحجم التضامن مع الشيخ عدنان في السجون والمعتقلات كان ضئيلاً ولا يرقى إلى المستوى اللائق بالحركة الأسيرة التي باتت تفتقد الخطوات والاستراتيجيات الموحدة. ومن المؤسف ألاّ تحرك قضية تعرض مناضل للأذى وإصراره إلى تعريض حياته لخطر الموت المحقق كل الحركة الأسيرة لتهب هبة رجل واحد تدافع فيها عن حياة أسير، في قضية يمكن أن تمس الجميع، وكان يمكن أن تُسجل فيها سابقة كفاحية أو عودة إلى الماضي المجيد والمشرّف للحركة الأسيرة.
    للأسف لا تزال الحركة الأسيرة تعيش حالة التشرذم وعدم وجود وحدة حقيقية حتى في الأمور التي يجمع عليها كل الأسرى، بعيداً عن الخلافات السياسية وأية أشياء يمكن أن تعكر صفو الوحدة. لا زلنا نشاهد حركة مفتتة غير قادرة على الإجماع على الإضراب ليوم واحد كحد أدنى أو حد أقصى لا يهم.
    إن حركتنا الأسيرة التي كانت النبراس لكل أبناء الشعب، تزرع فيه العزيمة والجلد والقدرة على المواجهة، وتجسد في عيون الجميع صورة رائعة ومثالاً يحتذى في الوحدة رغم كل الظروف؟!! ماذا جرى أيها الأبطال حتى تنطفئ بعض شموعكم، وتتنازعكم الأهواء والمصالح وتتأثروا بقذارة السياسة ولغط السياسيين، وتنسوا أصل وجودكم في الأسر، وتتجاهلوا الحقيقة الصلبة العنيدة الواحدة التي تقول إن عدوكم واحد هو الذي يكبلكم بالأغلال ويمنع عنكم الشمس ويحتجز حرية أجسادكم؟!
    قد يكون كلامنا قاسياً على هؤلاء الأبطال ولكن العتب يكون على قدر الأمل والمحبة. ولنا أن نلومهم لأننا لا نتوقع منهم سوى كل ما هو مشرّف ومدعاة للافتخار، ولكننا لا ننسى أن الحركة الوطنية كله بمركباتها الوطنية العلمانية والإسلامية تعيش حالة متأزمة، تبدو فيها وكأنها فقدت البوصلة أو فقدت القدرة على التأثير. ولم تعد لديها روح المبادرة والابتكار، وهي لا تزال تنتظر من الجماهير أن تثور لكي تركب هي على صهوة أي ثورة شعبية وتتنازع فيما بينها الادعاء من هو المفجر والقائد لهذه الثورة.
    لقد بتنا في وضع المتلقي الذي ينتظر مصيره، أو ينتظر أن يأتيه العون من الخارج، هذا هو حال فصائلنا وقوانا المختلفة، ولكن شعبنا غير ذلك ويستطيع دائماً أن يفاجئ وينقذ الوضع.

    (المصدر: صحيفة الأيام الفلسطينية، 22/2/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية